أحدث الأخبار
الجمعة 17 أيار/مايو 2024
1 2 3 47346
غزه..فلسطين : الطفل وليد شعث يحمل الرقم 2 مليون في تعداد سكان غزة!!
13.10.2016

كتب محمود أبو عواد- عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الأحد الماضي الموافق التاسع تشرين أول، كان المواطن جهاد شعث من سكان غرب خانيونس جنوب قطاع غزة على موعد مع مولوده الأول من زوجته الثانية، ليقوده القدر إلى أمر نادر الحدوث في العالم، بأن يكون مولوده الذي اطلق عليه اسم "وليد" الرقم 2 مليون في تعداد سكان قطاع غزة.وكانت دائرة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة، قد اعلنت مساء الثلاثاء، أن الطفل "وليد جهاد شعث" قد وصل بتعداد سكان القطاع إلى 2 مليون، وأن طفلة أخرى اسمها لانا محمد عياد من سكان حي الزيتون جنوب مدينة غزة قد جاءت في ترتيب الواحد بعد 2 مليون نسمة.ويوضح المواطن شعث لـ "القدس"دوت كوم، أنه توجه عند الحادية عشر من صباح الثلاثاء، لتسجيل طفله وليد ليفاجأ أن مولوده الذي تم إدراجه في كشوفات المواليد الجدد سيكون الشخص الـ 2 مليون في قطاع غزة.وأعرب شعث عن سعادته الكبيرة بمولوده الجديد الذي كان ينتظره على أحر من الجمر منذ أشهر، وبالمفاجأة الكبرى التي بلغ فيها سكان القطاع إلى 2 مليون نسمة. معربا عن أمله في أن يرى طفله حياة افضل من تلك التي يعيشها غالبية السكان في ظل الأوضاع الحياتية الصعبة.ولفت إلى أن وليد، طفله الأول من زوجته الثانية التي عقد قرانه عليها بعد نحو عام من فقدانه لزوجته الأولى سهام اللحام، التي استشهدت بتاريخ 31/7/2014 إبان الحرب الأخيرة على قطاع غزة جراء قصف محيط منزله في خانيونس، مشيرا إلى أن لديه طفل اسمه المعتصم بالله من زوجته الشهيدة، وقد أصيب بجروح متوسطة آنذاك شفي منها فيما بعد.وتشير تقديرات أولية حصلت عليها "القدس" دوت كوم، الى ان عدد المواليد الجدد الذين تم تسجيلهم لدى وزارة الداخلية منذ ساعات مساء الثلاثاء وحتى ساعات ظهر الأربعاء، بلغ ما يقرب من 12 مولودا جديدا بعد الـ 2 مليون.وبحسب الإحصائيات الصادرة عن دائرة الأحوال المدنية، فإن أكثر الأسماء التي أُطلقت على الذكور من الأطفال خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة هي (محمد – أحمد – محمود)، في حين أن الأطفال من الإناث كانت (ليان – مريم- ميرا – جنى).وحسب الجنس فان سكان غزة يتوزعون على 50.66% من الذكور 49.34% من الاناث.وبلغ عدد سكان محافظة غزة 754,321 نسمة، فيما بلغ عدد سكان محافظة خانيونس 388,710 نسمة، فيما بلغ عدد سكان محافظة الشمال 326,398 نسمة، في حين بلغ عدد سكان المحافظة الوسطى 281,347 نسمة، أما محافظة رفح فبلغ عدد سكانها 249,254 نسمة.وفي تعقيبه على ارتفاع عدد سكان قطاع غزة إلى أكثر من مليوني نسمة قال ماهر أبو صبحـة الوكيل المساعد لقطاع الأحوال المدنية في القطاع "يعتبر قطاع غزة أكثر بقعة مكتظة بالسكان".ورأى " تكاثر النسل في قطاع غزة سلاح آخر بأيدي أبناء شعبنا وهو من شأنه تعزيز صمودهم وثباتهم على أرضهم".وأشار إلى أنه يتم تحديث السجل المدني الفلسطيني في محافظات قطاع غزة في الإدارة العامة لنظم المعلومات والحاسوب بوزارة الداخلية على مدار الساعة بإضافة المواليد الجُدد، وان مكاتب الأحوال المدنية المنتشرة في المحافظات الخمس ترتبط بشبكة الكترونية متصلة مركزيا مع الإدارة العامة لنظم المعلومات والحاسوب بوزارة الداخلية في القطاع.وسجلت وزارة الداخلية بغزة 4983 مولودا جديدا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بواقع 166 مولودا يوميا او 7 مواليد جدد كل ساعة، ومولود كل 10 دقائق.وكان تقرير صادر عن مؤسسة التجارة والتنمية "أونكتاد" التابعة للأمم المتحدة، قد أوضح في سبتمبر/ أيلول من عام 2015 أنه بحلول عام 2020 فان قطاع غزة قد يصبح غير قابل للحياة اذا ما استمرت الأوضاع الحالية نتيجة الحروب والحصار وتدهور الأوضاع الاقتصادية ونقص الأمن الغذائي والسكني والمياه النظيفة والكهرباء.وتبلغ مساحة قطاع غزة 360 كيلومترا مربعا فقط، بطول 41 كيلوا مترا وعرض يتراوح ما بين 5 إلى 15 كيلو مترا.وتمثل الأراضي الزراعية ما نسبته 35% من مساحة القطاع، علما ان غالبيتها مناطق حدودية لا يسمح الاحتلال بالوصول إليها، فيما أصبح يقطن في القطاع ما يزيد على مليوني شخص، ما يجعله أحد أكبر مناطق العالم كثافة سكانية.ويقول الدكتور سمير زقوت من مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قطاع غزة أصبح يعتبر من المناطق الأعلى في نسب الزيادة السكانية بالعالم، وأنه إذا ما استمرت الأوضاع كما هي فإن المخاوف بإمكانية حصول انفجار سكاني أصبحت واردة جدا مع مرور الوقت.وقال زقوت في حديث لـ "القدس" دوت كوم، أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الأولى عن الأحوال التي وصل إليها الفلسطينيون خاصةً في قطاع غزة، مبينا أن أحد الحلول المهمة تكمن في إنهاء الاحتلال، ما يشكل مدخلا رئيسيا لحل مختلف المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون.ولفت إلى أن فرض الاحتلال للحصار يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية، وتفاقم البطالة والفقر، الى جانب اثار منع حرية حركة المواطنين والبضائع وتأخير عملية إعادة الإعمار البطيئة، التي يتوقع أن تنتهي في 10 أو 20 عاما بدلا من عامين اذا ما استمرت بهذه الوتيرة موضحا ان كل هذه العوامل تزيد من تفاقم الاوضاع على السكان وتزيد مستويات الفقر المستشري، والذي يسهم بالأساس في الزيادة السكنية، حيث ترتفع معدلات الإنجاب بين الفقراء أكثر مما هي عليه بين الفئات الاخرى لاسباب متعددة.ورأى أن حرمان الاحتلال لسكان غزة من حرية التنقل بين القطاع والضفة، وامكانية العمل والاستقرار فيها زاد من معاناة سكان القطاع، ويحرم الفلسطينيين من فرص التوزيع السكاني بشكل صحيح، كما جرى مع بداية اقامة السلطة الفلسطينية حيث توجهت أعداد كبيرة من سكان غزة للعمل في صفوف الأجهزة الأمنية بالضفة والاستقرار هناك.واشار إلى أن مساحة قطاع غزة أقل من مساحة محافظة الخليل، ولكن عدد السكان في القطاع أصبح يقترب من عدد سكان الضفة .وأضاف "طالما بقي الاحتلال وبقي الحصار الحالي واستمر المجتمع الدولي في التهرب من التزاماته، فإن قطاع غزة مكان قابل للانفجار وغير قابل للحياة.. نحن هنا نتحدث عن حياة بائسة لمئات الآلاف من السكان"، مشيرا إلى تلوث المياه وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة وازدياد أعداد العاطلين عن العمل خاصةً في أوساط الشباب وازدياد الفقر الموسع في أوساط الغزيين.ولفت إلى أن النمو السكاني والزواج المبكر في المجتمع تزيد من معدلات الفقر التي تزيد بدورها من حدة الانفجار السكاني، وتؤثر معيشيا على العائلات، دون التطلع للارتقاء بمستوى المعيشة من خلال تنظيم النسل، مشيرا إلى أن غالبية العائلات تستمر في الإنجاب رغم عدم وجود دخل ثابت لديها، وتعيش بلا أمل، إلا أنها تستمر في ذلك حفاظا على استمرار المساعدات المقدمة لها من مؤسسات دولية.واعتبر أن حالة الانفجار السكاني في غزة مجرد "عملية وقت"، وأن الانفجار السكاني الحالي سيتحول إلى "قنبلة موقوتة" ستنفجر في وجه السلطات الحاكمة، وكذلك في وجه الاحتلال، خاصةً وأن الناس باتوا يشعرون بأنهم على "حافة الموت"، مشيرا إلى تطلع الآلاف من الشبان للهجرة خارج البلاد وأنه مع سد جميع المنافذ أمامهم أصبح الانفجار قريبا أكثر.ووفق تقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني، مطلع العام الجاري فإن قطاع غزة، يُعد من أكثر بقاع الأرض ازدحاما بالسكان، ويُسجل لكل كيلو متر مربع 4661 نسمة...المصدر :صحيفة القدس المقدسيه!!

1