كتبت وكتب حنين حمدونة ـ محمد عيسى....تحمل بين يديها طفلاً رضيعاً، تعتني به وتطعمه بعض الطعام المهروس في ظل اشتداد ظروف المجاعة على شمال قطاع غزة، وتحاول جاهدةً الاعتناء بالطفل على الرغم من أنه لا يبدو عليها أنها اعتادت الأمر. فهي عروس الحرب التي لم تنجب بعد، ولم تحظ بظروف العيش الأمن في ظل الحرب ومقتل جميع أفراد عائلة زوجها، ما جعلها تعيش الأمومة لطفل فقد كافة أفراد عائلته دون سابق انذار.تقول صابرين محمد الهرش (17 عاماً) «تزوجت في 4 تشرين الأول/ أكتوبر، وعندما بدأت الحرب كنت عروساً، وفي يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي العمارة التي نسكن فيها، واستشهد كافة أفراد الأسرة وتبقى ابن شقيق زوجي وهو طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، كتب الله ليّ ولزوجي وللصغير عمراً جديداً بعد انهيار البيت علينا، ومنذ ذلك اليوم كنت اعتني بزوجي الذي أصيب في ساقه واضطر الأطباء لزراعة أسياخ بلاتينية فيها، وبالطفل الصغير». وأضافت «أحمل الصغير وأنزح به من مكان لآخر، أخشى عليه أن تتكرر المأساة من جديد، فأنا أشعر وكأنه ابني، صحيح أني لم أنجبه وكنت في بداية حياتي الزوجية، وغير مهيأة للانجاب ولكن الطفل بقي بلا أم وأب والوضع الحالي يستوجب علينا الوقوف صامدين في ظل الظروف الصعبة».وفي ظل تكرار ظروف المجاعة في مدينة غزة تواجه صابرين صعوبات كثيرة في تأمين الغذاء المناسب للطفل.
*نجت من مجزرة مروّعة بعد أسبوع على عقد قرانها
وذكرت أنها تزوجت وكانا قد حضّرا بيت الزوجية من أثاث وملابس، لبدء حياتهما، ولكن قبل بدء الحياة أنهى جيش الاحتلال كل أحلامهم بتدمير البيت وقتل معظم من كان فيه، مشيرة إلى كونها تعيش حياة النزوح والتشرد بالهرب من مكان إلى آخر لتنجو بحياة أفراد أسرتها، والاستقرار في مكان أمن نوعاً ما في ظروف الحرب برفقة زوجها الذي يحمل المسكنات في جيبه طوال اليوم، نتيجة إجراء جراحة لم تكلل بالنجاح نتيجة تردي الأوضاع الصحية في مستشفيات قطاع غزة، بعد خروج 34 مستشفى عن الخدمة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات بشكلٍ مباشر.وحسب ما قالت «بيتنا كان مكونا من أربعة طوابق وكانت تحتمي به ثماني عائلات، استهدفها جيش الاحتلال، واستشهد كل من في البيت والداي وإخوتي وأخواتي وأبناؤهم وأقرباؤنا وكل من لجأ إلى بيتنا».وذكر زوجها «بعد احتضاننا للطفل لم يعد يتوفر الحليب و(السريلاك) في الأسواق واضطررنا لشرائه بأسعار غالية جدا، وصل سعر علبة الحليب الواحدة 120 شيكلا (30 دولارا أمريكيا) بسبب الحصار المفروض على غزة، وفي بعض الأحيان لضعف خبرتنا، وفرنا حليبا واكتشفنا أنه فاسد والطفل أصيب بنزلة معوية، وأنا اضطررت للبحث عن الحليب المناسب في كافة أنحاء غزة، وبالرغم من إصابتي فقد اضطررت للسير على ساقي التي زرع بها الأطباء البلاتين لأتمكن من تأمين الحليب للصغير إذ ليس له أحد يعيله غيري».وأضاف «كانت لدي أحلاماً كثيرة وكان لدي تطلعات بأن أبني حياة مستقرة واستكمل شراء الأثاث لبيتي لنعيش حياة مستقرة، فقد كنت أجلب أثاث منزلي على أمل أن أسدد الأقساط بعد الزواج، ولكن في الحرب تدمر البيت وخسرت كل ما أملك ولم يتبق ليّ سوى الديون، ومسؤوليات كبيرة تجبرني على العمل كبائع متجول لأتمكن من تأمين احتياجات أسرتي وطفلنا بالرغم من إصابتي».
*المصدر : القدس العربي
عروس الحرب في غزة تربي ابن شقيق زوجها!!
14.07.2024