بقلم : ... 21.11.2014
قبل 25 سنة قدّم العالم تعهدا إلى الأطفال بأن يبذل قصارى الجهد لحمايتهم وتعزيز حقوقهم في البقاء والنماء والتعلم والنمو.. وعلى الرغم مما تحقق فما يزال هناك كثير من الأطفال ممن تخلفوا أكثر من أي وقت مضى، وتضافرت التحديات السابقة مع المشاكل الجديدة في حرمان الأطفال من حقوقهم وفوائد التنمية، حسب ما ورد في توصية الأمم المتحدة في اليوم العالمي للأطفال.أقرت الأمم المتحدة يوم 20 نوفمبر يوما عالميا للطفل، استنادا إلى تاريخ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق الطفل عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ويهدف يوم الطفل العالمي إلى نشر التآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال والعمل من أجل تعزيز رفاهم. واحتفلت مختلف دول العالم باليوم العالمي للطفل تحت شعار “وقف العنف ضد الأطفال”، للعمل من أجل مكافحة حالات العنف ضد الأطفال وإهمالهم واستغلالهم في كثير من الأعمال التي تفوق طاقتهم، وحث الحكومات على سن قوانين وأنظمة لحماية حق الطفولة والتبصير بما يعاني منه الأطفال في بعض دول العالم من صنوف شتى من العنف.يشار إلى أن العنف ضد الأطفال تفشى بصفة رهيبة وبأشكال مختلفة لا تمت إلى الإنسانية بصلة، حيث تنوعت أساليبه وأشكاله، مثل الإهمال والاعتداءات الجسدية والجنسية والنفسية والعاطفية، وتستدعي حماية الأطفال من العنف والاستغلال والإيذاء، وقفة دولية جادة لا تتوقف عند الاحتفال بهذا اليوم بل تتجاوزه إلى بذل جهود قصوى لحماية الأطفال مما يتعرضون له من اعتداءات وحشية على طفولتهم.وتسعى المنظمات العالمية، لوضع استراتيجية تعزز نظم حماية الطفل بما فيها مجموعة القوانين والسياسات والأنظمة والخدمات الضرورية في كافة القطاعات الاجتماعية، وخاصة الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة والأمن والعدالة لدعم الوقاية ومواجهة المخاطر المرتبطة بالحماية. وعلى الرغم من غياب قياس الحجم الفعلي للعنف المرتكب ضد الأطفال في أنحاء العالم، إلا أن تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أشارت إلى تعرض ما بين 500 مليون و1.5 مليار طفل للعنف سنويًا، وبينت الإحصاءات أن عدد الأطفال الذين يتعرضون للعنف المنزلي في كل عام يصل إلى 275 مليون طفل على نطاق العالم.وذكرت الـ”يونيسف”، في تقرير أصدره مكتبها في العاصمة البريطانية لندن أن الملايين من الأطفال، تحت سن العشرين، يتعرضون للعنف الجسدي والنفسي والجنسي، في الأماكن البعيدة عن الحروب، وفي مدارسهم وبيوتهم ومجتمعاتهم.وكشف التقرير الصادر باسم “العمل من أجل إنهاء العنف ضد الأطفال” أن سرعة التحضر والبطالة وعدم المساواة، عوامل زادت من مخاطر تعرض الأطفال للعنف، وبين أن 345 طفلا يموتون يوميا نتيجة العنف، وأن 75 بالمئة من هذا العدد لا يقيمون في البلاد التي تشهد حروبًا.وأشارت الـ”يونيسف” إلى أن 25 بالمئة من أطفال العالم يتعرضون للعنف من قبل عائلاتهم، كما أن طفلة من بين كل 10 أطفال تتعرض للتحرش الجنسي، وأوضحت أن الأطفال الذين يعيشون في الدول الفقيرة أكثر عرضة للعنف.وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن العنف ضد الأطفال ممنوع في 41 دولة فقط في العالم، في حين أن الدول الغنية والمتقدمة لا توجد فيها حماية كاملة للأطفال.وقال ديفيد بول، المدير التنفيذي لـ”يونيسف” بريطانيا “نريد أن يحصل الأطفال الذين يعيشون في خوف على فرصة للشعور بالأمن والأمان”، وأكد التقرير أنه لا تمتلك أي دولة حتى الآن القدرة على منح الأطفال الحماية الكاملة التي يحتاجون إليها.ويتفاوت مدى زواج الأطفال تفاوتًا كبيرًا بين البلدان، ولكن حوالي نصف الفتيات المتأثرات بذلك يقمن في جنوب أسيا، وفي العالم النامي تشير آخر التقديرات الدولية إلى أن أكثر من ثلث النساء من الفئة العمرية بين 20 و24 عامًا تزوجن أو ارتبطن قبل سن 18 عامًا. ويزيد احتمال زواج الفتيات القاصرات المنحدرات من أسر معيشية أشد فقرًا عن المنحدرات من أسر معيشية أكثر ثراء.وتجدر الإشارة إلى أن 150 مليون فتاة و73 مليون صبي دون سن 18 عامًا، قد عانوا من الاتصال الجنسي القسري أو غيره من أشكال العنف والاستغلال الجنسي الذي ينطوي على اتصال بدني، وقدر عدد الأطفال الذين يجري استغلالهم في البغاء والمنشورات الإباحية بـ 1.8 مليون طفل.وقدرت منظمة العمل الدولية أن ما بين 980 ألفًا و1.250 مليون طفل من الأولاد والفتيات على السواء، تفرض عليهم حالة من العمل القسري نتيجة للاتجار في أجزاء من غرب أفريقيا، وشرق أسيا، وبعض البلدان في أميركا الوسطى والجنوبية، ويمثل الأطفال غالبية الأشخاص المتاجر بهم.وفي وقت سابق أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن طفلًا واحدًا يموت كل خمس دقائق في أنحاء العالم، نتيجة العنف. وفي معاهدة الأمم المتحدة التي عُقدت بتاريخ 24-26 و30 سبتمبر و1 أكتوبر في مقرها بنيويورك، حث مسؤولوها الدول الأعضاء على التصديق على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولاتها الثلاثة الاختيارية، مشددين على أنها وثيقة هامة تضمن حماية الطفل من أي إيذاء أو سوء معاملة في جميع أنحاء العالم.ومن جانبها حذرت جامعة الدول العربية في وقت سابق من انتشار ثقافة العنف ضد الأطفال فى مناطق النزاع في عدد من دول المنطقة، وطالبت بوضع استراتيجية عربية شاملة للنهوض بأوضاع الطفل لما بعد 2015 على أن تكون متسقة مع الواقع العربي والتحرك الدولي وترصد الأوضاع التي عليها الأطفال في المنطقة العربية. وشددت الجامعة العربية على ضرورة أن تكون هذه الاستراتيجية مقرونة بخطة عمل تضع أنشطة وبرامج حقيقية وعملية لمواجهة التحديات العصيبة التي تواجه الطفولة مقترنة بالوسائل الحديثة للوقاية والحماية والتدريب!!