أحدث الأخبار
الأربعاء 30 تشرين أول/أكتوبر 2024
1 2 3 41133
ارتفاع منسوب البحار يهدد مستقبل الدول الجزرية الصغيرة!!
04.03.2023

نيويورك - شهدت بعض المناطق الساحلية في العديد من دول العالم ارتفاعا في مستوى سطح البحر بمعدل ثلاثة أضعاف، وهو لا يمثل فقط تهديدا في حد ذاته وإنما يشكل أيضا عاملا مضاعفا للأخطار الأخرى.وبات ارتفاع مستوى سطح البحار يغرق المستقبل، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال نقاش مفتوح في مجلس الأمن، من ارتفاع مستوى البحر وتداعيات ذلك على السلم والأمن الدوليين.وقال غوتيريش إن لمجلس الأمن دورا حاسما في بناء الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية المدمرة، الناشئة عن ارتفاع منسوب مياه البحار. وشدد على ضرورة العمل المشترك بشأن هذه القضية الحاسمة، ودعم حياة وسبل عيش ومجتمعات الأشخاص الذين يعيشون في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة.تداعيات ارتفاع منسوب مياه البحار بدأت بالفعل في خلق مصادر جديدة لعدم الاستقرار والصراع في عدة دولويواجه السكان في الدول الجزرية الصغيرة النامية في غرب المحيط الهادئ مستويات ارتفاع لسطح البحر تصل إلى أربعة أضعاف المتوسط العالمي. ففي منطقة البحر الكاريبي، ساهم ارتفاع مستوى البحار في تدمير سبل العيش المحلية في قطاعي السياحة والزراعة. وقد أدى ارتفاع منسوب مياه البحار والتأثيرات المناخية الأخرى إلى بعض عمليات الانتقال الاضطرارية من مكان إلى آخر في فيجي وفانواتو وجزر سليمان وأماكن أخرى.وتتسبب الفيضانات وتآكل السواحل في غرب أفريقيا في إتلاف البنية التحتية والمجتمعات، وتقويض الزراعة، وغالبا ما تؤدي إلى خسارة في الأرواح.وفي شمال أفريقيا، يؤدي تسرب المياه المالحة إلى تلويث الأرض وموارد المياه العذبة، ويدمر المحاصيل وسبل العيش على حد سواء. ويعاني الصومال أيضا من تسرب المياه المالحة، مما يساهم في التنافس على موارد المياه العذبة النادرة.وفي جميع أنحاء العالم، يؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية.ووفقا لوكالة ناسا للفضاء، تفقد القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” ما معدله 150 مليار طن من كتلة الجليد سنويا. ويذوب الغطاء الجليدي في غرينلاند بشكل أسرع، مما يؤدي إلى فقدان 270 مليار طن سنويا.ومع انحسار هذه الأنهار الجليدية خلال العقود المقبلة، ستتقلص أنهار السند والغانج وبراهمابوترا بمرور الوقت. كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر المقترن بالتسرب العميق للمياه المالحة سيجعل أجزاء كبيرة من دلتا هذه الأنهار غير صالحة للسكن.
وبحسب غوتيريش، “نرى تهديدات مماثلة في دلتا نهر ميكونغ وخارجها. ستلقي هذه التهديدات بعواقب لا يمكن تصورها. يمكن أن تختفي المجتمعات في الأماكن المنخفضة والبلدان بأكملها إلى الأبد. سنشهد هجرة جماعية لسكان مناطق بأكملها على نطاق هائل. وسنرى منافسة شرسة على المياه العذبة والأراضي والموارد الأخرى”.وبدأت تداعيات ارتفاع منسوب مياه البحار بالفعل في خلق مصادر جديدة لعدم الاستقرار والصراع، لذلك يجب العمل عبر ثلاثة مجالات في سبيل مواجهة هذا المد المتزايد من انعدام الأمن:أولا - تجب معالجة السبب الجذري لارتفاع البحار، وهو أزمة المناخ، فنحن بحاجة ماسة إلى المزيد من العمل المتضافر للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وضمان العدالة المناخية. ويجب أن تمتلك البلدان النامية الموارد اللازمة للتكيف وبناء المرونة في مواجهة الكوارث المناخية.ثانيا - من المهم أن نوسع فهمنا للأسباب الجذرية لانعدام الأمن. وهذا يعني تحديد ومعالجة مجموعة أوسع بكثير من العوامل التي تقوض الأمن، من الفقر والتمييز وعدم المساواة، إلى الكوارث البيئية مثل ارتفاع مستويات سطح البحر.ثالثا - علينا معالجة آثار ارتفاع مستوى البحار عبر الأطر القانونية وأطر حقوق الإنسان. ارتفاع مستويات سطح البحر يؤدي إلى تقلص مساحات اليابسة، وهو مدعاة إلى النزاعات المحتملة المتعلقة بالسلامة الإقليمية والمساحات البحرية. يجب أن يتطلع النظام القانوني الحالي إلى المستقبل ويعالج أي ثغرات في الأطر القائمة.وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي، مخاطبا الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، “سيتذكر الكثير منكم ممن يجلسون على هذه الطاولة عام 2012، عندما أجبر إعصار ساندي مقر الأمم المتحدة في نيويورك على الإغلاق لثلاثة أيام متتالية بصورة غير مسبوقة. كانت هناك أسماك تسبح في الطابق السفلي من مبنى الأمم المتحدة.
في أعقاب ذلك، واجهت الأمم المتحدة انتقادات حادة بشأن الصمت وعدم الجهوزية. بعد أكثر من عقد من الزمان، أوجه السؤال إليكم اليوم: هل أنتم مستعدون؟ هل نحن جاهزون؟ هل قمتم بدوركم لدعم المسؤولية الجماعية لإدارة المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ؟”.وأضاف كوروشي “إن حالات الطوارئ المناخية تفتح نوافذ جديدة للتعاون والإدماج. لذا دعونا نعزز شراكاتنا. دعونا نشجع الخبرة المحلية لتوجيه عزمنا”.وأشار كوروشي إلى مخاطر اختفاء دول بأكملها، وخاصة الدول الجزرية الصغيرة، بسبب التغيرات المناخية. ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 193 دولة.

1