أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
العنف ضد المرأة في العالم العربي !

بقلم :  فاطمة الزهراء المرابط  ... 23.10.07

مشاهد يومية، وصور راسخة في أعماق الذاكرة، سائرة عبر الزمن، صور من هذا الواقع العربي، الذي يشهد تحولات عظيمة في مختلف الميادين، إلا أنه مازال يفتقر إلى أبسط الحقوق التي من المفترض أن تحظى بها المرأة العربية، والتي رغم وصولها إلى عدة مناصب و حصولها على عدة مكتسبات علمية و عملية، إلا أنها مازالت قابعة تحت رحمة التقاليد و الأعراف التي تكرس دونية المرأة بعدة مبررات اجتماعية و دينية... هي صور تبثها مجموعة من المنابر الإعلامية و الأقلام الجريئة التي تحاول بشكل دائم النبش فيما وراء السطور... و لا توجد أية صورة تستوجب اهتمام الإعلاميين و عنايتهم أكثر من قضية العنف ضد المرأة...!!
إن المجتمع العربي التقليدي الذي نشأت فيه المرأة، يجعلها خاضعة بشكل مستمر للسيطرة الذكورية (الأب، الأخ، الزوج...)، و سلطة المجتمع (التقاليد، الأعراف...)، التي تكرس دونية المرأة، و تساهم في إذلالها، وبالرغم من حصولها على درجات عليا في الميدان العلمي و العملي، إلا أنها تظل في نظر المجتمع مجرد قاصر، عديمة الأهلية، غير قادرة على تقرير مصير حياتها، فهي خلقت فقط للزواج و إنجاب الأطفال و خدمة الأسرة لا غير، و قد تفننت سلطة التقاليد و الأعراف في إهانتها إلى درجة أنها شرعت العنف كوسيلة لتأديب المرأة باعتبارها ضلعا أعوجا يحتاج إلى التقويم الدائم، إذ تتعرض المرأة بشكل يومي لمختلف أشكال العنف، باعتبارها كائن من نوع خاص يشكل مصدر العار و الفتنة.
و رغم أن العنف ضد المرأة يعتبر من القضايا المسكوت عنها، و التي لا تظهر إلى الوجود إلا عبر بعض المنابر و الأقلام النشيطة في مجال الإعلام أو من طرف بعض الجمعيات النسائية أو المؤسسات المناهضة للعنف ضد المرأة، إلا أنها تبقى مجرد إشارات بسيطة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام و الممارسة الجادة و الهادفة. فالإعلام مثلا يعتبر من الوسائل المهمة التي يمكن الاعتماد عليها في محاربة العنف الموجه ضد المرأة في العالم العربي، إلا أنه لا يهتم إلا بنشر بعض مقالات جرائم و فضائح العنف التي تتعرض لها المرأة، من أجل إشباع رغبة المستهلكين للصحف اليومية، و نادرا ما يتم الاهتمام بمثل هذه القضايا التي تحتاج للمزيد من البحث الهادف و التحليل الجاد، نظرا لحساسيتها و صعوبة تناولها. كما أن بعض الجمعيات النسائية ورغم اتخاذها قضية المرأة شعارا و هدفا أساسيا لأنشطتها، و تسليطها الضوء على مختلف أشكال العنف الذي يمارس على جسد المرأة العربية، إلا أنها سرعان ما تسيطر عليها النزعة الذاتية، و تتعرض لسيطرة الأحزاب و التبعية الإيديولوجية.
و تتعرض المرأة العربية بشكل يومي إلى ممارسات مختلفة من العنف في العمل، في الشارع، و حتى في البيت، من الزوج، الأب، الأخ،... وتشير الدكتورة المصرية عايدة سيف إلى: « أن العنف ضد المرأة أصبح ظاهرة منتشرة في مختلف المجتمعات، و حتى معاكسات الرجال للنساء في الشارع أصبحت عدوانية، بحيث تهاجم المرأة، و تتعرض للشتم و الملاحظات القاسية، و السبب الرئيسي في ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بعلاقة المرأة بالرجل، التي هي علاقة فوقية من جانبه و علاقة دونية من جانبها، أي أن العنف يوضح علاقة التبعية القائمة بين المرأة و الرجل في مجتمعاتنا العربية، و النظرة الاجتماعية التي تعتبر أن هوية المرأة و حمايتها لا تتحقق إلا من خلال الرجل الذي يصبح الحامي و المعتدي في نفس الوقت». و يعتبر العنف الوسيلة الوحيدة لتهميش المرأة وجعلها غير قادرة على النهوض بمستواها الاجتماعي و العلمي، بحيث تشهد عدة مجتمعات عربية جرائم قتل الشرف التي تمارسها الأسرة على المرأة، و هي عادة قديمة متوارثة عبر التاريخ، تمارسها بعض المجتمعات كأسلوب تربوي يهدف إلى الحفاظ على سمعة الأسرة أو العائلة و مكانتها في المجتمع، و هذه العادة تطبق في حق المرأة فقط، في حين يظل الرجل خارج دائرة الاتهام، ذلك أن مفهوم الشرف لا يطبق إلا على المرأة التي يكون مصيرها الوحيد هو القتل، و السؤال المطروح: هو لماذا تتحمل المرأة بمفردها هذا النوع من العنف؟ في حين أن الرجل يبقى حرا طليقا، حتى لو كان هو الجاني الحقيقي، مما يدل بشكل قاطع على مدى التفكك الأسري الذي تعاني منه مختلف المجتمعات العربية، فانعدام الرقابة و المتابعة للأبناء يدفع لارتكاب بعض هذه الجرائم إضافة إلى عدم تثقيف الأبناء الثقافة الجنسية المطلوبة و التي تجعلهم قادرين على التمييز بين الصواب و الخطأ.
و في إطار جرائم قتل الشرف التي تحدث في بعض المجتمعات العربية، قتلت امرأة فلسطينية ابنتها التي لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها خنقا حتى الموت، و ذلك بعد تعرضها للاغتصاب من طرف عمها الذي كانت والدتها ترسلها إليه بالطعام في منزل منعزل بعض الشيء وسط المزارع في جنوب غزة، و خوف الفتاة منعها من التصريح بهذه الجريمة التي اقترفت في حقها من طرف هذا العم الجائر الذي اغتصب جسدها بدون أية رحمة، و عندما اكتشفت الأم أمرها قامت بقتلها خنقا للتخلص من العار و الفضيحة، في حين أن العم المجرم ظل حرا طليقا، ليرتكب المزيد من جرائم الاغتصاب. و في نفس الإطار تعرضت فتاة مصرية للاغتصاب من طرف شقيقها، فانطوت على نفسها تكتم الم ما أصابها، إلا أنه بعد أشهر نما في أحشائها ثمرة هذا الاغتصاب، فما كان من الأم إلا أن أصرت على التخلص من عارها، أمام غضب الأب الثائر و رفض الفتاة الانتحار بإرادتها، و في النهاية أسدل الستار على قتلها باسم الشرف.
كما تتعرض المرأة في بعض الدول العربية كمصر مثلا، و بشكل خاص في الأرياف و الأحياء الشعبية، إلى عملية الختان التي تعتبر من أبشع الممارسات التي تمارس على جسد المرأة، و التي تؤدي في حالات كثيرة إلى الوفاة أو تأثيرات سلبية على صحة المرأة التي نادرا ما تعيش حياة طبيعية اثر هذا الجرم الذي ارتكب في حقها باسم الأعراف و التقاليد، و يشير الدكتور طه بعشر( مستشار الصحة النفسية لمنظمة الصحة العالمية) إلى أنه: « من المهم تأمل ردود الفعل النفسية التي قد تحدث لفتاة صغيرة تواجه مثل هذه العملية، فمن المتوقع أن تكون مشدودة الأعصاب، إنها حتما تسمع عن عملية الختان قبل مدة، لكنها نادرا ما يسمح لها بمشاهدة آثارها الجانبية، و يبقى راسخا في وجداننا أن البنت التي لا تجرى لها العملية لا يقبل عليها أحد، و قد لا تتزوج، و لذلك نجد أن الختان ظاهرة مقبولة بوجه عام في مختلف المجتمعات التقليدية، حيث تشكل مثل هذه العادات سمة من سمات المجتمع المتعارف عليها، و هذا طبعا لا يتغير إلا بتأثير التعليم و التنمية الاجتماعية و الاقتصادية السريعة». و في نفس الصدد تقول الباحثة ماري اسعد ( كبيرة مساعدي البحوث في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ): « في مصر يمارس المسلمون و المسيحيون على حد سواء الختان و ليس لهذه الممارسة أساس ديني، و إنما فقط ممارسة تلائم قيم و مفاهيم الناس عن العذرية و شرف الأسرة، وقد وجدت هذه العادة قبل المسيحية و الإسلام بزمن طويل...»، و رغم الجهود المبذولة من طرف علماء النفس و علماء الاجتماع و الجمعيات النسائية، لاستئصال هذه العادة السيئة التي تعمل على إهدار كرامة المرأة و إذلالها. بحيث تتعرض المرأة العربية لمختلف أشكال العنف ابتداءا من القتل و الشروع في القتل، إلى الأذى الذي يلحق بجسدها و الذي يحتاج علاجه لعدة شهور و ربما ينجم عنه عاهات مستديمة، و الاغتصاب سواء ذاك الذي يحصل من قبل الغرباء أو من قبل أفراد الأسرة أنفسهم، و تتعرض للشائعات و التهديد، و توجيه الإهانات و الاحتيال بهدف الاستيلاء على ممتلكات المرأة و أموالها، و الاحتيال العاطفي.
و نجد أن الرجل يتمادى كثيرا في إحكام سيطرته على المرأة و التصرف في حياتها، بمبرر أنه الوصي عليها و القائم بشؤونها، و بالتالي له الحق في الاعتداء على جسدها بالضرب و التشويه، مستمدا هذه الشرعية من الأعراف و الدين، وقد روجت هذه الاعتقادات من طرف مجموعة من التيارات الإسلامية و الحركات المناهضة لتحرر المرأة، إلى أن أصبحت راسخة في مختلف المجتمعات العربية، رغم أننا لا نلمس أية إشارة تدل على أن الإسلام نص على العنف ضد المرأة، أو رواية تدل على أن الرسول كان يستعمل العنف ضد بناته أو زوجاته، فعن الرسول ( ص) « ما ضرب رسول الله ( ص) امرأة قط و لا خادما و لا ضرب شيئا.....»، وقد تعددت وسائل العنف التي تمارس في حق المرأة باسم الدين، إلى درجة أنها وصلت في السودان إلى استعمال القوة العسكرية ضد المرأة. كما أن الأمية تعتبر عاملا مهما في تفشي العنف بشكل كبير في الأرياف الذي تحرم فيه الأنثى من حقها في التعليم مثل الذكر، بمبرر أن المرأة خلقت لتكون زوجة و أم فقط، واجبها الأول و الأخير هو إنجاب الأطفال و طاعة الزوج و خدمة الأسرة، و للأسف فإن نسبة الأمية في صفوف النساء بالعالم العربي تتعدى ثلثي نسبة الأمية العامة، و ليست هناك أية مؤشرات ملموسة تدل على انخفاضها خلال السنوات القادمة. و هذه الأمية التي تعاني منها المرأة تجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بها و بمستقبلها، و لا تستطيع أن تقف أمام جبروت الأب أو الأخ، أو الاعتراض على زواجها في سن مبكرة، أو الاحتجاج على الظلم الذي يطالها بشكل مستمر. كما أن تفشي البطالة بين صفوف النساء و التي تصل حسب الإحصاءات الأخيرة إلى 48 % في العالم العربي، يجعل المرأة تحت السيطرة الذكورية و التبعية الاقتصادية للرجل.
و تعتبر المرأة الفلسطينية و العراقية أكثر النساء معاناة من العنف، ففي فلسطين تعاني المرأة بشكل يومي من العنف الذي يسببه الاحتلال الإسرائيلي لها و لأبناء شعبها، و من مظاهر المعاناة فقدانها للهوية الشخصية، و فقدانها لحريتها في التنقل الداخلي و العمل و السفر، بحيث لا يتم ذلك إلا بتصاريح من الحكم العسكري الإسرائيلي، الذي يشن عليها حملة عنف قوية بإجراءاته القمعية و تحرشاته المختلفة، كما تتعرض إلى الاضطهاد من طرف الأسرة التي تمارس ضدها أنواعا متعددة من العنف، و سيطرة كبيرة تكبل تصرفاتها و حريتها الشخصية. في حين تزداد معاناة المرأة العراقية من العنف الممارس عليها بسبب الحروب الدائرة إذ تنال في ظل هذه الظروف نصيبا مزدوجا من الانتهاكات الجسيمة في حق جسدها.
هناك من يقول بأن العنف ضد المرأة نادر الوجود في العالم العربي، و حتى إن وجد فهو منتشر فقط في المناطق الفقيرة و الفئات الغير المتعلمة، و الحقيقة أن العنف هو لغة يومية و جزء من واقع المجتمع العربي، و رغم غياب إحصائيات ثابتة توضح معدل انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة، إلا أن الدراسات التي أجريت حول هذه الظاهرة أثبتت بأن العنف يحدث في مختلف المناطق و بين جميع الفئات الاجتماعية و الاختلاف الوحيد يكمن في الوسائل و الأساليب المستعملة في ممارسة هذا العنف. ولأن العنف مازال ظاهرة مسكوت عنها، تتم في صمت رهيب بحيث أنه من النادر أن يتم التصريح بحالة عنف مورست ضد امرأة، لذلك فالأرقام الخاصة بالعنف ضد المرأة في العالم العربي مجهولة، تستند فقط على شهادة النساء اللواتي يراجعن المراكز أو المحاكم أو الدوائر الأمنية. وتشير دراسة أجريت باليمن بخصوص هذه الظاهرة إلى أن السجون و مصحات الأمراض النفسية هي الأمكنة الوحيدة التي يمكن فيها تلمس آثار العنف الجسدي و النفسي الذي يقع ضد النساء، في غياب دراسات أو إحصاءات أو حتى سجل لحالات العنف، و خاصة العنف الأسري ليس فقط لأن الشكاوى لا تصل إلى الشرطة بل لأن الأعراف الاجتماعية تمنع إعلانه حتى عن طريق الضحايا أنفسهن. إلا أنه من خلال استقراء مجموعة من الظواهر و الحالات التي تعرضت للعنف، نجد بأن هذه الظاهرة تمتد بلا حدود، لكن بالرغم من أشكال العنف المختلفة التي تتعرض لها المرأة، و التي غالبا ما تخلف عاهات و تشوهات مستديمة على جسد المرأة، إلا أنها لا تحتج على هذا الأمر. و ذلك بالرغم من الاهتمام الذي حظي به العنف ضد المرأة كظاهرة من ظواهر المجتمع و كشكل من أشكال التمييز بين الجنسين، إلا أنها لا تبذل أي جهد لرفع هذا العنف الواقع على جسدها، فرغم وصول العديد من النساء إلى المراكز الخاصة بضحايا العنف، إلا أن أغلبية النساء يفضلن الصمت على الاعتراف بما يتعرضن له من عنف مستمر، و العودة إلى ممارسة حياتهن بشكل عادي في ظل العنف و رحمة التقاليد و سيطرة الرجل الذي يتفنن في استعمال مختلف وسائل العنف ضد المرأة، و كأن هناك ثأر تاريخي بينهما. الأمر الذي يدفعنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة حول الأسباب التي تجعل المرأة ترضى بهذا العنف، و تخضع لهذه السيطرة التي تزيد من إذلالها يوما بعد يوم.
مما لا شك فيه أن التنشئة الاجتماعية تلعب دورا كبير في خضوع المرأة للرجل، حيث تشير الدراسات إلى التمييز في التنشئة بين الأطفال في العناية الصحية و الغذائية، يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الإناث أكثر من الذكور خلال الشهور الأولى من الولادة، و يشمل هذا التمييز في نوعية المعاملة و توزيع الأدوار داخل الأسرة، و في الحريات الشخصية و فرص التعليم و عدم إعطاء الفتاة الفرصة لتقرير مصيرها، فقد ترغم على الزواج في سن مبكرة من رجل قد لا ترغب في الزواج منه، و ترغم على عدم متابعة دراستها، مما يؤدي إلى إعادة إنتاج العنف سواء داخل الأسرة أو خارجها في المجتمع، و تكريس دونية المرأة و تبعيتها للرجل، اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا، و قد جاء في دراسة أجريت بسوريا حول التنشئة الاجتماعية: « إن المرأة في مفهوم الرجل هي الكائن الأضعف و تنشأ هذه النظرة و تنمو أثناء التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة، لذا فان مبدأ الاعتداء على الأنثى هو تحصيل حاصل لمجموعة من الأعراف و القيم توارثها الأبناء عن الآباء و الأجداد، فمنذ الصغر يعتبر الصبي هو القيم على إخوته البنات، و بالتالي يصبح الآمر الناهي، فيصبح عدوانيا و جبارا، و تصبح الأنثى خاضعة له تلبي رغباته دون أي ممانعة، و يظهر العنف رويدا رويدا، كلما تشابكت العلاقة بين المرأة و الرجل، أليس هو الأقوى جسدا و بالتالي يكون قادرا على تصريف كل غضبه على الأنثى بأشكال و أنواع متعددة؟؟!».
هذا دون أن ننسى النظرة الاحتقارية للمرأة التي تلجأ إلى السلطة الأمنية، من أجل رفع الظلم أو العنف عنها، كما أن عدم وجود دعم و سند حقيقي للمرأة، و عدم توفرها على ملجأ مناسب في حالة قررت الانفصال عن هذا الزوج العنيف، يضطرها إلى الصبر على كل المصائب التي تتعرض لها، حفاظا على استقرار بيتها و حماية أطفالها من مصير مجهول... و من العوامل المهمة التي تؤثر على عدم احتجاج المرأة على العنف الممارس في حقها، الخوف من العار أو الطلاق، خاصة وأن هذا العار لن ينعكس عليها فحسب و إنما ستمتد آثاره إلى كافة العائلة، لذلك تفضل المرأة تجرع مرارة الألم في صمت كبير، خاصة و الأسر في المجتمع العربي تفضل موت بناتهن على الطلاق الذي قد يطالهن، لأنه سيزيد من عبئهم من جهة و سيجلب الحظ السيء لأخواتهن العازيات من جهة أخرى.
و مازالت المرأة العربية تعاني من العنف بمختلف أشكاله بداية من التهميش و الجهل نهاية بتمييز الرجل عليها في مختلف المجالات العلمية و العملية، و بالرغم من أن هناك كثير من المطالبات في الفترة الأخيرة بتمكين المرأة من الحصول على كل حقوقها إلا أنها مازال لديها الكثير من المشكلات، التي ربما تتعلق بثقافة بعض المجتمعات القائمة على الجهل و المعتقدات أو بادعاءات من العادات و التقاليد. وقد أصبح موضوع العنف ضد المرأة و ما يتعلق به من مفاهيم مختلفة خلال السنوات الأخيرة، موضوع اهتمام و قلق لدى العديد من دول العالم العربي، إلا أن القليل من الدول العربية التي تتخذ خطوات حقيقية لمحاربة العنف الواقع على المرأة العربية و استئصاله من المجتمع، و تعتبر برامج الإرشاد الهاتفي و القانوني و النفسي و الاجتماعي التابع لاتحاد المرأة في كل دولة عربية، هي أهم البرامج التي تساعد المرأة على تخطي محنة العنف الموجه ضد جسدها، في انتظار حلول فعالة للقضاء على هذه الظاهرة المرافقة للبشرية....

المصدر: المركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة