أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
غزة في عيون وعاظ السلاطين !

بقلم : علي الكاش ... 21.1.09

[من وعاظ السلاطين الى وعاظ المحتلين/8]
أتعبنا رجال الدين غفر الله لهم كثرة خطاياهم وارهقونا بفتاويهم المخجلة بحيث أصبحوا أشد من ألافيون تخديرا للشعب العربي وتعطيلا لأرادة الحق، يصطفون من القرآن والسنة ما يشائون ويطوعونه بما يخدم اسيادهم الحكام ومشاريعهم الضالة، يسيرون التعاليم وفقا لأهوائهم واهواء السلاطين، ويجهدون أنفسهم لتعميق الوهن والضعف ويبررون لنا تقبل الإهانة برحابة صدر والابتسام لمن يسحقنا بأقدامه ويهدر كرامتنا، وتقديم أعناقنا بلطف لمن يمتص دمائنا، نمنح السكين على طبق من ذهب لمن يقدمنا قرابين للآلهة، ونركع بكل قدسية وتذلل لتقديم للجزارين، وندعو لهم بالتوفيق قبل أن يشرعوا بذبحنا, ونستحلفهم أن يوزعزا لحومنا بكرم نذرا لشياطين الأنس.
لقد ضاع وعاظ السلاطين وسط لجه الفقهيات وانشغلوا بالمسائل السطحية وكانت وصفاتهم عقيمة لحل مشكلات الشعب العربي متجاهلين مسئولياتهم في هذه المرحلة الحرجة وما تحتاجه الأمة من تضامن ووحدة وتماسك وتضحية وفداء لمواجهة الأخطار المحدقة بها من كل صوب. فقد حاد بهم الشطط الى نتائج مدمرة حيث تركوا أحاديث النكاح والطهارة والنفاس والحيض والإرضاع وزواج المتعة والمسيار ليشتغلوا في السياسة وشتابن بين الدين والسياسة، فأصبحوا كالغربان ضيعوا المشيتين فلا هم فلحوا بالسياسة ولا هم فلحوا في الدين. مصيبة هؤلاء الوعاظ انهم يخرجون علينا بفتواهم في الأوقات الحرجة والعصيبة التي تمر بها الأمة ليتقيؤا علينا بما تفيض به معداتهم المترهلة بنعائم السلاطين, حتى بتنا نترحم على الشيخ محمد عبدة وهو يصرخ" لكنه دين أردت إصلاحه** أحاذر أن تقضي عليه العمائم", وما تزال الكثير من الفتاوى التي تناولها وعاظ السلاطين تؤجج الصداع في رؤوسنا المثقلة بالهموم، و تهز البدن إشمئزازا وترسم لةحات الشجون في نفوسنا وتقرح الأدمغة، ووصل بعضها الى حالة من التندر والتهكم بما تضمنته من سخافات وترهات.
لكننا سنترك منها ما أنصب على أمور غير مؤثرة في مصير الأمة وسنتحدث عن بعضها المثير والمقرف ونستهل بهذا الصدد إصدار الشيخ عبد العزيز بن باز الذي يمثل أعلى سلطة دينية في السعودية فتوى عجيبة حول وجود القوات الأمريكية في السعودية لتنطلق في هجومها على العراق بقوله" على الرغم من إن الأمريكيين يتساوون من وجهة النظر الدينية المحافظة مع غير المؤمنين باعتبارهم ليس مسلمين, فأنهم يستحقون دعمنا لأنهم جاءوا مدافعين عن الإسلام" تصوروا هذا الشيخ الأرعن يعتبر قدوم الصليبيين هو الدفاع عن الاسلام وقتل شعب مسلم هو دفاع عن الاسلام فأية سفسطة هذه! ويعلم الباز قبل غيره ان بوش شبه حربه على العراق بإنها حرب صليبية, وعلى الضفة المقابلة لأبن الباز كانت فتوى السيد السيستاني بالتعاون مع القوات الامريكية الغازية وعدم رفع السلاح بوجه الاحتلال بل أجاز التعاون معه! وكانت النتيجة هدر دماء الشعب العراقي وإستشهاد أكثر من مليون مواطن وملايين من الايتام والارامل, ويوم بعد آخر تتكشف الحقائق ويتبين أن قوات الغزو تضم العديد من الصهاينة يسرحون ويمرحون في القصور الرئاسية وان الموساد يقوم بعملية تصفية للعقول العراقية وأغتال اكثر من (5000) عالم وأكاديمي عراقي. وأهملوا هؤلاء الوعاظ ما جاء في الذكر الحكيم " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" الآية 111 سورة التوبة .
وتأتي احداث غزة الأخيرة لتفاقم الوضع العربي المعقد تعقيدا فهي أول هولوكوست صهيوني يرتكب ضد الفلسطينيين مع بدايةعام 2009 وأبشع جريمة إبادة جماعية ضد الانسانية، ووصمة عار في جبين الأمم المتحدة وقرارها الذليل(1860) وفقرة مخزية في سجل العالم الذي يسمي نفسه العالم الحر والعالم المتحضر, وعار ما بعده عار لمواثيق حقوق الإنسان ومن يتشدق بها، بل هي إنهيار للنظام الرسمي العربي الذي ترك المعركة للشعب وتوارى في الستار مخفيا جيوشه كالدجاجة التي تحتضن بيضها لتفريخه. وما أحداث غزة إلا حلقة في سلسلة الجرائم التي يقوم به الكيان الصهيوني في فلسطين وبقية ارجاء الوطن العربي, بل أنها حلقة من سلسلة تتوغل في العمق التأريخي فاليهود كما جاء في التوراة يعتبرون غيرهم من بقية الشعوب أنجاس وورد في وصاياهم رفض السلام مع الشعوب لأنه لا خير فيهم " إن الأرض التي تدخلون لتمتلكونها هي أرض متنجسة بنجاسة شعوب الأراضي برجاساتهم التي ملأوها بها من جهة إلى جهة بنجاستهم" ويوصي " فلا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تأخذوا بناتهم لبنيكم ولا تطلبوا سلامتهم وخيرهم إلى الأبد" وهذا ما حذرنا الباري عز وجلً منه في القرآن الكريم " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" الآية 82 سورة المائدة. ورسوله الكريم(ص) بالحديث الشريف "ما خلا يهودي قط بمسلم إلا حدث نفسه بقتله".
من المؤكد إن رجال الدين ولا ندعوهم بالعلماء لأن القليل من ينطبق عليه هذه الصفة هم أكثر منا غزارة في معرفة علوم القرآن والسنة و التأريخ ويفقهون جيدا مواقف اليهود من بقية الملل والنحل وخاصة المسلمين منذ فجر الحضارة وحتى الوقت الحاضر, ويمتلك رجال الدين تأثيرا كبيرا في توجيه الرأي العام وبإمكانهم إستنفار الطاقات البشرية وتوجيهها الى الطريق القويم، فهم الداينمو الذي يشحن قلوب الجماهير بالحماس والإندفاع والتضحية والفداء وتنشيط مفاهيم المواطنة والسيادة والإستقلال والكرامة ويحفظون ويحافظون على الهوية العربية والاسلامية ويحثون الناس على الإستجابة الى نداء الواجب الوطني المقدس وإعلاء راية الجهاد، ويساهمون بطريقة فاعلة في توعية الجماهير وتبصيرهم بالأخطار المحدقة بهم، ويسعون لإعلاء كلمة الحق وتعميق وتجذير مفاهيم الجهاد والتضحية والفداء ولنا في التأريخ العربي الاسلامي القديم والحديث أسوة حسنة من رجال الدين ممن لعب مثل هذا الدور ومهد الطريق لتحقيق النصر على الاعداء من خلال إقتداء الشعوب بهم كطليعة رائدة لمسيرتهم ، وفي الوقت نفسه هناك من نأي عن هذا الدور النبيل المشرف وهادن المحتل وترك تعاليم الأسلام الحقيقية التي تدعو الى الرفعة وتأبى الذل والضعف والهوان وراء ظهره وإنطوى تحت جناح المحتل فكانوا صدى مدوي له, لكنهم والحمد لله قلة تمثل نقاط سوداء في التأريخ لا تمحى وما تزال الأجيال تزدري من هم على شاكلتهم لأن التأريخ لا يرحم الخونة والعملاء سيما وعاظ السلاطين.
النصر يقوم على جناحين اولهما القوة العسكرية بالعدد والعدة والتقنية والخطط الحربية والجناح الثاني الروح المعنوية فكلما ارتفعت هذه الروح كلمت هلت بشائر النصر، وأي خلل في أي جناح سيجعل العملية غير متوازنة, ومن هنا تبرز أهمية العامل الديني بأعتبار من أشد العوامل المؤثرة في الروح المعنوية فالإسلام ليس عقيدة وهوية وفروض فحسب وانما مبادئ وثورة على الباطل والظلم والاضطهاد، لذا فان الخطاب الديني يفترض ان يخدم قضية الشعب ويستلهم روح النصر من التأريخ القديم والمعاصر المستفيض بالمعاني والعبر والدروس البليغة, وفقه الجهاد هو أقوى خط للدفاع عن الوطن وأفضل صفحة للهجوم على أعدائه وهو يتماشى مع التوجيهات السماوية قال تبارك وتعالى في سورة الحج " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
في الأعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة وليس الأخير لبست الجيوش العربية العباءة وإنزوت في زاوية تتابع ما يجري في غزة الجهاد من إبادة جماعية لشعب عربي مسلم، جريمة يندي لها الجبين وتتأفأف منها السماء وتنفجر فيها الأرض عن براكين من الغضب, وكالعادة كان الغليان الشعبي هو المتصدر في مجابهة الجريمة ليوازي الصقيع في المواقف الرسمية العربية والدولية, ولكننا سنناقش القضية من وجهة نظر وعاظ السلاطين وليس المواقف السياسية فذلك ما تناولته عدة اقلام وسلطت عليه من الضوء الكفاية.
كان موقف الوعاظ أسوأ من المواقف السابقة فشيخ الأزهر ما زال مصدوما ولم يستفق بعد من دوار الضجة التي أثارها بمصافحة واحد من أكبر مجرمي الحرب وكان عذر شيخنا الجليل أقبح من ذنبه عندما ذكر بأنه لا يعرف وزير الحرب السابق شمعون بيريز، فأن كان يعرف وأنكر فتلك مصيبة وان كان لا يعرف فالمصيبة اكبر! المراجع الشيعية الكبرى من جهتها متمثلة بمرشد الثورة الاسلامية علي الخامنئي أيدت التظاهرات التي جرت في عواصم العالم وحثت عليها ولم توسع رقعة إستنكارها على أرض الواقع، وكأن وقف الجرائم يكون بالتظاهرات فقط! رغم أعترافنا بأهميتها لكنها تبقى أضعف الإيمان, بالرغم من كون العلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وحركة حماس علاقة مميزة يفترض أن ترتقي الى مستوى أفضل لكن ردة الفعل الايرانية لم تكن بمستوى أبواقها الاعلامية في دعم القضية الفلسطينية فإن ما نشكوه من ترهل في الشعارات يكفينا لقرون قادمة، وربما يعتب علينا البعض معتبرا الموقف الإيراني أفضل من معظم المواقف العربية! هذا صحيح نتفق حول هذه النقطة بالذات ولكن الدول العربية والاسلامية أصلا غير مكترثة بالقضية الفلسطينية ولا يعنيها موت الأبرياء من الشعب الفلسطيني! وأن هذه الحكومات لا تطبل لفلسطين كما يطبل حكام ومراجع إيران ومن هنا يأتي نقدنا لموقف إيران.
الموقف الشيعي الآخر تمثل في موقف السيد السيتاني فقد إستنكر مكتبه الهجمة الصهيونية الشرسة وأيد التظاهرات وهو موقف طيب ولكنه يحتاج الى توضيح! فالسيد نسى ان غزة وبغداد كلتاهما محتلتان! فلماذا يستنكر الهجوم الصهيوني ولا يستنكر الهجوم الأمريكي؟ أليس الإمريكان والصهاينة عاشقين ينامون على سرير واحد ولهم نفس الاحلام الداعرة؟ وان كان شهداء غزة لا يختلفون عن شهداء العراق كلاهما ضحايا الاحتلال فلماذا لم يتضامن السيد مع شهداء العراق كما تضامن مع شهداء غزة؟ ولماذا جاء موقف السيد بعد أن اعلنت إيران موقفها من الهجوم الغادر وليس قبله؟ هل هناك تغيير في موقف سماحته من الاحتلال وجرائمه؟ هل تؤشر بوصلة المرجعية تغييرا في قراءة الإتجاهات القادمة؟ أم إن الأمر لا يتعدى الإستجابة للتوجيهات الإيرانية أو التكتيك المرحلي! سنترك الإجابة للأيام القادمة رغم تمنياتنا ان تأخذ المرجعية دورا مناهضا للأحتلالين الامريكي والصهيوني على حد سواء.
كل هذه المصائب بكفة والمصيبة الأكبر بكفة ثانية هذه المرة من رجل ابتلاه الله بفقدان البصر اللهم لا شماته بهذه البلوى ولكن المصيبة هي فقدان البصيرة، انه مفتي عام المملكة العربية السعودية الحصن الحصين وحامي حمى الدين ودرعه الصلب المتين ورئيس هيئة كبار العلماء والمشايخ ليوم الدين الشيخ عبد العزيز آل الشيخ, فقد إنبرى ضرير العقل هذا من قصره العاجي واصفا التظاهرات التي جرت في العديد من دول العالم بمناسبة ما سمي " يوم الغضب" والتي تميزت بمد بحر الوعي الشعبي وجزره عند الحكومات بأنها "أعمال غوغائية وضوضاء لا خير منه" وإنها تلهي الناس عن ذكر الله، بمثل هذه السلاطة والصفاقة يصف هذا الشيخ إرادة الجماهير الاسلامية وهي تعبر عن إستنكارها لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني, وان كان الشيخ لم يبصر الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام ولا نلومه في ذلك فحري بإذنه أن تقوم بالواجب وعقله بالتحليل بدلا من ان ينهش لحوم الشهداء الابرياء بعصاه الغليظة, ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد فأن شيخ آخر من (شيوخ مكدونالد) هو صالح اللحيدان زلزل الله لحده والذي يشغل رئاسة القضاء الاعلى دعم تصريح زعيمه الروحي الضرير بوصف التظاهرات بأنها " أعمال غوغائية تدخل في باب الفساد في الأرض حيث تشهد أعمال فوضى وتخريب" لنتصور حجم هذه المأساة! فجريمة قتل أكثر(1000) فلسطيني وجرح أضعافهم من نساء وشيوخ واطفال احدهم جنين لم يتجاوز العمر(7) أشهر ولم يبصر نور الحياة ولم يسمى بعد! هذه الجريمة لا يعتبرها الوعاظ من أعمال الغوغاء! لكن الخروج بتظاهرات إستنكار لجريمة القتل وهي أضعف الإيمان يعتبرها الوعاظ من أعمال الغوغاء فأي مسخرة هذه! ويتمادى الشيخ في بلواه مفسرا اعمال الغوغاء بأنها" لا تنفع وإنما هي مجرد ترهات" أي ترهات هذه يا شيخنا السقيم! والله ثم والله الترهات هي كلامك فكله ترهات في ترهات وأن دل فإنما يدل على وصولك الى أرذل العمر ومن المؤسف أن يقف ورائك من يصلي خلفك ويتخذك إماما!
لا أعرف ما هو رأي شيوخ المكدونالد بالتظاهرات التي قام بها يهود في دول العالم استنكروا فيها الهجمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ورفعوا شعارات ذكروا فيها" نحن يهود ولسنا صهاينة" و"نشجب العدوان الاسرائيلي على قطاع عزة" و" ما ذنب الابرياء في غزة" هل هي الأخرى من أعمال الغوغاء والترهات؟
يدعي الشيخ بأن هذه الأعمال الغوغائية" التظاهرات" تؤدي الى الفوضى وأعمال التخريب والضوضاء؟ فهل فعلا شهدت التظاهرات مظاهر العنف والتخريب والفوضى؟ اللهم الا إذا عني الشيخان بأن رفع المصاحف والآيات الفرآنية في اللافتات التي رفعوها المتظاهرون والتكبيرات" الله وأكبر" التي اطلقتها حناجرهم هي من أعمال الفوضى والتخريب عندها سننسحب من النقاش ونجمع أوراقنا ونعتذر للوعاظ وننصرف!
ثم تحدث السيد عن الفوضى الملازمة للتظاهرات ولكن هل أعتبر الشيخان خروج التظاهرات بمناسبة فوز الفريق السعودي على نظيره الاماراتي بكرة القدم في بطولة كأس الخليخ الجارية وطافوا الشوارع مشيا أو بسياراتهم وهي تعلوا بأبواقها وضجيجهم هل هي من أعمال الغوغاء؟ وهل يجوز التظاهرحسب تعاليم الشيخين بكرة القدم ولا يجوز عند تشييع الشهداء؟
أعتبر الشيخ بأن التظاهرات تلهي الناس عن ذكر الله تعالى؟ ومن حقنا أن نتساءل اليست الرياضة تلهي الناس أيضا عن ذكر الله والبرامج التلفزيزنية والطرب والقراءة والكتابة والفنون والعلوم والأنكباب عليها والعمل الوظيفي أليست جميعها تلهي عن ذكر الله؟
واخيرا ما رأي الوعاظ بالحديث النبوي الشريف " زوال الدنيا عندي أهون من قتل مسلم" فكيف إذا كان القتلى أكثر من ألف مسلم فيهم أطفال وشيوخ ونساء؟ الا يعلم شيوخ المكدونالد بأن الرسول(ص) ذكر في حديث شريف" من أعان كافر على مسلم ولو بشطر كلمة فقد كفر" اليسوا بمثل هذه التصريحات يعينون الكفار الصهاينة على المسلمين بصفحات وليس بشطر كلمة؟ ان لمن المخزي ان ينتهج شيوخنا هذا المسلك الشاذ يعينون الظالمون الأجانب على أبناء جلدتهم ويفرغون شحنات الدين في أحاديث جوفاء بدلا من توظيفها لنصرة الحق وإزهاق الباطل، يصمتون حين يستوجب الكلام ويتكلمون حين يستوجب الصمت وكلاهما بلا فائدة.
اللهم أنت الحكم...

*كاتب ومفكر عراقي