
تنطلق في الدوحة صباح الإثنين أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يستغرق ثلاثة أيام والهادف إلى تشكيل حراك شعبي قوي للضغط على جميع الأطراف الفلسطينية ومنها السلطة الفلسطينية للعمل على تشكيل قيادة موحدة تضمّ جميع أطياف الشعب الفلسطيني في كافة مواقع انتشاره لمواجهة التحديات الوجودية الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية بقيادة موحدة من جهة، والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها لتمثل حقيقة الشعب الفلسطيني. روحي فتوح: المؤتمر محاولة للالتفاف على وحدانية منظمة التحرير والانصياع لأجندات أجنبية بهدف ضرب وحدانية التمثيل الفلسطينيويشارك في المؤتمر الذي ينعقد في الدوحة نحو 500 شخصية من كل أنحاء العالم. وقد تم منع نحو 35 عضوا من أعضاء المؤتمر من الخروج من الضفة الغربية المحتلة عن طريق جسر الكرامة.وقد نشرت “شبكة القدس” بأن أجهزة الأمن التابعة لسلطة اوسلو العميلة للاحتلال قد منعت منذ يوم الخميس الماضي هذا العدد من المشاركين وأعيدوا من جسر الكرامة. ورغم كل تلك الإجراءات إلا أن نحو 100 شخصية فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة تمكنت من الوصول إلى الدوحة للمشاركة.وتعرض المؤتمر إلى حملة انتقادات شديدة من السلطة الفلسطينية العميله وتشكيلاتها المختلفة من العملاء التابعين لمنظومة الاحتلال ، حيث أصدر ما يسمى ب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني المعين من قبل العميل محمود عباس، روحي فتوح، بيانا يهاجم فيه المؤتمر ويعتبره محاولة للالتفاف على وحدانية منظمة التحرير والانصياع لأجندات أجنبية بهدف ضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني وتعزيز الانقسام. كما صدرت بيانات مشابهة عن اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني.وأصدرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر بيانا مقتضبا ترد فيه على هذه الاتهامات، مؤكدة أن “المؤتمر الفلسطيني الشعبي قد أكد مرارا وتكرارا أنه ينعقد في إطار إصلاح المنظمة، وليس بديلا عنها ولا محاولة لنزع الشرعية والوحدانية عن تمثيلها للشعب الفلسطيني”.وجاء في البيان أن القائمين على المؤتمر لا يسعون إلى تشكيل بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية بل يسعون لإصلاحها وتفعيلها وسد الثغرات فيها ورفض هيمنة مجموعة صغيرة على القرار منذ أكثر من 20 سنة، بينما يكرر رموز السلطة على أن هذا مؤتمر انشقاقي ومشبوه وينصاع لأجندات أجنبية.وكانت مجموعة من الناشطين والمهتمين بالشأن الفلسطيني قد عقدوا جلسة على هامش منتدى فلسطين الأكاديمي الذي عقد في الدوحة في فبراير/ شباط 2024 وأطلقوا نداء لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وأصدروا بيانا بهذا الخصوص وقع عليه أكثر من 1600 شخصية خاصة في ظل حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعجز القيادة الرسمية عن الارتقاء بدورها ليعكس هذا الصمود الملحمي للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في التصدي للمجازر، بينما انتقلت هذه المجازر إلى الضفة الغربية في جنين وطولكرم ومخيم الفارعة وطوباس ونور شمس ونابلس وغيرها من المناطق.وقد صرح السيد أحمد غنيم، أحد منظمي المؤتمر، وهو عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حملة إطلاق سراح القائد الفتحاوي مروان البرغوثي، أن هذا المؤتمر هو “حراك شعبي من أجل الحوار والضغط والتغيير، وبهدف إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، وتحقيق الوحدة الوطنية تحت قيادة وطنية موحدة”.ويضم المؤتمر ممثلين عن جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وأسرى محررين وصحافيين وكتاب ونقابيين ونشطاء المهاجر الأوروبية والأمريكية ورجال أعمال وأساتذة جامعات.ومن المتوقع أن يختتم المؤتمر أعماله يوم الأربعاء القادم، ويصدر بيانا شاملا حول تطورات الوضع الفلسطيني ورؤية المؤتمر للخروج من المأزق الخانق الذي تعيشه القضية الفلسطينية بعد حرب الإبادة في غزة، ومواصلة تلك الحرب في الضفة الغربية ودعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين من غزة وضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل، والعمل على تفكيك وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا)، وضعف الموقف العربي بشكل عام.ويعقد المؤتمر في الدوحة بعد تلقي إجابات سلبية لعقده في الجزائر وتونس وإسطنبول. وقد رحبت جنوب أفريقيا بعقد المؤتمر لكن المسافات البعيدة للمشاركين والتكاليف الباهظة للسفر قد أدت إلى قرار عقده في العاصمة القطرية

