أحدث الأخبار
الجمعة 27 كانون أول/ديسمبر 2024
وجوه بين سطور السياسة..!!

بقلم : نزار نزال ... 27.5.06

عندما تسير في الشارع يصادفك الكثير من الناس .. الوجوه تبدو خرائط تَقْرأ في خطوطها أحزان تملا الأرض و السماء، وحيره تنثر في كل البحار و المحيطات، فلديهم رصيد من الهم ما يكفي لمئات السنين، فكل واحد فيهم لديه ما يكفيه وما يُثقل كاهله، فالهموم بسعر الفجل...... ومتوفرة بالأسواق بأحجام مختلفة وبأوزان تفوق الأطنان فالكيلو معدوم والرطل كذلك ولا داعي للاستيراد بعد اليوم....... لا بل على العكس من ذلك نحن على أتم الاستعداد لتصدير الأحزان و الهموم إلى كل الدول المنكوبة وقادرين على الإجهاز التام على أي نمو اقتصادي في أي دوله صناعية كألمانيا أو اليابان حتى.!! فما عليكم إلا التقدم بطلب لدى سفارة وطني الحزين في أي صحراء يقطنها الحر الشديد والزواحف المخيفة لتحصلوا على المطلوب..... ترى هل تسجيل الأحداث الصعبة مهمة سهله أم أن تفاصيل الحياة وما فيها من تطور لا تنطبق على شعب ذاق عذابات القتل و الاضطهاد..؟؟ فمنذ بزوغ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا ابتداء من الاحتلال الصليبي إلى العثماني مرورا بالانتداب البريطاني معرجا على حكم عربي أعاد الهوية الفلسطينية إلى ما قبل القرون الوسطى وأثقل كاهلنا بمنته في تربية الرجال بعصا السلطان وإنعاش القهر و الاستبداد في ربوع سيادتنا، انتهاء باحتلال من نوع خاص جاء ليجثم على صدورنا ويصادر أرضنا ويستوطن جبالنا وتلالنا ونُتهم بأننا القتله الذين تَصور العالم بعيون هؤلاء القتله لنكون نموذج الإرهاب العالمي وكأن هذا الشعب خلق لتدوس جماجمه حديد الدبابات وتحطم إرادته آليات الإجرام الإسرائيلي بسبب مطالبته بأدنى حقوقه التي نص عليها كل قانون استجد بفعل البشر وكل تشريع وجد بأمر الخالق، كل هذا وكل ذاك ليس مُهما بقدر ما نحن نعاني من تنازع بغيض لسلطه مستهلكه . لسلطه تبعد عن أدبيات السلطة الحقيقية آلاف الكيلو مترات لسلطه لم تستطع أن تُجذر وتأصل مفهوم الثقافة الادبيه و الاجتماعية على مدى جيلا كاملا، هذه السلطة التي تعفنت بفعل الفساد الذي نخر عظمها حتى النخاع الأمر الذي جعل البديل حاله اجراميه تنفذ من قبل العديد من الأطراف والحقيقة شيء بعيد كل البعد عن ما هو مطلوب ومتوخى، لا بل لم تضع في حسبانها يوما كهذا اليوم الذي يمر به شعبي ولم يكن لديها احتياط لمده شهر واحد، أنا لا ادري أي سلطة هذه التي تتنازع أقطابها على فتات المساعدات وجعلت من قوت الناس رهينة لمطلب سياسي ولابتزاز سياسي يدفع شعب كامل سوء تصرف هذه الأقطاب وهؤلاء الحفنة التي ستُلعن بالاحذيه في يوما من الأيام، هذا هو الجرح النازف هذه هي المصيبة العظمى التي تتعاظم منذ أن أجريت انتخابات المجلس التشريعي اللعينة التي أدخلتنا في نفق اشد ظلاما من الظلام نفسه وأحلك من ليالي كانون الماطرة، وكما أسلفت في يوم من الأيام وفي إحدى المقالات حين قلت أن كل الشعوب العربية لا تستحق أن تمارس ابسط أبجديات الديمقراطية فهي لا ترْق إلى المستوى المطلوب وغير قادرة على جعل الديمقراطية أسلوب يخدم الشارع ويغير الوجوه بدلا من زج كل حزم المجتمع العربي في ويلات النزاعات الحزبية و المصيبة العظمى إن الفرد العربي في خضم الانتخابات ينسى أن له وطن ويؤمن بتفاهات الزوايا الحزبية الضيقة وهناك كثير من الشواهد تجعل الصخور تتفتت ألماً وحزنا ولم تبق الفضائيات إلا قليل من المشاهد التي لم تُعرض وبقيت في ظلام الإعلام، وما حل بالعراق شاهد على ما نقول و اليوم نروي قصه أخرى تتمثل في الشعب الفلسطيني الذي ادخل كل المنازعات إلى كل البيوت، فترى مصائب الوطن قد دخلت كل بيت ونسي كل وطني وطنه ولعن كل شريف شرفه واستحقر كل مسئول موقعه إلى متى هذه المهزلة التي تجعل من الشعب دافعا ثمنا لشيء لم يستهلكه..... ثمنا لشيء لم يحصل عليه..؟؟ هذه هي المهاترات الفارغة التي أوصلت هذا الشعب المسكين إلى دثرات حقيقية وقادمة ستجعل من كيانه حكاية تُحكى للصغار و ربما يتحاكاه بعض الكبار عل الحِكم و الأمثال تأخذ من وطني الحزين ومن شعبي المسكين قدرا كبيرا لشعوب قادمة تدرك وتفهم ما معنى الحياة وما قيمه الإنسان..؟؟ واني اشك أن يستفيد منها عربي لأنهم لا يعرفوا سوى الرقص على أنغام نانسي عجرم وموسيقى هيفاء وهبي وهم في اشد الاندفاع لمعرفه أخبار أليسا ويهمهم رونالدو أكثر من المسجد الأقصى الذي أصبح الدفاع عنه حكرا على شعب لا يملك لقمه خبز ولم يبق لديه سوى كرامه يعتز بها.
إن تفاقم الأمور بهذا الشكل يجعل من مستقبل الحياة واستمرارها محل شك وريبه فهناك الكثير ممن لا يروق لهم وضعا فلسطينيا جديدا وللأسف لم تستطع فتح إتقان المعارضة ولا العزف على أوتارها، فتجد الحكومة وقد شكلت جهاز امني أو قوه تنفيذية كما يسمونها، ففي اليوم التالي تجد حركه فتح وقد شكلت قوم مماثله، ولا ادري إذا ما تم استحداث وزارات لكل حركه ؟! فتجد أكثر من فلسطين في مساحه لا تتعدى بضع كيلو مترات، كما أن حماس لم تتمكن حتى الان من إدراك السلطة وهمومها وأنها مسئوله أمام كل طفل وكل شيخ عن أي عثرة من عثرات هذا الزمن وليست مقتصرة في مسؤولياتها عن عناصرها فقط ، والمشهد الان يعني ببساطه أمران لا ثالث لهما الأول :- سقوط حماس ، ومعنى ذلك انتهاء حماس كحركة سياسية وفشل المشروع الإسلامي في المنطقة العربية وهذا سيشكل كارثة للمستوى السياسي في الحركة ولن يكون مقبول حتى لو انجر كل الشعب إلى مهالك الجوع ، و الثاني إفشال حماس ومعنى ذلك الدخول في دوامه لا سابق لها .

عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين