ظهرت في الآونة الاخيرة عدة حالات تعاني من اعراض مرض "الحمى المالطية" في النقب، وهو مرض ينتقل من المواشي الى الانسان عن طريق تناول لحوم والبان الماشية المصابة به، ما يثير الذعر في صفوف الأهالي.وذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية انه تم اكتشاف بعض الحالات المصابة بالمرض في مدينة رهط ومحيطها، ومناطق أخرى من النقب، الامر الذي استدعى رئيس بلدية رهط بمطالبة الحكومة الإسرائيلية التدخل من أجل القضاء على هذا المرض الخطير.ويعزوا اهالي النقب ظهور المرض الى كثرة حضائر الأغنام وسط القرى والبلدات، وغياب الإشراف البيطري عليها، وذلك بسبب منع المؤسسة الإسرائيلية مربي المواشي من بناء حضائر لاغنامهم في مناطقهم الزراعية، وحرمانهم من اي ارشادات بيطرية كما تفعل مع مربي المواشي اليهود في مزارعهم التي تمتد على مئات الدنومات في النقب .ما يضطرهم لبناء تلك الحضائر داخل الاحياء السكنية، والاعتماد على الطرق التقليدية في رعاية تلك المواشي.علي الحواجز احد سكان بلدة حوره، وصاحب حضيرة اغنام قال، اننا نتفهم مطالبة الناس لنا بإخراج الحضائر من المناطق السكنية، لكننا ما لجأنا لبناء تلك الحضائر الا بعد أن حاصرتنا المؤسسة الإسرائيلية، وهدمت كل حضائر الأغنام التي كانت موجودة في مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية، بحسب قوله.من جانبه قال يوسف ابو بلال من مدينة رهط، ان وجود حضائر الأغنام وسط الاحياء السكنية هو امر لا يطاق، خاصة بعد ظهور اصابات بعدوى مرض الحمة المالطية التي تنتقل من المواشي الى الناس.بدوره قال معين العطاونة من بلدة حوره، اننا توجهنا إلى المجلس المحلي في حوره للمطالبة بإخراج جميع حضائر المواشي من داخل البلدة، الى المنطقة التي اعدها المجلس لتربية المواشي شرق حوره.واضاف بانه لا يمكن أن نرضى بان تكون صحة اطفالنا في خطر، بسبب سياسات المؤسسة الإسرائيلية العنصرية تجاه كل شيء في النقب وعلى رأسهم مربوا المواشي.يشار إلى أن الاف الاسر الفقيرة في النقب تعيش على تربية الأغنام والتجارة بها، وهي طريقة عيش تقليدية متوارثة في النقب على مدار الأجيال.وقد سعت المؤسسة الإسرائيلية ولازالت لتدمير وتحجيم تربية المواشي في النقب عن طريق سن عدة قوانين عنصرية ضدهم، كان اخرها فرض ضرائب باهظة الثمن، ومنع تربية اكثر من 100 رأس غنم لكل صاحب حضيرة، والكثير من المضايقات التي تسعى لتصفية هذه الصناعة، لأنها بنظرهم واحدة من الأدوات التي تحفز اهل النقب على التمسك بارضهم بحسب المتابعين.والحمى المالطية هي مرض جرثومي واسع الانتشار في بعض مناطق العالم وخاصة حوض المتوسط، وهو مرض مشترك بين الانسان والحيوان، يبدأ بحرارة مستمرة او متقطعة وصداع ووهن، وتعرق غزير ونقص بالوزن والام مفصلية، مع ظهور بعض الاعراض النفسية كالأرق والاكتئاب، وقد يستمر لعدة اشهر ومن شانه الى عام في بعض الأحيان.وقد يعود المرض للظهور على شكل نكسات اذا لم يعالج بشكل جيد، ويحدث الشفاء غالبا من هذا المرض، الا في حالات خاصة، ومن شان المرض ان يؤدي الى اذيات عظمية ومفصلية والتهابات بولية، الى جانب التهاب شغاف القلب والسحايا والدماغ، وتنتقل العدوى من الحيوان المصاب الى الانسان، لكنها لا تنتقل من انسان الى اخر!!
رهط..النقب : الحمى المالطية تغزو النقب وتثير الذعر في صفوف الأهالي !!
10.04.2015