أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
الواقع الفلسطيني في ظل واقع الحصار الاسرائيلي والطوق العربي !!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 10.3.07

منذ امد كان بودي ان اكتب شئ جديد حول الواقع والمستقبل الفلسطيني والحلم الذي يحلم به جوعى الحريه والرغيف وجوعى الوطن الذي انهكهُم اللجوء والسفر والحصار والانتظار.. كلمات وجمل جديده عن الامل وعن الحياه ..! , حول الارض اللتي ترعى االحياه قبل الموت وتحتضن الاثنان في ان واحد!, وهنا وهناك يتخيَّل الانسان ان يحل النسيم بدلا من العاصفه, والمد والجزر بدلا من الطوفان, واشعة الشمس الباهيه والدافئه بدلا من روتينية وشدة النار والاحتلال,, والحريه تبزُغ من اتون الظلم والعبوديه,,.. وانعتاق العصافير والطيور من اقفاص الاحتلال وقفزها عن الحواجز والجدران والحيطان,, وتحليق طيور النورس والحريه الفلسطينيه في سماء الوطن وسماء المكان وبعث الروح والحياه في الزمن الفلسطيني الراكد والهامد, والانعتاق من روتينية الجُمل والحُروف المحنطه على صفحات الوطن و الواقع الفلسطيني الذي يُعيد نفسه ويكرر مشهده منذ قرن من الزمن!... احتلال يُطارد احتلال وحصار يحل مكان الاخر وطوق يشد طوقه على ما تبقى من وطن الجُزر وما زلنا وزالوا ننتظر جزيرة العَوَض رغم شدة الطوفان الذي يفرض وجوده وجبروته على اليابسه الفلسطينيه ويحول دون ان يأخذ المد والجزر التاريخي طبيعته الجغرافيه والانسانيه, ويحُول دون ان يركُد البحر الفلسطيني الهائج,,, ويرقُد من انهكهُم الحصار و السفر والطوفان في حضن وطن فلسطيني ترعاه سواعد من يستحقون اكثر من وطن وترقبه عيون لطالما حلمت برؤية اطلال طال غيابها عن النظر بالرغم انها على بُعد مرمى حجر او حتى على بُعد امتار من عتبة الدار!!
في اللغة تزدوج المعاني احيانا وهنالك طوق النجاه وطوق الحصار وطوق الموت والتطويق .. الخ, ولربما تعرف الاجيال الشابه العربيه والفلسطينيه او لا تعرف انه كان يوم من الايام تسمية دول الطوق العربي واللذي تعني الدول العربيه اللتي تحيط بفلسطين وتطوق اسرائيل, ولكن المعنى والزمان تغيَّر رغم ازلية المكان , واذ بالطوق يدخل في حيز الازدواجيه وينقلب في المعنى والفحوى ليضرب العرب العاربه والمُعربون طوقهم على فلسطين وشعب فلسطين ليصبح الطوق العربي قالبا وقلبا وواقعا كجزء لا يتجزأ من الحصار والطوق الاسرائيلي المضروب على الشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع والمخيمات والشتات وكامل التراب والوطن الفلسطيني لابل ان الدول العربيه والاسلاميه تبرأ ذمة اسرائيل من ممارسة العنصريه والاضطهاد بحق فلسطينني الداخل., وهذا بالفعل ما قامت به مصر والجزائر والباكستان في لجنة الامم المتحده لمناهضة التمييز العنصري في العالم حيث ذكر ""موقع صحيفة "معاريف" الاسرائيليه الاسبوع الماضي أن دولاً عربية وإسلامية، وصفتها الصحيفه بأنها "معتدلة"، من بين الأعضاء في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري في العالم، أسقطوا عن إسرائيل صبغة ممارسة سياسة تمييز على خلفية عنصرية ضد العرب الفلسطينيين في الداخل، وأنها، أي إسرائيل، خالية من التمييز على خلفية عنصرية.""., وبالتالي ماجرى هو ان الدول العربيه والاسلاميه "المعتدله" دعمت تبرات اسرائيل من العنصريه وذلك بالرغم من تصاعد السياسة العنصرية تجاه العرب الفلسطينيين في الداخل في كافة المجالات، وخاصة في ما يتصل بالأرض والسكن والحقوق، ولعل أبرز مظاهرها المخططات التي تسعى للسيطرة على الأرض وسياسة هدم البيوت وتهجير السكان والتهويد، ومخططات توسيع الإسيتطان في الجليل والنقب بحجة " تطوير النقب والمثلث"، ناهيك عن العنف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية، وإقدام الشرطة الاسرائيليه على قتل أكثر من 50 عربياً من فلسطينيي الداخل منذ العام 2000.. وعلى الرغم من وجود تقارير إسرائيلية رسمية تؤكد على التمييز العنصري ضد فلسطينيي الداخل، "فقد أعلنت لجنة لمكافحة العنصرية التابعة للأمم المتحدة، بأن إسرائيل خالية من التمييز على خلفية عنصرية.وأفادت المصادر ذاتها أن ان ما اسمته ب"التحسن الملموس" في الموقف الدولي تجاه إسرائيل قد تبنته، من بين جملة الدول، مصر والجزائر وباكستان"" !!
يبد و جليا ان الحديث عن " السلام" و" الدوله الفلسطينيه" وبيع الوهم الذي تُُتاجر فيه دول الطوق العربي ومشتقاتها من فلسطينيين هو حديث اوعرس يرقص فيه العرب وحدهُم على انغام وهمهُم وهزيمتهُم ليست العسكريه والانسانيه والحضاريه فحسب لابل الهزيمه السياسيه الماحقه حين ترفض وزيرة الخارجيه الاسرائيليه المبادره السعوديه" العربيه" للسلام[ وهي بالاصل مبادرة استسلام وليست سلام!!] اللتي تبنتها القمه العربيه في بيروت عام 2002 في الوقت الذي يتوسل ويتسول الحكام العرب على ابواب واشنطن وتل ابيب بالقبول او السماح لهُم بالتعامل مع حكومة الوحده الفلسطينيه[ وحده ام خدعه :::: هذا ما سيكشف عنه المستقبل]] المُنبثقه كنتيجه لاتفاق مكه!!... لاحظوا معنا كيف ان العرب جزء مهم في الطوق ولا يُمانعون باستمرار الطوق والحصار الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني,, والقضيه تتعلق فقط باعطاء الحكام العرب فرصه امريكيه واسرائيليه لانتزاع اعتراف حماس العلني بوجود اسرائيل,,, بمعنى ان القضيه لم تعد قضية حصار الشعب الفلسطيني وتجويعه وسلب حقوقه لابل تثبيت وجود وحدود اسرائيل في حدود الوُجود الجغرافي لاخر جندي ومستوطن اسرائيلي!!!!
يأخذ الطوق والحصار في زمن السقوط السياسي و الاخلاقي العربي معاني ومناحي كثيره حيث يُحاصر الانسان والزمان والمكان الفلسطيني بلا انقطاع, وتُحاصر القدس ويُنزع محيط الاقصى المبارك او يُعزل الاقصى بالاحرى قسرا من محيطه ويُحاصر ويُطوق بطوق الصمت العربي قبل جرافات والات الهدم الاسرائيليه وبالتالي لم يرى ولا يرى الفلسطيني منذ امد سوى الاحتلال والمطارده والحصار والطوق وما ادراك معنى الطوق والحصار العربي وعواقب هذا الطوق بالرغم من نبالة وقداسة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال والطوق الاسرائيلي من اجل خلاص الانسان وتخليد نضاله وتضحياته من اجل الحريه,,, ولكن وحين يضرب العرب طوقهم القذر على الفلسطينيين يأخذ الامر والنضال منحى ومعنى اخر وهو ان الفلسطيني مُجبر على مقاومة الطوق العربي كماهو حال الطوق الصهيوني والمحصله هي ان الفرق في هذه الحاله بين حسني وعبدالله واولمرت هو فقط في حروف الاسماء وشكلها وليست في الفحوى والمسلكيه نحو الفلسطيني... راس حبل الطوق في تل ابيب وواشنطن ويمُر من عواصم عربيه وذيله هم الحكام العرب!!... راس الطوق وذيله هو جسد واحد!! لا بل ان الطوق والحصار يطال الفلسطيني على طول وعرض الوطن العربي:: ابواب وافاق موصده امام هذا الفلسطيني النشمي والشهم,,, والحجج العربيه جاهزه دوما والوصفه والطبخه مطبوخه دوما في واشنطن وتل ابيب!!
لقد تعود الجميع سواء الفسطيني او العربي على إسلوب بغيض ورخيص نُحمِلُ فيه المسؤولية للإحتلال الاسرائيلي والامبرياليه الامريكيه فقط, ونُعفي ذاتُنا العروبيه من حِساب النفس وتقييم التناقُض الحاصل بين واقع الإحتلال وواقع هؤلاء العرب الذين يحاصرون الشعب الفلسطيني ويتاجرون بالقضيه الفلسطينيه بابشع الاشكال والاساليب وبكل وبشتى الأعذار, ويُشاركون عملياً في قلب الحقائق وتًشويه صورة النضال الفلسطيني إلى حد أنَّ هؤلاء اصبحوا يُشوِهون مفهوم الاحتلال والانسحاب سِراً وجهراً, وهُم أخًر لا بل الوحيدون الذين يَتكلمون عن "خراب عملية السلام!!!, والعودة إلى المفاوضات!!" رغم أَن شريك وراعي سلامهُم لم يعُد شريكاً وراعياً إِلاَّ في تطويق وحصارو ذبح الشعب الفلسطيني جسدياً وسياسياً وخًنْقِه جُغرافياً اًوإقتصادياً, وبالتالي يبدو حال الفلسطيني بشكل عام عجيباً ومُتناقضاً ويتجلى في طرفه الأول في مسرحية مسح الجوخ العربي من قبل السلطه والحكومه الفلسطينيه وعجز سياسي صارخ وتقسيم ألأدوار والمناصب داخل سلطة وحكومة وهم من جهة، وفي طرفه الثاني المُعاناة الرهيبة اللتي يُعانيها الشعب الفلسطيني الصامد والصابر على اشد اصناف القمع والقهر والجوع والطوق والحصار من جهة ثانية.... اي عروبة هذه واي دول عربيه هذه اللتي تشارك اسرائيل في حصار الشعب الفلسطيني؟؟ واي "اسلام" هذا الذي يصمت على ما يجري للمسجد الاقصى المبارك ويتواطأ موضوعيا مع اسرائيل؟؟؟
مما لاشك فيه ان الشعب الفلسطيني أثبت انهُ جمل المحامل الذي تحمل وما زال يتَحمَلْ الكثير على الطريق الطويلة نحو الحرية والإنعتاق من الإحتلال والظلم الإسرائيلي, ولكن من المؤسف ان يدفع الشعب الفلسطيني ايضاً ثمن الحصار والطوق العربي وثمن أخطاءٌ سياسية داخلية وعربيه إرتكبها من يُحاولون اليوم إرضاء امريكا واسرائيل ويأتمرون باوامر رايس وبوش ناهيك عن التنبيه إلى أنَ الإستعمار السياسي الداخلي لا يقِلُ خُطوره عن الإستعمار الخارجي إِنْ لم يَكُن احد ركائزه المهمه, وبالتالي ما هو جاري ليس حصار وتجويع الشعب الفلسطيني لابل تجاره حره وتحويل القضيه الفلسطينيه الى خرذه سياسيه يُتاجر بها تُجار إمتهنوا مهنة سياسة الخرذه والدمار وتسعيرة سوق واشنطن!!
من الواضح تاريخياً وسياسيا انَّ المشروع الصهيوني الإستيطاني/ألإحلالي مبني على أساس ايديولوجي وإستراتيجيه بعيدة المدى هدفها النهائي دَحر كُل ماهُو فلسطيني وذلك من خلال إستعمال الحرب وخديعة "السلام" في أنٍ واحد لفرض سياسة الأمرالواقع,وهذا ما يُفسر زِيادة وتيرة ألإستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينيه بعد إتفاقية "أوسلو" اللتي لم تَكبَح توسُع ألإستيطان الاسرائيلي في مناطق "السلطه الفلسطينيه" لابل زادت من وتيرة هذا ألإستيطان,وبالتالي ماهو جاري الان هو زيادة الحصار حصار والطوق اكثر قسوه وما كان يسمى بدور دول الطوق العربي في مساندة النضال الفلسطيني اصبح اليوم وبوضوح دور مقلوب يُشارك اسرائيل في تشديد الطوق والحصار على الشعب الفلسطيني!!....هذا هو للاسف الواقع الفلسطيني في ظل الحصار والطوق العربي الاسرائيلي المشترك المفروض على الشعب الفلسطيني!!