أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
نكبةٌ وحمامةٌ ووتر..!

بقلم : مسلم مناصرة محاميد ... 25.4.07

هاتِ الصّبا
هاتِ الصّبا
والرستَ والنهاوند
وانطق يا وترْ
الفنّ يولد من وترْ
والعشق يولد من وترْ
والشعر يولد من وترْ
والموطن المسلوب
يولد من
أناملك التي
تغدو مواطن فرحةٍ
فيها
تنام عيون أحلام الوترْ
*********
خلع الربيع رداءه
ما بين أوتار الكمانْ
والعود ينبُش ماضياً
ما كان ينساه الفؤادْ
والحبّ عشّش في فؤادٍ
متعبٍ
نبضاته
تنساب في ألم الوترْ
***********
الليلُ ليل النكبة الأولى
والليلُ ليل النكبة الأخرى
والليلُ ليل النكبة الستين
الليل دمع قد بكاه العود أول مرة
وترقرقت عبراته
كجداول العبث التي لا تنتهي
لا تنضبُ
ستّونَ عاما
والوترْ
أمسى سفينة عودةٍ
للفرحة الأولى
ما قبل أول نكبةٍ
ما قبل آخر نكبة
ما قبل آخر دمعةٍ
في النكبة الستين
***********
يا أيها القانونُ
ما بال الصّبا
ما بالُ رستك
يعتريه البؤس
في شفة الوتر؟!
يا أيها القانونُ
ما بالُ الأنامل
إذ تلاعب وجنتيكَ
تداعب الغسقَ
المخيّمَ فوق
وجه سفينةٍ
ما كان فيها العَوْدُ
توّاقاً
ما كان فيها الحبّ
مشتاقاً
يا صدر مرفأ موطني
البردُ فيك بلا وطن
والحر فيك بلا وطن
والشوق فيك بلا
ربيع أو غناء للوطن
أسفينتي
ما للمحبّة مثلَ تمثالٍ
تُرى، لا شوق فيها
للوطن
لا شوق فيها
للربيعْ
في بحر يافا
أو
على وجنات حيفا
يا وترْ
**********
يا أيها العودُ المسجى
فوق
تلك المائده
يا أيها العَوْدُ المسافر
عند
تلك الذاكرة
أفراشةٌ حامت
وألقت ظلها
فوق القناديل التي
علقتها
في سقف ذاك البيت؟
أحمامةٌ ناحت
وفاق هديلها
رست الكمان
فصار لحنُ بكاؤها
قنديل أحلام
يتوق لطعم ذاك الزيتْ؟
دَوزِنْ أناملك
التي
لم يرضَ منها الرجفَ
ذوقُ كمانها
وصهيلُ ذاك العودِ
أو نوحُ الوترْ
دوزن
حمائمك التي
حمّلتها أغصان زيتونٍ
فصارتْ بحّةً
في نَوْحها
قد مات ذاك العَوْدُ ذاك العودُ
وانتحر الوترْ
*********
عزفي أنا
للأرض فيه
حنانها
لون من الماضي
ولون الذاكره
يخبو، فيصحو
إذ
ينامُ العابثونْ
يغفو، فيُبعث
إذ
يضجّ العائدون
صمت الجميعُ
هنيهةً
صمتَ الجميع
واختال بين أنامل
حملت رنيناً خالداً
وجعُ الربيع
حدّث برَبكّ
يا وترْ
فلينتفض هذا الظلامُ
لينتفض هذا الهزيع
*********
يا نوحُ
ذلك مرفأ
يا نوح
تلك سفينةٌ
يا نوحُ
هذي في السماء حمامةٌ
والعَودُ آتٍ
والشّراعْ
لكنّما
تلك اليمامةُ
لم تزلْ
تصبو إلى
الريح التي
ستزيل قيدَ شراعها
تلك اليمامة
لم تزلْ
تصبو إلى الزيتون
في وطني
تستلّ غصنا يانعاً
حتّى تحرّكَ
في المياه سفينة
نحو الوطن
صمت الجميعُ
هنيهةً
صمت الجميع
وتكسّر العودُ المسجّى
والكمانْ
لكنّ صوتاً واحداً
ما زال يعلو في الفضاء
يحتلّ كلّ فضاء
ذياك الفضاء
صوتُ الحمامة
والوترْ