اعتبرت إيران العقوبات الأمريكية الجديدة عليها بأنها خرق للاتفاق النووي، وأعربت ألمانيا والنمسا عن قلقهما إزاء التأثير السلبي للعقوبات على روسيا على مشاريع توفير الغاز لأوروبا.فيما صرح نائب رئيس مجلس النواب الإيراني، مسعود بزشكيان، أن قصورا أمنيا واضحا في العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى البرلمان قبل أكثر من أسبوع.وأفاد موقع «صوت أمريكا» أنه لأول مرة يقر مجلس الشيوخ الأمريكي عقوبات جديدة على الحرس الثوري بتهمة دعمه للإرهاب، بينما خلال الفترات السابقة اكتفت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على البرنامج الصاروخي الإيراني فقط.وفرض القانون الجديد عقوبات إضافية على الأشخاص والكيانات التي توفر لإيران معدات عسكرية وقطاع غيار تتعلق بالدبابات والمدرعات والطائرات والمروحيات والسفن الحربية، والبندقيات الخاصة، والمنظومات الصاروخية، فضلاً على المزيد من الحظر على برنامج إيران للصواريخ البالستية.وكلّف مجلس الشيوخ وزير الخارجية الأمريكي بإعداد قائمة من المسؤولين الإيرانيين الذين لهم دور في انتهاك حقوق الإنسان، فضلاً على فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري تتعلق بدعمه للتنظيمات والميليشيات الإرهابية.ومن أبرز نقاط مشروع القانون تثبيت العقوبات المفروضة ضد موسكو في السنوات السابقة على أساس الأوامر التنفيذية للرئيس الامريكي السابق باراك أوباما، على خلفية الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا وإعادة وحدة شبه جزيرة القرم مع روسيا. كما يتناول المشروع التقييدات التي أعلن عنها أوباما نهاية العام 2016 في حق مواطنين روس تشتبه واشنطن بضلوعهم في شن هجمات إلكترونية ضد المؤسسات السياسية الأمريكية.كما يضم مشروع القانون مادة تفيد بأن على الولايات المتحدة التمسك بمعارضتها لتنفيذ مشروع «السيل الشمالي ـ 2»، المشروع الهادف إلى نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر قاع بحر البلطيق. وتفترض العقوبات المقترحة ضد روسيا تخفيض المدة القصوى لتمويل سوق البنوك الروسية التي تخضع للعقوبات، إلى 14 يوما (في الوقت الحالي الحد الأقصى 90 يوما)، وشركات النفط والغاز الخاضعة للعقوبات إلى 30 يوما. وتعليقاً على ذلك، أكد مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على طهران تعتبر انتهاكاً صارخاً للاتفاق النووي.وحسب وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، أكد ولايتي الذي يعتبر أحد أعضاء اللجنة الخاصة المكلفة بالإشراف على الاتفاق النووي، أن هذه العقوبات تتناقض بشكل صريح مع الاتفاق النووي، موضحاً أن هذه اللجنة سوف تبحث هذه القضية، وأنها سترد على تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية غير المسؤولة.واعتبر ولايتي أن هذه العقوبات تأتي تعويضاً عن الخسائر التي تلقتها أمريكا في المنطقة، مضيفاً أن الولايات المتحدة قد تلقت العديد من الهزائم في سوريا والعراق أمام إيران. وبدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، إن العقوبات الأمريكية الجديدة تأتي في إطار العداء المترسخ لواشنطن ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.وعلق قاسمي على العقوبات الجديدة قائلاً إن الولايات المتحدة ووفقاً للاتفاق النووي لديها تعهدات يجب أن تنفذها بالكامل وبحسن نوايا، وإن الحكومات ليس بوسعها اللجوء إلى هكذا قرارات للتنصل من التزاماتها القانونية. وتابع أنه كما نفذت طهران لحد الآن تعهداتها علي وجه الدقة وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت ذلك مراراً، فإن جميع أطراف الاتفاق النووي مكلفة وملتزمة بتنفيذ تعهداتها بالكامل. وأكد أن ما اثير حول القوات العسكرية والقدرات الصاروخية لإيران في هذا المشروع، هو أمر غير مبرر وغير قانوني بالكامل، ونعلن بأن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ستدافع ببسالة عن أمن ومصالح البلاد، وأن هكذا إجراءات لن تنال أبداً منا. وجدد المتحدث باسم الخارجية الإيراني التأكيد على أن برامج طهران الصاروخية هي مشروعة، وأنها لا تتعارض حتى مع القرار 2231 الأممي، وأن أي إجراء غير قادر علي منع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من حقها الدفاعي المشروع.ووجهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل انتقادات حادة لخطط مجلس الشيوخ الأمريكي لتوسيع العقوبات ضد روسيا.وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس الجمعة في برلين إنه من الغريب أن يكون الاقتصاد الأوروبي هدفا لعقوبات في إطار معاقبة تصرف روسي، وأضاف: «لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو».وتشارك ميركل بذلك مخاوف نائبها ووزير خارجيتها زيغمار غابريل ونظيرها النمساوي كريستيان كيرن، اللذين حذرا الخميس من أن يشكل توسيع العقوبات ضد روسيا تهديدا لشركات أوروبية في السوق الأمريكية حال مشاركتها في مشروعات غاز مثل «نورد ستريم 2» مع روسيا.يذكر أن 97 شخصا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي البالغ عددهم مئة عضو صوتوا أول أمس الأربعاء لصالح مشروع قانون من شأنه توسيع نطاق العقوبات ضد روسيا.وتم فرض العقوبات ضد روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية.ولابد أن يوافق مجلس النواب الأمريكي حاليا على توسيع نطاق هذه العقوبات.وبعد ذلك سيكون هناك حاجة لتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع القانون كي يدخل حيز التنفيذ.!!