تحدث سامي أبو زهري عضو قيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، في خطاب له من الجزائر، بلغة الواثق من النصر في المعركة التي تخوضها كتائب القسام ضد الاحتلال الإسرائيلي في عقر داره.وقال أبو زهري في تجمع نظمته حركة مجتمع السلم إن “حماس كانت واثقة من النصر حتى وإن كانت تواجه دولة نووية لأنها تعلم أنها ستكون أمام جنود جبناء يفضلون الأسر على الموت، وقد رأيتم كيف كانوا يساقون كالقطعان من قبل رجال المقاومة”.وأبرز القيادي في حماس أن المنظمة مطمئنة لوعد الله لأننا امتلكنا ذلك الشاب الذي يبكي لأن الشهادة فاتته في مواطن الرباط، مؤكدا أن “هذه محطة فقط وليست النهاية ولا يزال في الجعبة الكثير والاحتلال سيكون أمام مزيد من الصدمات”.وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تسير على طريق الثورة الجزائرية التي نعتز بها كفلسطينيين، من أجل تحرير الأرض الذي بدأت حسبه تباشيره، حيث قرر الاحتلال إخلاء مستوطناته المحاذية لغزة وهو إعلان هزيمة بعد البطولات التي صنعتها المقاومة.وعاد أبو زهري إلى عملية طوفان الأقصى التي وصفها بأنها نقطة تحول في تاريخ الصراع الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي، مؤكدا ان هذه العملية جاءت ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الذي ضاعف من اعتداءاته وتدنيسه المسجد الأقصى والمستوطنين الذين داسوا الناس وأطلقوا الرصاص وقطعوا الأشجار وأحرقوا البيوت، وفق تعبيره.وعاد القيادي في حماس إلى ظروف تحضير العملية قائلا: “كنا نقول لهم لا تختبروا صبر حماس كثيرا، فظنوا أننا صبرنا عن ضعف وليس عن حكمة”. وأضاف أن “الإعداد كان طويلا إلى أن جاءت لحظة الصفر، وتفاجأ الجميع لهذا التاريخ الذي يكتب وبعث الحياة في أمتنا جميعا وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر”.وهاجم القيادي البارز بالمناسبة الأنظمة الغربية التي اختارت التطبيع، مكررا ما قاله اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي أن المطبعين اعتقدوا أن إسرائيل ستضمن لهم الحماية فاكتشفوا أن هذا الكيان لا يستطيع حتى أن يحمي نفسه. وأكد المتحدث أن هذه العملية تمثل نقطة تحول في تاريخ القضية والصراع والأمة، مبشرا الأسرى الفلسطينيين أنهم لم يعودوا وحدهم من يعانون، بعد أسر عدد كبير من الإسرائيليين.وفي الساحة السياسية الجزائرية، استمرت ردود الفعل الداعمة للمقاومة والمستنكرة للعدوان الإسرائيلي. وفي هذا السياق، ندد مكتب مجلس الأمة برئاسة صالح قوجيل، بشدة، بالاعتداءات المشينة للاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني الباسل في قطاع غزة الذي أمسى “مسرحا لهوان دولي مخجل أمام غطرسة استعمارية متزايدة”.وقال مكتب المجلس في بيان له، إنه يحيي “صمود وتماسك ووحدة الشعب الفلسطيني، في مواجهته للبطش الاستيطاني الصهيوني الممنهج”، داعيا المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته تجاهه عبر حمايته وتمكينه من حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.وأهاب بالهيئات الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي إلى “العمل على فرض احترام المواثيق الأممية ومبادئ القانون الدولي وأحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، من خلال وضع حد لاحتقار المحتل الصهيوني للشرعية الدولية”. كما دعا “البرلمانيين في كافة أنحاء العالم إلى مساندة الشعب الفلسطيني، والتضامن معه والدفاع عن قضيته العادلة في كافة المنابر البرلمانية الإقليمية والدولية، تجسيدا لرسالة البرلمانات، وتحقيقا للمقاصد النبيلة للدبلوماسية البرلمانية”.من جهتها، أدانت حركة البناء الوطني في بيان لها بشدة تصعيد الاحتلال الصهيوني لاعتداءاته “المتكررة والتنكيل” الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، كما أدانت بالمثل “حملات تهويد المسجد الأقصى الشريف”، داعية المجتمع الدولي الى “تحمل مسؤولياته كاملة” تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة.وشددت حركة البناء المشاركة في الحكومة، على ضرورة “توحيد صفوف” كافة القوى السياسية الفلسطينية لحماية وتكريس حق الشعب الفلسطيني “في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشددة على ضرورة “صحوة ضمير الساعون الى التطبيع” مع الكيان الصهيوني.كما أعرب حزب طلائع الحريات “تضامنه الكامل واللامشروط” مع الشعب الفلسطيني الشقيق ومع فصائل المقاومة “الباسلة” التي استطاعت حسبه أن “تكسر حاجز الخوف وتقضي على وهم الكيان الذي لا يقهر “مع إعادة الأمل للشعوب العربية في إمكانية الانتصار على “الكيان الغاصب” وتحرير الأراضي الفلسطينية وإسقاط مشروع “التطبيع والهرولة الذي انخرطت فيه بعض الأنظمة العربية المتواطئة التي تحاول الاستنصار بكيان زائل لا محالة”.وفي مقال له حول الوضع في الأراضي المحتلة، انتقد جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد ما وصفها بـ “المعايير المزدوجة” للعالم الغربي لا تُطاق. وذكر أن الظلم الذي تم ترسيخه كقاعدة أدى في نهاية المطاف إلى تشويه سمعة الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، التي يُنظر إليها الآن على أنها ذرائع بسيطة لاستغلال الناس بشكل أفضل، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لكي يراجع هذا “المجتمع الدولي” نفسه!!
أبو زهري: المقاومة الفلسطينية على طريق الثورة الجزائرية.. و”حماس” كانت واثقة من النصر!!
09.10.2023