أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
مرجعية الاعتراف التاريخي بوجُود القرى العربيه في النقب!

بقلم : د.شكري الهزَّيل... ... 28.2.07

لقد تعود عرب الداخل والعرب بشكل عام على إجترار وتكرار المصطلحات والتسميات الاسرائيليه اللذي أ تُنتجها ماكنة السياسه الاسرائيليه, ولكن هل حقا وحقيقه ان قاموس المصطلحات السياسيه الاسرائيليه قاموسا يُقتدى به إذا تعلق الامر بحقوق العرب ووجودهم؟؟ وهل بإمكان العرب الانسجام تاريخيا وحضاريا وسياسيا وعقلانيا مع ما تطرحهُ اسرائيل من مُّسميات؟؟
بادئ ذي بدء لا بُد من التأكيد على ان الهدف من هذه المقاله هُو طرح وجهة نظر تاريخيه وعلميه للنقاش العام ولمُراجعة الاستعمال[ بوعي او غير وعي] والاستهلاك العربي سواء النقباوي او غيره لمصطلحات وتسميات اسرائيليه تهدف الى فرض واقع سياسي ولغوي يُشكك في تاريخ ماقبل عام 1948 ,, ويتبنى وجهة النظر الاسرائيليه بشكل مُباشر او غير مُباشر وذلك من خلال استعمال اسرائيل لسياسة العصا والجزره في عملية سلب العرب ليس من حقوقهم التاريخيه والسياسيه فقط لابل إجبارَهُم على التفاوض والمًساومه على واقع قسري فرضتهُ اسرائيل لغويا وسياسيا وإعلاميا وجغرافيا وديموغرافيا !! فما جرى ويجري من تزييف للتاريخ والجغرافيا والديموغرافيا والمُسميات جعل الكثيرون من الاجيال الشابه العربيه تعرف الاماكن والمصطلحات السياسيه فقط بأسماء وتسميات اسرائيليه لاماكن ومدن وقرى عربيه فلسطينيه كانت قائمه منذ مئات السنين وتحمل اسماء ظاهره وواضحه في الخرائط التاريخيه,,, واضحه في المكان والموقع الجغرافي,,,مُؤرخه بعدد السكان والنشأه,,وإن شئتُم بتاريخها التجاري والاقتصادي سواء على مستوى موقعها البري او البحري.
من هُنا يبدو لي جليا أنَّهُ أان الاوان لمُراجعة كثير من المًصطلحات المُرتبطه بحاله قسريه وقهريه فُرضَت على العرب إستهلاك ما هو فاسد تاريخيا وعلميا والتعايش مع تاريخ انتاج منتوج سياسي[1948] غير صالح للإستعمال العربي الفلسطيني ويخدم فقط مصالح واهداف سياسيه اسرائيليه تطرح إنتاجها ومنتوجها السياسي قسرا في "السوق" العربي لِتُجني ارباحا من بضائع سياسيه " غير صالحه للإستهلاك العربي", وتَضُر أصلا بالوجود العربي!!....أن الاوان ان نكتب على هذه البضاعه والتسميات: إنتهت صلاحية إستهلاكها في يوم وتاريخ وعينا لاضرار وعواقب هذه البضاعه المُصنَعَه سياسيا في ماكنة الدعايه الاسرائيليه المُوجهَه في اتجاه بَقر بطن التاريخ والوجود العربي وإستبداله بهجين مُهَجن وتاريخ مُعدَل ومُفصَل على مقاس أهداف دولة اسرائيل!!!! من قال لكُم ان من بينكُم مكانا وانسانا مُعترف به من قبل اسرائيل ؟؟ سواء من دخل مشروع التوطين و"الاعتراف الاسرائيلي" او بقي في دياره الاصليه وعدم " الاعتراف الاسرائيلي" !! هل سمعتُم بمشروع " الجزره" الاسرائيلي المُخصص لعرب النقب!! الجزرة إرتبطت في الاساطير دوما بألأرانب!!وهذا الفكر الرخيص والمقيت والعنصري يربط بين تَقديم الجزره وألارنب العربي اللذي سيوافق على ترك ارضه ودياره" الغير مُعترف بها" وينضم الى مدن "الارانب" التوطين!!معذره وعفوا على هذا التحليل مع إحترامنا الجليل للجميع! نحن نُحلل هُنا تسميات وفكر عنصري اسرائيلي ولا علاقه لهُ بالوضعيه الانسانيه لسكان مدن التوطين القسري!!
من هُنا وبعد ان أسسس شارون مشروع العصا اللذي تجلى في تأسيس الدوريات السوداء " الخضراء" في عام 1976, لضرب وطرد عرب النقب من ديارهم وتوطينَهُم قسريا,, جاء بعد عقود مشروع اولمرت[ نائب شارون انذاك2005] ورئيس حكومة اسرائيل الحالي المُسمى بمشروع"الجزره" , وجاء مشروع وزير الاسكان الاسرائيلي2007 والهادف الى ترحيل سكان القرى العربيه بالقوه, لتكتمل سياسة العصا والجزره الهادفه الى تهويد النقب من خلال إقتلاع ماتبقى من عرب النقب من ديارهُم الاصليه والزج بهم بواسطة " العصا والجزره" داخل مُعسكرات الدائره الجغرافيه المُغلقَه اللذي يطلق عليها الاسرائيليون والعرب الجاهلين تَسمية " المدن والقرى المعترف بها".........طبعا: هذه الدوائر انتجت جمهورها العربي النقباوي ومُروجِين ليس فقط لمنتوج اسرائيلي لابل الترويج الى ان ينضم مثلا سكان مضارب ومواقع خارج مدينة رهط لتسجيل أنفسَهُم في سجل سكان رهط حتى يَكُونوا ذخيره إنتخابيه في ميزان القبليه والعشائريه المُتخلفه تاريخيا وسياسيا!! والسؤال المطروح: هل يُعقل أن تُضحي ثُله قاحله فكريا وعقليا بوُجود تاريخي لمضارب ومواقع كانت موجوده اصلا قبل منتوج رهط بمئات السنين, أن تُضحي بوجودهُم الشرعي والتاريخي, وتقوم بنقل عناوينهُم2004 الى مجال رهط"المُعترف بها" حتى تَميل الكفه الانتخابيه في بلدية رهط الى صالح هذا او ذاك من المُتخلفين والعشائريين؟؟؟... لاحظوا هُنا من يُساعد اسرائيل في سحب الاعتراف التاريخي من مواقع قرى عربيه تاريخيه,, وضم سكان هذه القرى عمليا وموضوعيا الى مدن مُصنَعه في مُختبر ما يُسمى" بالمدن والقرى المعترف بها"..المُفارقه: تكمن في جهل الناس لحقيقة ضَمَهُم الى رهط رغم انهُم يقطنون خارجها ويُطالبوا "بالاعتراف بوجود قُراهُم"!!!
نعم: ماجرى في النقب هُو نتاج مُختبر اسرائيلي لا بُد من وضعه تحت المجهر وللأسف ان الخليط الجغرافي والانساني المُصَنَّع والمُهجَّن يُساهم في قلب موقع العُرف الى شجره والشجره الى عُرف, والاصل الى "غير مُعترف بِه " والمُهَجَن والمُركب الى "مُعترف به", وهكذا للمثال والأسف جَرَّت ثُله عشائريه جاهله قبل عدة اعوام في رهط مواطني شجرة الاصل الى التسجيل والتصويت في رهط بهدف تَرجيح كَفة هذا القبلي المُتخلف او ذاك في الانتخابات البلديه وفي نفس الوقت ساهم المُتخلفون موضوعيا في سحب شرعية وجود المكان والانسان اللذي يقطن في هذا المكان منذ مئات السنين قبل نشاة ووجود مُصَنَّعَة رهط ومواطنيها من ضحايا التوطين القسري الاسرائيلي اللذي يطلقون عليها دائره مُغلقه "معترف بها" بالرغم من انها شكلا وفحوى وإسما من نتاج غير عربي و تاريخي, ومولود غير طبيعي وشرعي من الناحيه التاريخيه!! والسؤال المطروح: متى بدأ الحديث عن " المعترف وغير المعترف به" في النقب؟؟ الجواب: عندما بدأت اسرائيل في تنفيذ مُخططات التهويد والتوطين!! وعندما هرولت النفوس العربيه االجاهله الى حضن مُخططات اسرائيل والتوطين تتوسَل وتتسول الاعتراف!!
من المُجدي القول أنهُ ان الاوان لمُراجعة تَسمية " القرى الغير مُعترف بها" من فبل اسرائيل, وان الأوان للقول انَ هذه التسميه قد اُستهلكت سياسيا رغم غُموضها وعدم وضوحها في الرؤيه التاريخيه والتعريف, ورغم فهمنا وتفهُمنا لحُقبة ذلك الطرح اللذي يقول ان التسميه" قرى غير مُعترف بها" تهدف الى جلب الانتباه وتسليط الضوء على محنة القرى العربيه وعدم إعتراف اسرائيل بهذه القرى,إلا أن الأحداث والوعي العام بهذا المُشكل قد تجاوز بدايات الطرح اللتي يتطلب ألأن اكثر وضوحا وإسرارا سياسيا على ان هذه القرى قائمه ومُعترف بها تاريخيا قبل قيام اسرائيل,والمشكله تكمن في سياسة اسرائيل وليس في القرى العربيه في النقب!!
من هنا وكما هُو مُلاحَظ ان اسرائيل ووسائل الاعلام الاسرائيليه[ العبري] تستعمل مُصطلح " القرى الغير مُعترف بها" للمساومه على الاعتراف بوجود بعض هذه القرى ضمن سياق مشروع التوطين القسري وتجميع البدو في ما يُسمى ب" النقاط المعترف بها إسرائيليا" وهي دون مواربه تدور بين التوطين والاستيلاء على الاراضي العربيه من جهه وتدور في فلك ومُمارسة الضغط الاقتصادي والسياسي على هذه القرى حتى يتجاوب مواطنيها العرب مع العروض والمشاريع الاسرائيليه من جهه ثانيه وبالتالي ما هو جاري ضمن استراتيجية الخطوه خطوه وسياسة العصا والجزره ان اسرائيل قد وافقت او تُوافق على "الاعتراف" ببعض القرى العربيه في النقب كجزء من مشروع التوطين القسري وليست كإعتراف تاريخي بوجود هذه القرى وسكانها قبل نشأة اسرائيل بزمن طويل!!
بقيت تسمية " القرى الغير مُعترف بها" مُبهَمه وغير مفهومه لكثير من الناس داخل النقب وخارجه, وقد غاب في كثير من الاحيان الشرح والتفسير بأن هذه القرى العربيه قائمه منذ مئات السنين, وتسمية "الغير مُعترف بها" عائده الى عدم إعتراف اسرائيل بوجود هذه القرى بهدف طرد سكانها والاستيلاء على ألأراضي العربيه ضمن مشروع اسرائيلي إحلالِي واضح الملامح والاهداف ويستفيد الى حد كبير من ترسيخ مفهوم ومصطلح" الغير معترف به" في طرح شروط المساومه على بقاء هذه القرى او زوالها! بمعنى واضح: هُنالك تناقُض كبير في إعطاء مدن وقرى التوطين صبغة" القانوني والمعترف به" بينما في المقابل إطلاق اسم " الغير معترف بها" على قرى عربيه قائمه ديموغرافيا وجغرافيا وتاريخيا منذ قرون!!!... يجب الإعتراف ان قضية الاعتراف الذاتي بالوجود والحق التاريخى قضيه وإعتراف اسرائيل بهذا قضية أخرى!!...ابوتلول, الشقيب,بير هداج, العراقيب, وغيرها من ما يُطلق عليها"بالقرى االغير مُعترف بها" مواقع قائمه ومُعترف بها والمشكله تكمُن في عدم إ عتراف اسرائيل بهذه القرى من ناحية البناء والترخيص والبنيه التحتيه وملكية الارض:: يجب التفريق بين سحب الشرعيه التاريخيه لاهداف إستعماريه وإحلاليه, و عدم منح رخص بناء وبناء بُنيه تحتيه لاهداف واضحه وبين وجود العرب في قراهُم ووطنهم كحق تاريخي!!!
من الجدير بالذكر هُنا ان وجهة النظر والاستراتيجيه الاسرائيليه واضحه وهي الربط بين رخصة البناء والبنيه التحتيه ومشروع التهجير التوطين القسري : المعادله بسيطه: الشرعيه والاعتراف الاسرائيلي يُساوي: سحب الشرعيه التاريخيه من الوجود العربي في قُراه واراضيه الاصليه, والانضمام الى مشاريع "شرعية" التوطين " قُرى معترف بها"!!!
من هنا لابد من إعادة الامور والتسميات الى صياغها التاريخي الصحيح والتفريق بين قرى عربيه قائمه ومُعترف بها وبين مدن توطين وقرى انشأتها اسرائيل واطلقت عليها اسم "نقاط شرعيه ومُعترف بها", وبالتالي لا بُد من تصحيح الامور والتسميات في أطر ان كُل ما أقامتهُ اسرائيل من مدن توطين وكل مااستولت عليه من اراضي عربيه في النقب غير شرعي وغير مُعترف به تاريخيا بينما في المقابل لا بُد من التأكيد على شرعية وجود القرى العربيه و سكانها في النقب حتى ولو تَنقصهُم البنيه التحتيه وتراخيص البناء اللتي ربطتها اسرائيل بمشروع التوطين ولا علاقه لهذا بقضيه قانونيه بحته او مُعامله سليمه بين دوله ومواطن!!
واخيرا وليس أخرا يبدو جليا انه ان الاوان لترويج وتثبيت مُصطلح القرى العربيه في النقب والمجلس الاقليمي للقرى العربيه في النقب بدلا من " القرى الغير مُعترف بها", والمعادله يجب ان تأخذ منحاها التاريخي الصحيح , واالقاطنين في هذه القرى والقائمين عليها يجب ان يُفاوضوا ويُناوروا سياسيا من مُنطلق أنهم هُم الاصل والمعترف به وليست ما اقامتهُ اسرائيل اوما سُتقيمه من مشاريع ونُقاط توطين...الدوله عليها اولا ان تعترف بالقائم والحاصل والمُعترف به تاريخيا قبل ان نعترف نحن انفسنا بمُصنَعات توطين قسريه وغير شرعيه من الناحيه التاريخيه!!! سياسة الدوله وإعترافها شئ,, وإعترافنا بذاتنا شئ أخر!!!