بقلم : مها الجويني ... 08.11.2012

إلى طفلتي المصرية...
إبنة طيبة الأبية ...
إلى أختي في الإنسانية
إلى إبنة العذراء ...
أقدم إعتذاري و أنحني أمامك
و أبوس قدميك ، و ألعن من أهانك ...
و ألعن كل من صمت و قبل
و سمع صوتك و لم يلبي نداء الإنسانة
أعتذر يا طفلتي ... إنهم صُم و عٌمي
و لا يفقهون أنك من أشرف الأقوام
فمريم العذراء إسمها مذكور في أول القرآن
و يسوع مع طه و يوحنا و زكرياء
و نحفظ قصصهم منذ نعومة الأنام
ولكن تغيرت الأزمان و جاء من فرقونا
و سمُوني بذات الدين
و قالوا عنك" من أهل النار"
وغدوت أنا من أصاحب الدار
و أنت أهل ذمة و يستباح فيك كل عار
و أمنك مرتبط بمزاج أصحاب الهلال...
و بفتاوى البترو دولار ...
طفلتي العزيزة لا تبكي و لا تحزني
إنهم جراد الصحراء ...
و لم يدقوا أجراس بيوت الله
و لم تصلهم رسائل صاحب يسوع
أحبُ رُسُل الله ...
طفلتي سارة
إن قلمي يخجلُ من عينيك و تهرب عباراته
أمام سحر البنوتة القبطية
من تواجه كل يوم
أبشع صور التمييز و العنصرية
من تُعلمنا صمود الحرائر و الوطنية
دمتي صلبة كأبواب الإسكندرية
شامخة مثل الحدائق البابلية
طفلتي أعتذر ...
فهذا ربيع البداوة و الأصولية .