أحدث الأخبار
الجمعة 27 كانون أول/ديسمبر 2024
ضربات إستباقيه على دروب التِيه العربي!!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 30.4.06

تقود حركة التاريخ والزمن الىإحياء وتكريس هوية الشعوب او الى دفن ودثر معالم هذه الهويه, ومن لا تاريخ ولا معالم له سيبقى دوما خارج حركة التاريخ وفاقدا القدره من ألأثر والتاثير على احداث تدور حوله وتتعلق بحاضره ومستقبله, ولعل الواقع العربي الراهن هو خير دليل على تحنيط التاريخ او حَرفه عن مساره او حرق مراحله وإختزاله في تاريخ حاكم مُستبد وعلاقة كل هذا بحال العرب شعوبا واوطان بتاريخ توقف عن الانسياب في لحظة زمن او غفله او غفوة قد طالت!!, وطال معها إنتظار الفرج في أفق مغلق واوطان صارت مزارع يملكها حاكم خسيس كانت وما زالت مهنته الاساسيه والرئيسيه تتمركز حول تفقيس المزيد من ألاذلال والجهل والظلم والتيه,,, والمزيد من تحنيط العقول والقبول بهوية الهزيمه كهويه "وطنيه" إن لم يكن تحويل الهزيمه والتيه الى جزء من ترسيخ الواقع, وتلويث الكرامه الوطنيه والانسانيه, وتشويه المعالم الى حد خلق اجيال تؤمن بالهزيمه كجزء من كيانها وتركيبتها الاجتماعيه والانسانيه!!!
لم ينجح العرب إلا نادرا منذ امد من كتابة سطر نقي واحد من تاريخهُم, نَقاوة التاريخ وطَهَارته!!, لابل ان ما ماجرى ويجري ان العرب قد خرجوا او اُخرِجوا قسرا خارج حركة التاريخ الخَلاق والمُتجدد, او بالأحرى حُرِفت بوصلتهُم قسرا نحو طريق ودروب التيه الطويل في صحراء تمتد على طول وعرض مشارف ومعالم الجغرافيه والديموغرافيه العربيه والعالميه!!....بيد ان مأساوية المشهد والوضع العربي قد ساهمت في ان يُوغل الخسيسين والطُغاة في صناعة وانتاج وتصميم كينونة وديمومة إستمرارية تَزريب[ من زريبه] وتصحير [ من صحراء] الوطن العربي, وتحويله الى مجرد نقطة في بحر جغرافية الاستكبار والاستهتار الغربي الذي يسوط العرب بسوط نحو مزيد من التيه ومزيد من صحراء العقول, ومزيد من التزريب..... التيه في تاريخ التيه العربي!!,, هذا ما سيكتبه غير العرب عن مراحل التيه والتاريخ المحروق والضائع في ملفات يصيغها ويكتبها غير العرب عن العرب!!...ملفات مَطويه ومُهمله من حيث الشكل والفحوى وضاعت في طياتها دون حساب وعقاب كل اشكال الظلم والبطش اللتي حلت بالعرب والَّمَت بهم!!... كل القوانين الانسانيه وحقوق الانسان تجد طريقها بشكل او اخر الى الانسانيه,,, ولكنها تبحث عن طرق وممرات إلتفافبه إذا تعلق الامر بحقوق الانسان العربي!!.. اخشى ما نخشاه ان الحاكم "العربي" والمُستكبر الامريكي قد حرم العرب حتى من إدراج اسمهُم في سجل المجتمعات البشريه,, ومحا وجودهُم عنوه من على نقاط وصفحات الخرائط العالميه!!! أين العرب واين هُو وجودهم على الخارطه البشريه والعالميه ؟؟؟...أن الاوان ان نطرح هذا السؤال بعد عقود من العُقم التاريخي العربي, والعدميه اللتي تُبرر وجود وإستمرارية حاكم وسيده يقبض على عُنق العرب ويكتم اصواتهُم لابل يُغلق عليهُم في عُنق زجاجه, ويسلب حريتهُم ومعالم شخصيتهُم وكرامتهُم,,,, ويتمادى في الساديه السياسيه ويستنبط اعتى اشكال التعذيب والهدم الوطني والردم الاقتصادي والانساني!!!.....إذا شئت ان تهزم اُمه فلا يمكنك هزيمتها إلا من خلال تخريب مقومات هويتها الحضاريه والوطنيه,, ومقومات المقاومه الحضاريه!!!!... هذا ما حدث وهذا ما هو حادث بالفعل من هدم وردم حتى لابسط مقومات هويه حضاريه عربيه كريمه!!!.... تحولت امه كامله الى شحاده ومُتسوله على ابواب الغرب رغم انها تملك كل مقومات الاقتصاد والعيش!!.. الخطابه ثُم الخطابه وكل يدلي بدلوه في تبرير الكارثه وتعميق حُّفرة الوحل العربي,, ولا بحث عن جذورها ومُعالجتها!!!.... العرب كاد ان يُحولوا رؤساءهُم الى " انبياء" يُعبدون وهم حقا وحقيقه الساخطون على حاضر غائب يفرض العتمه فرضا ويحجب النور عنوه!!!؟ وكاد ان يَعُودوا العُربان موضوعيا وعمليا الى عبادة وطاعة " الاصنام".. ..... اكوام من الحجاره وغابات من الحجاره تعيش في احلام وفضاء الفضائيات..إختزال الوطن في مساحة شاشة تلفزه!!...هكذا وعلى هذه الشاكله الصماء والبكماء والمأساويه اراد الحاكم وسيده ان يقبُر التاريخ بقبر مُقوماته ومعالمه!! التاريخ له زهواته وجنانه بعز شعوبه,, وله مقابره كما هو حال العرب بإذلال الشعوب وتركيعها...!!! والناس تُصبِح مجرد شعره عالقه على خارطة الوطن و في لحية الوطن!! والمُوس جاهز لقصها متى شاء والتهمه جاهزه متى شاءوا .!!؟؟... التُهمه ياسيداتي سادتي تكمُن مُسبباتُها في مساحة كلمة كرامه, والحريه المسموح بها للعرب لا تتعدى مساحة علبة سردين وثقافة طُول وعرض رغيف الخبز المجبول بعرق وعبق التاريخ الساقط وثقافة حاكم نافق تاريخيا وساقط إنسانيا!!!.... المسرُوق وطن!!! والبديل رغيف!!.. عِيش بلهجة بلاد الكنانه!!!!... مش معقول:: كل هذا الوطن ومافوق ترابه وتحته من مخزون!! وبالرغم من هذا يجُول حكام العرب على ابواب الغرب يتسولون قُوت الشعوب!!... ما شئت ولم أشأ تذكيركُم به بالرغم من غياب الذاكره او تحنيطها في العالم العربي!!......قبل مُده كان الفلسطينيون وأبطالهُم فْرجه لعرب هجرتهُم نخوة الاخوة والعروبه!!! كانوا أشلاء يتفرَج عليها العرب المتكورين امام فضائيات النفط والتخدير!!.. ابطال وهُم فعلا ابطال وهم فعلا طيور النورس في فضاء العرب اللذي غابت نجومه!!.. وهاهُم الفلسطينيون وطيور النورس يُحاصَرُون ويُجَوعُون على مراى من عرب الفرجه والاهازيج !!!ها هُم ابطال الامه ينشدون رغيف الخبز,, وعلى الجانب الاخر من حدود الفلسطينيين يقطن كل العرب ولا يوجد عرب!!!!.... ما يُوجد حاكم وعصا وزريبه!!!...عفوا ومعذره: الزريبة هنا موضوعيه وثقافيه وسياسيه وليست من المفروض ان تكون زريبة الزريبه!!.. ….::. من صدق او وسيُصدق هذا الرئيس المرؤوس والمُليك المملوك اللذي يبيع العرب كلام " ضيق الوقت" او التُهم المُلفقه حتى يُبرر مسلكية خارجه عن النص والتاريخ,, ليُبرر فيها رفضَ لقاء وزير خارجية فلسطين!!!!... ايَّ هبوط هذا!! واي نوع من الساديه هذا الاذلال والتحقير والاستهانه بالعقل العربي!!وما زال العرب كما يزعمون عقلانيون !!!... ولا يصبون الزيت على النار,,, ولا يزيدون الطين بله ,,,إلا إذا تعلق الامر بأقرب قرباهُم واهم قضاياهُم!!!...عرب بالمقلوب, والمقلوب هو المعقول , والمعقول هو المقلوب!!!...مش معقول:: يقولها العرب دوما!!,, ولكن اين هو المعقول في فحوى المعقول والمفهوم العربي؟؟::: اين هو هذا الضائع وهذا المفقود الغالي منذ عقود؟؟.. في دروب التيه الطويل!!
نلُوك ثم نلوك الاحداث والازمان من خارج إطارها لابل لايدُق احدا ابواب الخزان التاريخي ولا حتى النَقر على الحائط الخارجي لهذا العالم!!.., ولا احد يُمارس الاستبطان والتامل الباطني, والمُعاينه الذاتيه لذات مسروقه ووطن مُصادر!!!.... التعتيم بدل التنوير والاضاءه!! والتحنيط بدل الاستمراريه!!... متى سيرى العرب الأتي والمستقبل في ظل تحليل معطيات الحاضر وإسترجاع خبرة الماضي بسلبياتها وإيجابياتها!!... الرؤيه ما زالت غائبه في غياهب سجن الوطن اللذي يقبع فيه العرب, ,,,.... سجن العقل والروح وليست سجن الجسد فقط!!..سرقة العقل وفرض الجهل... مصادرة الحق وفرض الباطل!! .. مُفارقة تشكيل بُنية الواقع ونمط الفكر الاستباقي العربي!! ضربات إستباقيه فكريه وحضاريه ومعنويه وتضليليه وليست ضربات عسكريه إستباقيه فقط!!! والحاصل هنا في دروب التيه العربي ان الضربات إلإعلاميه الاستباقيه اعطت نتائج اكثر كارثيه على العرب من الضربات الاستباقيه العسكريه!!! وجبات وجُرعات إستباقيه.. اسموها ما تشاؤون!! ولكنها كانت وما زالت تشكل النواة الفكريه الصلبه والكارثيه لهذا التيه والجمود العربي!!!!
لا تكمُن سلبيات الضربات الاستباقيه في اثارها العسكريه فحسب لا بل في اهدافها بعيدة المدى وفي مردودها الحاصل وألأتي على الشعوب,, وهو خلخلة وتفكيك ماهو قائم من قيم ومقومات,, ومن ثُم تركيبها من جديد على مقاس الاستكبار وحلفاءه المحليين من " وطنيين" مُهجنين ومُصنعين في معامل الاستكبار الغربي, وحلفاء ذوو "عمامه" يُفسرون مسشاركتهُم في الاستباقي والتفكيك من خلال الخطابه والتفسير لأيات ومفاهيم دينيه تُوظف في صناعة هذا " الوطني" المقلوب كنتيجه حتميه للضربات الاستباقيه الفكريه والعسكريه!!!... في دروب التيه العربي قُلبت المفاهيم ورُسخت إعلاميا في العقل العربي, وللمثال:: مفهوم الحزب الوطني, والحرس الوطني, والامن الوطني,, والمصلحه الوطنيه!!! جميعها مُرتبطه باشكال الاحتلال والاستكبار الجديد الجاري في العالم العربي!!..يسمَّع العرب[ طبعا: الساده المشاهدين!!!؟] يوميا في الاعلام مصطلحات الحزب الوطني الحاكم في مصر اوفي هذه الدوله العربيه او تلك,, ويسمَعُون ايضا مصطلح "الحرس الوطني" في العراق او الاردن وغيرهما,, ويجهلون او يُجهَلُون عمدا عن الدور الحقيقي لهذه المُسميات والمنتوجات الامريكيه!!! وما جرى وماهو جاري ان هذه المفاهيم قُلبت من خلال التضليل والضربات الاعلاميه الاستباقيه, ليصبح امر خدمة " الحزب الوطني والحرس الوطني العربي" للإحتلال والاستكبار الامريكي,, امر عادي وجزء لا يتجزأ من النتائج المباشره للضربات الاستباقيه الفكريه والعسكريه!!!
عملية سرد مسلسلل دروب التيه العربي والضربات الاستباقيه ونتائجها المباشره والهادف الى إطالة مسافات دروب التيه العربي, تحتاج الى حيز واسع وشاسع ولا يمكن لمقاله واحده ان تستوفي شروط السرد والتحليل المطلوب,,إلا اننا نؤكد عل الحاجه الماسه الى إعادة النظر في ماهو مطروح من تتويه وتضليل إعلامي ومفاهيم مقلوبه,,,, بإختصار العالم العربي يحتاج الى إعادة النظر في مفاهيم " الوطني" و" القومي" و"الحزب الاسلامي" و" ابوعمامه"........... الوطن العربي يحتاج الى ترميم فكري كامل وشامل حتى يتمكن اولا ان يخطو الخطوه الاولى نحو تجاوز العواقب الوخيمه للضربات الاستباقيه ودروب التيه المبرمجه!!!!! ودون الخوض في هذه القضايا الفكريه والوطنيه والاعلاميه,,, سيزداد الطين بله والتيه تيها!!!