بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 31.12.08

بداية لابد من توجيه التحيه كل التحيه الى غزة هاشم الصامده والشامخه بشموخ شعبنا الفلسطيني الابي ورغم حزننا وغضبنا الشديد على سقوط هذا الكم الهائل من الشهداء والجرحى من من تعرضوا ويتعرضون الان للهجوم الصهيوني الغادر والفاشي الذي ينفذه ويشرف عليه مجرمي حرب صهاينه تدعمهم موضوعيا وعمليا ايادي عربيه اثمه و ثلة فلسطينيه رخيصه, الا ان حصاد العدوان ومحصلته النهائيه ستكون اجلا ام عاجلا وابلا من الهزائم على راس مجرمي الحرب في تل ابيب ومن يدعمهم في هذا العدوان الهمجي الذي يَشن على غزه وعلى الشعب الفلسطيني ككل, وما لم يحسب له حساب باراك وليفني واولمرت ان دم مئات الشهداء والجرحى في غزه سيكون زيت طاهر لقنديل يشعل الحس التضامني و الوطني العربي والاسلامي مع الشعب الفلسطيني من المحيط الى الخليج ومن المغرب الى اندونيسيا, فهذه الطائرات الصهيونيه التي تسكب وتصب حقدها وموتها على غزه وعلى المدنيين العزل, فهي في النهايه ستصب الكاز على النار وتزيد من تصميم الشعب الفلسطيني على الصمود والنضال من جهه وتزيد حقد العرب والمسلمين على هذا الكيان الذي يظن خاطئا ان دماء اطفال غزه مجرد حبر لاوراق انتحابيه اسرائيليه من جهه ثانيه وبالتالي لابد من القول ::يا غزة هاشم و يا ابناء شعبنا الفلسطيني والعربي البطل اين ما كان واين ما تواجد, لا تحزنوا ولا تفزعوا فللباطل والجبن جوله وللحق وللابطال ما زالت الجولات قادمه ومفتوحه على مصراعيها,, وشتان بين جبان صهيوني مجرم يقتل المئات ويهرُب وبين مناضل نبيل وشريف يفرق بين الحق والباطل وبين الغدر والشجاعه وبين الانسانيه والهمجيه, وبين الحقد والقتل الاعمى وبين الرأفه بمفهوم الانسانيه, وهذا الذي يطلق واطلق اطنان من الحقد والموت على اجساد اخواننا واخواتنا وابناءنا وبناتنا واطفالنا العزل في غزة هاشم ماهو الا جبان عقور مهووس بالقتل ومسكون بالخوف من الفناء والزوال لانه ببساطه يعرف تمام المعرفه انه سارق بيت ووطن وارض الاخرين ويعرف انه باطل عابر وزائل طال الزمن ام قصر... يفتخر الجبناء ومعهُم كلاب النظام العربي الخائن بتكويمهُم وتكديسهُم جثث شهدائنا الابطال في غزة التاريخ وتاريخ غزه الصامده اللتي طالت هامات ابناءها ايادي الغدر وايادي الفاشيه والهمجيه الصهيونيه,, وظنت الصهيونيه خاطئه ومعها عرب الخيانه وعرب الرده الانذال ان جثث الاطفال والنساء والرجال ستهدم هامات الجبال في غزة هاشم الصامده, وان استباحة الدم الفلسطيني بهذا الاسلوب الفاشي والقتل الجماعي ستردَّع غزة هاشم والشعب الفلسطيني عن مواصلة النضال,, وهذا هراء وحلم صهيوني لم تحققه مجازر الفاشية الصهيونيه منذ مجازر دير ياسين وكفر قاسم والطنطوره والدوايمه واللد والرمله والقدس ونابلس وغزه والخليل وصبرا وشاتيلا وجنين وقانا واحد وقانا اثنين وحتى مجزرة امس واليوم وغدا في غزه,,,, ومع كل هذا الكم الهائل من المجازر الصهيونيه والخيانات العربيه الرسميه لم ولن يُكسَّر هذا العزم وهذا العظم الفلسطيني.. يقتلون الف فلسطيني وينبُت مكانه وفي زمانه وازمانه مليون مناضل فلسطيني وعربي .. وسأذكركم بان ماجرى ويجري في غزه ليست سابقه في جرائم الاستعمار والاستكبار والفرق بين جزائر الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي وبين فلسطين وغزه 2008 هو ان الاعلام ووسائل الاعلام اصبحت متقدمه ومتطوره لتُظهر بسرعة البرق اكوام من جثامين الشهداء في غزه بينما في الجزائر لم يكن الاعلام بهذه القوه لاقول لكم ان الاستعمار والاستكبار الفرنسي في الجزائر قد قتل في يوم واحد عشرات الالاف من الجزائريين وقام بحرق الالاف من الجثث حتى يخفي جريمته,, وما جرى ويجري في غزه هاشم هو استمراريه لجرائم الاستعمار الاستكبار والصهيونيه,,, والمهم في الامر ان الجزائر بلد المليون شهيد قد انتصرت على الاستكبار الفرنسي المجرم الذي لم يعترف بجرائمه في الجزائر حتى اليوم,,,, وعليه يترتب القول ان الشعب الفلسطيني سينتصر في نهاية المطاف على هذا الاستعمار والاستكبار الصهيوني الذي يظن خاطئا ان قتل وتقتيل الشعب الفلسطيني سيجلب له الامان, واخطأ من ظن ان الدم الفلسطيني سيكون نخبٌ في عرس صهيوني فاجر اسمه الشكلي انتخابات وفحواه الحقيقيه اجرام ومجرمين يرشحون انفسهم لرئاسة حكومة عصابه مجرمه تحسب اصوات ناخبيها من خلال اراقة الدم الفلسطيني ...... في هذا الكيان الذي يشارك للاسف في انتخاباته الدمويه جزء من الشعب الفلسطيني المُضلل....في هذا الكيان يجب ان تكون اولا مجرم حرب وجنرال قتل وقاتل كم كبير من الفلسطينيين العرب حتى يحالفك الحظ في ان تصبح رئيس ا و وزيرا منتخب في كيان يسكن في طياته اكبر كم من مجرمي الحرب على طول وعرض هذا العالم...هذه هي الحقيقه الاجراميه اللتي لا ينكرها حتى اصحاب مشروع العدوان على غزه,,, بينما يتغاظى عنها وكر رام الله ووكر القاهره واوكار العار والهزيمه العربيه!!
من هنا لابد من القول ان المحوَّر المنفذ للعدوان على غزه هو شكليا وظاهريا وعمليا اسرائيل وجنرالات الدم, ولكن هذا المحور هو واحد من محاور كثيره تساند العدوان الاسرائيلي الدامي على غزه ولا يفوتني القول بان المدعو ابوالغيط والمسمى بوزير خارجية مصر يسير في التكتيك نفسه على خطى كولن باول وزير خارجية امريكا السابق اللذي تسكع ثمانية ايام بين واشنطن والعواصم العربيه حتى وصل الى تل ابيب ورام الله ابان العدوان الاسرائيلي على مناطق الضفه الفلسطينيه عام 2002 مدعيا انه طالب اسرائيل بوقف عدوانها على الضفه الفلسطينيه, بينما الحقيقه ان كولن باول قد تسكع ثمانية ايام[ بدأ رحلته من الرباط] حتى يعطي اسرائيل الوقت الكافي لاتمام مهمة ذبح الشعب الفلسطيني في الضفه وتدمير المقاطعه وحصار عرفات,, ومن ثم جاء باول ليفرض شروطه بعد ان انتهت اسرائيل من مهمة تدمير وقتل واعتقال ما امكن من مقاومين ومدنيين فلسطينيين.. ويبدو بوضوح ان ابوالغيط[ وزير خارجية مصر] الذي يتسكع بين تركيا والقاهره باحثا عن حلول وهميه وكاذبه لوقف العدوان على غزه, يتبع اسلوب كولن باول حتى يتيح الوقت الكافي لالة الدمار الاسرائيليه لتنفيذ مهامها الاجراميه في غزه ومن ثم يجتمع عملاء امريكا وثلة عمرو موسى ليدينوا ويشجبوا بعد ان فات الاوان ودخل الفاس في الراس...هكذا يتعامل ضبطا ابوالغيط والنظام المصري تعاملا حرفيا كما هو تعامل الامبرياليه الامريكيه مع القضيه الفلسطينيه ودعم امريكا المطلق لكل اشكال العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني...بمعنى واضح : امريكا هي التي اوعزت لكولن باول عام 2002 بالتسكع ومنح شارون واسرائيل الوقت الكافي للفتك بالمدن والقرى الفلسطينيه والشعب الفلسطيني في مناطق الضفه الفلسطينيه,, وامريكا هي نفسها التي اوعزت واسندت دور التسكع في هذه المره للنظام المصري وابوالغيط 2008 بين تركيا والقاهره حتى يكون عنداسرائيل واولمرت وباراك الوقت الكافي لتدمير غزه بحجة حماس والصواريخ الفلسطينيه... ابوالغيط والنظام المصري يسعيان الى الحيلوله دون انعقاد قمامه[قمه] عربيه طارئه بالاصل هي قمة خونه وعملاء, والسبب ان ابوالغيط يريدة تفويت الفرصه عن حماس والشعب الفلسطيني لكسب نقاط نصر امام العدوان الاسرائيلي...ابوالغيط ومبارك وعباس وعبدربه يراهنون على هزيمة حماس من خلال العدوان الاسرائيلي حتى يتمكن التيار الدايتوني العميل بالعوده الى حكم غزه,,, وبالمناسبه اخر التصريحات الاسرائيليه تصرح علنا باسقاط حماس من خلال العدوان الجاري واعادة غزه تحت سلطة وكر رام الله...اسرائيل والنظام المصري و سلطة رام الله يشكلان معا المحاور الرئيسيه العدوان الجاري على غزه....نقطه وكفى تصريحات كاذبه ومضلله ...!
مما لاشك فيه ان امريكا واوروبا والغرب الامبريالي يشكل محور دعم مهم للعدوان الاسرائيلي على غزه, ولذلك نرى بوضوح كيف يقف الاعلام الغربي الامبريالي لجانب اسرائيل ويبرر قتل وجرح الاف الفلسطينيين محملا حماس مسؤولية العدوان, والغرب الامبريالي هذا من لا يعرفه او نسي دوره , فهو غرب امبريالي لايهمه سوى برميل النفط وسلامة قاعدته العسكريه[ اسرائيل] في المشرق العربي,,, وحتى لوقتلت اسرائيل كل العرب وكل الفلسطينيين سيكون الغرب لجانبها.. محور عدو اكثر من العدو نفسه.. هذه هي الحقيقه لمن لا يعرف الغرب الامبريالي...و لابد من التطرق الى ان الامين العام للامم المتحده وما يسمى بهيئة الامم المتحده هما الوجه الاخر لوزارة الخارجيه والحربيه الامريكيه والاسرائيليه, وعليه يترتب القول ان امين عام الامم الامبرياليه المتحده بان كي مون يشكل محورا صارخا من محاور التواطؤ والمشاركه في العدوان الاسرائيلي على غزه..... ثُم لابد ان نذكر ونتذكر اصحاب الشعارات الرنانه دول الطوق العربي, ونحن اذ نحمِلُ بشده على الموقف المصري المتخاذل فلابد ان نتساءل عن الموقف السوري والايراني والاردني واللبناني الذي يلهينا بالمظاهرات و بالشعارات والاغاني الوطنيه في وسائل الاعلام بينما العدوان على غزه مستمر:: هذا المحور خطير لانه يسمح بالتظاهر المحدود للجماهير العربيه والاسلاميه بهدف امتصاص النقمه الجماهيريه وفي نفس الوقت يسمح لاسرائيل موضوعيا وعمليا باستمرارية عدوانها على غزه ,, ولكنه في المحصله محور صامت ومتواطؤ موضوعيا مع العدوان... نحن نفرق بين دول المغرب العربي وموقعها الجغرافي ودورهم الداعم مثل ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا الخ وبين دول الطوق الذي بامكانها عسكريا ان تدافع عن ارض و اجواء غزه المُستباحه.... ولا ننسى دور وصمت النظام السعودي كمحور اخر للتواطؤ مع العدوان الاسرائيلي على غزه,, وعليه يترتب القول من كل ماذكر اعلاه ان اسرائيل ليست وحدها في العدوان على الشعب الفلسطيني,,, بينما الشعب الفلسطيني وغزة هاشم والمقاومه الفلسطينيه هي اللتي وحدها تدافع عن غزه وكرامة هذه الامه التي هدرها مبارك وابوالغيط ومشتقاتهم من انظمه عربيه خائنه وسلطه فلسطينيه دايتونيه متواطئه مع العدوان الاسرائيلي على غزه...!!
واخيرا وليس اخرا ان ارهاب وقتل اطفالنا في غزه لن يزرع سوى الصمود ويوطد الحق الفلسطيني حتى في وجدان الجنين الفلسطيني الذي يرقد الان في رحم امه وينتفض رعبا وغضبا من اصوات القنابل الاسرائيليه التي تُلقى على غزة هاشم...تذكروا من محيطكم الى خليجكم ان هذا الجنين الفلسطيني الساهر في ليل غزه سيكون فجرها القادم.. القوا بحمم همجيتكم الصهيونيه على غزه وتواطئوا بشرقكم وغربكم,, ولكن هزيمة الشعب فلسطيني ليست فقط الف مستحيل لا بل نحن المستحيل بعين امه, والحق بكل مقوماته, ولن تكسر شوكة غزه لاطائرات اسرائيل ولا تأمر ابوالغيط والدايتونيين.... ابشروا بالصمود الفلسطيني ,ونبشر الحاقدين الدمويين ببشرى لا تسرهُم : وهي انكم تزرعوا الوطن الفلسطيني في قلوب ملايين العرب والمسلمين... والنتائج ستكون ليس في تنفيس الحقد الاسرائيلي الاني ولا في استعادة الردع الاسرائيلي االمزعوم كما هو جاري لابل النتائج على المدى البعيد والقريب ستكون في صالح القضيه الفلسطينيه... لا اسرائيل ولا المراهنون بالعوده على ظهر دبابات اسرائيل الى حكم غزه, سيكونوا من الرابحين لابل ان غزة الان هي فلسطين وفلسطين هي غزه وفي النهايه سينتصر فلسطين.. الخيل الاصايل لايهمها بداية السباق وكيف يسير لابل نهايته ونتيجته.. والخيل تظهر مهارتها وقوتها وعزيمتها في الربع الاخير من السباق... واعتقد ان القضيه الفلسطينيه وغزه بالذات قد قطعت الثلاثة ارباع الاولى من الصراع مع مشروع الاحتلال والاحلال الصهيوني.... تحية مرة اخرى لغزه الصامده.. غزه فلسطين وفلسطين غزه!!