بقلم : ... 23.05.2013
ماذا بقي من حي القصبة العتيق بالعاصمة الجزائرية غير جدران متآكلة وبنيان مهددة بالانهيار رغم أنها كانت منذ زمن مستودع ذكريات الجزائر.كل معلم من معالم القصبة يعتبر شاهدا على تاريخ عصر وحضارة بلاد ما زالت محفورة في ذاكرة أهالي هذا الحي الذين ظلوا أوفياء له حتى بعد أن تبدل حاله وتآكلت بنيانه، لأنه وحده آواهم في أيام القر والحر وحصنهم ضد المستعمر.القصبة رغم تصنيفها بالتراث العالمي في عام 1992 لدى منظمة اليونسكو يتآكلها الزمن وتعاني الإهمال وتحتاج إلى من يبعث فيها الروح من جديد ويرمم تاريخها قبل أن يزول.وتعتبر القصبة من المراكز السياحية الهامة في الجزائر نظرا لما تحتويه من آثار عريقة وقصور أيقونات في سحرها وجمالها وتصميمها على الرغم من تعرض بعضها للسرقة والهدم إبان فترة الاستعمار الفرنسي وللعديد من الكوارث الطبيعية التي لحقت بالبلاد.وبني هذا الحي قبل اختراع وسائل النقل الحديثة، فشوارعه عبارة عن أزقة ضيقة وأنفاق تحت العمارات وسلالم نظرا إلى أن مدينة الجزائر بنيت بالتدرج على هضبة تمتد من البحر إلى القمة.معمار الحي بني على شاكلة الطراز التركي العثماني ويشبه المتاهة في تداخل أزقته التي لا يعرف كيفية الخروج منها والدخول فيها غير سكانها الذين ألفوا الحياة فيها وباتوا عاجزين عن الانفصال عنها.و كانت القصبة عبارة عن حصن يغلق ليلا وله عدة أبواب في جهاته الأربع، هي: باب الوادي من الغرب وباب الجديد في الجهة العليا وباب الجزيرة من جهة البحر وباب عزون من جهة الشرق.ومن أكثرالخصوصيات تمييزا للقصبة والتي تمنحها كل الروعة هي الأرضية التي بنيت عليها، إذ تتكئ القصبة على هضبة تنكسر من على ارتفاع 118 مترا.وتحتوي كل البيوت على ساحة مربعة الشكل مكشوفة وبدون سقف في وسطها تعرف بصحن الدار ويوجد من حولها بئر ونافورة ماء. أما شقق البيت فتتميز بمعمارها الإسلامي وبنوافذها الصغيرة المزينة بقضبان حديدية جميلة.ويوجد بالقصبة التي تختلط فيها جمالية الذكرى عدة أزقة أهمها «زنيقة العرايس» و»زنيقة مراد نزيم بك « وبها عدة عيون مشهورة كالعين المالحة في باب جديد وبئر جباح في قلب القصبة وزوج عيون في أسفلها، إضافة إلى احتوائها عدة قصور أهمها قصر الداي أو كما يعرف بدار السلطان وقصر الرياس وقصر خداوج العمية ودار عزيزة.كما يوجد بها مساجد عديدة مثل الجامع الكبير والجامع الجديد وجامع كتشاوة وجامع علي بتشين وجامع السفير وجامع السلطان وجامع سيدي رمضان وجامع السفير بالإضافة إلى مساجد صغيرة كمسجد سيدي محمد الشريف وسيدي عبد الله وسيدي بن علي، بالإضافة إلى ضريحها الشهير سيدي عبد الرحمن الثعالبي الذي ما زال يمثل مزارا كبيرا في حي القصبة، كما كان بها جامع كبير كان يتوسط ما يعرف اليوم بساحة الشهداء تم هدمه في بداية الاستعمار الفرنسي!!