أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
جوبا..جنوب السودان : هلع وخوف : مجازر بين الجيران والاصدقاء.. الواقع المر للنزاع في جنوب السودان!!

بقلم :  ... 28.02.2014

في قاعدة الامم المتحدة في رمبيك، لجأ حوالى مئة سوداني جنوبي من اتنية النوير خوفا من ان يقتلوا بايدي الذين كانوا بالامس جيرانهم او زملائهم، وهم ببساطة من الدينكا الاتنية المنافسة لهم.وفي ولاية البحيرات وعاصمتها رمبيك، في وسط جنوب السودان، غالبية السكان من قبائل الدينكا اكبر اتنية في جنوب السودان ينتمي اليها الرئيس سلفا كير، والنوير الاتنية المنافسة لها التي ينتمي اليها نائبه السابق رياك مشار.وتتواجه القوات الموالية لكل من الرجلين منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر.وكان ديفيد كويش شرطيا في بلدة صغير على حدود ولاية واراب المجاورة. لكن زملاءه الذين ينتمون الى الدينكا انقلبوا عليه مع اندلاع المعارك في 15 كانون الاول/ديسمبر في جوبا داخل جيش جنوب السودان بين الجنود الدينكا الموالين لسلفا كير وعسكريي النوير المناصرين لرياك مشار في بداية نزاع امتد الى كل انحاء البلاد.ويذكر الشرطي انهم “قالوا +انتم (النوير) جميعكم متمردون. ما حصل في جوبا انقلاب دبره رياك مشار وانتم تدعمونه+ (…) وبدأوا باطلاق النار علينا”، مما ادى الى مقتل اربعة شرطيين.وقد هرب مع زملاء له واختبأوا في غابة كانت لجأت اليها نساء واطفال في حالة هلع، الى ان جاء مسؤول من البلدية ينتمي الى الدينكا وقام باقتيادهم الى قاعدة الامم المتحدة.اما صموئيل لام فقد كان يدرس الاقتصاد في جامعة رمبيك عندما بدأ مسلحون بتهديد النوير. وصرح “قالوا انهم سيهتمون بنا”.وبعد ذلك وجهت تهديدات الى النساء. وقال “ربطت سيدة على كرسي ووضعت في السوق لساعات” وقام مدنيون وبعدهم الشرطة باستجوابها، لذلك وجد هذا الطالب انه “لم يعد لديه اي خيار” سوى اللجوء الى قاعدة الامم المتحدة.وقال “نشعر بالخوف من السكان” الدينكا مؤكدا انه تخلى عن فكرة العودة الى بيته عندما رشقت القاعدة بحجارة من الخارج.واضاف انه “اذا غادرت القاعدة فان الأسوأ يمكن ان يحدث”، ولو ان ولاية البحيرات بقيت في منأى نسبيا عن المعارك بين قوات سلفا كير ورياك مشار والمجازر القبلية التي رافقتها ووقعت خصوصا في المناطق التي تتمتع فيها الاتنيتان معا بوجود قوي.وكانت ماري نياتابا في طريقها الى جوبا من ولاية الوحدة (شمال) عندما فاجأتها المعارك. ومنذ نهاية كانون الاول/ديسمبر انقطعت اخبار اسرتها التي بقيت في قرية علمت ان المعارك دمرتها بالكامل. ومع ذلك تخشى مغادرة القاعدة.وقال ديفيد كويش ان قادة جنوب السودان قضوا على هذه الامة الفتية التي ولدت قبل اقل من ثلاث سنوات عل انقاض حرب اهلية في السودان ادت الى تفاقم الانقسامات الاتنية.وقال “لا امل لي في المستقبل”. واضاف ان “الفرد اصبح موضع شبهة لمجرد انتمائه الإثني وهذا تهديد حقيقي”.ويرى فيليب كوت (69 عاما) منسق الوكالة العامة للمساعدات في ولاية البحيرات، ان النزاع الحالي “مؤسف” اكثر مما كانت الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب التي اسفرت عن سقوط حوالى مليوني قتيل.وقال ان “البعض حولوا ازمة سياسية الى نزاع اتني بشكل لا سابق له”.وبينما ينضم الشبان في جميع انحاء البلاد الى الميليشيات القبلية، يتساءل المستشار الامني لحكومة ولاية البحيرات سانتو دومينيك “كيف يمكن اقناع الناس بانها ازمة سياسية؟”.وفي نظر نياكوما وور الشابة البالغة من العمر 24 عاما، لم تعد هتافات “احرار اخيرا!” التي دوت في البلاد يوم الاستقلال في التاسع من تموز/يوليو 2011، سوى كلمات جوفاء.وقالت “قبل ذلك كنت مرتاحة في بيتي وحرة في الذهاب الى اي مكان”. لكنها اليوم مضطرة للبقاء داخل القاعدة التي تحيط بها اسلاك شائكة ولا يمكنها مغادرتها للبحث عن زوجها وابنها البالغ من العمر ست سنوات اللذين لم تتلق اي اخبار عنهما.وقد تخلت عن “مشروعها الكبير” بارسالها اطفالها الى المدرسة.واصبح اطفال جنوب السودان الذين كان يفترض ان يكونوا الجيل الاول الذي ينمو في بلد مستقل وبسلام، يعالجون صدمتهم باللعب مع جنود بالطين المجفف في زاوية تغطيها الغبار في قاعدة للامم المتحدة بعيدا عن شاحنات يفترض ان تقيهم من الحجارة التي قد يتم رشقها.!!