أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
افاق النفاق والاستغلال ألاعْلامي لقضايا عرب النقب!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 29.3.07

منذ امد يُعاني عرب النقب من التهميش الاعلامي والتجهيل والانتقائيه الاعلاميه التي تمارسها وسائل الاعلام العربيه بشكل عام ووسائل الاعلام العربيه والحزبيه في مناطق ال 48 بشكل خاص, حيث ترقى للاسف بعض الممارسات الاعلاميه العربيه الى مستوى التفرقه و العنصريه والجهويه والانتقائيه اللتي تُذكر بقصص الشمال والجنوب والغرب والشرق, وبالرغم من التطور الملحوظ في اداء وسائل الاعلام العربيه وطرحها لقضايا عرب النقب, الا اننا امام ظواهر انتقائيه واحيانا انتهازيه وحتى عنصريه[ليست اسرائيليه فقط لابل عربيه ايضا!!] تهدف بالدرجه الاولى لبث دعايه لهذا الحزب العربي او تلك الحركه من خلال ربط الخبر والاحداث في النقب بانجازات وتبجيل هذا الحزب او هذه الحركه او ذلك الشخص ,, وهذا بحد ذاته مُعيب واسلوب يرقى الى مستوى الانتهازيه و الاستغلال الاعلامي لمأسي وقضايا عرب النقب وتوظيف الاحداث لصالح منابر اعلاميه حزبيه او دعويه الخ من ظواهر اعلاميه سلبيه!!
في كثير من الاحيان واكثر من موقع اعلامي او حزب عربي يتصرف حسب مقولة كل يغني على وفي ليلاه! ويختار من مضللين ومحللين وهميين من هم قريبين من هذه الحركه او ذلك الحزب" العربي" الى ان تحولت قضايا عرب النقب الى ساحات حرب دعائيه عربيه وصهيونيه تدور رحاها حول الانجازات من اجل عرب النقب والبطولات المزعومه لهذا الحزب او ذاك وبالتالي وللأسف تتعامل الاحزاب والحركات ووسائل الاعلام العربيه[على وجه التحديد وسائل اعلام مناطق ال48] بنفس الاسلوب الاستغلالي اللتي تتعامل به الاحزاب الاسرائيليه مع قضايا عرب النقب لابل ان اكثرية المواقع الاعلاميه العربيه[ مناطق ال48] تُمارس العنصريه الاعلاميه وانتقائية النشر اذا تعلق الامر بالنقب او بابناء وبنات عرب النقب, بمعنى واضح وصريح هنالك مواقع ووسائل اعلام عربيه من داخل مناطق ال48[سيأتي يوم نذكرها بالاسم والاثبات والدليل!!] وليس الخارج فقط تتعامل مع قضايا عرب النقب ك" تكحيله " اخباريه ومجرد خبر او خبرين عابرين[ رفع عتب]! وتهمش عنوه قضايا جوهريه, وهنالك ايضا حقا وحقيقه بعض المواقع التي تتعامل مع قضايا عرب النقب بجديه ومسؤوليه تاريخيه ووطنيه وليست كمجرد دعايه,,, وهنالك من يغلق ابوابه الاعلاميه امام بنات وابناء الجيل العربي النقباوي الناشئ ولا يعطيهم الفرصه للتعبير عن قضاياهم, وترى هذا الموقع او تلك الصحيفه العربيه اللتي تُلملم بعض الكلمات عن عرب النقب وتنسبها الى " كُتابها واحبابها" في حين تُهمل عنوه تحاليل ووجهات نظر تحليليه جديه ومفيده حول عرب النقب وتُمارس العنصريه المبطنه والمفضوحه ضد كُتاب ومفكرين من ابناء النقب!!
من هنا ورغم ماذكر اعلاه الا ان الصوره ليست سيئه بالمطلق ولا بد لابناء النقب ا ن يأخذوا دورهم الحقيقي في الدفاع عن قضاياهم اعلاميا وان لايتركوا الامر لاحزاب اوحركات انتهازيه تنشُر عشرات الصور[ لهذا الشخص او الحفل الخ] والدعايه ولا تنشُر حول لب الموضوع او الاحداث في النقب سوى نص مقتضب وبعض الكلمات[ صور دعائيه دون فحوى ولب وهدف] , وهذا بحد ذاته اسلوب غير مسؤول والى حد بعيد اسلوب تهميشي وعنصري يحط من قدر ومعنى الاحداث من خلال افراغها من فحواها ومعناها الحقيقي وادخالها في طور الدعايه والتبجيل الرخيص!!......طويلا ومنذ امد ظن بعض الجاهلين في بلادنا وديارنا ان ان نعت وتسمية وكلمة"بدوي" ترقى الى مستوى " الاهانه والمسبه"[ طبعا عند البدو ايضا نظره مسبقه نحو الاخرين!!] في مفهوم بعض القطاعات والمناطق الفلسطينيه والعربيه, ويبدو ان بعض المواقع والصحف الاعلاميه العربيه في مناطق ال48 بالذات ومن يُشرف عليها لم يتحرر من هذا الفكر المُتخلف حتى يومنا هذا رغم ان البعض يطلق بعض الشعارات ويُغير الوانه ويمارس العنصريه والانتهازيه لاهداف حزبيه ودعائيه!! بمعنى واضح وصريح لابد من حك المخ حول ماهية وحقيقة مسلكية بعض الصحف التي تُباع وتوزع في متاطق عرب النقب والمواقع العربيه اللتي تدعي نزاهتها الاعلاميه بينما الحقيقه انها جهويه وقبليه ومتخلفه وتتعامل مع قضايا عرب النقب على اساس حزبي واساس ربح اصوات لانتخابات الكنيست الاسرائيلي!!
ان الاوان ان نرتقي بمستوى الوعي العام في النقب من منطلق المسؤوليه التاريخيه والانسانيه, ولطالما قام الاعلام بتهميش قضايا عرب النقب او تشويه الصوره الحقيقيه وتزييفها في اطر تخدم هذه الجهه او الحزب او ذلك التوجُه او ذاك وبالتالي ما زال ألاعلام بما يتعلق بشؤون عرب النقب يترنَح بين الانتهازيه الاعلاميه المحليه وبين تشويه الصوره المُبرمج اللتي تطرحهُ وسائل الاعلام الاسرائيليه وتُشارك فيه وسائل وابواق عربيه مأجوره او شبه جاهله لما هو جاري من إستهداف إعلامي بهدف قضم حقوق عرب النقب على جميع المستويات سواء الاعلاميه او السياسيه او الاجتماعيه او الحضاريه!!
ما جرى ويجري في النقب على المستوى الاعلامي أ ن البعض ايضا قد إحتكر اسم "عرب النقب" لدعايه حزبيه وانتخابيه للكنيست الاسرائيلي ولاغراض دينيه و سياسيه ولاغراض تجاريه غاب من فحواها شجون عرب النقب من جهه وغابت من فحواها الموضوعيه والحياديه واطياف ألاراء المختلفه من جهه ثانيه وبالتالي صبغت الانتقائيه والانتهازيه والتبعيه وحتى القبليه ما يُسمى بالاعلام العربي في النقب وخارجه اللذي يدعي انهُ يُعبر عن اراء عرب النقب ب" حياديه وموضوعيه", والحقيقه هنا ان الموضوعيه والحياديه في واد ومن يَدَّعون تطبيقها في واد اخر!! لا بُد من التعامل مع الاعلام كرساله حضاريه إجتماعيه تُوظَف فيها الطاقات والكلمات لخدمة المجتمع ضمن اطر المسؤوليه والموضوعيه والمصداقيه, وليست من خلال ألاستثاره والاستقطاب الهادف الى خدمة احزاب او اشخاص بحد ذاتها لا بل يذهب البعض من المُختبئون وراء" الموضوعيه والحياديه" الى حد نشر التجريح والنعرات العائليه والقبليه في ثوب " حرية التعبير" اللتي تعكس في طيات نفاقها نشر هذا الرأي لخدمة هذا الطرف وفي المقابل رفض نشر الراي الاخر وبالتالي تتجلى الفضيحه الاعلاميه في هذا المجال بإنحياز بعض ألاعلاميين لاحزاب واشخاص وإختباء هؤلاء وراء زيف" الموضوعيه والحياديه"!!
اخطر ما في الامر في هذا المجال هو مُهادنة سماسرة الاعلام لسماسرة الارض بسبب قُربهُم العقائدي والايديولوجي لهؤلا اللذين يُتاجرون بالانسان والأرض العربيه في النقب تحت مُصوغات وحُجج لم تعُد مقبوله ولم تَعُد خفيه على من يقرأ بين السطور وفحوى الاعلام اللذي يتبنى مفهوم " الشلل, والثُلل, والمحاسيب," الى حد تجاهل ظاهره خطيره وهي ظاهرة سماسرة الارض و" الوطنيه المقلوبه" اللذي يتحاشى إعلام التضليل والتجهيل العربي النقباوي وغيره الكتابه عنها او طرحها!! والسؤال المطروح: لماذا هذا النفاق والتجهيل الاعلامي!؟! ومن يخدم هذا النهج؟؟
أ ن الاوان ان يخرُج عرب النقب من عُنق زجاجة التجهيل والتضليل والتحنيط الاجتماعي والسياسي اللتي تُمارسه بعض الوسائل الاعلاميه العربيه وغيرها العامله في النقب وكامل البلاد,, وان الاوان ان يتخذ الاعلامييين المسؤوليه التاريخيه والموضوعيه كمبدأ وميثاق شرف بدلا من الاعتماد على الدعايات التجاريه والمحسوبيه والاختباء وراء "موضوعيه النفاق" في طرح قضايا عرب النقب!! من هنا لا بُد من التأكيد على ان الموضوعيه الاعلاميه تتطلب مصداقيه عالية الجوده يُفرق فيها الاعلامي اوصاحب المؤسسه الصحافيه بين العلاقات الخاصه والعواطف وبين دور الاعلام اللتي من المفروض ان يخدم القضايا العامه والوعي العام,, وهي قضايا كُثُر وشائكه يُعاني من وطأتها عرب النقب مُنذ ان إبتلى النقب بالسياسه العنصريه الاسرائيليه من جهه ومن التجهيل القبلي والسياسي والعنصريه الجهويه ووالمناطقيه من جهه ثانيه وبالتالي ما يجب التنويه لهُ هوظاهرة خطيره أخرى وهي النفاق والتجهيل الاعلامي اللذي يقودها من يعتاشون على الدعايات والمحسوبيه ويختبئون وراء شعار" خدمة عرب النقب إعلاميا"!!! .. ان الاوان ان نُصحح الخطأ والنظره الخاطئه لقضايا ولهوية عرب النقب!! وان الاوان ان نوجه النقد الموضوعي والشجاع لكل من يُتاجر او يهمش قضايا وهوية عرب النقب!!! ونتمنى اننا قد فتحنا النافذه لحديث وجدل مفيد حول هذه القضيه !! وما عليكم الا ان تدلو بدلوكم في هذا الموضوع وبحريه وموضوعيه كامله!!