أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها الدامية ضد المنازل المدنية وأماكن الإيواء، فدمرت أحياء سكنية وقتلت وأصابت من فيها من مواطنين بينهم أطفال، في الوقت الذي تواصلت فيه عمليات استهداف المنظومة الصحية.ووصل عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ فجر الأربعاء وحتى وقت كتابة هذا التقرير 36 شهيداً، حسبما أكدت مصادر طبية للجزيرة 31 منهم بشمال غزة.وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن ارتكاب قوات الاحتلال خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن وصول 48 شهيداً و201 إصابة إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44,580 شهيداً و105,739 إصابة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي.وفي شمال قطاع غزة، استمرت الهجمات العنيفة على مناطق التوغل البري والمناطق المجاورة لها.واستشهد 15 شخصاً وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل لعائلة فلفل في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.وارتقى سبعة شهداء، وأصيب عدد آخر بجروح، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً متعدد الطوابق، يؤوي نازحين من عائلة «محيسن» خلف مستشفى كمال عدوان.كذلك استشهد شاب جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة أبو حسين التي تأوي نازحين في مخيم جباليا، واستشهدت طفلة بعد يومين من إصابتها بجراح بالغة في بيت لاهيا، وأصيب عدد من المواطنين جراء استهداف طائرات «كواد كوبتر» منطقة جباليا النزلة بالرصاص الحي.وهاجمت طائرات الاحتلال المسيّرة خزانات المياه في المستشفى الإندونيسي.وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة أهداف في مخيم جباليا، وشنت غارة على منطقة قريبة من أبراج الشيخ زايد، وُسمع أيضاً أصوات إطلاق رصاص كثيف على العديد من مناطق التوغل في جباليا ومشروع بيت لاهيا.وقامت القوات المتوغلة بنسف مبان سكنية في منطقة مشروع بيت لاهيا أيضاً، وهي من المناطق التي تدمرت غالبية مبانيها خلال التوغل المستمر منذ أكثر من شهرين.وأكد جهاز الدفاع المدني أن الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال في العمليات شمالي القطاع، تتمتع بقدرات تدميرية واسعة.ولا يزال جيش الاحتلال يعطل عمل طواقم الدفاع المدني في شمال غزة، لليوم الـ 44 على التوالي، بعد اعتقال عدد من أفراد الجهاز ونزوح آخرين قسراً إلى مدينة غزة. وفي مدينة غزة، صعّدت قوات الاحتلال من هجماتها على المناطق الغربية، وطاولت هجمات أخرى المناطق الشمالية الغربية والشرقية.وارتقى 3 شهداء من بينهم طفل في غارة على منزل في حي الشجاعية شرقي غزة.كما تعرضت منطقة الصفطاوي لقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف، كذلك هاجمت قوات الاحتلال المناطق الشرقية والجنوبية لحيي الشجاعية والزيتون المتجاورين.وذكرت مصادر محلية أن مدفعية الاحتلال، أطلقت وابلاً من القنابل الدخانية، في أجواء منطقتي الميناء وأنصار غربي مدينة غزة، وعلى منطقة دوار الـ 17.كما تعرضت منطقة أنصار وحي تل الهوا جنوب غربي المدينة، والمنطقة القريبة من حي الجامعات غرب المدينة لقصف إسرائيلي.وكانت قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة وسط القطاع في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، حين قصفت مربعاً سكنياً في بلوك رقم 5 في مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات بجراح.وهاجمت قوات الاحتلال عدة أماكن في وسط القطاع، حيث أطلقت آليات الاحتلال النار الكثيف على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، وتعرضت تلك المناطق القريبة من تواجد قوات الاحتلال المنتشرة في محيط «محور نتساريم»، لقصف مدفعي عنيف، كما تعرضت تلك المناطق لإطلاق نار من طائرات مسيرة من نوع «كواد كابتر».كذلك هاجمت المناطق الغربية للمخيم بإطلاق النار الكثيف، وأطراف مخيمي البريج والمغازي، ونسفت مباني في منطقة «محور نتساريم»، من الجهة الجنوبية المتاخمة لوسط القطاع.أما في مدينة خان يونس، فقد جرى التعرف على أسماء غالبية شهداء المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال ليل الأربعاء، حين قصفت تجمعاً للنازحين يقيمون في خيام في منطقة مواصي خان يونس.وأعلنت الطواقم الطبية عن أسماء 19 شهيداً بينهم أطفال وأشقاء، وقالت إن هناك أربعة شهداء مجهولي الهوية، ووصلوا إلى المشفى وهي عبارة عن أشلاء.وجددت قوات الاحتلال أمس استهدافها المناطق الشرقية لمدينة خان يونس.وعلى وقع استمرار الهجوم البري على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، أعلنت الطواقم الطبية عن تمكنها من انتشال جثامين ثلاث شهداء قضوا في قصف الاحتلال على حي الجنينة شرق المدينة.كما ارتقى شهيدان جراء قصف مسيرة إسرائيلية، مجموعة من الفلسطينيين في حي خربة العدس شمالي المدينة.إنسانيا، أكدت منظمات أممية أن الفلسطينيين المنهكين نتيجة استمرار الصراع والنزوح المتكرر، يواجهون شحّاً حاداً مستمراً في المياه والخدمات الصحية.وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إلى مسألة شحّ المياه في القطاع، وعرض تقارير فلسطينية، أكدت أن أنتاج المياه في أنحاء غزة انخفض بنسبة 9% خلال الشهر الماضي.وأوضح أنه يوجد نقص كبير للماء بسبب الأضرار اللاحقة بالبنية التحتية، مما يؤدي إلى عدة مشاكل منها التسرب عبر الأنابيب.وتطرق كذلك إلى ما أعلنته سلطة المياه الفلسطينية مؤخراً، والتي أكدت أن أكثر من 80% من قطاع المياه في غزة قد تضرر، حيث يشمل ذلك الآبار ومحطات الضخ وتحلية المياه وشبكات التوزيع ومعالجة الصرف الصحي.وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أنه في مختلف أنحاء قطاع غزة، لا تزال الأسر تواجه ظروفاً مزرية، لافتة إلى أن تلك الأسر تنزح مراراً وتكراراً بسبب الهجمات المستمرة، وتبحث عن مأوى في مدارس «الأونروا» المكتظة والخيام المؤقتة، وتكافح من أجل الوصول إلى الضروريات الأساسية.!!