بقلم : نزار نزال ... 5.5.06
يبدو أن كل الأبواب تتردد في الإغلاق على الرغم من كل النداءات التي ألح الوضع الراهن على الواقع حتى يستجيب ولو على المدى البعيد لمصلحة شعب ولمصلحة أُمة تموت جوع بدلا من المهاترات الفارغة التي ملت فضائيات العالم العربي و أصبحت تنفر من وجوه لا يهمها سوى مصالحها الضيقة ولا تبد أي اعتبار لأطفال ونساء وشيوخ يقتلها الجوع كل يوم ألف مره ، المهم هو السلطة و الكرسي و المنصب ولا شيء سوى ذلك وما تبقى فليذهب إلى الجحيم و أهلا وسهلا بصومال في حوض البحر الأبيض المتوسط ، هل هذا هو المراد ..؟؟ وإذا كان فعلا هو المبتغى انتم لا تمثلون طفلا صغيرا في ابسط شارع ضيق.... في ابسط مخيم فلسطيني ، ارحلوا واتركوا الشعب يرتاح من ثِقَل فُرض عليه بقوه الحدث وبحكم القدر ، وفي هذه اللحظة يبقى الأمر متعلق بإسرائيل في كيفية إدارة الأمور في المناطق الفلسطينية وصرف رواتب 169 ألف موظف وبالتالي حل السلطة الوطنية الفلسطينية وإغراق المنطقة في وحل العنف القادم ولا اعرف إذا كان الرئيس محمود عباس على اطلاع بما يجري..؟؟ وإذا كان على اطلاع فِعْلي فماذا هو فاعل كونه رئيس السلطة ويحمل الهم الأكبر و المسؤولية الكبرى عن ما يحصل في الشارع..؟؟ كما أن اسهل الخيارات عند الرئيس تبدو أكثرها صعوبة لان القانون الأساسي لا يسمح بحل المجلس التشريعي من قبل الرئيس وهنا تكمن المشكلة ، لان حل الحكومة ليس بالأمر الصعب وممكن أن يطلب الرئيس من هنيه التنحي جانبا لان هناك ظروف تضع الجميع أمام مسؤوليات جسام وخطيرة وتدفع بالشعب الفلسطيني نحو كإرثه أكيدة ، على كل حال إذا تمحصت قليلا في التصريحات الاخيره للسيد الرئيس محمود عباس عندما دعا إلى إجراء حوار شامل مع كل القوى الفلسطينية بدون استثناء ، هذا يؤكد أن القضية تعدت بخطوات فتح وحماس وحتى الشعبية و الديمقراطيه وكل الفصائل و القوى وهذا يضع النقاط على بعض الحروف في اشاره واضحة من السيد الرئيس محمود عباس على انه يدرك تمام الإدراك النتائج الوخيمة لاستمرار حل المشكلة من خلال افتعال كارثة مقصودة تدفع بالمجتمع الفلسطيني إلى الانهيار التام ، ومن هنا الحوار الذي ينشده الرئيس ويتحدث عنه يأتي من باب عدم قدرة الحكومة على تسيير أمور الناس وهذا أمر واقع لان الحصار يشدد يوم بعد يوم على كل الشعب الفلسطيني وليس على حماس وفشل حماس في اداره الواقع ، في تقديري لا يسجل عليها فشل إنما يسجل الفشل بكل عنوانيه على كل العالم الذي عربد وزنى بما يسمى بالديمقراطية وعلى بعض القوى على الساحة الفلسطينية و الخاسر الأكبر هي القوى التي ذُكرت والأيام القادمة تحمل في طياتها تفاصيل هذا التحليل ناهيك عن الاتهامات التي ستلصق بها في إبراز دورها كمساعد قوي لخفافيش قادمة من الخارج شكلت طوقا ليس بسيطا على كل تشكيلات ونسيج الشعب الفلسطيني ، الأمر الذي ينذر فعليا بتقطيع كل أواصر هذا النسيج و الدخول في نفق من الظلام له بداية وليس له نهاية ، كما أن إسرائيل خسرت وربما تكون في الدرجة الثانية من حيث الخسارة لأنها لم تستغل تطويع اكبر حركه راديكالية جلبها القدر لتتسلم مقاليد السلطة وانتباه إسرائيلي لاستثمار اكبر حزمه سياسية ربما مرت في تاريخ الحركة الصهيونية فالجميع يدرك ويعرف أن حماس ليست فتح لان فتح تستمد قوتها من الفوضى التي يعيشها المجتمع بعكس حركه حماس التي تحتكم إلى ادلجه فكريه ومعها طبعا حركه الجهاد الإسلامي والرياح العاصفة التي تأخذك إلى اليمين في خدمتها على الأقل في الظروف الراهنة واما قوى اليسار فلم يبق لها سوى أطلال كلام وخطاب قديم تجده في أرشيف الشيوعية و في مكتبات أوروبا الشرقية .
على كل حال يجب على حركه حماس استغلال عدم استثمار إسرائيلي وأمريكي لوجودها في السلطة و العودة إلى الوراء بعض الخطوات علها تستطيع أن ترتب بعض الأوراق التي ربما لم يكن ترتيبها أوصل الأمور إلى ما هي عليه حتى الان ، وإذا ما تفهمت حماس و الحكومة الأوضاع التي وصلت إليها الأمور فلنقف جميعا ونصفق لها بحرارة ولنحفظ لها هذه اللفتة الكريمة أو المرور الحر من على نقاط التفتيش العربية وذلك من خلال الاعتراف بالمبادرة العربية و العالمية وذلك من خلال الاعتراف بإسرائيل وهنا تكون الأوراق قد رتبت بطريقه تبدو غير مقنعة تؤدي إلى انتحار سياسي ، ولكن هل نزول حماس وحكومتها من على ظهر الشجرة يعني فصل فعلي وتفهم حقيقي لواقع يلعن الشعارات كل يوم ألف مره ..؟؟ وبالتالي يقف المواطن ليشتم كل الحركات التي زادت من ظلام ليله ظلام وفي المقابل هل ستتمكن حماس من فصل مسؤوليات الحكومة عن مسؤوليات الحركة..؟؟ بتقديري الفشل يعني مجموعة حلقات دموية لا تنتهي ، وقد أشرت إلى ذلك من خلال بعض المقالات التي نشرت على صفحات بعض الصحف المحلية و العالمية .
إن إجبار حماس ودفعها للتخلي عن السلطة التي هي فيها من خلال صندوق الاقتراع وليس من خلال قرار إداري من فلان أو علان سيجعل أبو مصعب الزرقاوي يلقى تأييدا واستحسانا في الشارع الفلسطيني وستكون الأمور اكثر تعقيد وربما لم يعد العودة للوراء أمر سهل كما هو الان ، لأن الدائرة توسعت اكثر والسيطرة في المساحة الواسعة تكون اصعب وربما خروج الأمور من هذه الدائرة ستلقي بظلال دوامه من العنف لم نكن قد عرفناها ولا المنطقة من قبل ، وربما البيان الذي وزع في قطاع غزه قبل عده أيام من قبل مجموعه لم تتضح صورتها بعد عن جاهزيتها لتنفيذ أوامر أبو مصعب الزرقاوي لدليل واضح على بروز إرهاصات المرحلة الحالية وبرهان أكيد على تفكير جدي من قبل بعض الأذرع داخل عز الدين القسام وغيرها من القوى للانضمام إلى هذه المجموعات وأنا أحذر وبشده من خطورة المرحلة التي تلي انهيار الحكومة الفلسطينية التي تتزعمها حركه حماس .
الان نقول هل العالم ككل و الرئاسة الفلسطينية وبعض القوى على الساحة الفلسطينية قادرة على صد العواصف القادمة من أبجديات الإحباط الفلسطيني في ظل تفهم حركه حماس لمصالح الشعب الفلسطيني العليا ؟؟ وهل هذه القوى مجتمعه قادرة على إعادة العجلة الزمنية في فلسطين بعض الخطوات إلى الوراء.؟؟؟ أم أن الضغط يولد الانفجار في ظل الاحتقان الشديد الذي يزداد يوما بعد يوم في الشارع الفلسطيني ، أنا لا ادري ...؟! هناك الكثير من الاسئله التي تطرح نفسها دون إجابة, لكن إذا الشعب العربي الفلسطيني غير مستهدف كما يقولون؟ فلماذا لا يتركوه يعيش كما يريد في ظل حكومة هو أرادها أن تكون ..؟؟ وإذا ما ترك الشعب الفلسطيني يعيش في ظل حكومة حماس فهل سنرى السيد محمد البرادعي يزور رام الله على غرار ما نراه في إيران ..؟ وهل أن الحكومة الفلسطينية ستكون قادرة على إنتاج القنبلة النووية في العام القادم ..؟؟!!