أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
قمة الرياض والمبادره السعوديه بين العدمية السياسية والعبثية التاريخية!!

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 24.3.07

رغم أن الموقف العربي الرسمي من القضية الفلسطينية كان وما زال تاريخياً مُتذبذب ومتقاعص، إلا أن هذا الموقف قد تجلى بشكل مفضوح منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى بصمت الحكام العرب وتواطئهم المفضوح مع السياسه الاسرائيليه والامريكيه وذلك بالرغم من سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين والدمار الهائل الذي لحق بالبنيه التحتيه الفلسطينيه , ، ووصل الأمر إلى حد القبول العربي الرسمي بإطلاق يد اسرائيل وامريكا في زرع الدمار والقتل في المناطق الفلسطينية بدون اي حدود واي رادع!!
منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى بدأ محور شرم الشيخ وواشنطن محاولة الإسهام إلى جانب إسرائيل بالالتفاف على الانتفاضة ومحاصرتها سياسياً وإقتصادياً من جهة، وبدأ المحور العربي الصامت والشامت بالسلطة الفلسطينية والعاجز عن تحرير الجولان يركب موجة الصمود والتبجيل لذاته وتناسى الانتهازية السياسية التي مارسها في لبنان من أجل الجولان والسلام مع إسرائيل من جهة ثانية، وبالتالي تزاوج محور شرم الشيخ مع محور الانتهازية السياسية وذابا معاً لينسكبا في قالب قرارات القمة العربية في القاهرة (2000) وقمة عمان (2001) والتي لم تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية, ومن ثم جاءت قمة بيروت لعام 2002 في ظروف مابعد الحادي عشر من سبتمبرلتكون قرارات قمة انقاذ النظام السعودي بامتياز من خلال ما سمي بالمبادره العربيه التي هي بالاصل مبادرة سعوديه تتلاعب بمستقبل القضيه الفلسطينيه بهدف تحسين علاقات النظام السعودي بامريكا وبالتالي ماجرى في بيروت عام 2002 يُعيد وسيعيد نفسه في ما يسمى بقمة الرياض لعام2007 من خلال تسويق المرحله التاليه من المبادره السعوديه التي تندرج في اطر رَكب كامب ديفيد ووادي عربه واوسلو من جهه وتندرج في اطر إستمرارية العدمية السياسية والعبثية التاريخية التي يمارسها الحكام العرب منذ أمد طويل من جهه ثانيه...... وفقط للتذكير الاخلاقي والسياسي لابد من التذكير بان:.فاقد الشئ لايمكن ان يمنحه للاخرين او ان يفاوض باسمهم, ولا اظن ان النظام السعودي مالكا لقراره الذاتي و للقرار الفلسطيني حتى يُبادر باسم الفلسطينيين!! لابل انه هنا يُتاجر بما لايملك من اجل مصلحة النظام السعودي وعلاقاته مع امريكا واسرائيل وليست من اجل القضيه الفلسطينيه!!.. ولاحظوا معنا كيف يتم التنسيق مُسبقا بين امريكا ووكلاءها العرب قبل كل قمه خليجيه او عربيه حيث يقوم المسؤولين الامريكان بجوله على وكلاءهم في العالم العربي ليصيغوا قرارات قمم الحكام العرب وفي هذا الاطار ستندرج زيارة كونداليزا رايس للمنطقه العربيه قبل انعقاد قمة الرياض كما هو الحال والتحرك الأمريكي عام2002بقيادة زيني وتشيني قبل إنعقاد قمة بيروت، والمساومات الأمريكية اللتي جرت انذاك بشأن إمكانية مشاركة الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات[كان عرفات محاصرا انذاك في المقاطعه في رام الله] في قمة بيروت بشرط القبول بالمبادره السعوديه والتنازل عن حق عودة اللاجئين[ عرفات رفض التنازل ولم يشارك مباشرة في المؤتمر] ، ويبدو أن العدمية السياسية والعبثية التاريخية بمصير الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة ستجد استمراريتها في قمةالرياض، من خلال المصادقة على المبادرة السعودية في مرحلتها الثانيه والتنازل عن حق عودة اللاجئين دون ضمانة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ولا حتى رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني , بمعنى ان المبادره السعوديه كانت وما زالت تُتاجر بالقضيه الفلسطينيه[ دون تفويض فلسطيني] بهدف توطيد العلاقات السعوديه الامريكيه وتمهيد الطريق لاقامة الدول العربيه علاقات دبلوماسيه مع اسرائيل دون حل القضيه الفلسطينيه كشرط مسبق لاقامة هذه العلاقات!!
من هنا نرى انه من المُجدي التطرق لخلفية ولادة ما يسمى بالمبادره السعوديه التي اصبحت تسمى بالمبادره العربيه بعد ان تبنتها انظمة الحكم العربيه في قمة بيروت لعام 2002, ومن المجدي ايضا التأكيد على حقيقة ان قرارات القمم العربيه المتعلقه بدعم الشعب الفلسطيني منذ الانتفاضة الفلسطينيه عام1987 ومرورا بانتفاضة الاقصى 2000وحتى يومنا هذا, لم تجد طريقها للتنفيذ إلا في جزيئات صغيره عندما يتناسب الامر مع السياسه الامريكيه!!, والسؤال المطروح هو: ماهو الرابط والعامل المشترك بين مواقف الانظمه العربيه وقرارات ومبادرات القمم العربيه والتوجه والتصور الامريكي الاسرائيلي لحل القضيه الفلسطينيه بعد انطلاقة انتفاضة الاقصى وما يسمى باحداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى يومنا هذا؟؟
تتطلب الاجابه على السؤال المطروح اعلاه الى تلخيص خلفية ومسلكية النظام العربي نحو القضيه الفلسطينيه في مرحلتين وهما مرحلتا ماقبل المبادره السعوديه وما بعدها وذلك على النحو التالي:
اولا:
1- محاولة النظام العربي الدؤوبة إعلامياً وسياسياً لأكثر وأكبر الدول العربية التابعه لامريكا للعب دور المُحايد والمساواة بين الضحية والجلاد في إطار ما أسمته "العنف" المتبادل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، في محاولة بائسة وانتهازيه لطمس حقيقة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني من جهة، وتبرير موقف العجز والتواطؤ العربي رغم الدمار والخراب الرهيب الذي لحق ويلحق بالشعب الفلسطيني من جهة ثانية وبالتالي مشاركة الحكام العرب موضوعياً في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والعدوان هنا لايعني عسكريا فقط لابل سياسيا واقتصاديا !!.
2- عملية قمع ومنع التظاهر والمظاهرات الجماهيريه العربيه المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بسياسة إسرائيل وأمريكا، وحصر هذه التظاهرات في أحسن الأحوال في باحات المساجد وساحات الجامعات، تدل على محاولة الحكام العرب عزل القضية الفلسطينية وحصرها بين مطرقة إسرائيل وحلفائها الإقليميين من العرب وبين سندان السياسة الأمريكية المهيمنة على السياسة الدولية، وبالتالي محاولة الحكام العرب وعلى راسهم النظامان المصري والسعودي لجعل الحل الوحيد والمخرج الوحيد للقضية الفلسطينية هو الحل الأمريكي/ الإسرائيلي، ناهيك عن دعم وخلق تيار فلسطيني سياسي تابع لأمريكا وهو صورة طبق الأصل من الأنظمة العربية التابعة.
خلاصة وأهداف منع وقمع المظاهرات في وقت اشتداد الازمات المؤيدة للشعب الفلسطيني في العالم العربي تعني إعطاء إسرائيل الحرية المطلقة لقمع الشعب الفلسطيني من جهة، ومحاصرته سياسياً واقتصاديا على المستوى العالمي من خلال السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل من جهة ثانية.
3- وللمثال وبالرغم أن قرارات قمتي القاهرة وعمان[2000,20001] دعتا شكلياً إلى دعم الشعب الفلسطيني، إلا أن هذه القرارات لم تخرج إلى حيز التنفيذ، والمثال الواضح هو عدم وفاء الدول العربية بكل ما تعهدت به من دعم إقتصادي للشعب الفلسطيني، ولسخرية التاريخ أخذت بعض المساعدات العربية شكل قروض وليست هبة أو مساعدة بالرغم من التضحيات الجسيمة التي قمها يقدمها الفلسطينيون، وهذا ما يفسر الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني المحاصر، بمعنى أن التقاعس العربي في هذا المجال يعني تواطؤ مبرمج يهدف إلى استعمال ورقة الإقتصاد كورقة ضغط على الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى الضغط الإسرائيلي والأمريكي.
4- جاءت أحداث نيويورك وواشنطن2001 بمثابة شماعة علقت عليها أمريكا أسباب إخراجها من الدولاب لمخططاتها القديمة بالسيطرة على العالم العربي، وفي نفس هذه الأجواء السياسية، وعلى شماعة أحداث سبتمبر خرجت المبادرة السعودية من الدولاب إرضاءاً لأمريكا الغاضبة على السعودية (أو هكذا تبدو الأُمور شكليا) اللتي اختارت مبادرة التطبيع مع إسرائيل والتلويح بهذه الإمكانية لخدمة المصالح السعودية/ الأمريكية المشتركة وليست بالدرجة الأولى القضية الفلسطينية، ولكن من اللافت للنظر أيضاً إستغلال إسرائيل أجواء ما بعد سبتمبر 2001 بزيادة وتيرة القمع ضد الشعب الفلسطيني في ظل صمت عالمي وعربي مطبق من جهة والتواطؤ العربي الواضح في عملية حصار الرئيس الفلسطيني عرفات ووفاته عام 2004 وتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني من خلال شماعة حكومة حماس من جهة ثانية.
منذ عام 2001 وحتى يومنا هذا لم يوفر النظام السعودي وخاصة سفيره السابق في واشنطن بندر بن سلطان اي جهد من محاولة رفع الضغط الامريكي عن كاهل النظام السعودي سواء من خلا ل المتاجره والمساومه بالقضيه الفلسطينيه او الدعم السعودي المطلق للغزو والاحتلال الامريكي في العراق والذي ادى الى تدمير العراق شعبا ودوله تماما كما ارادت اسرائيل وامريكا,,, ويبدو ان النظام السعودي وبندر بن سلطان يسيران في نفس الاتجاه نحو تدمير مقومات القضيه الفلسطينيه من خلال انتزاع لبها وقلبها وهو حق العوده لللاجئين الفلسطينيين!!..من هنا يبدو واضحا ان النظام السعودي يريد اللحاق بنظام كامب ديفيد وبركب كامب ديفيد من خلال بوابة القضيه الفلسطينيه وتطبيع العلاقات العربيه الرسميه مع اسرائيل دون حل القضيه الفلسطينيه وهذا هو ضبطا ما تسعى له كونداليزا رايس وامريكا واسرائيل وهذا ما يقودنا الى الجزء الثاني من هذه المقالة لشرح خلفية واهداف المبادره السعوديه:
ثانيا
لقيت مبادرة ولي عهد السعودية انذاك وملكها الحالي عبد الله ترويجاً إعلامياً وترحيباً عالمياً وإقليمياً، إلا أن اللافت للنظر في هذه المبادرة هو أنها ليست بجديدة، لا بل طرحها الملك فهد ملك السعوديه انذاك عام 1981 ومن ثم قام الأمير عبد الله بصياغتها من جديد وطرحها عام 2002 في صحيفة "نيو يورك تايمز" تحت شعار "الإنسحاب الكامل مقابل التطبيع الكامل"، بمعنى إستعداد السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل إنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967, ومن ثم تبنت قمة بيروت لعام 2002 المبادره السعوديه لتصبح ما يسمى بالمبادره العربيه للسلام, حيث قامت اسرائيل في ذلك الوقت برفض المبادره وشنت هجوم عسكري بربري وهمجي على مناطق الضفه الفلسطينيه فور انتهاء قمة بيروت التي كانت شانها شان قمم الحكام الاخرى قمه من قمم العاجزين والمتواطئين مع امريكا!!
تعكس المبادرة السعودية في طياتها وتوقيتها حالة من التشابه الكبير بين حالة نظام السادات عام 1977 وحالة النظام السعودي عام 2002 وما بعد، مع الأخذ بالحسبان علاقة هذين النظامين بأمريكا وتأثير السياسة الأمريكية على القرار السياسي والمبادرات السياسية لكل من السعودية ومصر، وبالتالي يبدو أن السياسة الأميركية التي حاكت بنود إتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل قد نجحت مرة أُخرى في التأثير على بزوغ بوادر مبادرة شبيهة بـ"كامب ديفيد" تسمى "مبادرة الأمير عبد الله" او المبادره السعوديه. وهنا تطرح الأسئلة التالية: 1- ما هي نقاط الشبه بين مرجعية كامب ديفيد ومبادرة الأمير عبد الله ملك السعوديه.
عملية طرح المبادرة السعوديه عام 2002 قبل إنعقاد القمة العربية في بيروت، هي عملية مقصودة على أساس أنها ستطرح كمبادرة عربية تتبناها القمة بهدف إنقاذ بعض ماء وجه الحكام العاجزين عن وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، إن لم يكن صمتهم مشاركة موضوعية في العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني. ويبدو بوضوح ان اعادة الترويج لهذه المبادره المرفوضه من قبل اسرائيل قبل انعقاد قمة الرياض 2007, يهدف الى اعطاء الامر زخما حتى تتبنى قمة الرياض القادمه علنا او موضوعيا امكانية التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم, وامكانية تطبيع العلاقات العربيه الاسرائيليه اولا دون شرط حل القضيه الفلسطينيه اولا!!
أخطأ من ظن أن مفاوضات مدريد عام1991 واتفاق أوسلو 1993 كان نتيجة مباشرة لحرب الخليج الثانية، وذلك لأن الحصار العربي ومسلكية الحكام كانت واضحة خلال انتفاضة عام 1987، عندما استجاب الحكام العرب للمطلب الأميركي الإسرائيلي بعدم دعم الانتفاضة إقتصادياً حتى يتسنى لإسرائيل قمعهاوإخمادها، وبالرغم من صدور قرار عن القمة العربية بدعم انتفاضة عام 1987، إلا أن أكثرية الدول العربية لم تلتزم بالقرار ولم تقدم المساعدات الاقتصادية للانتفاضة استجابة منها للمطلب الأميركي.
من هنا وبعد أن شكل النظام السعودي والنظام المصري رأس الجسر الذي عبرت من خلاله آلة الدمار الأميركية نحو تدمير وحصار العراق واحتلاله منذعام 1991 ومرورا بسقوط بغداد2003 وحتى يومنا هذا ، شكلت الأنظمة العربية فك الكماشة الآخر[ الفك الاخربعد اسرائيل]ا بحيث زُج بالشعب الفلسطيني إلى متاهات أوسلو تحت ذريعة الموقف الفلسطيني المؤيد للعراق وشماعة الهيمنة الأميركية، وكانت النتيجة الوحيدة والتي لا علاقة لها بتحقيق الحقوق التاريخية، هي خلق سلطة فلسطينية طبق الأصل من أنظمة الحكم العربية التابعة لأمريكا واللتي انتهى تاريخ استهلاكها منذ أمد بعيد. وهي السلطه المطلوبه اللتي تبنت المبادره العربيه دون تحفُظ وصمتت ايضا السلطه الفلسطينيه على مشروع عبدربه بيلين لعام 2003 ووثيقة جنيف التي تنازلت عن حق العوده للفلسطينيين لابل ان السلطه ارسلت انذاك مندوبا رسميا عنها للمشاركه في حفل توقيع وثيقة جنيف!!
لم يتغير النهج العربي المتخاذل والمتآمر وحافظ على استمراريته التي تجلت بشكل معيب ومفضوح في الموقف من انتفاضة الأقصى واحتلال العراق ، وبالتالي وبعد فشل النظام المصري في الإلتفاف على انتفاضة الأقصى، جاء دور النظام السعودي في إطار ما سمي بالمبادرة السعوديه والتي تبدو وكأنها مكافأة للبطش والاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الامريكي في العراق، وفي نفس الوقت تأتي هذه المبادرة بمثابة صك الغفران الذي تقدمه السعودية لأمريكا بعد أحداث سبتمبر، بمعنى إعادة العلاقات السعودية الأمريكية لسابق عهدها من خلال البوابة الإسرائيلية وإمكانية التطبيع مع إسرائيل وتجاوز القضية الفلسطينية ، وهذا ما ينسجم مع السياسة الأمريكية، وهو مطلب أمريكي منذ عهد كيسنجر، ومروراً بكامب ديفيد وحتى يومنا هذا.
لا تختلف المبادرة السعودية في جوهرها عن مبادرة السادات، وكلاهما ليستا في صالح فلسطين كما يروج لهذا البعض من داخل السلطة والحكومه الفلسطينية، وبالتالي ليس من العجب أن أول المهللين للمبادرة السعودية كانوا رموز العجز والفساد في السلطة الفلسطينية، وذلك ليس لأنها تنصف الحق الفلسطيني وتوقف العدوان الإسرائيلي, لا بل لانها تخدم مصالح امريكا وكلاءها من عرب وفلسطينيين, ولكنها تخدم بالدرجه الاولى الاحتلال الاسرائيلي,,, والحقيقه ان حالة السلام الموضوعي واللا حرب قائمه بين اسرائيل والانظمه العربيه منذ امد طويل,, ولم نسمع يوما من الايام ان اطلق النظام السعودي اصلا رصاصة واحده في اتجاه اسرائيل, وللنظامان الاردني والمصري اصلا سفارات في تل ابيب,,, ودول اخرى عربيه كثيره لها مكاتب تمثيل في تل ابيب!!!.إذا::.. المطلوب من قمة الرياض هو فقط التأمر على القضيه الفلسطينيه كما تامرت مؤتمرات وكر شرم الشيخ سابقا ولاحقا على العراق وفلسطين!!...هذا هو الهدف الرئيسي!!!
وأخيراً وليس آخراً يبدو أن سيناريو قرارات القمة العربية القادمة في الرياض سيكون تبني تعديلات المبادرة السعودية والتنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعوده ودعم الاحتلال الامريكي في العراق, ودعم النهج السنيوري والجنبلاطي في لبنان, والسؤال المطروح: هل يحق لحكام انتهى تاريخ شرعيتهم واستهلاكهم المبادرة بمبادرة تقرر مستقبل الشعب الفلسطيني خاصة؟؟.. الجواب:... قطعا لا!!..حتى ولو امتلك النظام السعودي كل براميل نفط ,,, ومن المؤكد ان القضيه الفلسطينيه ليست برميل نفط يُتاجر به وبتسعيرته النظام السعودي وامريكا!!....بامكان قمة الرياض توزيع بيانها الختامي المُصاغ في واشنطن الان وليست غدا,,, ولكنه سيكون بيان وقرارات مجرد حبر على ورق محروق تاريخيا , والاهم من هذا وذاك انه بامكان النظام السعودي السفر مباشرة من الرياض الى تل ابيب وواشنطن, ولكن المؤكد ان القضيه الفلسطينيه لن تكون مطية النظام السعودي كما لم تكن منذ عقود لقمة صائغه في فم اسرائيل وامريكا!!!... ارفعوا اياديكم عن القضيه الفلسطينيه وقضية اللاجئين,,, وندعوكم امتطاء طائراتكم وسفنكم الفاخره والذهاب مباشره الى تل ابيب.....من هان عليه العراق وشارك امريكا في عدوانها واحتلالها للعراق,, بامكانه ان يذهب الى تل ابيب وهل هنالك فرق بين النظام العربي المتصهين والصهيونيه الاسرائيليه والامريكيه!!!

كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه