أحدث الأخبار
الاثنين 16 أيلول/سبتمبر 2024
1 2 3 47598
جرائم حرب :"حزام ناري" مسح عائلة بشائر العبيد من السجل المدني!!
07.09.2024

"طارت من بيتها لحظة القصف حوالي 200 متر". هكذا وصفت ابنة عم بشائر العبيد ما حل بها في ذلك اليوم المشؤوم. لحظات حبست فيها بشائر أنفاسها، وجعل ذاكرتها تخونها في معظم الأحيان، دون أن تصدق، أو يصدق أحد أنها لا تزال على قيد الحياة.بدأت معاناة بشائر حين شن الاحتلال الإسرائيلي حزاماً نارياً طال بيت عائلتها بتاريخ 3-3-2024. تقول ابنة عمها: "في تمام الساعة السابعة مساءً، غدر الاحتلال بهم، حيث استشهد والدها ووالدتها وأختها الوحيدة وإخوتها وزوجة أخيها وطفلتها". وأضافت: "لا يزال حتى اللحظة عدد من أفراد عائلتها تحت الأنقاض، عبارة عن أشلاء".أما بشائر فقد أصيب بشظية استقرت في رأسها، ولم تخضع لأية عملية جراحية خشية من التسبب بإصابتها بالشلل. وقال ابنة عمها: "قرر الأطباء عدم إجراء أية عملية جراحية نظراً لوجود الشظية في منطقة حساسة من الرأس". وتابعت: "سبب ذلك لها ثقباً في الأذن، وعدم قدرة على الحركة بشكل طبيعي في الجهة اليسرى من جسمها، فاضطر أنا وأخواتي إلى حملها وتحريكها".47 يوماً قضتها بشائر داخل العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، بلا طعام أو شراب، تروي ابنة عمها: "كانت حالتها خطيرة جداً، والأطباء فقدوا الأمل من شفائها، وأخبرونا بأنه في أية لحظة يمكن أن تستشهد، لذلك لم تكن تأكل شيئاً، ما أصابها بسوء تغذية أفقدها وزنها بشكل كبير".تكمل: "بعد ذلك وضع الأطباء لها بربيش في رقبتها تتناول من خلاله أشياء بسيطة حسب قدرتها على البلع".امتلاء المستشفى بالمصابين دفع الأطباء لإخراج بشائر من العناية المركزة، واستبدالها بمصاب آخر حالته خطيرة، تقول ابنة عمها: "إصابتها جعلتها تعاني من فقدان الذاكرة في معظم الأوقات، لا تتذكر الناس، أحياناً تعرفهم وأحياناً كثيرة تنسى".
منذ ستة أشهر وبشائر تعاني حتى اللحظة من سوء التغذية، الأمر الذي ضاعف بشكل كبير من إصابتها وتأثيرات هذه الإصابة. تتابع: "أصبح لديها اعوجاج في العمود الفقري، وانتفاخ في البطن، وعدم قدرة على النطق، ناهيك عن ارتفاع وانخفاض ضغطها بشكل مفاجئ".تردف: "تعتمد بشائر في غذائها على السوائل والشوربات فقط، والأطباء منعوها من تناول الخبز، لأنه يسبب لها إمساكاً، وهي غير قادرة على الحركة".تتناول بشائر الكثير من الأدوية دون نتيجة ما أثر عليها جسدياً، وأدى إلى إصابتها بحرقان في الأوردة، تردف ابنة عمها: "ست أشهر وهي بالمستشفى دون أن تتلقى العلاج المطلوب، فقط تتناول علاجاً ضد الجلطات والتشنجات".
أكثر من خمس مرات يومياً، يُجري لبشائر الأطباء عمليات شفط حتى تتمكن من التنفس، وأحياناً كثيرة تتجاوز العشر مرات، تتابع: "تتم العملية عبر بربيش وضعه الأطباء في رقبتها ويقومون بشفط البلغم المتراكم في الصدر".فماذا عن نوبات الاكتئاب النفسي التي تمر بها بشائر؟ تجيب ابنة عمها: "دائماً تسأل عن أمها وحين تدرك أنها استشهدت ولن تعود، تبكي كثيراً وتعصّب أكثر، فيسخن رأسها مكان الشظية ويعود النزيف، فيضطر الأطباء لوضع المحاليل لها، وأحياناً يعطونها أدوية منومة حتى تهدأ وتنام".أحياناً كثيرة تفكر بشائر في الموت والالتقاء بعائلتها، تكمل: "تريد أحياناً خنق رقبتها بالبربيش، وأحياناً أخرى تعض يدها حتى يتغير لونها للأزرق"، تعقب: "تصل لنفسية سيئة جداً، ولا تتلقى علاجاً نفسياً".تحتاج بشائر لعملية جراحية خارج قطاع غزة حتى يتم شفط الدم المحبوس داخل رأسها وتعود لها ذاكرتها بشكل كامل، ووفقاً للأطباء فإن نسبة شفائها 70%، تقول ابنة عمها: "نطالب الجميع بالتدخل العاجل لإنقاذ حياتها قبل فوات الأوان وحتى تستطيع المشي على قدميها"، تردف: "أقل شيء تروح على الحمام بنفسها".

1