أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
تعري الفكر!! حشمة وليس فساد ؟؟؟

بقلم : زاهد الشرقى ... 21.5.08

التعري سلاح كبير يحارب به الجميع وبالأخص المرآة الشرقية وذلك لان البيئة والمجتمع والتقاليد تكون هناك اكبر وأقوى من غيرها عند باقي المجتمعات الأخرى والتعري هنا المقصود به هو ارتداء ملابس لا تخفي الكثير من عوراتنا وما أكثرها عند العرب وبالأخص النساء وهنا يأتي الكلام المطلوب والفعل المستحب .. هل التعري بالرداء أقوى أم تعري الأفكار ؟؟؟ هنا الجواب ينقسم لشقين وكل حسب وجهه نضره فهناك قائل يقول إن تعري الرداء أقوى وأفظع من كل شيء لأنه يفضح أمورا لدي المرآة ويكشفها إلى الآخرين وتكون النظرات لها فقط لملامح الجسيم وليس لشيء أخر بل قد يؤدي التعري بالرداء إلى طريق الهاوية والفساد والرذيلة لدي البعض وهو أمر غير مرغوب فيه وعالمه مقتول في المجتمع الشرقي . كلام وجهه النظر الأولى وله الحق في كل شيء لكن النضرة الأخرى تقول التعري الفكري اخطر وأقوى لأنه يؤثر على أجيال كثيرة ومجتمعات بحالها ويؤسس لفكر خاطيء وهذا اخطر من تعري الرداء ...لان تعري الرداء ممكن إن نجد له الحل لكن إن تعرى الفكر فهذه هي الكارثة..
لعل وجهات النظر الاثنين لهما تقدير وتحية مني لكن أولا ما هو التعري بالرداء وما المقصود به أيضا فلو افترضنا مثلا إن نختار التعريف لدي المتشددين أو الخارجين على الدين قبل القانون لو جدنا إن المرآة كلها عورة وأي خطاء بسيط تقتل وعندها نكون قد قتلنا الاثنين الرداء والفكر المتعريان من وجه النظر هذا الغريبة والتي ألان نشعر بها تتوسع وتتوزع بين المجتمع ليس لأنها الأصح بل لأنها لم تجد سدا منيعا أو موجا عاتيا يكتسحها من جذورها البائسة .. هذا من جهة ومن جهة أخرى التعري بالرداء منقسم بين حجاب ونقاب وملابس تغطي كامل الجسد والأطراف وبين رداء عصري وحتى لو افترضنا تلاقي الأفكار بين من ترتدي الحجاب أو النقاب وبين من تردي رداء العصر نجد التواصل بينهم ينقطع لمجرد نقد من هنا ووجهه نضر من هناك وهذه مشكلة أخرى أيضا والحلول التي تتوفر ألان كثيرة جدا مابين رافعا للسيف بوجه النساء البعيدات عن الحجاب والنقاب وما بين القتل لنفس السبب وهو الخروج عن الدين والتقاليد وأيضا ما بين من يروج للخلاعة والفساد الجسدي وما بين من يتاجر بأجساد النساء وما أكثر المتاجرين بالنساء يا أمة العرب ...
هنا نأتي وندلوا بالرأي ونقول الفكر والرداء إن تعرا وفق شهوات النفس وانحراف الروح البشرية كلاهما يتجهان إلى نفس الطريق ولكن في نفس الوقت لم يكن الرداء العصري وهنا نقصد باللبس الحديث أو كما يقال على (الموضة) هو تعري بحد ذاته لان الإنسان له حق الاختيار والقرار وليس كائن مسير بل هو مخير بين الخطاء والصواب وليس كل من ارتدت من النساء (الجينز أو ما يحرمه الآخرين) متعرية وليس كل من ارتدت الحجاب أو النقاب تحمل الصفات التي في هذا الملبس أو الرداء إذا هنا الحكم والقول الفصل بان الرداء وهنا نقصد بالعصري وليس برداء الخلاعة أو ما يسمى برداء الإثارة الرداء هنا حق إلى الأخر وفق المجتمع والتقليد الذي هو فيه لكن يبقى تعري الفكر هو الأخطر وهنا نقصد تعري أفكار القتلة والمجرمين والبائسين والحاقدين على كل حرية وفكر كان وهذا مشكلة كبيرة لان إن تعرت الأفكار وانحرفت عن المسار الصحيح تكون النهاية فضيعة والأدلة كثيرة وها نحن اليوم نعيش في عصر تكثر فيه الأفكار التي تعرت بحجج كثيرة وهذه الأفكار هي من تحارب كل المطالب الأخرى للحريات وكذلك نقلت صورة غامضة ومزيفه مع الأسف إلى الأديان التي يقول أصحاب الأفكار هذه أنهم منها ..لكن إن تعرت المرآة عن الأفكار التي ذكرت وخرجت منها مثلا عندما نقول إن فلانة من النساء تعرت عن فكرها أي أزالت الغبار وكل ما كان السبب في بقائها أسيرة تلك الأفكار هذا بحد ذاته لا يعتبر تعري ولا انحراف عن المبدأ أو المجتمع لان التعري هنا هو الخلاص من ما لديها من سموم اجبرها فكر محدد أو بيئة محددة لكي تجد من عقلها مرتعا تسرح وتمرح فيه وهذا التعري الذي يحارب من الكثيرين هو بالأساس اتجاه صحيح نحو حرية وقرار وبناء وإنجاز ومشاركة في قرار الحياة وهنا المحرمات تكثر بوجه تلك الانسانه لأنها بنظر البعض تغرد خارج السرب وخارج التقاليد ولكن لو فكروا قليلا في مطالب الآخرين بان الحرية للمرآة هي الفكر وليس الفساد والتعري الأخلاقي عندها اعتقد بان نضرية التكفير والتهجير والقتل واغتصاب الحريات تكون مجبرة على تقبل الواقع هذا لان دعاة الحريات أملهم وشاغلهم حرية وتعرية الفكر وليس الجسد ...
نعم تعري المرآة حشمه وليس فساد إذا كان الفكر عندها اتجه إلى صواب الطريق وليس المحافظة عليها بأساليب القسوة والإكراه سوى باب ومجال إلى أمور كثيرة قد تكون نتائجها وخيمة وكبيرة وها نحن نرى وننضر إلى المجتمع وبالأخص المجتمع العربي وبصورة أدق الدول التي تعتبر الأفكار النسائية عورة بحد ذاتها وهنا تحاول بهذه ألطريقه إن تعتبر الأفكار من عورات النساء وهذا سبب كاف منهم لقتل الأفكار قبل الأجساد وكم هي الأجساد مقتولة ومغتصبة ولا يوجد لها حرمة عند امة العرب .. مع العلم إن كل الديانات تحمل في تاريخها الكثير من إنجازات النساء منهن من قادت الأمم ومنهن من قاتلت ومنهن من خلفت ورآها المقولات والعبارات إلينا لكي تكون منار ينير الطريق لكن مع الأسف سار أصحاب الغرض السيئ إلى إعلان كل شيء إلا أمرا واحدا وهو إن الدين يحرم ويحلل!! نعم الأديان لها حرمة واحترام ولكن ليس وفق كلام الشيخ أو القس أو الراهب بل عند تطبيقها بالطرق الصحية التي توجد فيها من كرامة واحترام وتقديس وليس بالطرق التي يراها فلان أو فلان من البعض المحسوبين على هذا الدين أو ذاك .
ونكرر القول والمطالب نعم لحرية المرآة ونعم لتعري الفكر من الجهل ولما الاستغراب من إن نجد امرأة تصل مرحلة من العلم لم نتصورها ولما الاستغراب عندما نجد امرأة تقود مجتمعا إلى طريق الخير والأمل ولما نستغرب إن وجدنا من ترتدي ملابس العصر الحديث في مجتمعنا لان الإنسان داخله وليس مظهرة فقط يحكم عليه وما فائدة المظهر إن دب الفساد والانحراف في نفس الإنسان عندها لن ولم ينفع حجاب ولا نقاب ولا ملابس كل الكون في إن تعيد ما أفسده أصحاب الغرض والفكر السيئ وهنا قد نجد الكثيرين يفسرون الكلام على أهوائهم وليس بما نقصده ولا عجب على ذلك لان من فسر كلام الدين وكل الأديان تحمل ارق وأروع كلام فيه من التسامح والمحبة ما يعجز عن الوصف والطيبة والمساواة وأعيد فسرها لغايته فقط لا نتعجب من إن يفسروا كلامنا على أهوائهم .. ألمريضه لكن الأمل بالخير والآخرين موجود فقط علينا التمسك بما نريد ولا نتراجع خطوة واحدة إلى الوراء أوعدكم بان المستقبل ارق وأجمل وفيه الأفكار تتعرى وتغادر ألاماكن التي أجبرت على إن تعيش فيها ..
نعم فرقوا وفهموا إن تعري المرآة من الأفكار التي غرزت من قبل البعض فيه هو ليس فساد بل حشمة واحترام ...

المصدر: المركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة