أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
تَ..ج..ل..ل..ي !

بقلم : نبال شمس ... 16.12.07

أتَجلى في حرفي... لا تَجلي على وَجْه أوراقي سوى نقاط وحروف تائهة تدور في فجري كقطرات الندى الصامتة... أتوه حرة الفكر معتقلة الحبر في بحيرة من جليد.
شيدّت أوراقي وأعلنت تاريخي حربا طاحنة تعدو وحيدة في عتمة الفجر وراء الحروف.
في داخلي هوّة والهوّة كبيرة كهاوية السماء... هناك رأيت نفسي حيث لا حرية ولا معتقل.
نصوصٌ كتبت وقت المغيب.. حروفها كالغبراء عدت في تاريخي...سفحت أوراقي... قَتلت أجراس المطر فوق جفون الشمس.
نشاز!
عبثية أتوه فيها.. أطحنها وتطحنني....
موت -موت.
أتشرب حبري الصامت بركانا...
نار -نيران.
أنا والليل والغربة ثلاثة اقانيم في روح واحدة...لا انتهاء- لا انتهاء.
وجهي الآخر يرتع هناك ..متصوف جميل.. يغدو في فجر قرمزي..
حرفي ودمي رواء متكامل ومتناغم مع إيقاعات قلمي..هو الآتي من نور كوني أول... حط الرحال في داخلي...
لا يأتي ... لن يأتي...
وجهي الآخر شمس الحقيقة تجلت في أوردتي... شروقها نور وغروبها أنوار قزحية..أخذتني إلى عزلة بعيدة وصومعات الدهر غشاوة بؤس وشقاء .. عزلتي بركان لوتس في الفجر الحزين.
لا أتكلم. حبري هو المتكلم ومعتقلي البارد هو السوط..الأصوات من حولي قتلتني.. عويل لا يخرج من داخلي.
ضباب الصباح لم يتبدد بعد... نسائمه تلفح وجوهنا الحزينة... نسيم شوق أخذني من أعالي القمم إلى شواطئ حيفا ويافا ... نصي الساكن بي كنجمة أرجوانية تحرقني, تلفني وتتلحف شراييني.. تنير معابد قلبي نرجسا مقتولا ..ومنفى روحي فراشا مصلوبا.. أنا الماثلة أمام الزمن.. أدور حول نفسي وبضعة مسودات مبعثرة كتبت بقطرات من دمي.
وجهي الآخر آية شقاء وأوراق محفوظة في محاكم الزمن.
آه ما أقسى محاكم الزمان وما أقسى الحكم تعسفا على الفراش المصلوب...
أعدو خلف الفراش المصلوب ....أبكي الحلم ...أخاف تعدي الحقيقة.. والحقيقة هي الوجه المنير.. علمتني كيف تعصف الزلازل في قمم الثلوج.
وجهي الآخر يلملم فتافيت قلبي..يجمعه شظايا من نور أزلي في محاكم سوداوية.. الأرض تدور وتدور لا ترحم .. عقارب الساعة لا تمشي وأنا مكاني ابحث عن ذاتي فيَّ - بين أوراقي..
وجهي الآخر يا وجه النور اللازوردي, يا طيفا مر وغاب.. حضر ورحل .. اقترب وابتعد.
أنا والليل والغربة ثلاثة أقانيم في روح واحدة. ندور كالأجرام السماوية في فراغ من طين ووحل...اقترف الكتابة فجرا..أتوه في العتمة فأقع بين شوك الليل وضباب الفجر..
شيدّت أوراقي وأعلنت تاريخي حربا طاحنة تعدو في عتمة الفجر وراء الحروف.