فرضت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، السجن الفعلي لمدة 45 شهرا وغرامة مالية قدرها 9 آلاف شيكل على الشاب طارق كيوان (20 عاما) من جديدة المكر، وذلك على خلفية المشاركة في أحداث هبة الكرامة، في أيار/ مايو 2021، حيث كان قاصرا.وانتقد أكرم كيوان، والد طارق، قرار المحكمة ضد ابنه، وقال لـ"عرب 48" إنه "على الرغم من القرار المجحف بحق ابني إلا أنني أثق بأن الحرية لجميع الأسرى باتت قريبة. يتم زج ابني في السجن قرابة الأربع سنوات بتهمة إلقاء حجر، فيما يتجول المجرمون القاتلون في مجتمعنا أحرارا. ابني معتقل منذ عام ونصف، ومنذ خمسة أشهر لم نتواصل معه، وعلى الرغم من محاولة طارق طمأنتنا إلا أنه فقد من وزنه 20 كيلو داخل السجن".ووصفت جيهان كيوان، والدة طارق، قرار المحكمة بأنه ظالم، وقالت إن "فرض السجن قرابة أربعة أعوام ضد ابني ظالم حدا، وما طلبته النيابة كان قمة الإجحاف بفرض عقوبة مدتها 8 سنوات. نحن لا نملك إلا الصبر والثبات على عزيمة قوية".وقال المحامي شادي ذباح، الموكل بالدفاع عن طارق كيوان، بعد صدور قرار المحكمة إن "النيابة العامة كانت قد قدمت في الجلسة الأخيرة طلبا للقاضي بفرض السجن الفعلي على موكلي بعدد سنوات يتراوح بين 8 - 9 سنوات، إلا أن القاضي قرر السجن لثلاث سنوات وتسعة أشهر، ودفع غرامة مالية قدرها 9 آلاف شيكل".وكانت النيابة العامة قد طالبت في جلسة عقدتها المحكمة المركزية، يوم 13 شباط/ فبراير 2024، بفرض السجن الفعلي لمدة تتراوح بين 8 – 10 أعوام على كيوان.وأدانت المحكمة الشاب طارق بـ"إلقاء حجارة"، وأسقطت عنه تهمة "التخطيط لتنفيذ عملية تفجير لسكة قطار".واعتقلت الشرطة طارق كيوان يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أي بعد عام وخمسة أشهر من أحداث هبة الكرامة، حيث مُنِع بعد اعتقاله من الالتقاء بمحام لمدة عشرة أيام.وإبان أحداث هبة الكرامة، نفذت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، مؤخرا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.وصرحت النيابة العامة أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021، مشير إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و15% يهود".