أحدث الأخبار
الجمعة 27 كانون أول/ديسمبر 2024
نامَتْ نواطيرُ مصر عنْ ثعالبِها !!

بقلم : نصر ابوسريحان  ... 12.7.06

( غياب "القيادات" العربية عن قضية الأراضي)
تظهر في ألآونة ألأخيرة جلياً مشكلة غياب القيادات العربية ككل, سواءً أعضاء الكنيست أم رؤساء السلطات ألمحليه أم المنظمات والجمعيات الأهلية الفاعلة في مجالات حقوق الإنسان, عن التضامن مع "المواطنين" العرب في إسرائيل وعن العمل المشترك الدءوب في قضية كانت وما زالت لب وجوهر الصراع من اجل تحقيق المساواة التامة في هذه الدولة, واعني قضيه ألأراضي وخصوصاً دعاوى الملكية المضادة التي قدمتها الدولة للمحكمة المركزية في بئر السبع للاستيلاء على ما تبقى من أراضي المواطنين العرب في النقب والتي سجّلوها لدى موظف التسوية في سنوات السبعينيات.
فهذا الشيخ عوده ابوسريحان يصارع الدولة من خلال جلسات المحكمة المركزية في بئر السبع دون محام أو حتى استشاره قانونية, وهذا السيد نوري ألعقبي يصارع الدولة وحده تحت خيمته التي هدمتها السلطات عده مرات في العراقيب, وهذا السيد حسين الرفايعه "يصارع "الدولة من خلال المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها ومن خلال سكان هذه القرى الذين يطالبون بحقهم في الحياة والعيش بأمان على أراضيهم وفي بيوتهم, دون دعم يُذكر من "القيادات" العربية!!.
لا زال يراودني السؤال: لماذا كلٌ منّا يعمل بمفرده وبمنعزل عن" قياداتنا ألوطنيه ألمحليه والقطريه"! او بالاحرى في ظل الغياب الطوعي لهذه " القيادات", وأرجو أن لا نتّهم السلطات فقط مرةً أخرى بسياسة فرّق تسد, لأننا متفرّقون أصلا ً منذ نعومة أظافرنا.لقد آن الأوان لأن تكون "لقياداتنا ألوطنيه" ولمؤسساتنا وجمعيّاتنا القطربة والمحلية الكلمة والدور الفاعل في قضية الأراضي وقضية الدعاوى المضادة لأنها قضايا مصيريه لجمعينا, فحتى لو خسرنا القضية قضائياً, كما يدّعي محامو الجمعيات الفاعلة في مجال حقوق الإنسان, فعندها نكون قد خسرناها متماسكين وموحّدين ولم نخسرها كشرذمة لا هدف لها ولا قضيه, وسيكون ألنجاح ألأكيد حليفنا سياسياً وجماهيرياً.
انه ليؤلمني أن أسمع من احد المناضلين في قضيه الأراضي أن اغلب الدعم الذي وصله هو من جمعيات وشخصيات يهودية "يسارية"!!, وأنا أكنّ لهؤلاء جلّ الاحترام والتقدير, ولكن ماذا عن قياداتنا وشخصياتنا الذين نعزّهم ونقدرّهم, ليس فقط في أيام الانتخابات والشعارات الرنّانه, وإنما فعلا نقدر عملهم الوطني والمخلص في جميع القضايا إلاّ هذه القضية التي تغيبوا عنها ولا ادري لماذا؟؟, هل لأنهم لا حول لهم ولا قوه في مثل هذه القضية أم لأننا نحن لم نستطع الوصول أليهم وتفعيلهم بسبب تفرقّنا وتشرذمنا. وإلاّ, فكيف نفسّر, مثلاً, عدم تقديم أيّ استجواب لأي وزير من قبل أيٍّ من أعضاء "الكنيست العرب" بخصوص دعاوى ألملكيه المضادة التي قدّمتها ألدوله للمحكمة المركزية في بئر السبع ولماذا هذا الصمت الأرعن ؟؟؟.
عندما أحاول تلخيص نضال الجماهير العربية بخصوص قضية الأراضي, وخصوصاً في السنوات الأخيرة, أتذكّر قول الشاعر ألكبير نزار قبّاني:
إذا خسرنا الحرب... لا غرابه
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريّات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة والربابة
لطالما أقلقني هذا السؤال, وأرجو من "قياداتنا" المخلصة أن تجيبني عليه إذا كان عندهم أصلاً ما يقولونه في هذه القضيّة.
وأخيراً ولست آخراً اهدي لجميع قياداتنا وزعاماتنا الوطنية ألمناضلة ولجميع جمعيّاتنا ومؤسساتنا المخلصة التي تعمل ليل نهار من أجل حقوق عرب ال48قول الشاعر الكبير أبي الطيّب المتنبي:
عيدٌ بأيةِ حالٍ عدْتَ يا عيدُ بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ
نامت نواطيرُ مصر عن ثعالبِها وقد بَشِمْنَ وما تفنى العناقيدُ