أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
أين نحن من عدل عمر و شجاعة علي..؟؟

بقلم : راسم عبيدات ... 18.01.2013

تفاجأت في لقاءنا مع السفير الفنزويلي لدى السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء 8/1/2013 لويس أرننديس،بانه له ابن اسمه علي،وهذه التسمية أثارت فضولنا لمعرفة سبب التسمية،ورد سعادة السفير على رفيقنا حسين نعيرات،بأن هناك الكثير من الناس في فنزويلا يسمون أبنائهم بأسماء عمر وعلي فالخليفة عمر بن الخطاب اشتهر بالعدل والإنصاف والزهد،وعلي اشتهر بالحكمة والفصاحة والشجاعة،فهناك الكثير من الأقوال والأشعار المنسوبة له وتتحدث عن ذلك،فهؤلاء الناس هم حقيقة ثوريين حتى النخاع يستفيدون من كل التراث الإنساني والعالمي الثوري والتقدمي في بناء وتطبيق اشتراكيتهم والتي أخرجت فنزويلا من عصر الظلمات الى النور،كما فعلت الدعوة الإسلامية،فالثورة الفنزويلية ضربت المفاصل الأساسية للإقطاعيين والرأسماليين،وصادرت الكثير من ممتلكاتهم التي استولوا وحصلوا عليها بغير حق،وأقاموا إشتراكية حقيقة قائمة على التوزيع العادل للثروات،وتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة مجاناً للشعب الفنزويلي،الذي كان يجري نهب خيراته وثرواته واستغلال فقرائه من العمال والفلاحين من قبل النظام الديكتاتوري والطغم المالية والبرجوازية الحاكمة بشكل وحشي،لم تعرفه عصور العبودية والإقطاع في أبشع صورها وتجلياتها الاستغلالية.
هذه الثورة الفنزويلية بقيادة رئيسها الرائع هوغو تشافيز والذي نكن له ولها كل الاحترام والتقدير على المواقف المبدئية والثابتة تجاه قضيتنا الفلسطينية،وتجاه كل قضايا الثورات والشعوب المضطهدة والمظلومة،وتشافيز الذي نتمنى له الشفاء العاجل،كان السباق والمتقدم على كل قادة الأمة العربية من محيطها الى خليجها في اتخاذ مواقف جريئة وثورية من اعتداءات وجرائم الامبريالية والصهيونية على أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني،ونتذكر هذه المواقف أثناء الهجوم الأطلسي على العراق ومن ثم فرض الحصار عليه قبل احتلاله،فكان تشافيز أول من خرق الحظر الجوي الذي فرضه الاطلسي على العراق وجاء لزيارة الرئيس الشهيد صدام حسين،وكذلك أثناء العدوان الإسرائيلي على المقاومة اللبنانية وحزب الله في تموز/2006،والعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة أواخر/2008،بادر تشافيز الى طرد السفير الإسرائيلي من العاصمة الفنزويلية.
ونحن نقول بأن معظم أنظمتنا الوطنية أيام المد القومي والثوري من ناصريين(مصر وليبيا ) وبعثيين(سوريا والعراق ) وقوميين (اليمن الديمقراطي سابقاً) وكل القوى والأحزاب الثورية العربية والفلسطينية فشلت وبدرجات متفاوتة من المسؤولية في إقامة إشتراكيتها وترجمة برامجها الى أفعال على أرض الواقع،لكونها أولاً استنسخت التجربة الروسية إستنساخاً،دون أن تقوم بتعريب النظرية وإنتاج الاشتراكية المتوائمة مع الواقع العربي،وأغلبها كانت أنظمة شمولية غابت عنها الديمقراطية والحريات،حتى ان الأحزاب الأكثر ثورية منها،بقيت قياداتها متربعة على رأس تنظيماتها واحزابها،والبعض منها ما زال حتى اليوم على رأس تنظيمه منذ إنطلاقتها مبرراً ذلك بالشرعية الثورية،ولم يغيبها عن قيادة تلك التنظيمات والأحزاب سوى الموت،او للأمانة هناك حالة استثنائية وحيدة،هي تنحي حكيم الثورة الزعيم القومي والوطني الراحل الكبير جورج حبش طواعية عن الأمانة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،وليشكل حالة عربية نادرة في ترك السلطة طواعية.
واليوم عندما نرى حملة الفكر الإقصائي والتكفيري من جماعة الإخوان المسلمين من أمثال مرسي والغنوشي وعبد الجليل والعرعور وغيرهم،والذين يسعون الى إخونة ليس نظام الحكم في بلدانهم،بل اخونة الدولة والسيطرة والهيمنة على كل مقدراتها وخيراتها وقطاعاتها،وإقامة الدولة الدينية،وكذلك انظمة التوريث وتحويل البلدان الى إقطاعيات ومزارع خاصة،وهدر أموالها العامة،واستخدامها من اجل التخريب والتآمر على القضايا العربية وشعوبها،كما هو حاصل الان في سوريا حيث يجري ضخ الأموال الخليجية (القطرية والسعودية ) الى عصابات وجماعات تكفيرية وإرهابية من أجل زعزعة استقرار سوريا،وإقامة نظام فيها متحلل من القومية العربية،ولربما يجري تقسيمها الى أكثر من دولة طائفية ومذهبية.
ان الخلفاء الراشدين عمر وعلي هما وغيرهم من القادة العظام حجة على الإسلام وتعاليمه السمحة،اما الأنظمة القائمة حاليا في اكثر من بلد عربي والمتمسحة بالإسلام والموظفة لها لخدمة اهدافها وأغراضها،فالإسلام منها براءة،وهي تخدم مشروعها الإخواني الإقصائي وتعطشها للحكم والسيطرة والسلطة،وهي في سبيل ذلك مستعدة ليس للمهادنة والتامر،بل والتخلي عن أقرب حلفائها وأصدقائها في سبيل مصالحها ومشروعها،ولعل خير مثال وشاهد في هذا الجانب والإطار،هو ما قامت به حركة حماس،التي وفرت لها سوريا المكان والحركة والدعم والوجود والحماية والسلاح في وقت رفضها ولفظها أقرب المقربين لها،ولنجد انها في سبيل الدولار والمصلحة،تنقلب على سوريا وتتآمر عليها.
إننا نرى في فنزويلا بقيادة رئيسها القائد الأممي تشافيز مثالاً حياً على الإشتراكية الحقة،التي قدمت لشعبها الكثير من الإنجازات في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والحياتية لشعبها،وتطورها وتقدمها بشكل كبير،وقد رفعت من نسبة التعليم بشكل كبير،وقضت الى حد كبير على الجهل والتخلف والفقر،وحدت من نسبة البطالة بشكل كبير،وشعب فنزويلا الذي أكد تمسكه بقائده الرائع تشافيز وأعاده الى الحكم عندما حاولت القوى المرتدة والطغم المالية والبرجوازية الإطاحة به،يثبت أن خياره هو الاشتراكية وتشافيز ومن هم على نهجه وهدية من القادة الفنزويليين.
واختم مقالتي هذه بالأقوال الرائعة لسعادة السفير الفنزويلي لدى السلطة الفنزويلية لويس أرننديس"وجودكم وصمودكم في دولة بربريه اسمها "اسرائيل" تعتبر اسطوره...أنتم المناضلون الحقيقيون الذين يجترحون صراع البقاء من أنياب خبيثه...وانا أكرر ما قاله الرئيس تشافيز :"كم هو جبان الجيش الإسرائيلي، فهو يهاجم أناسا وهم مرهقون ونيام وأبرياء ويتفاخر بأنه يدافع عن بلاده وأنا أدعو الشعب الإسرائيلي بأن يثور ضد حكومته".