أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
التســوق الأخــير !!

بقلم : د. هيفاء بيطار ... 08.01.2013

رؤوسُ العجولِ المقطوعةُ والمسلوخةُ، بدتْ متماثلةً ومتطابقة، لكأنها صورةُ رأسٍ واحدٍ تتكررُ إلى ما لا نهايةَ في مرآتين متقابلتين، مصفوفةً ومتلاصقةً فوق لوحٍ خشبيٍ، تحت الرؤوسِِ قصعةُ كبيرةٌ تحتوي الأكبادَ والأمعاءَ، على الأرضِ قصعاتٌ تحتوي الأقدام...
لم يستطعْ أن يمنعَ نفسهُ من الانقباضِ وهو يتأملُ المنظرَ الوحشي كما سمّاه، وكي يستفزهُ خيالهُ صوّرَ له صورةَ عجولٍ رشيقةٍ ترعى في مرعىَ نظيفٍ شديدِ الخضرةِ مُعمدٍ بالشمس. تابع خطواتهِ بحذرٍ في "سوق الخضار" متجاوزاً أكوامَ قمامةِ متعَفنةٍ، غزتْ رئتيه بسمومِ بخارها، الدكاكينُ التاليةُ، كانت دكاكينَ دَجاجٍ، وقد فُرزت الأفخاذُ في أوعيةٍ، والصدورُ في أوعيةٍ مجاورةٍ، توقفَ ليتأملَ صبياً لا يتجاوزُ العاشرةَ من عمرهِ يقطعُ دجاجةً بواسطةِ آلةٍ كهربائيةٍ لها شكلُ دولابٍ مَعْدني حادٍ، وغير بعيدٍ عنه، كانت الدجاجاتُ تغادرُ سجنها لتذبحَ ثم تلقى في برميلٍ وسخٍ يدور مُصدراً قرقعةً هائلةً، ثم يتوقفُ لتخرجَ منه الدجاجةُ عاريةً جاهزةً للتقطيع..
تأملَ الصبيَ الذي تعملُ يداهُ بمهارةٍ على آلةِ التقطيع الجهنميةِ، كيف تقصُ العظامَ بالسهولةِ التي يقصُ بها أظافرَه رامياً الصدور والأفخاذَ في أوعيتها بمهارةِ متعودٍ وغير مبالٍ، حدّث نفسه: هكذا يتعلمُ الإنسانْ القسوةَ.
حاذر في خُطُواتِه أن يصطدمَ بالبضائعِ التي تعرضُها الأعرابياتُ، وهكذا كان الناسُ يسمونهن، كن يقرفصْنَ بثيابهن الطويلة ومناديلِ رؤوسهن المزركشةِ قربَ قدورٍ من اللبنِ والجبنِ والزبدةِ ويعرضنَ بضائعهنَ على المارةِ، دون أن يبذلن أيَ جُهدٍ لإبعادِ الذبابِ المتراكمِ فوقَ القدورِ، وكنَ يصطحبنَ أطفالهنَ معهن، يتركنَهم طَوالَ اليومِ على الرصيفِ دائخينَ من التفرجِ على مظاهرِ النتانةِ والقبحِ اللذين يفسدان كلَّ طاقةِ خيالٍ عندهم، استوقفه وجهُ طفلٍ صغير لا يتجاوز السنةَ، يغفو في حضنِ أمهِ المقرفصةِ بجوارِ وعائها الكبيرِ المملوءِ بالجبنِ البلدي، ورغم مهرجانِ الضجيجِ والنتانةِ والذبابِ والحرِ إلا أن وجهَ الصغيرِ كان يعكسُ اطمئناناً مُلفتاً، وهناءةً لا حدودَ لها، وكان حضنُ تلك الأم المتخمرةَ بعرقها وروائحِ بضائعها الحامضة هو حضن العالم بالنسبة للصغير، أحس بخشوع وهو يتأمل هذا الصغير الغافي ، تمنى لو يشتري كلَّ بضاعة أمه ويقولُ لها: اذهبي واعتني بالصغير بعيداً عن سوقِ القمامةِ والذبابِ هذا... لكنه كان يعرفُ أنه لن يقدرَ على شراءِ كل تلك الكمية الكبيرةِ من الجبنِ، ويعرف أنها لن ترجعَ إلى البيتِ، بل ستبقى بانتظارِ زميلاتها، مجرجرةً معها الصغير كأنه لا يزال قطعةً من أحشائِها.
اخترقَ السوقَ أخيراً قاصداً اللبَّ أو القلبَ، حيث تتلاصقُ العرباتُ الخشبيةْ تعرضُ الخضارَ والفاكهةَ، وتتنافسْ أصواتُ البائعين في العلوِ، وفي تصنع لهجة إغواءِ الناسِ للشراءِ...
كانت زوجته -كعادتها قد أوصته أن يشتري كذا وكذا، لكنه تمرد هذه المرةَ راغباً بالتحرر من طلباتِها الشبيهة بالأوامر. سأل نفسَهُ: ماذا تريدَ أن تشتريَ يا سليمَ؟ رمقتْ عيناه عربةَ البامية بشوقٍ، ابتسم بكآبةٍ وهو يتذكرُ أنه لم يتذوقها منذ عشرين عاماً، وطفتْ صورةُ الطبيبِ في ذهنهِ يحذرهُ: ابتعدْ عن الطعامِ الذي يحوي الأليافَ، إنه مهيجُ للكولون، تنبّهَ له البائعَ كيف يرمقُ الباميةَ بحنانِ محرومٍ، فمدَ له كيساً أسودَ قائلاً: لا تتردد لن تتذوقَ أطيبَ منها، تناول الكيسَ وأخذَ يملأ قبضتهُ من الباميةِ مالئاً الكيس، ستغضب زوجته، سيتركُها تبرطمْ دون أن يعلْقَ بكلمة، ستتظاهرَ أنها غاضبةٌ لأنه يخلُ بصحتهِ، أما الحقيقةَ فهي تكره إعدادَ هذه الطبخةَ، عشرون عاماً وأمعاءهُ تُذّله، تُذيقه آلاماً تستمر أياماً وليالي، وتدخله في نوباتٍ مخجلةٍ من الإسهال المدمى، وكم من مرة تعرّضَ لتداخلات جراحية وأخيراً، والآن وهو على بعدِ خطواتٍ من التقاعدِ، أخبره طبيبُه أنه استنفد كلّ الفرصِ العلاجيةِ، وأن الحلّ الوحيدَ المتبقي هو قطعُ كاملِ أمعائهِ الغليظةِ، وفتح فوهةَ جانبيةٍ في خاصرته لتخرجَ منها الفضلات.
عكس خيالهُ صورَ القدور المملوءةَ بأمعاءِ العجولِ، وجدَ نفسه يقولُ جملة انبثقتْ من ذهنه دون تفكير: مأساةُ البشريةِ دفع ثمنَ الباميةِ وهو يحسُ بنشوةٍ، تنهدَ مخاطباً نفسهُ برقةٍ جديدةٍ عليه، ذلك أنه قضى أغلبَ حياته متجهماً من الهمومِ الماديةِ والمرضِ: كم من السنواتِ لم تفرحْ روحُك يا سليم؟ وأجابَ شقيقُ روحِه: آهٍ منذ زمنٍ بعيد، بعيد.. لشدَ ما كان متواطئاً مع نفسهِ في تلكَ اللحظةِ، مكتشفاً وسطَ ازدحامِ سوقِ الخضارِ، أن صداقةَ الذاتِ هي الصداقةُ الوحيدةُ المتبقيةُ للإنسانِ، وأتاه الإلهامُ المؤكدُ أنه لن يُقدِمَ على هذه العمليةِ أبداً... ولأولِ مرةٍ استطاعَ أن يُواجهَ أسبابَ قلقهِ العميقِ، شديد الوطأةِ. إنه ليس الخوفَ من العمليةِ أبداً... بل الخوفُ من الذين يحبونهُ أو يدعونَ أنهم يحبونَهُ وتذكرَ جهاداً، ابنه البكرَ المهندسَ المبتدئ الذي يعاني ضغوطاً ماديةً كغيره من الشبانِ، والذي يطمحُ أو يطمعُ -لا فرقَ- في أن يعطيه والدُهُ ما ادخره طوالَ حياتهُ لأوقاتِ الحاجةِ، صحيحٌ أنه لم يدخرْ الشيء الكثيرَ، مجردُ مئتي ألف ليرة، كان يعرف أنها ستتبخرُ نفقاتِ للعمليةِ وما بعدها... الآن يستطيعُ أن يواجهَ الحقيقةَ وجهاً لوجه، يعرفُ لماذا تعكُرَ مزاجَ جهادٍ، وعصفَ به غضبً مكتومْ يومَ أحسَ أن مئتي ألفِ سوفَ تتبخرُ على أمعاءِ والدهِ وليس على مشروعهِ المستقبلي... لكنه في حمّى آلامه المبرحة كان يداري تلك الحقيقةَ، يموّهها، تساءلَ وهو يمشي في سوقِ الخضار محاذراً أن تزلَّ قدمهُ بسبب سخامِ القذارةِ الذي يَفْرشُ الأرضَ، لماذا أعيشُ أكثر!؟ أليس الموتُ -أحياناً- يصونُ كرامةَ الإنسانِ، أكثرَ مما تصونْها حياتهُ؟ وتذكرَ يومَ فاجأ زوجتَه وابنه جهاداً يتهامسان حولَ مرضهِ، وكيف بُهتا حينَ وقعَ نظرهما عليه، لا يزالُ يذكرُ ابتسامتهَ الودود البلهاءَ، والقلقَ المذعورِ في عيونهما، يومَها حاولتْ زوجَته إقناعه بأنهما قلقانِ بشأنِ صحتهِ، ومتخوفان من العمليةِ و... تلكأتْ ولم تعرفْ كيف ستكمِلُ حديثها.
كانت تخشى أن يكونَ قد سمعَ كاملَ حوارهما... لكنه فهم الآن بعد أن استعادَ نظراتهما في ذهنه، كلَّ ما قالاه، أمكنه أن يسمَعَ نظرةَ جهادٍ وليس أن يفهمها فقط، وتخيلَ وجه ابنه الوسيم المنظر يقول ساخطاً: إنه على بعدِ خُطواتٍ من التقاعد، كهلٌ ومريضٌ وميؤوسٌ من شفائهِ، وسيدفعُ مئتي الألفٍ من أجلِ عمليةٍ غير مضمونةٍ، في حين أنني شابٌ أبني مستقبلي، وأحتاجُ هذا المبلغ لأشاركَ زميلي في مشروع ناجح 100% مشروعِ صناعةِ الشموعِ التزينية، حاولي أن تُقنعيهِ يا أمي بالعدولِ عن العمليةِ، ثم... ثم أيّ ذلٍ أن يُفرِغَ فضلاتِ أمعائهِ من فتحةٍ في خاصرتهِ.؟
توقَفَ عند بائعِ البطيخِ، البطيخِ الأحمر المملوءِ بالأليافِ، وابتلع ريقَه وهو يستحلبُ طعمَه الحلوَ والمميزَ، يحبهُ بارداً جداً. سيأكل الباميةَ أولاً ثم البطيخَ، ولتبدأْ آلامُ كولونِه بعدها. لا يهمُ، ستكونُ المسكناتُ التي صادقَها سنوات طويلةً بانتظارهِ، تأبط بطيخةً كبيرةً، ومشى متسكعاً بين العربات، والضجيجُ والروائحُ حوله تُدْخلُهُ في حالةٍ تشبهُ الغيابَ، خرجَ أخيراً من الدوامةِ إلى الشارعِ لتطالعهُ لافتة جعلتْه ينفجرُ ضاحكاً: مشفى الأحذية، تصليحٌ، درزٌ، ترقيعُ كل أنواع الأحذية. راقت له هذه الجملة كثيراً حدّثَ نفسه: هذه هي الحداثة، وقد يكون مشفى الأحذيةِ أكثرَ رحمةً من مشفى البشر، على الأقلِ هنا يبذلَ الصانعُ خالص جهدهِ لإصلاحِ الحذاء، فهل يُبذل هذا الجهدُ لترميمِ بشري!! وعاد يتذكر حنقَ جهادِ في صرفِ مدخراتِ عمره على صحته، أشفقَ عليه وحاولَ أن يجدَ له المبرراتِ، بالتأكيدِ إنه ضحيةُ زمن ماديّ لا يرحم، زمن يتمنى فيه الابنُ اعتصارَ أبيه واستخراجَ مضمونِ بطانةِ جيوبهِ، آهٍ لا بأس يا ابني الحبيب، سأعطيك مدخراتِ عمري الماديةَ القليلةَ، إنما ما يؤلمني كونُك لا تعرفُ كم أحبك، وكم... آهٍ كنتُ أتمنى لو ألمسَ محبتَك لي، لو تحتضنني يوماً وتقول لي: يا أبي لا تخشَ العمليةَ، لا تكتئبْ هكذا ساعاتِ وأنتَ مطرقٌ تلاعبُ نفسكَ بالورقِ أو تقرأ بملل الجرائدِ اليومية، سأكونُ إلى جانبكَ دوماً يا أبي الحبيبَ وسأقدمُ لك راتبي الهزيلَ أيضاً لو احتجتَ، وجودُكَ بركةٌ يا أبي، موقف كهذا كان كفيلاً أن يسكْن آلامَه، أن يفارقَ الحياةَ وهو سعيدٌ... لكنّ جهاداً دائمُ التهجمِ والغضبِ والسخطِ على الظروفِ، على الراتبِ، وعلى الحظِ..
حين همّ بعبورِ الشارعِ تذكر وجه الطبيبِ وهو يضعْ له خطةَ العلاجِ قبل العمليةِ، عندك فقرُ دم من النزفِ المتكررِ في الكولون. يجب أن نعالجهُ أولاً، كي تحتملَ التخديرَ والعملَ الجراحي، كما أنك مصابٌ بنقصِ ترويةٍ قلبية قديم، لذا يجب أن نحتاطَ ونستدعي طبيب قلبية يلازمُك طوالَ مدةِ العمليةِ، وأنصحكَ بعلاجِ أسنانِكَ المنخورةِ لأنها ستكون بؤرةً لإفراز الجراثيم...
طرد صورةَ الطبيبِ من ذهنهِ متأففاً، كفى ماذا سأصلحُ في هذا الجسدِ الذي اهترأ من التعب والمرض وتعاقبِ السنين، وقد تجرى كلُ هذه الإصلاحاتِ وتكون النتيجةُ غيرَ محمودة. لماذا عليه أن يعيشَ مجتراً آلامهُ الجسديةَ والنفسيةَ، إنه يرى نفسَه بعينِ خياله كيفَ سيكونُ عبئاً على الذين يدّعون أنهم يحبونه، بحثتْ عيناه بلهفةٍ عن الطفلِ الغافي في حضنِ أمهِ، أمكنه أن يميزهُ عن بعدِ لا يزالُ غافياً في حضنِ امرأة تنادي بصوتٍ جهورِيّ على بضاعتها، وتمسحْ بكمها العرقَ المتصببَ من جبينها وعنقِها، دمَعَتْ عيناه وهو يقول للصغير: مسكينٌ يا صغيري، تُرى كيف ستتحمل قدرَك؟!
أخذ جبينَه يتصبب بعرق باردٍ وهو يتأبطَ البطيخةَ بيد، ويحمل كيسَ البامية باليد الأخرى، وجد نفسه يفكرُ بسلاسةٍ لم يعرْفها منْ قَبلُ في حياتهِ، منطلقاً من فكرةِ موتهِ التي ستكونُ حلاً عادلاً ومثالياً للمجتمعِ، سيأخذ جهاد مئتي الألف، وينطلقُ بمشروعهِ في صناعةِ الشموعِ التزينية. سيمكنُه أن يحقق أرباحاً معقولةً تمكنُهُ من الاستقلال بمعيشتهِ عن أمه وأخيه الأصغر، أما تقاعدُه فسيؤول لزوجته وابنه الأصغر، وسيمكنهما أن يؤجرا غرفةً من البيت لطلاب الجامعة كما كانت زوجتَه تتمنى أن تفعلَ لتزيدَ الدخلَ، سينامُ الأصغَر في سريره بعد موتِه، وستؤجرُ زوجتُه غرفَة الأولادِ... وسيبكون بدموعِ ينقصُها الصدقَ على أبِ كان يمكنَه أن يعيشَ تراكماً زمنياً ذليلاً. لم يستطعُ أن يُخرجَ منديلاً من جيبهِ ليمسحَ عرقَه الذي أخذَ يسيلُ بشكلٍ خيوطٍ دقيقةٍ تتدلى من فروة رأسهِ مخترقةً حاجبيه، واصلةًٌ حتى ذقنه وعنقه، كان دوارٌ خفيفٌ قد أخذ يصيبه اعتقد أن سببهُ الازدحامُ والروائحُ المقززةُ للقمامةِ والخضارِ المتعفنةِ وأمعاءِ الحيواناتِ، لكنْ وخزةَ ألمٍ مفاجئةٍ أحسُها كالطعنةِ باغتَتْهُ في رئته اليسرى جعلته يترنح لحظات مقاوماً قدر استطاعته سقوطَ البطيخةِ وكيسَ البامية، مشى خطواتٍ متعثرةُ إلى الأمامِ كأنه يتبعُ مركزَ ثقلهِ، تلاحقت أنفاسه وهو يحاول رسمَ ابتسامةٍ على وجههِ مخاطباً نفسه بأرقِ لهجةٍ تحدّث بها في حياتِهِ: إنها النهايةُ، إنها نهايةُ الشقاءِ...
صرخ بعضُ المارةِ... سقطَ الرجلُ. تهاوى كأنه يسقطُ من غيمةٍ، فيما تدحرجتِ البطيخةُ من يدهِ مبتعدةٌ، واصطدمت بعمودِ الكهرباءِ المعدني المتين، منفجرةً عن نزيفٍ أحمر، محبوسٍ منذُ زمنٍ بعيدٍ داخلَ قشرةٍ سميكةٍ من القهِر، كانت أطيافٌ سريعةٌَ تمرُ أمامهُ، وجوهُ أشخاص أحبهَمُ وأهداهُمُ عمرهُ، وجوهُ أصدقاءٍ تسامرَ معهم ساعاتٍ وساعات، رؤوس عجولٍ مقطوعةٌ ومسلوخةٌ، مشفى الأحذية، صورَ الطبيب بتحذيراتهِ الكئيبة، لكن الصورة الأخيرة التي تجمدت بخيالهِ قبلَ أن يتقاعدَ قلبُه عن العمل، كانت صورةُ طفلٍ غافٍ في حضنِ أمٍ تقرفصُ على رصيفِ الحياةِ تبيع الجبنَ لتطعمَ صغارها.
كانت خيوطَ من دمٍ تسيلُ من أنفهِ وأذنيه، وهو يسائل الحياة سؤالهُ الأخير:
ترى ما مصيرَ هذا الصغيرِ الغافي في حضنِ أمِهِ؟!!