أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47735
غزة: أبو طعيمة أحد أحياء غزة الشاهدة على الإبادة الجماعية!!
27.11.2023

كتبت بهاء طباسي..«نعلنها أمام العالم، حي عائلة أبو طعيمة بالكامل غير صالح للسكن بعد حرب الإبادة». هكذا أكد مواطنون عائدون إلى بيوتهم في منطقة خزاعة. دك قذائف الاحتلال، حي أبو طعيمة شرق مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، فلا مباني فيها ولا مساكن ولا كهرباء ولا ماء ولا مواصلات ولا بنية تحتية، دمار شامل حل في الحي الراقي الذي كان يقطنه نحو 5000 نسمة.ويقول رشاد أبو طعيمة (44 عاما) أن الفرن والمدرسة والمستشفى والبيوت، كل شيء تمت تسويته بالأرض وعاد ترابا، ولم يعد الحي حيا، بل استشهد كبير عائلة أبو طعيمة كما استشهدت عائلاته، ومثلهم كمثل سائر سكان القطاع نزح أهالي حي أبو طعيمة، الأحياء منهم، إلى المدارس غربي مدينة خانيونس.ويضيف لـ»القدس العربي» خلال حديثه الممزوج بالبكاء والألم: «منذ بداية الحرب ودعنا هذا الحي الكبير الذي لم يعد موجودا على الخريطة»، آملين أن «نعود يوما إلى حالته السابقة، ولكن حتى إن عدنا فلن يكون على نفس الصورة التي ألفوها أصحابها وعانقت ذكرياتهم وأحلامهم على مدار عقود».ويشير بيده إلى منطقتة المنكوبة وهو جالس فوق أنقاض منزله كيف حولت الطائرات الحربية الإسرائيلية المربع السكني كله إلى رماد، قائلا: «لم يكن حي أبو طعيمة هو الضحية الوحيدة لقذائف قوات الاحتلال، فكل محافظات ومناطق غزة شهدت دمارا كليا أو جزئيا».ويهون الرجل على نفسه مصاب عائلته الجلل بقوله: «الحمد لله على كل حال، انظر مدينة غزة لا سيما في مناطق الشمال، خاصة من بين أكثر المناطق التي شهدت دمارا واسعا بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا في شمال القطاع، دمار أحياء تجارية كحي الرمال وتل الهوى والشيخ عجلين ومحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ولكن سنبقى هنا في أرضنا ونعيد بناء بيوتنا من جديد». ويشار إلى أن أكثر من 1400 مجزرة شنها الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلات قطاع غزة بشكل ممنهج، طالت حوالي 60% من مباني القطاع، وهُدم خلالها نحو 46 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وأكثر من 234 ألف وحدة بشكل جزئي حسب احصاءات حكومية.وحتى المستشفيات والمدارس ودور العبادة لم تسلم من صواريخ الطيران الحربي الإسرائيلي، حيث أكدت تقارير رسمية أن إسرائيل استهدفت نحو 270 مدرسة، ونحو 26 مستشفى و55 مركزا صحيا، بينما تعرض 88 مسجدا للهدم الكلي، و174 آخرين لهدم جزئي، فيما استهدفت صواريخها 3 كنائس.ووسط حي أبو طعيمة المدمر مازال صاروخ إسرائيلي لم ينفجر كان قد سقط على بناية سكنية خالية من السكان حينما قصف الطيران الحربي هذا الحي في الشهر الأول من الحرب ولم تتمكن فرق الدفاع المدني التعامل هندسيا مع الصاروخ خلال الهدنة نظرا لخطورة تلك المنطقة الحدودية يقول أحد سكان الحي خالد أبو راضي.
ويضيف «هذه الصواريخ التي لم تنفجر دليل على سفك وتدمير وتهجير المواطنين، هذه هي أهداف إسرائيل ومجلسها الحربي، الذي يسعى بكل قوته الغاشمة لشن إبادة جماعية بحق أهالي غزة وطرد البقية إلى خارج أراضيهم».ويتابع «استهداف الاحتلال الإسرائيلي لعناصر المقاومة ما هي إلا حجة واهية وهدف مزعوم يخفي وراءه طموحه الحقيقي، وهو السيطرة على قطاع غزة واحتلاله بغية زيادة مستوطناته».ويكمل لـ»القدس العربي» حديثه «غزة التي لطالما كانت شوكة في حلقه الأسود، لم يقدر على مضغها فحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي كسرها ومحو معالمها، ولكن هيهات، فكعادتها غزة تعود بعد كل حرب إلى زهوتها وعزتها».ويؤكد «إذا مات البشر ظل الحجر شاهدا، فأحياء منطقة حي أبو طعيمة والمناطق الشرقية في خانيونس لو نطقت لشهدت على بطش إسرائيل وظلمها، وحكَت وروَت للأجيال الحالية والقادمة قصة أرض تُنتهك وتُغتصب أمام مرأى ومسمع العالم».ويتابع «لكن العالم تقمص دور الأعمى الأصم الذي لا يرى ولا يسمع، فقط يتكلم وينطق بترهات لم ولن تنقذ البشر ولا الحجر ولا الشجر، وعلى المعتدي تدور الدوائر»، متسائلا: «ماذا يريد العالم بعد ليتأكد من أن إسرائيل ما هي إلا كيان صهيوني، يسعى بكل غُشم لطرد أصحاب الأرض ليحتلها، ولو أوتيت له الفرصة لاكتسح العالم وطارد أهله حتى يزج بهم في المحيط».
*المصدر : القدس العربي

1