أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
الإعلام الصحي بين النظرية والتطبيق والواقع والمأمول!!

بقلم : إكرام التميمي  ... 28.01.2013

الجميع يؤمن بمقولة العقل السليم في الجسم السليم ، ولكن الكثير منا يشكك بمدى أهمية الإعلام الصحي وضرورته برصد ما يستجد في الطب وتوثيقه ونشره في وسائل الإعلام بإطار إعلامي وعلمي وصحي ، والربط بين صحة جسم الإنسان بعقلانية وبين الإعلام أصبحت ضرورة ،ولو من خلال الإلمام بما يستجد من حملات التوعية والتثقيف الصحي وبرامج تعزيز الصحة ، والتي سوف تصل إلى تحقيق مبتغاها، إذا ما تلازمت سوياً لتحقيق الأهداف ونهضة المجتمعات والشعوب ،وليس فقط بهدف مجرد الظهور الإعلامي واستغلال أدوات إعلامية واستنزاف الميزانيات الضخمة دون عائدٍ ملموس ، وإنما الواجب علينا استثمار ما لدينا من إمكانيات ووسائل للمساهمة برفع مستوى الثقافة الصحية وبدعم مجهود القطاع الصحي وبذلك يكون هذا الإعلام ذا تأثير إيجابي على صحة الفرد الفلسطيني بما يلقيه على المجتمع من معلومات إذا ما تم رصدها من مصادرها الموثقة وذات العلاقة .
وفي الآونة الأخيرة شهدنا تطوراً ملموساً في دور الإعلام في تغطية كافة الجوانب السياسية ،والمجتمعية ،والرياضية ،والفنية ،والثقافية ولكننا لم نلمس نفس الوتيرة العالية في الإعلام ككل والإعلام الصحي بشكل خاص ، وهذا يحتاج منا في هذا المجال بالذات أن نستثمر ما أمكن من مؤتمرات أو محاضرات ونقلها بالصورة التي يطمح لها القائمون على هذا الجهد ، ولو بالقدر المستطاع لتحقيق التفاعل والتواصل الإيجابي للمساهمة في تنمية القدرات البدنية ، والعقلية ، والروحية والتي نرتقي بها لمجتمع أفضل .
وقد يسأل البعض ما هو الإعلام الصحي ؟ ونشير هنا إلى عام (1975) "حينما أسست مجموعة للاهتمامات العلاجية تحت مظلة الجمعية الدولية للاتصال ICA، والتي تحولت بعد حين إلى مجموعة اهتمام للإعلام الصحي لتتطور بعد ذلك المشاركات الإعلامية للممارسين الصحيين في الجمعيات الإعلامية والاتصالية لتتوج الجهود بظهور الكتب والمقالات ضمن إصدار المجلة المحكمة للاتصال الصحي عام 1996م، ومن ثم ظهور أول برامج دراسات عليا في المجال في مدينة بوسطن ضمن مشروع مشترك بين كلية إميرسون للإعلام Emerson College وجامعة تفتسTufts University المتخصصة في الدراسات الصحية، كما أصدرت الجمعية الأمريكية للصحة العامة عام 1998م وثيقة عن دور الاتصال الصحي في تعزيز الصحة العامة مما ساهم في توسع المجال وتحوله إلى موجة تغيير كبيرة ساهمت بشكل مثير في مجال التوعية الصحية وبناء رأي عام مجتمعي قادر على التعامل مع القضايا الصحية، وخصوصًا خلال الأزمات والكوارث الصحية".
وفي عام (2007) عرف العالم شيافو " الإعلام الصحي "بأنه منهج متنوع الأوجه و متعدد التخصصات للوصول إلى الجماهير المختلفة، بغرض تبادل المعلومات الصحية بهدف التوجيه والتأثير ،ودعم الأفراد والمجتمعات المحلية ،والممارسين الصحيين ،وصناع السياسات العامة والجمهور ،لإدخال أو تبني أو المحافظة على سلوك أو ممارسة أو سياسة من شأنها تحسين النتائج الصحية للمجتمع في نهاية المطاف.
ولكننا في البلدان العربية ، وفي " فلسطين " لم نواكب بعد هذا التخصص أو قلة منهم من يشجع هذا التخصص سواء في دراسة الطب ، أو تخصص الإعلام ،بالرغم من وجود إمكانيات بشرية ومادية ،بالرغم من حداثة تخصص " الإعلام الصحي " إلا أن الأمراض قديمة وكثيرة وهي بحاجة لجهود خبيرة ومتخصصة للتأثير في المجتمعات والأفراد ولو بالحد الأدنى للمعلومة والرسالة الإعلامية الصحية والطبية المفيدة والناجعة وللحد من تخلفنا في هذا الركب ، وليجعلنا أكثر كفاءة في استغلال مواردنا البشرية والمالية، ولتقودنا الحاجة إلى المعرفة في التفكير إلى دمج تخصصي الإعلام والصحة للخروج بإستراتيجيات وتطبيقات تساعد على النهوض بالصحة العامة ، لتكون رافدًا إضافياً لجهود المؤسسات الحكومية والطبية ومن خلال الإعلام والمساهمة الفاعلة وضمن أنشطة التفاعل المباشرة.
جامعة بوليتكنك فلسطين ومن خلال مركز التكنولوجيا الحيوية والأبحاث دأبت على تنظيم محاضرات علمية شهرية وكان أحدها محاضرة طبية استضاف خلالها د. يعقوب الأشهب في محاضرة عن " السرطان " حاضر فيها الطبيب بركات الشرباتي والتي عقدت في مبنى الجامعة وبحضور العديد من المدعوين والطلبة ، " وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ مرض السرطان سيودي بحياة 84 مليون نسمة في الحقبة بين عامي 2005 و2015 إذ لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك.
وفي 4 شباط/فبراير من كل عام تنضم المنظمة إلى الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وهو الجهة الراعية للاحتفالات بهذا اليوم، من أجل الترويج لسُبل التخفيف من العبء العالمي الناجم عن هذا المرض. ومن المواضيع المتكرّرة الوقاية من السرطان وتحسين نوعية حياة المصابين به " ولقد أشار د. رفيق الجعبري رئيس تحرير المكتب الصحفي " لمركز الاستقلال للإعلام والتنمية " والقائم في مدينة الخليل بأهمية دور الإعلام الصحي في زيادة درجة الوعي العام في المجتمع وخاصة إذا ما تزامن في وجود حيز شاغر لهذا التخصص ، ومن هذا المنطلق نرصد ببعض الجهد الإعلامي للتواصل مع ما يستجد من تطورات في هذا الجانب الحيوي والمهم للمجتمع والفرد معاً .
ولتسليط الضوء على نظرية مكافحة السرطان والتشخيص والتطبيق وكونه من أهم الأمراض التي باتت تؤرق المجتمع الفلسطيني ارتأينا في مركز الاستقلال للإعلام والتنمية تغطية ومتابعة محاضرة علمية وطبية في جامعة بوليتكنك فلسطين ولقد استطاع د. بركات الشرباتي أن يلقي الضوء على هذا المرض "السرطان " معرفاً به "هو نمو الخلايا وانتشارها بشكل لا يمكن التحكّم فيه وهذا تحديداً في الأورام الخبيثة وبإمكان هذا المرض إصابة كل أعضاء الجسم تقريباً،ويوجد فقط منطقتين محميتين هما " الشعر ، والأظافر " ومضيفاً : غالباً ما تغزو الخلايا المتنامية النُسيج التي تحيط بها ويمكنها أن تتسبّب في التنقل لتظهر في مواضع أخرى بعيدة عن الموضع المصاب. ويمكن علاج العديد من السرطان ، ومؤكداً بضرورة اتباع بعض النصائح التالية : بتجنّب التعرّض لعوامل المسببة الشائعة ، مثل دخان التبغ، والكحول ، وبعد الأغذية والأطعمة الغير صحية ، ومنوهاً بأنه أحياناً تلعب الوراثة عامل مسبب للمرض ،كما يمكن علاج نسبة كبيرة من الأورام كلما تم الكشف والتشخيص المبكر أسرع للمرض وكلما كان العلاج أسرع تكون نسبة الشفاء أسرع وأكبر ، وليس أي شخص مصاب بالسرطان محكوم عليه الوفاة الحتمية ، والأورام الأكثر صعوبة هي الموجودة في مناطق أكثر حساسية ويصعب استئصالها .
وأضاف الشرباتي : بأن التشخيص هو عبارة عن حكم قضائي فيما يخص أي مرض ،ومتابعاً : الأورام إما سرطان خبيث ،وهي التي تكون بسبب النمو السريع وغير المراقب للخلايا وهنا مع سرعة الانتشار ولا يمكن السيطرة عليها تؤدي للوفاة .
والأورام الحميدة : ذات النمو الموضعي والبطيء وهي شبيهة بالخلايا الطبيعية .وأشار إلى العديد من الأعراض التي يمكن الكشف فيها عن المرض مثل وجود درنة بأي مكان في الجسم ، وجود نزيف من أي مكان بالجسم " الرحم ،الفم ، القولون " مشاكل في البول ، أو مغص ، أو مشاكل في إخراج الفضلات ، أي علامة في الجلد مع عمل تشعبات وتنامي لها ،تقرحات صديدية على داخل الفم أو الشقتين و صعوبة في البلع مع ثقل بالمعدة ، أو سعلة شديدة تشبه السعال الديكي " أو الحصان " ، أو نقاط معلمة في أي منطقة بالجسم .
وأضاف : يوجد لتشخيص المرض (6) مراحل تبدأ بشرح مفصل من المريض للطبيب للتاريخ المرضي كامل ، ومن ثم فحص سريري شامل للمريض ، ومن ثم عمل الأشعة ، وفحص الأنسجة والميكروسكوب هو الأخير والمهم في التشخيص ، ومنوهاً بأن الذكور أيضاً ممكن إصابتهم بسرطان الثدي ، وبالنسبة إلى عملية انتقال السرطان إما ينتشر إلى الأعضاء في الجسم من خلال الأوردة ووصولاً إلى الرئتين والكبد ، وإما عن طريق العقد اللمفاوية .
ومختتماً : يتم علاج السرطان إما عن طريق الجراحة أو المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الكيميائية، وأيضاً الهرمونية ويكون العلاج ناجحاً خصوصاً إذا تم الكشف عن هذه الأورام في مراحل مبكّرة ، وهذا ما جعل المشاركين يؤكدون ضرورة وضع برامج إرشادية وتعليمية إعلامية صحية في جميع الأمراض ، وفق عمليات تخطيط علمية وتنفيذها بشكل فعال وبالتعاون ما بين المؤسسات الأكاديمية ، والطبية ، والإعلامية ، لنخرج من النظرية إلى التطبيق .