أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
متى ستنصف المرأة العربية...! ؟؟

بقلم :  حياة البدري  ... 22.6.07

تفاءلنا كثيرا باعتلاء المرأة مناصب عدة كانت سابقا حكرا على الرجل وزاد تفاؤلنا أكثر بالتغييرات التي عرفتها المجتمعات الغربية والنجاح الذي حققته المرأة الغربية في الانتخابات والمراكز السياسية...
وزاد تفاؤلنا أكثر بتربع المرأة المغربية قمة السلم الحقوقي... والتفاني في الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاولة خلق جو حقوقي تسوده الكرامة الإنسانية والتشبع بكل المبادئ الحقوقية... وبالتالي تساوي المرأة مع أخيها الرجل في كل المجالات...بما فيها السياسية... لكن هيهات هيهات... أن تحقق هذه المعادلة الصعبة على الأراضي العربية... !!!
إن هذا المجال لا يزال لحدود الساعة من حق الرجل وحده ولا يمكن للمرأة أن تتجاوز الخطوط الحمراء وأن تتعدى نسبة 30 مقعدا في اللائحة الوطنية ، التي منحها إياها الرجل و إلا شقت عصا الطاعة وخرجت عن القانون المتعارف عليه...
فهذا يكفي وإلا أصبح هذا وصمة عار ووصمة ذل على جبين الرجال العرب، فهذا كثير جدا عليها...ولا يمكنها أن تتجاوز هذا القدر المسموح لها به وإلا أصبحنا أمام أشباه الرجال لا أقل ولا أكثر... والرجولة ليست هي أن تتساوى المرأة مع الرجل في الميادين السياسية ومراكز القرار...
إن القرار مهمة من حق الرجل وحده... نعم وحده لاشريك له … والقيادة من خصاله وشيمه هو لاهي... وهو الآمر والناهي ويجب أن تبقى كلمته دائما وأبدا هي الأعلى...وهي من تنفذ ولو كانت خطئا...؟ !!
والأمور السياسية يجب دائما وأبدا أن تبقى محصورة بين يديه الكريمتين وإلا فقد هالته الكارزماتية وسلطته المتسلطة وسيطرته على زمام الأمور السياسية … ،هذه الأمور التي تعد عمود المجتمعات التي تبغي التقدم نحو مجتمع خال من الآفات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية أيضا...
نعم يجب أن لا يسمح الرجل السياسي للمرأة تجاوز الخطوط المسموح لها بها وإلا أصبح له منافس شرس قد يزيحه من منصة العرش السياسي...، هذا العرش الذي سرعان ما تنكشف فيه الحقيقة وتظهر ثمار من يشتغل ويقدم البرامج الحقيقية وينفذها على أرض الواقع...، بدل بقائها حبرا على الأوراق بمجرد اعتلاء ه صهوات السلطة...وامتلاء الجيوب من خزائن الدولة...وللأسف هذا هو هدف معظم الرجال السياسيين المتسلطين... العنصريين، الذين لا يزالون لحد الساعة يفرقون بين المراة والرجل في الأمور السياسية... الناكرين على المرأة نجاحها المتفوق في كل المجالات التي تطؤها...
فقد أثبتت المرأة نجاحها في كل الميادين بما فيها الخشنة... فبالأحرى التي تتطلب العقل والرزانة والحكمة والحنان...فمن الأولى بالتفكير في الشباب والبحث له عن مخرج يتنفس منه الصعداء ومن الأولى بإيجاد حلول لهذا المجتمع الذي أرهقه الغلاء الفاحش... ومن الأولى بالتفكير في الطفل والشباب وجميع الفئات البشرية ومن الأولى بالتفكير في إيجاد حلول حقيقية للشعب وللبلاد...؟ ومن الأكثر قناعة... ومن الأكثر أمانة على أموال الشعب...؟
إن المرأة أبلت البلاء الحسن في كل المجالات فلماذا يقيدها الرجل السياسي ويبخل عليها بالمجال السياسي ويحدد لها نسبة معلومة يجب أن لا تتجاوز الخطوط الحمراء فيها...؟؟؟
أهو الخوف من نجاحها الكبير به وإعطائها حلولا حقيقية ستطبق لا محالة على أرض الواقع؟؟؟ وبالتالي كسبها ثقة الشعب بأكمله؟؟؟...
أم أن تلك النزعة العنصرية المريضة لا تزال تعشش بشكل فادح لحدود الساعة في عقول رجالاتنا السياسيين الأطهار... وأن مشاركة المرأة السياسية المحتشمة هذه، التي يخولها إياها الرجل، مجرد ديكور يزين البرلمانات... والدول العربية ... للقول بان هناك ووعيا وتفهما ... ومساواة...
نعم مساواة لكنها عرجاء...وفارغة من كل العناصر الأساسية للمساواة...
فمتى يعرف ويعترف ابن المرأة وأخوها وأبوها وحفيدها وزوجها أنها قادرة على العطاء في كل شيء وبطاقة ربما تفوق طاقته... ومتى سينصف رجالنا العرب نساءنا العربيات ويحترمونهن كما يجب...؟؟؟...
ومتى تتغير العقليات المتحجرة التي لا تزال لوقتنا الراهن تخنق طموح نسائنا وتحد من نشاطهن الهادف...؟؟؟...

المصدر: المركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة