بقلم : د. عامر الهزيل ... 1.8.06

إلى بغداد
بغدادُ .. لا
لا تستكيني للغازي
لا تمنحيه الولاء
لا تركعي .. لا تهابي
قوافل الشهداء
أو يريعك في الظهيرة
ذبح العملاء.
بغداد ...
بغداد أنت
جاهنا الشامخ
نار الهداية
في تيه الظلمة الدمساء
لا تدعي الوغد
يلامس ضفائرك
أو يُرِكِّع جبهة الكبرياء
لا تنتظري قدوم المعتصم
من صفوف أنظمة الرياء
دون أن استثني أحداً
من الرئيس إلى الأمراء
معهم قبائل الولاء
ونحن ملايين الأحبة
ندين لطغاتنا بالولاء
نبكي قتلاك ونلعن
علاوي وبوش سواء
ثم نرقد كالبهائم
في انتظار
مذبحة ظمأ الصحراء.
* * *
بغدادُ .. لا
تتار التحديث في شوارعك
ذبحوا كواكب العلماء
نهبوا المتاحف والتاريخ
لأنهم أصلاً جاءوا
لذبح مجد الخلفاء.
أغبياء ..
أغبياء ما تعلموا
أنك العنقاء
على صدرك الدامي
عبر التاريخ سحق الدخلاء
أن ثديك أبداً
لا يروم العملاء
انك بئر ترده الأمة
كلما اشتد ظمأ الصحراء
وتكالب حصار الأعداء.
* * *
بغداد
لك من فلسطين
الدامية هذا الإهداء
وحيدة تقاتل يحاصرها
هجيع العرب والجفاء
ضميني يا أمي
أنا وأنت
ملطخين بالدماء
في خاصرتنا
نفس رماح الأعداء
من أحشائنا ولدت
قبائل الردة
وجمهرة الندب والبكاء
وأنت بغداد باقية
نبراس الأمة بالدماء.
إياك ...
إياك رشوة الدخلاء
وخيانة مجد الخلفاء
لا تخذلينا بربك
أنت آخر القلاع
إن شحَّ السلاح
يا بغداد
قاومي بالمقلاع
استنهضي الأمة
ونادي
هذا تاريخٌ لا يباع
هذا تاريخٌ لا يباع.