أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
رسالةُ حبٍ اليك ..!!

بقلم : سحر ابوليل ... 04.07.2012

في كل مرةٍ كنتُ ادخل قصة حبٍ جديدة محملةً بالأسلحة ، ورائحةُ البارود تفوح من ثيابي بعد وهم حريقٍ اسميته حباً سابقاً ، كنتُ انا الرابحة الوحيدة في قصصٍ ابطالها عاشوا وولوا خلف غبار زمنٍ لن يعود !
الخساراتُ كانت كثيرة ، فقد خسرتُ جزءاً كبيراً من حربي مع الاعصاب وقطعتُ بحراً عميقاً من الذكريات ، وربما خسرتُ ايضاً بعضاً من اسمٍ كان لي يوماً قبل ان اقرر ان العب لعبة الاختباء من نفسي امام المرآة ، ولكنني اظل الرابحة الوحيدة في كل ما تطاير مع الزمن واعرف اني ربحتُ نفسي اخيراُ !
يناسبني هذا الحب ، يناسبني جداً ان احبك حتى الرمق الاخير ، فأنت كل الاشياء الجميلة مصنوعةً على شكل تمثالٍ يسمى "حبيبي" ، ويعجبني جداً ان اكون لي وحدي ولك وحدك ، وان اغازلك متى شئت واطرق بابَ مزاجيتي في وجهك متى شئت ، وهذا افضل كي لا القي عليك تعبَ القلبِ من اللهاث خلف طيور الاماني او حزن ما مضى !
أنت ..
يا انت ..
يا انا ..
لا اعرف كيف اعرفك على نفسي المنقسمة على نفسها آلاف الانقسامات ، ولا اعرف كيف اعرفك على نفسك معي ، فأنت تعرفني بعض الشيء وأنا اعرفك جيداً واعرف انك تملك ثلاث ابتسامات جميلة :
الاولى: واضحة وصريحة وتضج حين تضحك كالأطفال من مسرحيةٍ جميلة لعادل امام او من فستان قد ارتديه بالمقلوب لشدة انفعالي وسرعتي بالتجمل والتزين قبل ان تطرق بابي بلحظات ..
والثانية : ابتسامة عريضة وساحرة لا تظهر الا عندما يعجبك مشهد البحر في هدوئه امام سيجارتك المشتعلة على مهل ، وحينما اريد عناقك بقوة فأتبعثر بين يديك ..
اما الثالثة : فهي ابتسامةُ فخرٍ وحزنٍ متكسرٍ عندما اتعثر بخطوات الكلام ان وددتُ الحديث بطلاقةٍ عن آرائي البعيدة عن التقاليد امامك !
أنت كأس نبيذٍ احبه وأخشاه في آن !
يسحرني ويعدني بمستقبلٍ نخطوه معاً نحو حلمٍ بعيد وأخاف ان يتكسر فوق رأسي ، فالمسافة بيننا هي ذاتها المسافة بين السماء والفراشات !
انا اعرفك جيداً بل وأكثر من نفسي ، فأنا احب رجلاً حقيقياً وشهماً واخشى خيبة القلب ان لا اسمعه بوضوحٍ احياناً ، فأنت الآن بطل ايامي وأحلامي وحروفي معاً ، وأخاف جداً لأني اعرف بصدقِ كتبِ التاريخ ان زمن البطولات وصلاح الدين وأبي زيد الهلالي قد انتهى !
معك لا اسمع وقاحة الريح التي تطرق على ابواب فؤادي في شتاء ذكرياتٍ تقتلني ،ولا اصغي لنعيقِ اعداء لم اعتبرهم اعداء يوماً .
معك ارسم لعصفور الدوري الذي يزورني كل صباحٍ قفصاً الى جانب شباكي الصغير كي يحمد الرب الف مرةٍ في اليوم مثلي لانه يتمتع بالتحليق والطيران في اي فضاءٍ كان !
يعجبني جداً انك ابي حبيبي وصديقي ، وأحب ان اظل طفلتك التي ترسم لك فوق المرآة قلوباً كالمراهقين ، وتعجبني تقلبات مزاجك التي تنتهي كلها في حضني ويعجبني اصغاؤك المهتم بي وبفكري معاً !!
ويسعدني جداً انك لم تنتبه يوماً كم تعنيني تفاصيلك الصغيرة كأزرار قمصانك ولون محفظتك التي اخترتها بنفسي ورنة هاتفك المحمول المزين بقبلاتي كلما راجعتُ تفاصيل رسائلك النصية الجميلة وأيقنت اخلاصك لي ولحبي ، رغم اني لم اشك بك يوماً ولن !
وأعرف انك لا تأبه لقماش بنطالك الذي اعشق خشونته فوق ساقي فلاحٍ يذكرانني بجذع الزيتونة في ارض جدي الغائب الحاضر دوماً وابداً !
أنا اعرفك تماماً كخريطة كفي الصغيرة التي ان اوجعني اصبعي بها يوماً لشددته بقطعة حريرٍ ملقاةٍ على هامش الخزانة وبعض الاسبيرتو ، وأنت تماماً هكذا حين تجرحني عن غير قصد ، عندها لا افعل شيئاً سوى ان اضمك بحنان وسذاجة امٍ ونبكي معاً ، انت تبكي لأنك آلمتني وأنا ابكي لبكائك المر المالح الحزين ..!
أنت ..
يا انا..
يا قوس القزح في سماء السنين ..
يا عسل التين ..
يا زهو القمر في تمامه ..
يا نرجسة تفتحت وفاح عطرها ..
فوق ارض جسدي ..
سنة تتلوها سنين..
أحبك ..
فلا تبحث كجلجامش عن الخلود في الحب والحياة ، دعنا هكذا نكمل اقدم قصة كتبها الانسان ونحياها بكل لحظةٍ فيها ، ويناسبني جداً ان اكون امرأة الظل ، امرأة السر والخفاء ، فما من رجلٍ يرضى بعالمٍ واحدٍ فُرض عليه بحكم سنة الحياة والدين والتقاليد !
كل رجلٍ يبحث عن ذاته في عالمين اثنين :
اولهما عالمٌ اعتيادي وممل تطفو على سطحه متاعبُ الحياة اليومية ورتابةُ تفاصيلٍ ترسمها زوجةٌ وأطفالٌ وغسالةٌ تتعطل وقرضُ بنكٍ يجب تسديده،وكتبُ رسمٍ ومحابر ودفاتر وواجب زوجي يجب اتمامه حتى لو عن عدم طيب خاطر !
وعالمٌ افتراضي سري مريحٌ لا تغطيه متاعب وواجبات وامرأة مدللة جميلة لا تطالبه بشيء سوى الحب والقبل وتعطر جوه بالموسيقى الهادئة والفانيل ، وتدلله بأسمى انواع الدلال : " الحرية" !
ان يقول ما يشاء ، ان يفعل ما يشاء ، ان يحقق معها كل "فنتازيا" تخطر على باله ، ان يدخن فوق السرير دون ان يخاف صراخ احدٍ ما بادعاء اتساخ الشراشف البيضاء ، ان يسير في البيت عارياً كالأطفال ، ان يلهو ان يرقص ، ان يسافر معها الى ابعد حدود الخيال ، ان يمارس الحب معها على ناصية الشارع العام ، ان تخطفه من نفسه ومتاعبه ، ان تجدد لديه حب الحياة ، ان تلون البيت لأجله بالتوليب والجوري بدل " البمبا وقطع الحلوى" المنثورة في كل ارجاء البيت .
باختصار : ان يمارس الحب والحياة معها حتى الثمالة !
وأجل انا احبك ويعجبني معك ان اكون امرأة الظل ، ان اكون العشيقة والحبيبة على مر السنين !
كل منا يحب الاقنعة وحياتنا مسرحٌ كبير من الدمى ، ولا احد يجرؤ على خلع الاقنعة الا من يقنع اخيراً بأن كل واحد منا رجلاً ام امرأة امتلك حتى ولو بغفلة منه عالمين !
وأعرف وبحكم التاريخ والأمثلة الاجتماعية المتكررة ان لا رجل يخلص لامرأة واحدة وليس بالضرورة ان يكون خائناً !!
أما انا فقررت ان اخلع كل اقنعتي ومقتنعة انا بحبك ونبلك وطيبة قلبك وأعرف وبعد كل ما مررنا من طرقٍ شائكة بأنك حبي الحقيقي المميز على مر السنين ويناسبني هذا الدور في حكايتنا ، فإن كانت حواء الاخرى تسرقك مني كل ليلةٍ فأوراقي ايضاً تسرقني منك ومن نفسي !
وأهوى هذه المسافة من الحرية بيننا ، فأنا اكره العقود والواجبات وجملة " أحبك الى الأبد" وأكره العيش في مجرةٍ تسمى "الواجب" ، الدين، المفروض، المفهوم ضمناً ...
لا اطيق العيش في مساحةٍ صغرى تتسع لاثنين فقط ، عندها اشعر بالاختناق ، لذا لك وحدك ولحبري أخلص وأعتز بك لأنك صرت جزءا من صوتي وثلاث ارباعٍ من قلبي ، اما الربع الاخير فأتركه لي وحدي ، ولا اجمل من النوم فوق سريرٍ يضمني وحدي ولا اروع من ان ابدأ يومي بفنجان قهوةٍ ترافقه في الهاتف اوركسترا ألحان اشواقك وأحبك.. وأحبك !