على قدم وساق، تواصل سلطة الاحتلال الإسرائيلي إجراءتها على أرض الواقع، وتسابق الزمن في فرض مخططتها لإخلاء البدو الفلسطينيين من المنطقة الشرقية للقدس المحتلة، وتركيزهم في بلدة كبيرة في غور الأردن.وكانت ما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، نشرت إعلانًا تدعو فيه لتقديم الاعتراضات على الخطة الهيكلية المفصلة للبلدة المنوي تأسيسها تحت اسم "تل النعيمة"، شمال أريحا.وفي حديث لـ وطن للأنباء، أكد موسى عراعرة، وهو أحد سكان التجمعات البدوية شرق القدس المحتلة أنه لن يرحل عن أرضه التي يقطنها وعائلته منذ 40 عامًا، إلى أي مكان آخر حتى لو كانت الظروف المعيشية في المنطقة المقترحة أفضل، مشيرًا إلى أن معظم التجمعات البدوية تعاني من تهميش كبير من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية، ما يزيد معاناتهم وصعوبة أوضاعهم الحياتية.وفيما يدور الحديث عن تهجير أكثر من اثني عشر ألف فلسطيني ممن ينتمون لقبائل الجهالين والكعابنة والرشايدة حيث تعرضوا ومازالوا لعمليات تهجير عديدة بعد طردهم من النقب عام 1948، فإن الأوساط الفلسطينية تخشى تنفيذ المخطط على أرض الواقع، لاسيما مع تسارع عمليات الاستيطان في المنطقة المستهدفة ضمن ما بات يعرف بمشروع "E1" الاستيطاني.وتظهر الأرقام نية الاحتلال الاسرائيلي مصادرة حوالي 57 ألف دونم، في وقت يرى باحثون أن تركيز البدو في بلدات ثابتة في الضفة الغربية يمثل إنجازًا كبيرًا في المخطط الإسرائيلي الذي يجري تنفيذه منذ 40 عاما، ويهدف إلى تقليص مساحات الرعي ووقف ترحال القبائل البدوية ورفض السماح لها ببناء بيوت ثابتة والارتباط بشبكات الخدمات في الأماكن التي يعيشون فيها منذ عشرات السنوات، حيث تم تسريع تطبيق هذا المخطط بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993.!!