ذكر محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة اليوم الأربعاء أن القصف الجوي المكثف لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قتل 300 مدني على الأقل في مدينة الرقة السورية منذ مارس آذار مع تقدم قوات بدعم أمريكي صوب المعقل الرئيسي لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.وبدأت قوات سوريا الديمقراطية وهي مجموعة من الفصائل الكردية والعربية المسلحة يساندها التحالف الذي تقوده واشنطن مهاجمة الرقة قبل أسبوع بهدف استعادتها من قبضة المتشددين. واستعادت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بالضربات الجوية المكثفة للتحالف أراضي إلى الغرب والشرق والشمال من المدينة.وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة للصحفيين “الضربات الجوية للتحالف اشتدت على أنحاء المدينة. ومع تسارع وتيرة العملية بشدة تتقطع السبل بالمدنيين في المدينة تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية القمعي بينما يواجهون خطرا داهما إذا تحركوا بسبب الضربات الجوية المفرطة”.وقالت كارين أبو زيد وهي مفوضة في اللجنة المستقلة “لقد وثقنا الوفيات الناجمة عن الضربات الجوية للتحالف فقط ولدينا نحو 300 حالة وفاة، بينهم 200 في مكان واحد.. في المنصورة.. قرية واحدة”.ولا يمكن لمحققي الأمم المتحدة العمل في سوريا. لكنهم يجرون مقابلات مع ناجين وشهود في دول مجاورة أو مع الموجودين في سوريا عن طريق خدمة سكايب.وقال بينيرو متحدثا في وقت سابق أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن “خسائر مذهلة في أرواح المدنيين” نجمت عن الضربات الجوية للتحالف التي أجبرت 160 ألف مدني على الفرار من ديارهم.وتتنافس قوى متناحرة على انتزاع أراض من تنظيم الدولة الإسلامية حول الرقة ويتقدم الجيش السوري كذلك في منطقة صحراوية غربي المدينة.من ناحية أخرى أبدت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الأربعاء قلقها من استخدام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لأسلحة الفوسفور الأبيض الحارقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا قائلة إنها تعرض المدنيين للخطر عندما تستخدم في المناطق المأهولة بالسكان.ويمكن استخدام ذخائر الفوسفور الأبيض بشكل مشروع في ساحات القتال لنشر الدخان وتوليد إضاءة ووضع علامات على الأهداف أو حرق المخابئ والمباني.ولأن له استخدامات مشروعة فإن الفسفور الأبيض ليس محظورا كسلاح كيماوي بموجب المواثيق الدولية لكنه قد يسبب حروقا خطيرة وقد يؤدي لاندلاع حرائق.ولم يذكر الوفد الأمريكي في كلمته أمام المجلس، الذي يضم في عضويته 47 دولة في جنيف، الرقة أو الضربات الجوية. وقال الدبلوماسي الأمريكي جيسون ماك إن الحكومة السورية هي “المرتكب الرئيسي” لانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.وقال بينيرو إنه إذا نجح الهجوم الدولي فإنه قد يحرر السكان المدنيين في الرقة ومنهم يزيديات “يستعبدهن التنظيم جنسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات في إطار إبادة جماعية مستمرة”.وأضاف أن الاتفاقات العشرة بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة بما في ذلك شرق حلب “تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب” لأن المدنيين ليس أمامهم “خيار”.وشجب سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين ألا “الانتهاكات التي يرتكبها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي تستهدف البنية الأساسية وتقتل مئات المدنيين بما في ذلك قتل 30 مدنيا في دير الزور”.!!
جنيف:الأمم المتحدة: غارات التحالف قتلت 300 مدني في الرقة منذ مارس!!
14.06.2017