أحدث الأخبار
الجمعة 28 آذار/مارس 2025
1 2 3 47944
موائد رمضان في غزة تفتقد أطباقها… والمعلبات بديل!!
28.03.2025

استبدلت العوائل الغزية مضطرة تلك الأطعمة التي كانت تحرص على وجودها على موائد الإفطار، والتي كانت تحتوي على اللحوم، بأخرى من البقوليات والأرز أو المكرونة، أو بعض أطباق الجبن المعلب ورقيا.وبالكاد تتمكن الأسر الغزية في هذا الوقت من اشتداد الحصار المفروض من قبل الاحتلال، وبسبب ظروف الحرب التي أجبرت عشرات آلاف السكان على النزوح القسري، في سياق تهديدات مستمرة للاحتلال، يتوقع أن ترفع العدد لأضعاف كبير، على وضع صنف أو صنفين من الطعام على مائدة الإفطار، فيما استغنت الكثير من الأسر عن وجبة السحور.واضطرت عائلة الشاب أحمد جبر إلى الإفطار قبل 3 أيام على أرصفة أحد الشوارع، قبل أن تجد لها مكانا جديدا للنزوح، بعد أن أجبرتها قوات الاحتلال على ترك منزلها قسرا، بعد تحذير منطقة سكنها في مدينة غزة بهجوم عسكري كبير.ويقول هذا الشاب الذي تمكن في اللحظات الأخيرة خلال الخروج السريع من المنزل، من جلب بعض أرغفة الخبز. ثم صنع وفي الشارع ساندويتشات من الجبن المعلب لأفراد الأسرة، التي حصلت على ماء الشرب من أحد سكان خيام النزوح القريبة.
طال الحصار واشتدت حرب الإبادة والتجويع
وفي مناطق النزوح سواء الخيام أو مراكز الإيواء، وكذلك في منازل الغزيين، لا يكون الحال مغايرا بقدر كبير.فأطباق إفطار رمضان في هذا الوقت باتت معروفة، فإما أن يحصل السكان عليها من «التكيات الخيرية» التي تقدم الأرز أو الفاصوليا أو المعكرونة، أو تكون أطباقًا بسيطة جدا يعتاد عليها الغزيون، حتى في منازل العوائل الفقيرة، التي كانت تحصل على وجبات تحتوي على اللحوم من بعض المحسنين.وإلى جانب طعام «تكايا الطعام» المعروفة، تجتهد ربات المنازل في تغيير الطبخ، باستخدام ذات المأكولات المعلبة، بعد أن نفدت الخضروات من الأسواق، إلى جانب اللحوم التي كانت تباع بأثمان مرتفعة.واجتهدت غادة حمودة، السيدة الأربعينية، في صنع أصناف متعددة من البقوليات، فصنعت من العدس الحساء والطبيخ، وطعام آخر يغمس فيه الخبز.ومن الفاصولياء اخترعت طبيخا يحضر بصلصلة البندورة وآخر بدونه، وكذلك أصنافًا من الفول، غير أنها تقول لـ «القدس العربي» إن ذلك لم يعد يخفى على أطفالها، وإن الجميع في الأسرة كباقي الأسر، بات يأكل لإسكات الجوع.وتتذكر هذه السيدة كيف كانت في أهلا رمضان قبل الحرب، تحضر أطباقًا أخرى من الطعام، منها الذي يعتمد على الخضراوات وأخرى على اللحوم الحمراء والبيضاء.وتشكو أنها لم تعد تجهز طبق السلطة، منذ أن فرضت سلطات الاحتلال الحصار على غزة، ومنعت إدخال السلع والمواد الغذائية، وهو الطبق الذي يعتبره السكان رئيسا على موائد الإفطار.وبدلا من قطع اللحوم التي كانت توضع على الأطباق الرئيسية، كان الطعام الرئيسي لأسرة يوسف محسن أقراصًا من الفلافل، وصحنًا من الفول وقليلا من المخللات، التي كانت زوجته قد جهزتها عندما كانت الخضراوات يسمح لها بالدخول إلى قطاع غزة فترة التهدئة.ويقول لـ «القدس العربي» إنه وأسرته كباقي الأسر اشتهت تذوق اللحوم، وإن آخر مرة تناول طعاما يدخل اللحم في تكوينه الأساسي كان خلال فترة التهدئة. وقبل ذلك لم يكن قد ذاقه على مدار أكثر من أربعة أشهر، بسبب الحصار الإسرائيلي، وعدم امتلاكه المال اللازم.ويؤكد هذ الرجل أنه وكبار السن من أسرته اضطروا في معظم الأوقات إلى عدم تناول طعام السحور، لتوفير الخبز المتوفر لوجبة الإفطار.
وكان يأمل أن تتطور التهدئة، ويسمح بدخول المزيد من المواد الغذائية إلى قطاع غزة، لما له من انعكاس إيجابي على صحة السكان. ويؤكد أنه فقد الكثير من وزنه بسبب سوء التغذية وعدم اكتمال العناصر الغذائية في الطعام الذي يتناوله.وقال «الكل صار بيحلم بوجبة طعام كويسة مثل زمان، فيها لحمة أو دجاج»، ويضيف «حتى في أحلامنا اختفت هذه الموائد»، وتابع «الأكل الي بنفطر منه هو نفس الأكل الي بنسحر منه».وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إن آلاف الأطفال في غزة يعانون من خطر سوء التغذية الحاد، حيث تم الكشف عن إصابة حوالي 15 ألف طفل بسوء التغذية، منهم 3,288 طفلا مصابا بسوء التغذية الحاد الوخيم، وذلك بعد فحص نحو 240 ألف طفل في القطاع.
ومع ازدياد الأوضاع الإنسانية على كافة المستويات صعوبة في قطاع غزة، قال الناطق باسم وكالة «الأونروا» عدنان أبو حسنة وهو يصف الوضع: «انهيار شبه شامل في كافة مناحي الحياة في غزة»، مؤكدا الحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإعادة التهدئة مرة أخرى، وإدخال آلاف الشاحنات، وقال «غير ذلك هو بمثابة حكم بالإعدام على المكان، والبنى التحتية، وعلى البشر أيضاً».وتقول الأمم المتحدة أن معظم محاولات المنظمات الإنسانية لتنسيق الوصول مع السلطات الإسرائيلية تُرفض، وقد أكدت الحاجة لوقف إطلاق النار وإدخال آلاف الشاحنات من المساعدات.وبسبب طول مدة الحصار، باتت أسواق غزة تعاني من حالة شلل كبيرة، خاصة بعد عودة تجدد الحرب، بعد أن اختفت معظم السلع، وارتفعت أسعار من تبقى منها بشكل كبير يفوق قدرة السكان الذين يعانون من الفقر، فيما يشكو أصحاب محال بيع المواد الغذائية من قلة المشترين في هذا الوقت.
*كتب اشرف الهور. **المصدر : القدس العربي

1