عند الإطلاع على أرشيف ما بعد النكبة الذي أنتجته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، منذ تأسيسها عام 1949، تستطيع أن تجد معاناة أبائك أو أجدادك، أو ربما لحظات عشتها أنت إن كان عمرك يفوق الـ 66.في أرشيف "الأونروا" الذي أصبح متاحا للمواطنين مؤخرا، بعد حفظه بالنظام الرقمي، تعود الذاكرة بك مجددا إلى المدن والقرى التي احتلت عام 1948، وتنقلك بين مخيمات الضفة وغزة والأردن ولبنان وسوريا، لتسرد كل صورة مجددا قصة ومعاناة قد لا نكون سمعنا بها من قبل.تظهر بعض تلك الصور لاجئين في غزة يكسبون عيشهم من خلال مزاولة العديد من الأعمال التجارية، وتأسيس عملهم الخاص بعد أن تركوا أعمالهم وممتلكاتهم في المدن والقرى التي دمرتها العصابات الصهيونية وأصبحت بمعالم حديثة تحمل أسماء عبرية.في صور أخرى، يظهر أطفال في مركز الألعاب في مخيم المغازي للاجئين، قطاع غزة، 1956، وهم يلعبون، بينما تظهر صورة أخرى لأطفال في مخيم قبر الست بسوريا عام 1972. وفي صورة ثالثة يظهر أطفال من اللاجئين يلهون في مركز لعب تابع لـ"الأونروا" في مخيم البقعة شرق الأردن.أرشيف "الأونروا"، سرد بعض من أسماء اللاجئين وحياتهم في سطور قليلة، حيث نشر صورة لمواطنة تدعى إنعام أبو حجار (كان عمرها 18 عامًا) وهي تقضي معظم وقتها بعد الظهر في مركز النشاطات النسائية التابع للوكالة في مخيم جباليا بقطاع غزة حيث تعيش، وتقوم بخياطة مطرزات وملابس لأطفال اللاجئين.وفي صورة التقطها المصور جاد مافدو، يظهر علي وشقيقاته وهم يقومون بعمل واجباتهم المدرسية على ضوء مصباح زيت، وفق أرشيف "الأونروا".ذلك يعتبر الجزء الأول من أرشيف "الأونروا" الرقمي الذي يضم أكثر من نصف مليون مادة من صور ذات جودة قليلة، والصور المطبوعة والشرائح المصورة والأفلام وأشرطة الفيديو التي تغطي جميع جوانب حياة اللاجئين الفلسطينيين وتاريخهم منذ عام 1948 حتى يومنا الحاضر.وأدرج الأرشيف في سجل "ذاكرة العالم" لدى اليونسكو، الذي يتضمن مجموعات من المواد ذات الأهمية الثقافية والتاريخية المميزة.!!
القدس.. فلسطين :أرشيف اللاجئين منذ النكبة الذي انتجتة وكالة الغوث يعج بصور معاناة التشرد!!
14.05.2014