أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
أبار النفط العربي والطابون الفلسطيني!!

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 9.2.08

كلما زاد الظلم وقودا واستعاره, زاد الفلسطيني ثباتا وشموخا, وكلما تفننوا وامعنوا بحصارنا عُدنا الى تُراثنا ننهل منه مقومات حياتنا وصمودنا, وكلما شدُوا علينا شدَينا عليها, وحين تتكالب الاعداء علينا نفهم انهم اعداء, ولكن ان يتكالب علينا ذوو القربى وابناء ملتنا وديننا وامتنا ويشدون من ازر اعداءنا وحصارنا فهذا شئ اخر!....فمن لا يعرفنا يُخطئ في تقديره وحساباته لتركيبة الفلسطيني الوطنيه والتراثيه والحضاريه:: بالخبز وحده لا يعيش الانسان وبراميل النفط لا تصنع انسان ولا كيان ولا انسانيه ولا تراث لابل تصنع فقط غابات من البنايات الحجريه والبشريه!!,,,, وحين قرأت عنوان في احد الصحف العربيه مفاده ان: "ّالفلسطينيات في غزه يتغلبن علي مشكلة انقطاع الكهرباء وغلاء الوقود بـ أفران الطين" عُدت بالذاكره الى عقود مضت حين كنا نساعد امي كأطفال في تشييد الطابون او الفرن بعد ان يصبح القديم هالكا,,, ووصفة بناء وتشييد الطابون او الفرن لمن لا يعرفها من اجيالنا الفلسطينيه والعربيه بسيطه جدا وتحمل في طياتها كل التراث والكرامه الوطنيه والانسانيه وهي الوصفه او التركيبه المركبه من الطين المجبول بالقش والتبن اي من التراب والقش, والتراب توفره الارض والقش توفره الارض ويجبل الاثنان معا لتشيد منهما الطابون المدور[ الدائري] الذي يدفن تحت رماد النار وله بوابه من فوق يُدخل من خلالها ارغفة الخبز على ارضية حجر الصوان, وحجر الصوان هذا ايضا متوفر في الارض الفلسطينيه وله قدره[ حجر الصوان] كبيره على الاحتفاظ بالحراره اللازمه لاستواء وطهي الخبز و انواع طعام اخرى,,, والفرن الفلسطيني من لا يعرفه هو نفس التركيبه[طين..قش وتراب] ا لا انه يشيد من طابقين الاسفل للنار والاعلى[ البلاطه] للخبز وبالامكان طبعا استغلال الحراره للتدفئه او الطبخ الخ!,, وهاهي غزه وتحديدا ابناء المخيمات في مخيم النصيرات مثلا وغيره يعودون الى تراث الطابون و الفرن الفلسطيني في ظل الحصار الاسرائيلي والعربي المفروض على قطاع غزه والشعب الفلسطيني,, وفي ظل شحة الوقود في وطن عربي يزخر بكل النفط وبكل الوقود وبابار النفط التي تذهب محتوياتها الى الغرب وجيوب الساقطين عربيا وانسانيا الذين يبخلون بالنفط والوقود على غزة هاشم لابل يدعي االبعض ان البنزين والوقود و البضائع قد نفذت من رفح المصريه بسبب "" الاجتياح الفلسطيني للحدود"!! على حد زعم الرئيس الفلسطيني المزعوم الذي وصف في القاهره كسر الغزيين النشاما للحصار ب" الاجتياح"!!,, فل نترك هذا المسكين الذي يثير الشفقه السياسيه ولن نَضيع وقتنا ووقتكم مع هذا الضائع بين"" الاجتياح" وا" الانقلاب" في غزه!!, ونعود الى الطابون والفرن الفلسطيني في ظل الحصار الاسرائيلي والعربي والدايتوني الفلسطيني المفروض على قطاع غزه, ومن لايعرف التراث والتاريخ الفلسطيني نقول له ان الطابون والفرن الفلسطيني تراث وصناعة فلسطينيه وقاسم تراثي مشترك بين جميع الفلسطينيين من الشمال الى الجنوب ومن الجليل الى النقب ومن رفح الى جنين ومن جبال الخليل الى جبال الجليل كان[ وما زال] الفرن والطابون والزعتر والدقه وزيت الزتون من رموز الصمود والوطنيه الفلسطينيه, والفرن هذا والطابون قد غذى وقوى عضد اجيال من الفلسطينيون, وهم الذين تغنوا بالخبز والفرن والطابون والزعتر والزيتون في زمن ما قبل النفط وما بعد النفط السائل من ابار النذاله والذل العربي!!.. ان حاصرتُم غزه بالنفط والوقود ورغيف الخبزفلن تحاصروها في العزيمه الوطنيه والتراث والطابون يا من تستوردون طعامكم وخبزكُم وموادكم التموينيه من ارض وافران الامبرياليه الغربيه والامريكيه!!.. انسيتُم ان الارض ليس طولا وعرضا فقط لابل عمقا يمتد لعشرات الكيلومترات وتربة وطين تكفي لملايين الافران والطوابين الفلسطينيه, نسيت ان اخبركم ان التربة الفلسطينيه انواع,, وتربة غزه من افضل انواعها, وتربة مسقط رأسي اذكر انها تربة حمراء!!... وحتى لا انسى لا بد من القول ان الانسان تُربه وتربيه كما يقولون في الباديه وشتان بين تربة وتربية الارض الفلسطينيه وبين تربة وتربية ملوك ورؤساء الاراضي التي تحتضن ابار النفط العربي اللتي احترقت في طياتها و اتونها جميع اشكال الشهامه والكرامه العربيه حين يقطع التيار الكهرباءي عن مستشفيات غزه واطفال غزه المرضى بسسبب عدم توفر الوقود والبترول الذي يُتخم وتتخم كمياته بطن الارض العربيه واحشاء الوطن العربي!!.. كم انت شهم ايها الطابون والفرن الفلسطيني! وكم انت نذل ايها العربي المُبرمل ببرميل نفط وكيان بلا انسان وانسانيه!!...بدلا من ان يغيثوا ويسهلوا حياة الفلسطينيون الذين كسروا الحصار نحو رفح العربيه المصريه , ادعوا بنفاذ المواد التموينيه من رفح المصريه الشهمه بعربها ومصريتها,, والمقصود هو ليس شعب رفح ومصر الشهم الذي استقبل الفلسطينيون لابل البراميل المبرمله والمنفطه من العرب التي تركت المواد التموينيه تنفذ من رفح!! لو كان الامر يتعلق باوامر امريكيه لأقامت البراميل العربيه جسور جويه لاغاثة اي مكان في العالم ماعدى فلسطين!!...بالمناسبه يدعي العرب صعوبة ايصال المواد التموينيه للشعب الفلسطيني في غزه بسبب الحصار الصهيوني!,, ولكن اين كان وما زال العرب عندما صار مئات الالاف من الفلسطينيين داخل حدود مصر وتحديدا في رفح!! لماذا لم يقدموا لهم المساعدات بدلا من ان يستقرض اكثرية من ذهب من الفلسطينيين الى رفح النقود حتى يشتري بعض المواد التموينيه والوقود !ناهيك عن ان اكثرية الشعب الفلسطيني في غزه يعيش تحت خط الفقر ولا يملك النقود حتى يتمكن من التسوق في رفح او العريش المصريه!!؟؟.
تحية للارض والتربه الفلسطينيه والمرأه الفلسطينيه صانعة الطابون والفرن والخزي والعار لبراميل وابار النقط العربي البشري وليست الحجري فقط, والخزي والعار لهمجية الكاوبوي وراعي البقر ومعتوه واشنطن الذي يُعير قطاع غزه بحماس ويقول هذا المعتوه الامريكي لقطاع غزه شامتا""" انظروا ما فعلت بكم ولكم حماس"!!... مش معقول:: ومن ثم يأتي رئيس سلطة اوسلو ويسمي ما قام به شعبنا الفلسطيني وكسرهم للحصار.:: يسميه حرفيا: ب" اجتياح الحدود المصريه"".....صِه ياهذا وكفى استهتار بشعبك!! وغزه هذه ليس ملكا لحماس او فتح لابل انها اولا واخيرا ارض فلسطينيه لشعب فلسطيني صامد يصنع الطوابين والافران من تُربتها بديلا للوقود والنفط في زمن ابار النفط والعار العربي !!
صه يا هذا.. انت و عرب الرده والنفط في زمن الصمود والطابون والفرن الفلسطيني المنبثق من عبق وعمق التاريخ الفلسطيني .. تاريخ النضال والبساطه الفلسطينيه وليست تاريخ الفنادق الفاخره والبيوت الفارعه والمركبات الملكيه والعصريه التي كان وما زال وقودها وثمنها هو ثمن التفريط بالحقوق الفلسطينيه والتأمر على هذا الشعب الفلسطيني المثابر والصابر على ما هو امر من االمُر, والقابض على جمر العذاب والالم من اجل وطن وعيش كريم في وطنه فلسطين..عيش كريم لا اكثر::على خبز الطابون والزعتر والزيتون وليست في فنادق ومطاعم خمسة نجوم!!
انظروا بربكم لهذا الاعلام العربي الرسمي وعلى وجه الخصوص فضائيات النفط ومن يقف وراءها من أنظمة عربيه ومؤسسات غربيه, ..انظروا كيف يحرثون العقل العربي وتحويله الى ارض مَشاع وبُور تَصول وتجول فيها مُصطلحات اعلامية موجهة ومُبرمجة في اتجاه قصف الحقيقة ونسف كل عناصر علاقة العرب بقضاياهُم وانتسابَهُم الى مُحيطَهُم وتاريخهُم من جهة، وفي اتجاه إقتلاع المنطق الانساني والشعور الوطني من جذوره الى حَد مُحاولة تحنيط العقل العربي وتَحويل العرب الى مجرد اشكال وأصنام وكومة من الحجارة البشرية لا علاقة لها بما يدور من حولها من أحداث من جهة ثانية، وبالتالي كيف صار ما جرى ويجري على الحدود المصريه الفلسطينيه وثورة الجياع الفلسطينيه مجرد فرجه لمشاهدين عرب ينضحون اخبارهم ومعلوماتهم من ابار النفط والعار العربي!!... هؤلاء المُبرملُون يعلقون تأمرهُم على الشعب الفلسطيني على شماعة الخلافات الفلسطينيه الداخليه وكأنهُم وحليفتهم امريكا واسرائيل لا ناقه لهم ولا جمل في صناعة الانشقاق الفلسطيني الفصائلي[[ الشعب الفلسطيني شعب موحد في زمن الكهرباء ومنذ زمن وازمان الطابون والفرن والزيتون العابره والحاضره والقادمه!!] وفي صناعة مأساة غزة هاشم وكامل القضيه الفلسطينيه!!.. الى هذا الحد وصل الاستهتار بالعقل العربي وكأن العرب قد اصبحوا قُطعان في زرائب فضائيات ابار النفط والرذيله العربيه!!!
ايتها الفلسطينيه النبيلة والشهمه وايها الفلسطيني النشمي اينما كنت واين ما تواجدت الان على الارض الفلسطينيه.. في مساحة مكان جلوسك مادة وتربة تكفي لتشييد الاف الطوابين والافران في غزه وفي كل مكان,,, طوابين وافران النضال والكرامه الفلسطينيه في زمن ابار النفط العربي المبرمل ببراميل البشر اللتي هجرتها كرامتها وانسانيتها بلا عوده... حتما ان الارض فلسطينيه حبلى بالتراب والقش وولدت وتولد دوما هذه الفلسطينيه الصابره وهذه الوطنيه الرائعه التي تعود الى الطابون والفرن يوم تشتد عليها مخالب الحصار الصهيوني والعربي!! عاش وسيعيش الطابون والفرن الفلسطيني رمزا وتراثا وطنيا, وظلت وستظل الارض الفلسطينيه تنتج القمح القش والتربه وتصنع طوابين وافران الشموخ والصمود الفلسطيني!! تحيه لهذا الفلسطيني وهذا العربي المؤمن بقضية شعبه والخزي والعار لابار وبراميل النفط العربي البشري.. طابون وكرامه وطنيه افضل الف مره من العيش في قصر وخيانه وطنيه!!!!... اذا الشعب يوما أراد الحياة,فلا بد أن يستجيب القدر ,ولا بد لليل أن ينجلي ,ولابد للقيد أن ينكسر!!... تحيه لغزة هاشم وكامل الشعب الفلسطيني والعربي المناضل!!...خبز الطابون وزيت الزيتون ولن نهون!!

الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه