بعد 15 يوماً كانت والدته ستستقبل الأهل والأقارب والأصدقاء في مخيم الأمعري، وسط الضفة الغربية، في حفل زفافه، لكن عيسى القطري الذي لم يتحمل قلبه رصاصة إسرائيلية، استبق الموعد ودعا المهنئين إلى زفاف “الشهيد”.واستشهد عيسى القطري (22 عاماً)، فجر اليوم الأربعاء، إثر إصابته برصاص إسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في مخيم الأمعري، القريب من رام الله، وسط الضفة الغربية، بين قوة إسرائيلية وشبان بالمخيم.لم تتمالك سماح الأحمد نفسها، وهي تتحدث لوكالة الأناضول، مرتدية الأسود حداداً على خطيبها عيسى، قائلة: “حددنا كل ما يلزم ليوم الزفاف بعد 15 يوماً، كنا ننوي (الأربعاء) شراء ما تبقى من أثاث بيتنا، لكن القدر سرقه برصاصة جندي اسرائيلي اقتحم المخيم”.بين النسوة اللاتي جئن للتعزية بعيسى، جلست سماح في بيت خطيبها تمسك بهاتفها المحمول وتقلب صوراً جمعتهما، قائلة “منذ نحو عامين ونحن مخطوبين، وكنا ننوي الزواج الشهر الماضي، إلا أن عيسى قرر تأجليه لاستشهاد ابن عمه أحمد القطري في الثامن من الشهر الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي”.“بالأمس لم يسمح لي بزيارة بيت أقاربي، قال لي: أريد أن أكون معك وقتاً أطول”، تكمل سماح التي كان خطيبها “الشاب الخلوق، المحبوب في المخيم، البار بوالديه” يحدثها دوماً عن “الشهادة”.وبينما كانت دموعها تنهمر بغزارة على ابنها عيسى وهي تجلس إلى جانب خطيبته، قالت سميحة القطري للأناضول “عيسى ولدي الأكبر، وفرحتي الأولى، سرقته رصاصة الاحتلال، كنت أنتظر يوم زفافه وها أنا أزفه اليوم شهيداً”.في أزقة المخيم، أطفال ملثمون يحملون مجسمات لأسلحة نارية، وصواريخ، هتفوا بشعارات معادية لإسرائيل، ونصرة للمقاومة الفلسطينية.مع الأناضول تحدث أحد هؤلاء الأطفال، مردداً “كلنا مع المقاومة”، “با أبو عبيدة (المتحدث الإعلامي باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس) يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب”.وكانت قوة إسرائيلية، اقتحمت فجر اليوم، مخيم الأمعري، ما أسفر عن اندلاع مواجهات مع شبان في المخيم، استخدمت خلالها القوة الإسرائيلية، الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، ما أدى الى مقتل عيسى القطري، بحسب شهود عيان، ومصادر طبية فلسطينية قالت إن عيسى قتل إثر إصابته برصاص حي في القلب.
عيسى الفلسطيني.. زفته أمه “شهيداً” قبل عرسه بأيام!!
10.09.2014