اشتدت المعارك المسلحة خلال الساعات الماضية بين مقاتلي حركة “فتح” ومسلحي الجماعات الإسلامية المتطرفة داخل مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا اللبنانية، بعد فشل كل المساعي لوقف ثابت لإطلاق النار، وعودة الحياة الطبيعية في المخيم.وأكدت مصادر طبية فلسطينية ناشطة داخل عين الحلوة، أن الاشتباكات التي تصاعدت بشكل واسع خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن سقوط خمسة قتلى والعديد من الجرحى ونزوح أهالي المخيم من منازلهم.مصادر فلسطينية مقربة من فصائل منظمة التحرير في عين الحلوة، وصفت لـ”القدس العربي” المعارك التي شهدها عين الحلوة خلال الـ24 ساعة الماضية بالـ”الهستيرية”.وأكدت المصادر أن الاشتباكات داخل المخيم تحولت إلى حرب مفتوحة بين حركة “فتح” وقوات الأمن الوطني الفلسطيني من جهة، وجماعات جند الشام وفتح الإسلام والشباب المسلم المتشددة من جهة ثانية، مضيفة: “لا يمكن التنبؤ بمسار هذه الحرب وتداعياتها على الواقع الفلسطيني واللبناني العام خلال الأيام المقبلة”.في سياق متصل، توجهت مؤسسات ومنظمات حقوقية فلسطينية في بيروت، بنداءات عاجلة لأطرف القتال في عين الحلوة، بضرورة وقف إطلاق النار والقذائف الصاروخية فورا، “رحمة بالأطفال والنساء والمرضى”.وأعلنت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) أنها تتابع بقلق بالغ التقارير الأولية الخطيرة بعد تجدد الاشتباكات المسلحة الجارية في مخيم عين الحلوة منذ مساء يوم الخميس الموافق والمستمرة حتى هذه اللحظة.وأشارت إلى أن المعطيات الميدانية لفريق (شاهد) تؤكد على أن التصعيد خلال الساعات الماضية كان الأعنف، وأدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث تم توثيق مقتل 3 أشخاص وإصابة العديد حتى الآن، ونزوح المئات من سكان المخيم. كما أكدت على احترام حقوق الإنسان الفلسطيني في المقام الأول، وإغاثته في ظل أوضاع معيشية صعبة، ودعت الجمعيات والمؤسسات المعنية لبذل الجهود لإيواء النازحين من المخيم وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.وتعليقا على التطورات العسكرية داخل عين الحلوة وتصاعد حدة الاشتباكات، أكّد قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة ومنطقة صيدا اللواء أبو إياد الشعلان، أن “حركة فتح من جهتها مُلتزمة بوقف إطلاق النار الذي ثبّته اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المُشترك اليوم”، مشيراً في تصريح صحافي إلى أن “الحركة تتصدّى لاعتداءات المجموعات الإرهابية المُسلّحة في أكثر من محور”.ولفت الشعلان إلى أن ما تقوم به الجماعات المُسلحة يهدف إلى السيطرة على المُخيم وتغيير واقع الحال فيه، وأضاف: “رغم ذلك، سنستمر بالمواجهة ولن نسمح لهم بالتمدّد والاعتداء على أهلنا.. وأمن المُخيم خطّ أحمر”.وأوضح الشعلان أن المسلحين التابعين لجند الشام والشباب المسلم، فتحوا معركة جديدة في حي الرأس الأحمر، لكن ذلك لم يؤدّ إلى أي سيطرة ميدانية لهم، وقال: “المسلحون الإرهابيون نفذوا أيضاً إعداما بحقّ أحد المدنيين داخل منزله في منطقة الرأس الأحمر”.إنسانيا، شكلت الخيم التي نُصبت يوم أمس بالقرب من الملعب البلدي عند مدخل مدينة صيدا الشمالي لإيواء النازحين من المخيم، مصدر رفض من قبل الفاعليات اللبنانية في المدينة، ما حدا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات، بسام المولوي، إلى إصدار قرار، أزالت القوى الأمنية بموجبه الخيم.وكان سبق نصب الخيم، اجتماعٌ في بلدية صيدا برئاسة الدكتور حازم بديع ومديرة “الأونروا” في لبنان دوروثي كلاوس مع الهيئات الإغاثية المحلية والدولية لبحث سبل تأمين أماكن لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين، تم خلاله إنشاء غرفة عمليات مشتركة للطوارئ في بلدية صيدا بهدف الإشراف وتنسيق عمليات الإغاثة ومتابعتها ميدانياً مع الجمعيات المشاركة لوضع آلية تأمين أماكن لإيوائهم.
معارك “هستيرية” بين الأحياء السكنية في عين الحلوة.. وتهجير جديد للأهالي!!
10.09.2023