أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
ضياع !!

بقلم : فرات إسبر * ... 08.02.2013

من يردُّ النهرَ من ضَياعهِ؟
لا الريحُ تُرجعهُ،
ولا الأغاني
يهفُّ بالشوق إلى مرتعٍ،
كان لامرأة تعقدُ المسافات بصنّارة الألم.
يابسٌ فَمُها من شدة العطش .
موجٌ يتخبّطُ
مشتاقا ً،
مشتاقاً لقبلة،
يسرقُها من فمِ الحجرِ
أفكُّ أيامي
وأُرَكِّبُها
قطعاً
قطعا ً
وأعيدُ فيها ما تيسَّرَ من صُور الألم.!
على باب بيتها
على بابِ بيتها
الظلامُ يلفُّها
ذاكرتُها كوخٌ قديمٌ
يسكنهُ الأهلُ
والجيرانُ.
على باب بيتها
يتساوى
الليلُ والنَّهارُ
تُشيرُ إلى أشدِّ النجوم لمعاناً وتقولُ:
هذه أنا.
تُعزّي نَفْسها بخرابٍ
يشهدُ له كوكبٌ بعيدٌ،
في سماءٍ بعيدةٍ
من أرضٍ بعيدةٍ.
مثل براق تمرُّ أيامها
تعدُّ على أصابع قدميها ما لا تتّسعُ له أصابعُ يديها
الذِّكرياتُ
وجهٌ شاحبٌ
هزيلٌ
تلك الذِّكريات ،
ربما كانت قد أُصيبت بالجُدري
أو ربما بمرضٍ من أمراض الطفولة
على باب بيتها
وحيدةً تجلسُ
تلمُّ أوراق الذِّكرى
ينابيع الحياة جَفَّتْ فيها
لا أثداءَ لها
لتُرضعَ الأملَ.
من حرير بلادي
من حرير بلادي
أنسج الاكفانَ
المتنبي يقرأ الأشعار
يا امرأة، من خاط لك هذا الزمان ؟
من أيِّ عطرٍ تنتقين الكلام؟
تقولين ما لا تقولُ النساء
كأنك لست من أرض الفرات.!
من حرير بلادي
أنسجُ الأكفان
المتنبي يقرأ الأشعارَ
يا امرأة من هذا الزمان،
كيف سـأهديك بعد اليوم القصيد؟
في بحوري
تعبرين
تنشدين:
أيها السوريّ المُكفّن بالألم
يخيطُ الله لك ثوب الشجن
اصعدْ به إليه
علّه يفهم معنى هذا الألم.

*شاعرة من سورية