أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
حالة التطبيع الذاتي والتسليم بظاهرة المُرتَزَقة والتَبعِية للغرب في العالم العربي!!

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 24.11.07

في كثير من الاحيان لا يمعن العرب في النظر الى اين وصلت حالات واحوال التطبيع والتعايش مع ظواهر سلبيه منتشره بكثره في العالم العربي, واحيانا تسمع عن التطبيع مع اسرائيل وعويل العرب واعتراضهُم عاى تطبيع دوله افريقيه او اخرى علاقاتها مع اسرائيل بينما سفارات اسرائيل وعلمها يرفرف في عديد من العواصم العربيه, والحديث هنا لايدور بالضروره عن اسرائيل وعلاقاتها مع عرب الرده لابل حول مفهوم ومصطلح التطبيع بحد ذاته حين يُطبع الانسان او يُسلم بعادات ومسلكيات سلبيه تدور من حوله او تتبع له, واللافت للنظر ان تكرار الحالة والاخبار او الظاهره في العالم العربي قد ادى الى تحنيط الظواهر والحالات السياسيه والاجتماعيه مما جعلها امر شبه عادي يتعامل مع العرب كأمر مُسلم به ولا فرار منه ومن التعامل معه وكاننا هنا ام حاله نفسيه تتنكر فيه الذات لصفاتها ومقوماتها من خلال تقمُص مقومات بديله تؤدي في المحصله الى التعايش مع حاله قسريه مفروضه ليست بالضروره من خلال النار والحديد لابل من خلال اساليب اعلاميه وعلميه تمتد قوة تأثيرها من تكرار الامور كرارا ومرارا ويوميا حتى تصبح واقع عادي بالرغم من غُربتها عن المكان والانسان .. غربة الغَرابَه في ان يتقبل الانسان مكرها لا راضيا مكرهات وسلبيات اجتماعيه ويتعايش معها من خلال التطبيع السلبي الذي يعني في هذه الحاله التعايش مع الامر كجزء من طبيعه لاتُمثل طبيعة وبيئة هذا الانسان او ذاك المجتمع والسؤال المطروح: لماذا هنالك حالة تطبيع و تعايش عربيه مع ظواهر سلبيه كالمرتزقه والتبعيه والخيانه الوطنيه!؟؟
منذ امد بعيد تعم العالم العربي فوضى سياسية وفكرية ووطنيه بغيضة تعكس في طياتها واقع حالة التحنيط الفكري والاجتماعي و القهر والظلم الذي يتعرض له الإنسان العربي اينما كان واينما تواجد وخاصة في حدود الوطن العربي الواسع بمساحته الجغرافية والضيق بِإمكانياته السياسية والوطنية من جهة وتعكس مدى تغَلغُل المؤسسات والقوى الاستعمارية والاستكباريه التضليليه داخل المجتمعات العربية من خلال انظمة حُكم تابعة وعميلة ومدارس فكرية غربية ناطقة بالعربية ومُعادية لقضايا التحرر الوطني في العالم العربي من جهة ثانية وبالتالي وكما هو واضح من تسلسُل الاحداث يبدو جليا ان العالم العربي تعرض و يتعرض الى هجمة استكباريه و استعمارية شرسة تقودها الامبريالية الامريكية بِمُساندة من قوى عربية مُعرَّبَّه من داخل وخارج الوطن العربي مُهمتها زرع الفوضى الفكرية والاحباط السياسي والوطني الى حد الترويج الى حتمية القُبول بِالاستعمار والاجرام الامريكي وإعتبارهُ "تحريراً" او "تطويرا" للعالم العربي كما جرى ويجري في العراق من قلب للحقائق ساهم فيه الاعلام العربي الرسمي كَمُرتزقة ادًّت دورها المطلوب في خدمة المشروع الاستعماري الامريكي في العراق والوطن العربي.... هذا العراق الذي تحكمه المرتزقه والاحتلال اصبح مقبولا اعلاميا وعربيا الى درجة التسليم بتحويل العراق الى اكبر مقبره بشريه والتعايش عربيا وجماهيريا مع هذا الوضع كأمر عادي في اطر تطبيع ذاتي ونفسي بالقبول بهذا الوضع والتسليم به!!
تتجلى المأساة العربية الراهنة وتحنيط العقل والوضع العربي في إرتباط عناصر السيطرة الخارجية على العالم العربي بِعناصر السيطرة الداخلية, بمعنى أنَّ علاقة التَبعية وظاهرة المُرتزقة المُتفشِية في المؤسسة العربية الحاكمة المُرتبطة بالقوى الاستعمارية قائمة على اساس المصلحة المُشتركة في إخضاع وإستغلال العالم العربي [جُغرافيا واقتصاديا وسياسياً] لِخدمة المصالح المُشتركة للتابِع والمَتبُوع من خلال ترسيخ واقع قَهرِي بِإستحالة هزيمة جبروت القوى الاستعمارية التخريبيه ومُرتزقتُها في العالم العربي. مِما يَجعَل إعتماد نهج العجز والهزيمة التي ينتهجهُ النظام العربي نهجا "واقِعياً" مقبول قسرا او قهرا في ظِل تقاطُع وتَشابُك المصالح بين قوى الاستعمار والفاشية الامريكية وبين قوى الاستعمار الداخلي اللتي تَسعى جاهدة للحفاظ على الوضع القائم من خلال كينونة ثقافة الهزيمه و بواسطة العدوان والقمع الخارجي [كما هو الحال في فلسطين والعراق] وتواصلهُ مع القمع الداخلي الذي تُمارِسه قوى القمع العربية ضد الجماهير العربية من جهة، وبواسطة العدوان السياسي والاعلامي المُشترك بين آلة الدعاية الامريكية وابواقها في الاعلام العربي الرسمي اللذي سَوَّق ويُسَوِق العدوان الامريكي على العرب واحتلال العراق وتدميره بهذا الشكل الهمجي والبربري جهة ثانية وبالتالي وكما هو واضح تتفشى ظاهرة وآفة التبعية والمُرتزقة السياسية في العالم العربي على نطاق واسع مترافقه مع تطبيع جماهيري ذاتي مع ظاهرة المرتزقه وثقافة الهزيمه في جميع المجالات الحياتيه العربيه وذلك على النحو التالي:
1- انظمة الحُكم في العالم العربي: ساهم الكثير من كُتاب وابواق البلاط العربي وبعض الإنتهازيين والمُنتفعين من القوى القومية والاسلامية في تَعوِيم الحالة العربية وإعطاءَها صبغة الغُموض تحت شعار "الواقِعية والعقلانية السياسية" رغم الوضوح الساطع لاسباب الوضع القائم في العالم العربي, بِمعنى اَّنهُ بينما يَقوم كُتاب وابواق البلاط العربي بِتبجيل رموز الطغيان والهزيمة المُتمثلة في وجود الحاكم العربي وتبرير سياسة الذل والخذلان والتبعية التي يُمارسها الحاكم العربي منذ عُقود, يقوم الانتهازيين من قوميين وإسلاميين بالتباكي على حال الأُمة دون المس بـ"قُدسية" الرئيس وملوك المُرتزقة ودون تسمية الاسماء بِأسماءها من خلال القاء اللوم على الاستعمار والاستكبار والعدو الخارجي مُتغاظيين عن خُطورة العدو الداخلي ودوره المُباشر في ذبح وسلخ الامة العربية من المُحيط الى الخليج ومن الوريد الى الوريد......ما يسمى بالمعارضه العربيه تعطينا افضل الامثال على التطبيع مع الذات والتسليم بواقع الهزيمه والقبول بقوانين وشروط الحاكم المُستبد لابل ان المعارضه العربيه تتقاضى اجرها من نظام الحكم في محميات امريكا في العالم العربي وتسير بصوره مباشره وغير مباشره في ركب وكلاء امريكا في العالم العربي!!!
من هُنا وتحديداً في ظل كُل عدوان او مخطط عدوان او مشروع امريكي مُعادي للوطن العربي سواء في فلسطين او العراق, تَطِل علينا اسراب من ما يُطلق عليهُم بِالمُفكرين والُمحللين السياسيين والعسكريين من المأجورين والمُتسلقين بِهدف تبرير العدوان والمشاريع الامريكيه وتبرير موقف الحُكام حتى تَمُر العاصفة بعد تراكم الهزيمة تلوى الهزيمة, ثُم يَعود هؤلاء الى جُحورهُم في دواليس انظمة الظلام يحظون بِأوسمة "الشرف" العار على دورهُم في تمجيد وتخليد المُرتزقة وحُلفاءَها ودورهُم في ترويض وتَخدير الشعوب العربية بعد ان سَهلَّت المُرتزقة العربية مُهمة احتلال العر اق ومن قبله فلسطين, ويبدو ان الحبل ما زال على الجرار, ونحن نشهد في الوقت الراهن دور ناشط للغربان الاعلاميه العربيه في تسويق ما يسمى بمؤتمر كونداليزا رايس وانابوليس الهادف الى القضاء على القضيه الفلسطينيه!,,, ونشهد كيف يسوق الاعلام والحكام "جيش لحد" جديد في العراق على شاكلة وفي ثوب مايسمى "بالصحوات" والميليشيات التابعه للاحتلال الامريكي في العراق!!
أغرب ما في الامر هو الحديث عن المصالح الوطنية العربيه من مُنطلق التوسُل والارتزاق "للرب" القاطن في البيت الاسود الذي حوَّلتهُ االمُرتزقة العربية الى أسطورة رَبَّانية، لا حول ولا قوة للعرب إلا بِالخُنوع لها، ولهذا القدر المحتوم والدامي القادم من واشنطن الذي يَقذف ويقصُف بِحُماه المدن والقُرى العربية ويُقطع الاطفال إرباً إرباً ويهدم البيوت على راس ساكنيها.... ومع كل هذا نرى النغمه والرغبه بالقبول النفسي الجماهيري بالقتل والذبح والتجويع في كل من العراق وفلسطين كأمر عادي..... الجميع طبَّع مع هذا الوضع وصمت على ما تقوم به اسرائيل وامريكا من ذبح وسلخ واباده بحق الشعب الفلسطيني والعراقي!!
لابد من القول ان الاحتلال والاستعمار أمر وارد ومعروف في تاريخ الامبريالية الامريكية والبريطانية, ولكن اخطر ما في الامر هو احتلال العقل العربي بِإنتاج وإخراج عربي لمَنظومة هزيمة شاملة هدفها ترسيخ العجز والخذلان كقدر محتوم ومَقرون بِبَقاء واستمرارية مُرتزقة امريكا في الوطن العربي الذين وفروا يُوَفروا للغزو الاجنبي كلُ المُقومات الجغرافية والسياسية, ثُم يَعُودون للظهور والتباكي بعد كُل عدوان وإحتلال على مصير الشعوب, وبالتالي ورغم وضوح الصورة وهول ما حَل بالعراق من دمار واحتلال وما حَل بالشعوب العربية من دمار معنوي ونفسي, نَجد ان الابواق المُستهترة بالعقل والمشاعر العربية ما زالت تُروِج لِعرَّابي الهزيمة وفارِشي الفراش الاحمر للعدوان والاحتلال الامريكي الدامي على العراق..... تحولت الملايين من العرب الى مجرد ساده مشاهدين مُحنطين مُسالمين ومستسلمين الى حد الفضيحه الوطنيه والانسانيه... أُفرغ العرب قسرا من مفهومهم الانتسابي والانساني الى ان اصبحوا مجرد اصنام او صور متحركه لاعلاقه لها بما يدور من ذبح وسلخ في العالم العربي!!
2. المُعارضة في العالم العربي: راهن الكثيرون وخاصة في زمن الازمات الساخنة على دور الجماهير العربية في قلب الموازين لصالح القضايا العربية وخاصة في مواجهة العدوان الامريكي على العراق, إلا ان الرهان على جماهير غير مُنظمة ومُؤطَّرة رهان خاسر ووهم لم ولن يتحقق في غِياب قوى تنظيمية قيادية تضبط وتُنظِم حركة وإيقاع الجماهير ضمن برنامج واضح المعالم والاهداف يَختلف عن ما هو جاري من ردة فعل غاضبة وآنية تَعْوَّدَ عليها الغُزاة والطُغاة في آنٍ واحد من جهة وتَعودَّت عليها المُعارضة العربية في تَسجيل موقف سياسي لِمُجرد الشهادة بِأنَّها تَظَاهرت ضد العدوان او حَدَث آنِي دون إحداث أي أثر على مسار الاعتداءات المُتكررة على العالم العربي ودون الحيلولة من مُشاركة الانظمة العربية موضوعيا وفعليا في جميع اشكال العدوان الامريكي على الشعوب العربية من جهة ثانية.
مِما لاشك فيه ان اطياف المعارضة في العالم العربي كثيرة ومُتعدِدة المرجعيات السياسية والايديولوجية, ومما لاشك فيه ان المُعارضة العربية تتعرض للقمع من قِبل الانظمة العربية, إلا ان جُزءاً كبيراً من المُعارضة العربية تَكَيَّف مع انظمة الحكم ودور المُعارضة في أُطر ما تَسمَّح به قوانين الانظمة الطاغية التي تعتمد بالدرجة الاولى على قوانين الطوارئ والقمع البوليسي, وبالتالي غِياب روح التحدي في شارع عربي غير مُنظم رغم همجية العدوان والاحتلالين الامريكي والاسرئيلي وتورط اكثرية الانظمة العربية في العدوان على العراق وحصار الشعب الفلسطيني....معارضه فارغه من مفهوم التحدي والتضحيه ومُسلمه بامرو قوانين الانظمه الطاغيه والعميله!!....من الواضح ان المُعارضة العربية الداخلية قد فشلت في تحقيق ادنى الانجازات السياسية بسبب التذبذب والتَكيُف مع ما تَفرضهُ الانظمة الحاكمة من قيود وحصار على كُل حركة مُناهضة للأنظمة الموالية للإستعمار, ويبدو ان المُعارضة العربية الداخلية لم تطرح بعد على نفسها سؤالا جوهريا وهو: ماهو الفرق بين الاستعمار وبين ادواته المحلية التي تَتَقيد اكثرية المُعارضة العربية بقوانينه وقُيوده؟
من المؤكد اننا شاهدنا نمط جديد من المعارضه من ما يُسمى بالمُعارضة العربية الخارجية, وبالتالي شكلت المُعارضة العراقية القادمة على ظهر دبابة امريكية والقاطنه اليوم في خضراء بغداد ظاهرة جديدة ونوع جديد من انواع المًُرتزقة السياسية والعسكرية التي ترتبط مباشرة مع الاستعمار وتنسجم مع اهدافه العسكرية والسياسية من جهة وشاركت مُشاركة مُباشرة في العدوان الامريكي على العراق واحتلاله وتدميره, وتُبرر موقفها المؤيد لما جرى في العراق تحت ذريعة "تحريره" من الدكتاتورية والصداميه واجتثاث البعث... الذي جرى هو اجتثاث العراق وطنا ودوله وشعبا اصبح اكثر من ثلثه مُشرد!!!... امرعادي في ذهنية العربي المهزوم!!!
3- الاعلام العربي: يُعتبر الاعلام احد الوسائل للتي تحتل المرتبة الاولى في تقرير ماهية الوعي الاجتماعي والسياسي ومستوى نوعية التَسيِيس التي يَحظى بها الافراد والجماعات داخل المُجتمع, إلا ان مُمارسة الاعلام العربي الرسمي ومشتقاته من فضائيات مهنة التجهيل الجماهيري والتبجيل الدائم لشخص الزعامات السياسية, ساهمت في تشويه وتزييف الوعي الجماهيري العام خدمة لمصالح الطُغم الحاكمة في العالم العربي ومصالح الاستعمار الغربي بشكل عام والاستعمار الامريكي بشكل خاص.
من هنا ينبغي ايضا ان نأخذ في الاعتبار مُختلف العوامل التي تتحكم في تقرير وتَكوين حالة ومصير الشعوب, وعلى رأسها االنمط السياسي والاقتصادي القائم والتركيبة الإجتماعية والاقتصادية السائدة، وهذا بحد ذاته موضوع شاسع وواسع وفي غاية الأهمية ويحتاج الى شرح وإسهاب لسنا بصدده في هذه المقالة, والتركيز هنا يَنصَب فقط على نوعية الثقافة السياسية التي تبثها وتنشرها وسائل الاعلام العربية والمرتبطة بالدرجة الاولى بإختزال الوطن في شخص ومصالح الحاكم من جهة وترسيخ ثقافة التبعية والدونية من خلال الولاء للحاكم التابع والمُتحالف مع الاستعمار ضد مصالح شعبه وقضاياه الوطنية من جهة ثانية، وبالتالي يبقى الهم والهدف الاول لوسائل الاعلام العربية التابعة للنظام الاستعماري المُزدوج [الداخلي والخارجي] هو تثبيت شرعية السُلطة القائمة وتبرير مسلكية التبعية والمرتزقة تحت شعار كاذب مثل "المصلحة الوطنية العليا للوطن" التي تُبرر من وجهة نظر الحاكم العربي والاعلام الهابط مُشاركة الحكام العرب في العدوان على العراق واحتلاله وتدميره بالكامل, والتواطؤ مع امريكا واسرائيل في عدوانهم المتواصل على الشعب الفلسطيني منذ عقود مضت وختى يومنا هذا!!
مما لاشك فيه ان ما ذكر اعلاه حول مقومات تفشي ظاهرة التبعية والمُرتزقة والقبول العربي بهذه الظاهره والتسليم بوجودها لايُغطي بالكامل مكامن أزمة الهوية السياسية والاجتماعية التي يُعاني منها العرب بسبب الاستعمار والاستكبار والقمع الداخلي والخارجي من جهة، وبسبب ثقافة التبعية والتضليل الاعلامي والحضاري الذي تنتهجه انظمة الحكم منذ عقود من جهة ثانية، وبالتالي لن يكون هناك نهضة عربية ونصر عربي دون المُعالجة التاريخية والجذرية للأسباب الداخلية التي تَحول دون نهضة الوطن العربي حتى يتسنى للشعوب الوقوف في وجه الاستكبار والظلم الامريكي الذي يستمد قوته الاساسية من الاستعمار الداخلي والمُرتزقة العرب.,....لابد من اخراج العرب اولا من حالة القنوط واالتطبيع اليائس مع حال قبول المرتزقه والهزيمه كأمر عادي وقدر محتوم!!!... لابد من نظام اعلامي تعبوي يُعيد عقول العرب الى التفكير بحالهُم ووطنهُم!!!...فضائيه واعلام من خارج حدود ومساحات براميل النفط العربي!!!

*الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب الالكترونيه