أحدث الأخبار
الأربعاء 30 تشرين أول/أكتوبر 2024
1 2 3 47694
شهداء بينهم أطفال في قصف إسرائيلي لمنزل بمخيم النصيرات, مراكز الإيواء والمدارس في غزة أصبحت قبوراً… بعد تصعيد الاحتلال لاستهدافها!!
19.07.2024

منذ إعلان الجيش الإسرائيلي دخول الحرب مرحلتها الثالثة التي تعتمد، حسب زعمه، على «غارات جوية مُكثفة من خلال معلومات استخباراتية» تصاعد قصف مراكز الإيواء وخيام النازحين في مختلف مناطق قطاع غزة من الشمال إلى الوسطى والجنوب.فخلال الأسبوعين الماضيين تم استهداف تسعة مدارس معظمها تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بينها مدرسة «القاهرة» في حي الرمال وسط مدينة غزة، وقبلها مدرسة «صلاح الدين» في حي الرمال، ومدرسة «الرازي» في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وكذلك مدرسة العودة في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس، في التاسع من يوليو/تموز.وجميع المدارس كانت تؤوي آلاف النازحين وتعتبر مراكز للإيواء، تُشرف عليها «الأونروا» وتتشارك الوكالة إحداثيات مواقعها مع جيش الاحتلال، عدا مدرسة القاهرة التي تتبع لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.وحتى صباح أمس الخميس ارتفع عدد شهداء مجازر الاحتلال بحق المدارس ومراكز النزوح إلى مئات الشهداء، وأضعافهم من الجرحى والإصابات، في حين تقدر «الأونروا» عدد الشهداء الذين قتلهم قصف الاحتلال داخل مدارسها بـ540 شهيداً، وجميعهم كانوا نازحين يحتمون بالمرافق التي ترفع علم الأمم المتحدة، وبعضهم نزح إليها منذ بداية الحرب، كما رصدت الوكالة أكثر من 1650 مصاباً خلال تلك الاستهدافات، والمئات منهم أصبحوا من ذوي الإعاقة.وبعد استهداف مدرسة الرازي قبل أيام، أكدت «الأونروا» في بيان لها، أن نحو (70٪) من مدارسها في قطاع غزة جرى استهدافها منذ بدء العدوان.وذكرت أن أكثر من 95٪ من هذه المدارس كانت تستخدم كملاجئ استهدفها القصف الإسرائيلي.وبينت أنه بعد استهداف ثلاث مدارس خلال الشهر الماضي، جرى إرسال بيانات وإحداثيات كل المدارس إلى سلطات الاحتلال، مع المطالبة بحمايتها باعتبارها مرافق أممية، لكن 5 مدارس تابعة للوكالة تم استهدافها بعد ذلك في منطقة واحدة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.خلال الشهر الأخير وحده، استهدف جيش الاحتلال 15 مدرسة كانت تؤوي نازحين في أنحاء قطاع غزة، من بينها 11 مدرسة تتبع وكالة «الأونروا» والتي أكدت أن هذه تعد أطول سلسلة استهدافات لمؤسسات أممية في أي مكان في العالم منذ نشأة منظمة الأمم المتحدة في عام 1945، ما أفقد تلك المؤسسات صفة الحماية الدولية، وجعلها أماكن غير آمنة.ومن خلال رصد جميع الوقائع التي استهدفت، قام الاحتلال بتعمد قصف ساحات المدارس وبعض الصفوف وغرف الإدارة من دون سابق إنذار، كما حصل في كل من مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية ومدرسة الرازي ومدرسة صلاح الدين ومدرسة الجاعوني ومدرسة ابو عربان، وهي سياسة عسكرية إسرائيلية يعتبرها مختصّون أنها محاولة لإجبار النازحين على إخلاء مراكز النزوح حتى يتثنى لطائرات الاستطلاع وأجهزة المخابرات مراقبة تحركات عناصر المقاومة خصوصا في المناطق المزدحمة مثل منطقة «المواصي» غرب محافظة خان يونس، ومخيمات اللاجئين وسط وغرب دير البلح والنصيرات والمغازي والزوايدة (المحافظة الوسطى).وبعد قصف مدرسة الرازي وسط مخيم النصيرات، اُجبر عدد من النازحين على مغادرة المدرسة التي اعتبروها مكاناً آمناً لإيوائهم في اتجاه مخيمات دير البلح، وافترشت النساء منهم ساحات المدارس، رغم أنها مكتظة بالنازحين، بينما نصب الرجال خياماً بالقرب من المدارس والشوارع الرئيسية. من هؤلاء أنس حمدية الذي دمُرت خيمته الموجودة في ساحة المدرسة في المجزرة الأخيرة، والذي يؤكد أنه اصطحب زوجته وأطفاله إلى المدرسة، بينما لم يجد بديلاً عن الخيمة كون منزله دُمّر بالكامل، ومنازل أقاربه غالبيتها في مدينة غزة.يقول حمدية لـ «القدس العربي»: «أصيب ابني الأصغر يزن (4 سنوات) في المجزرة، ولولا ستر الله لكانت إصابته قاتلة، وحرقت خيمتي التي أبيت فيها، عندها قررنا المغادرة، وبدأت البحث عن مكان جديد للنزوح، قررنا الذهاب إلى مدرسة في دير البلح. أدرك أن المدارس جميعها معرضة للقصف مثل مدرسة الرازي، وليس هناك مكان آمن، لكن ليس لدينا خيارات اُخرى، وكل مكان في قطاع غزة معرض للقصف».وحسب قوله «أصبحت مراكز الإيواء والمدارس قبوراً لنا بدلاً من أنْ تكون ملاذًا آمنًا، وندعو الله أن تتوقف هذه الابادة ويتوقف الاحتلال عن قصف مراكز النزوح لأنها تؤوي المدنيين الهاربين من جحيم الحرب وجميع من فيها فقط من النساء والأطفال والمسنّين. تحدثنا مع موظفي الأونروا، فأخبرونا أن علينا توفير الحماية لأنفسنا، وأنهم لا يملكون فعل شيء لحمايتنا أو حتى حماية أنفسهم».مدرسة «أبو عريبان» التابعة لـ «الأونروا» في مخيم النصيرات كانت على موعد مع مجزرة يوم الأحد الماضي 14 يوليو، حيث بلغ عدد الشهداء فيها 22 شهيداً، إضافة إلى 102 من الجرحى، ما دفع بعض النازحين إلى مغادرتها ولا يزال أكثرهم يبحثون عن مأوى جديد في مناطق الخيام، أو على شاطئ البحر الذي بات ملاذاً لكل الهاربين من حمم الصواريخ التي تنهال على مراكز الايواء والمدارس. وقد أصيب أربعة من أبناء محمد العبيد (60 سنة) في المجزرة، وخضع ابنه الأصغر محمد لعملية جراحية في مستشفى شهداء الأقصى لبتر ساقه، وعندما استيقظ لم يكن يدري ما حصل له، وأصيب بصدمة حين أدرك بتر ساقه، وهو يخضع حالياً للعلاج، وتتطلب حالته نقله للعلاج في الخارج للتعامل مع الالتهابات التي أصيب بها في منطقة الحوض وتفسخ العضلات.يقول العبيد لـ «القدس العربي»: «أغلب النازحين في المدرسة جاءوا من شمال القطاع، وأنا نازح من قرية أم النصر (القرية البدوية) في أقصى الشمال».ويزيد: « أطلق الاحتلال عبر طائراته الحربية صاروخين في اتجاه الصفوف المكتظّة، ما أدى إلى تناثر أشلاء الشهداء في محيط المدرسة، وقد عثرنا بعد يوم من المجزرة على ساق ابني المبتورة، والتي تعرفنا عليها من الحذاء المهترئ الذي كان يرتديه، وقمنا بدفنها من دون علمه».يضيف: «هذه المجزرة تسببت بأعداد كبيرة من حالات البتر والحروق، فانفجار الصاروخ خلف حريقاً، ونقلنا العدد الأكبر من الشهداء والمصابين إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات، وهناك عجزت الطواقم الطبية عن التعامل مع عدد من المصابين، بمن فيهم ابني، والذي كان على حافة الموت لأن إحدى الشظايا دخلت صدره، وكانت قريبة من القلب فنقلناه سريعاً إلى مستشفى شهداء الأقصى».ويواصل: «أقيم حالياً في المستشفى، وأنام في خيمة كي أبقى قريباً من ابني المصاب، وأتطلع لتحسنه لنغادر المستشفى، حتى لو إلى خيمة على شاطئ البحر. لا مكان آمن، ولا الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي يقومون بحمايتنا، وأصبحنا نشعر أن وجودنا في المدارس خطر على حياتنا، وربما أخطر من البقاء في منازلنا الحدودية».ويكمل العبيد: «إسرائيل تبرر قصف المدارس بوجود بعض العسكر بداخلها، ولكن كما تشاهدون جميع الشهداء والإصابات هم من المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، الاحتلال يحاول قتلنا بشتى الطرق من أجل إظهار صورة انتصار وهمية له أمام جمهوره وأمام العالم، ولكن هو ينتصر على أشلاء الأطفال وركام المنازل والشجر والحجر، هذه المناطق الآمنة المصنّفة «إسرائيليًا» يقوم بقصفها بشكل مباشر ومن دون انذار، وهي أيضًاً مدارس تتبع للأمم المتحدة، ولا أحد يستطيع حمايتنا من مسلسل القتل الهمجي الذي تمارسه إسرائيل ضد ابنائنا، وليس لدنيا مكان نقصده، على العالم أن يضع حدًا لهذا».وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدرسة عبد الفتاح حمودة في حي التفاح شرق مدينة غزة في 25 يونيو/حزيران الماضي، ما أسفر عن استشهاد 13 وإصابة أكثر من 50.كما قصفت مدرسة موسى بن نصير الحكومية في مدينة غزة في الرابع من تموز /يوليو، مما تسبب في استشهاد 5 واصابة 15 آخرين. وقصفت مؤخراً مدرسة صلاح الدين الاعدادية للاجئين مما أسفر عن 7 شهداء وعدد من الاصابات، كما قصفت مدرسة القاهرة التابعة للحكومة الفلسطينية مما أدى إلى استشهاد 13، غالبيتهم من الأطفال، وعشرات الاصابات.!!

1