أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
القضيه الفلسطينيه في عرض بحر العبثيه والعدميه الفصائليه!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.1.08

في خضم معاركنا الداخليه والخارجيه والاقليميه والعالميه كُنت قد تاملت حالنا الفلسطيني والعربي بشكل عام, وكُنت استمع لنداء الاستغاثه الفلسطيني والحجاج الفلسطينيون من عرض البحر العربي وارى العدوان الاسرائلي المتواصل على غزه والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في رفح,, قلت بيني وبين نفسي ان ما يجري في غزه ورفح ليست جديد علينا, ولكن ماهو جديد مغزى وبُعد ان يرمى الفلسطيني في عرض البحر كأسلوب ضغط حتى يُوقع على عريضة تسليمه لاسرائيل او حتى يُجبر على المرور من نقاط التفتيش الاسرائيليه وذلك من خلال اجهزة نظام حكم عربي يحكم اكبر دوله عربيه ويتجبر على حجاج فلسطينيون عائدون من رحلة الحج الى بيت الله الحرام الى غزة هاشم المحاصره!!.. تذكرت قول ومقولة لكل الطيور اوطان واعشاش يعودون اليها ماعدى الفلسطيني الذي صار قضية سفر وقضية هجر ونفي على طول وعرض عالم فقد خرائطه الانسانيه والجغرافيه,, والان جاء دور عرض البحر للتخلص من الفلسطيني ونفيه لابل موضوعيا وعمليا اصبح عرض بحر النذاله العربيه سلاح ضغط على الفلسطيني وكان الحال يقول بحاله::اما عرض البحر او معابر اسرائيل!!.. البحر ليس وراءكم والعدو امامكم كما قيل في الازمان الغابره لابل البحر وعرض البحر له بديل واحد وهو تسليمكُم لمزاج عدوكم:: مطلوبون مرغوبون وغير مرغوب بهم:: اسموها كما تشاءوا وفلسفوها كما تشاءوا,, وحالنا يعود بنا لاغنيه فلسطينيه وطنيه نسيت في تراكمات المأساة الفلسطينيه عنوانها وكلماتها, ولكنني اذكر اول كلماتها اللتي تقول سميني مهما تسميني وفي االنهايه انا فلسطيني, وبهذا المعنى يبدو وضوح حالتنا الفلسطينيه برا وبحرا وجوا نحن فلسطينيون مطاردون وطنا ومهجرا وعلى معابر اسرائيل ومعابر ماتبقى من اسماء لدول عربيه فقدت عروبتها وكرامتها الوطنيه الى حد يتعدى البر والجو في اتجاه عرض البحار وكرامه مهدوره على عرض وطول الكره الارضيه!!.... عالم ليس لنا فيه مكان على الخارطه سوى كلمة الضفه وغزه بجانب خارطة اسرائيل التي تعرضها يوميا فضائيات بحر العار العربي, وكل ماحول هذه الخارطه هو مجرد ملحق او نقاط او حروف او جزر يقطنها فلسطينيون او ماتبقى من هنود المشرق العربي!!.. لايوجد امر محدد في رمال الفلسطيني المتحركه ونحن الجالسون في وطننا وعلى الرصيف نراقب ونتابع عبثية العبث وعدمية العدم والجدليه القائمه في تراكمات الاحداث والانتقاص اليومي من الحق والوجود الفلسطيني في تراجيدية القرنين الماضي والحاضر.... قرنين طُرحت فيها جبال الاسئله وسهول الاجوبه ومروج الاحلام والالم وبحار من الهم والدم الفلسطيني بين الشك واليقين والقناعه والاثاره والاستمرار والاستمراريه الى ان وصلنا الى سؤال كل الاسئله واصلها وفصلها:: من الذي اوصلنا ورمى بنا كشعب وقضيه في عرض بحر العبثيه والعدميه الفصائليه؟؟ لماذا صار فلسطين بدون معالم وبلا خرائط تحفظ على الاقل هذه الزريعه الفلسطينيه حتى نبذرها مستقبلا في ارض السواد الفلسطيني الراهن؟؟.. حصاد بلا غله في زمن تكاثرت وتكالبت فيه المناجل على الحرث والزرع الفلسطيني!!.. لا اينعُوا ولا اينعنا, ولا قطفوا ولا قطفنا سوى الخيبه والعدميه والفرقه بين اخر ماتبقى من قلاع الوطن في غزة هاشم الضفه الفلسطينيه لابل امعنوا في احتلالنا وامعنا في ذاتنا عبثيه وعدميه وظننا اننا على طريق الخلاص من احتلال غاشم واذ بنا نغوص فيه تيه الصحاري والتناقضات الد اخليه الفلسطينيه اللتي صار فيها الفرق بين الربح والخساره الوطنيه مجرد عدميه تسوق عبثيه العبثيه نحو المزيد من التيه والضياع الوطني الى ان صارت القضيه الفلسطينيه قربه كانت مثقوبه بثقب الاحتلال واذ بها اليوم مرصعه بالثقوب والعيوب الفلسطينيه والعربيه!!!
كنا وكان الكثيرون يتحدثون عن تراكمات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي وايجابياته هذا النضال وسلبياته والعبر المستفاده نحو الاساليب الافضل والانجع اللتي تؤدي الى فك وكسر القيد الفلسطيني والانعتاق من براثين الاحتلال وظلمه, ولكن من المؤسف القول ورغم المستودع النضالي الفلسطيني الضخم الا ان العشوائيه والعدميه والعبثيه الفلسطينيه بدات تُبذر هذا الرصيد دون الاستفاده منه وكأن سيل الدماء والشهداء الفلسطينيون على مدى عقود من الزمن قد ضاع هدرا وبذرا بين عبثية فتح وعدمية حماس دون ان ننحاز نحن كشعب ومفكرين لشعبنا ووطننا قبل ان ننحاز لفصيلنا وحركتنا وحزبنا المزعوم!!... ان اصعب ما تتعرض له القضيه الفسطينيه في الوقت الراهن هو اختزالها واختزال الحقوق الفلسطينيه في برامج فصائل عدميه وعبثيه وتبعيه سياسيه لانظمه عربيه خائنه ناهيك عن اختطاف كامل القضيه الفلسطينيه على يد ثله فلسطينيه مغامره ومتأمره وتؤمن بمَنُ اسرائيل ببعض الحقوق على الشعب الفلسطيني حتى تؤمِن هذه الثله بقاءها وارتباطاتها المصلحيه باسرائيل وعواصم الامبرياليه الغربيه والامريكيه!!! وفي المقابل قوى عدميه فلسطينيه تُمارس العدميه السيايه منهجيا دون ان تطرح مخرج لازمه فلسطينيه داخليه قائمه بزمن طويل قبل استيلاء حماس على مقاليد الحكم في قطاع غزه!!..اننا امام حاله فلسطينيه جامده ومتحجره فكريا وسياسيا تتأرجح بين العدميه والعبثيه الانتهازيه, وهي حاله ناتجه عن عدم تعلم واستيعاب دروس التاريخ ولا التعامل مع الواقع في زمن يعيش فيه الفلسطيني محاصرا وطنا ومهجرا وفي زمن يُذبح فيه الفلسطيني في اجواء صامته ومباركه لما هو جاري,,, ولا يغيب عن بالي تذكيركُم ليست بماهو جاري في غزه والضفه ولا كيف يرمى بالحجاج الفلسطينيين في عرض البحر فحسب لابل في كيف قُصف ودُمر مخيم نهر البارد في لبنان بيتا بيتا بصوره اجراميه امام مراى العالم وفي خضم استغلال بحر الازمه الفلسطينيه الحاصله بين غزه والضفه.. الصوره التي دُمر فيها نهر البارد بحجة" فتح الاسلام" تدل ليست على همجية من قاموا بقصف نهر البارد فحسب لابل تدل على كيف استغلت امريكا وحلفاءها في لبنان التهاء ولهو الفلسطينيين بخلافاتهم الداخليه,, لتُنفذ جريمة نهر البارد بكل برودة الاجرام الامريكي والعربي التابع!!... نحن هنا امام حاله انتقائيه اجراميه تُمارس الجرائم بحق الشعب الفلسطيني اينما كان واينما تواجد في الوطن والمخيم وحتى عرض البحر..... وهذا مايجعل حك المخ الوطني الفلسطيني واجب مفروض وليست مطلوب فقط حتى لا تتحول تجزئة الشعب الفلسطيني الى جزيئات مجزئه تستفرد بها اسرائيل وامريكا وحلفاءها من عرب الخيانة والرذيله ولا يقتصر الامر على فلسطين ولا لبنان والتوطين فقط لا بل لاحظوا ماجرى للفلسطيينين في العراق من ملاحقه وتشريد وترحيل الى ابعد من البعيد الاقليمي... الى البرازيل واماكن اخرى!!
لا يجب الابتعاد عن الواقع الفلسطيني واستلهام الحلول الغيبيه او الهروب من الواقع نحو هرولة هذا الجزء الفلسطيني نحو مفاوضات عبثيه مع اسرائيل وهروب الجزء الاخر نحو المزيد من العدميه السياسيه والعجز الفكري والوطني في ظل احتلال وحصار وطوق عربي مطبق على غزة هاشم يعجز فيه الفلسطيني من السفر او الذهاب الى العلاج والحج وغيره من الامور وعلى راسها تجويع الشعب الفلسطيني بهدف تركيعه,.. ومع هذا نرى تراكم العجز الفلسطيني الوطني على نطاق واسع يتعدى حدود قطاع غزه ليمتد حتى الشتات الفلسطيني الذي يجب ا ن يتكون له كلمته ورايه بما هو جاري للقضيه الفلسطينيه!!.. المطلوب الان ليست خنادق وفنادق ولا غابة بنادق فلسطينيه فصائليه لابل غابة ابداع وطني فلسطيني بدافع انهاء الخلاف الفلسطيني الفلسطيني وتجسيد كيان وحدوي فلسطيني حقيقي كمأساس متين وجديد لبناء وترميم مقومات القضيه الفلسطينيه من جديد... ان الاوان ان نعطي الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني منزلته اللذي يستحقها, ونعيد له هيبته الوطنيه والاقليميه حتى لا يفكر احدا ساقط برمي شعبنا في عرض البحر او اعتقالهم و قتلهُم في الضفه والقطاع او الاعتداء عليهُم في مخيمات الشتات والمهجر بهذه الطريقه الوحشيه والهمجيه التي جرت في العراق ونهر البارد في لبنان!!... ان الاوان ان ان نضع لبنة الوحده الوطنيه الفلسطينيه ونسلط الاضواء على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدميه وعبثيه داخليه, واجرام اسرائيلي وامريكي بحقه وبحقوقه,, وحصار عربي اقليمي متواطئ مع اسرائيل وامريكا!!..ان الاوان ان ينزل العبثيون من ابراجهم والعدميون عن اشجارهٌُم ويفكروا بالقضيه الفلسطينيه وليست السلطه الفلسطينيه ومن يحكم غزه والضفه الواقعتان برا وبحرا وجوا تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي والحصار العربي!!..يجب ان تكون القضيه الفلسطينيه اكبر من قضية حكم او قيادة سلطه فلسطينيه اوسلويه لايحترمها ولا يحترم وجودها حتى هؤلاء الذين وقعوا معاهدة اوسلو مع الفلسطينيين سواء الاسرائيليين او الامريكان!!
نأمل ان يعود الفلسطينيون الى رشدهُم ويعالجون الجراح بالحكمه والفهم الاستراتيجي لما هو جاري, ويعتبرون ان ما جرى فيه جزيئيه ايجابيه ودرس للفاسدين, ولكنه فيه اجزاء كبيره سلبيه نرى اثارها اليوم على كامل القضيه الفلسطينيه وليست على حماس وفتح والفصائليون والمفصلون على مقاس اسرائيل وامريكا وغيرهما من دول, وعليه يترتب اختراع ارضية الحوار الفلسطينيي الفلسطيني بنوايا حسنه وليست ثأريه او انتقاميه من اجل اخراج القضيه الفلسطينيه من عرض بحر العبثيه والعدميه ووضع القضيه الفلسطينيه ومقوماتها في سياق تاريخي تراكمي ووطني صحيح يهدف الى الاستمرار في قيادة المركب الفلسطيني والسفينه الفلسطينيه نحو مرسى وشاطئ الامان والتحرر الوطني... الذائقه والشده هي اللتي تصنع الشعوب والقيادات والرُبان الذي يقود السفن من عرض البحر والامواج العاتيه نحو الشاطئ...على الفلسطينيون ان يتوققوا عن التراشق بالرصاص والاعلام وان يتوقفوا عن العبثيه والعدميه وان يدخلوا في حوار جدي وشامل يشمل كامل مقومات القضيه الفلسطينيه وليست جزئية تفاهة من يحكم السلطه الفلسطينيه!!... انظروا ماذا يجري للشعب الفلسطيني والارض الفلسطينيه وتوقفوا عن الاتهامات المتبادله حتى تتمكنوا من انقاذ ما امكن انقاذه من القضيه الفلسطينيه والارض الفلسطينيه!!
نتمنى ان لا تتلاشى مقومات وحقوق فلسطينيه كثيره في ظل خلاف عدمي وعبثي, ونحن نعتقد ان اطار منظمة التحرير الفلسطينيه وميثاقها الاصلي[ ليست الاوسلوي] اطار يتسع للجميع اذا صفوت النوايا حول اصلاح وترميم منظمة التحرير كممثل عام وشرعي للشعب الفلسطيني!!...لم يعد الامر يتعلق بالتراشق الاعلامي والتسميات من انقلابيون الى دايتونيون لابل الامر يتعلق بعبثيه وعدميه فلسطينيه يجب تجا وزها من خلال حوار فلسطيني فلسطيني يُبرز وجوه جديده وطنيه لتحل مكان رموز العبثيه والعدميه!! هلموا بجماهيركم وشعبكم الطيب نحو نقاط الالتقاء الوطني حتى نخرج السفينه الفلسطينيه من عرض بحر العدميه والعبثيه الفصائليه!!... لا تمنحوا بوش واولمرت فرصة الزج بالمركب الفلسطيني نحو اعماق المحيطات!!.. كفى يا فصائل تفصيل وارحموا قضية شعبكم وانقذوا ارضه المتناقصه يوميا من الاحتلال والاحلال الاسرائيلي!!

*الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب الالكترونيه