أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
كيف ضاعت البوصله الفلسطينيه بين هَوس الحارس والمحروس!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 20.1.07

يَبدو ان القضيه الفلسطينيه قد دخلت او اُدخلت في مهاترات والى متاهات لم تمر بها هذه القضيه والشعب الفلسطيني في يوم من الايام منذ النكبه ومرورا بالنكسه ومشتقاتها من مجازر حصلت بحق الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا, وحتى اوسلو ومابعد بعد اوسلو وواقع الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن, ويبدو لي أنَّ الفكر الفصائلي والفئوي والجهوي وهَول مُمارسات الإحتلال الآسرائيلي والطوق العربي المضروب على الشعب الفلسطيني, ,قد أفرَزَ حاله فريده في تاريخ الشعب الفلسطيني تتسم بالتعصب الفئوي والفصائلي والتخبُط السياسي والوطني اللذي يصول ويجول للاسف بوجهه القبيح واداءه الردئ في مناطق القطاع والضفه الفلسطينيه ويَحُول دون تبلور قُوى فكريه وسياسيه من خارج القوى الجهويه والفِئويه القائمه على الساحه السياسيه الفلسطينيه!!,بمعنى وبصورةٌ أوضَّح يبدو جَلياً أن السلطه والحكومه الفلسطينيه وحماس وفتح مُنهَمِكتان حاليا فقط في نزاع اعلامي وسياسي وعسكري لاثبات فقط ان حماس او فتح على حق !!, ويبدو ايضا ورغم قسوة هذا الوصف ان حالنا الفلسطيني المحاصر في غزه والضفه قد بدأ يأخذ شكل ومنحى الميليشيات والعصابات المسلحه اللتي هي في واد والقضيه والفلسطينيه في واد اخر وبالتالي ما نراه في صورة حرب العصابات المسلحه وحرب المؤتمرات الصحافيه على شاشات الفضائيات يوحي بكل وضوح اننا نعيش الصورة الفلسطينيه المقلوبه بكل فحواها ومعانيها اللتي تتجلى في مسلكية عدم الانضباط الفصائلي والوطني اللذي تحول من صراع سياسي بين فتح وحماس الى صراع فئوي وفصائلي فوضوي يرقى الى مستوى تسميته بسلاح الفوضى والدمار الشامل لكامل مناحى وروافد القضيه الفلسطينيه وطنا ومهجرا!!
ان حماس وفتح ومشتقاتهم من فصائل وميليشيا ت " حكوميه وسلطويه" لا يشكلان سوى رافد ومنحى من مناحي وروافد القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني اللتي تجاوز عدده العشرة ملايين نسمه لهُم قضيتهم الواحده وقضاياها وروافدها المتشعبه والمنبثقه من منبع تاريخ ونكبة الشعب الفلسطيني و اللتي تشكل بمجموع روافدها ومعطياتها المصب الرئيسي لصباب الامان وصيانة الحقوق الفلسطينيه والوجود الفلسطيني الوطني الذي يتعرض الى تسويف وتشويه تاريخي من قبل فصيلان فلسطينيان فقدا السيطره على جزء من مكوناتهن السياسيه والعسكريه!!, ويبدو انهما[الفصيلان] يجهلان او يتجاهلان مكونات وروافد الشعب الفلسطيني الذي يزُجان به الى مركب فصائلي مثقوب في بحر هائج ومائج من جهه ويحرفان بوصلة الحقوق الفلسطينيه نحو تيه فصائلي " عقائدي وسياسي" يطيل طريق المركب الفلسطيني نحو شاطئ النظام والامان المرحلي[الا يكفي الفلسطينيون ماهُم عليه من حاله في ظل الاحتلال الاسرائيلي!: فقدان الامان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والانساني! ] من جهه ثانيه وبالتالي من الواضح ان بوصلة النضال الفلسطيني واهدافه قد انحرفت وحُرفت في اتجاه فصائلي وميليشي قاصر ويقتصر على مقولة قبلية ورجعيه :" عد رجالك وارد المي!!" لابل ان ماهو جاري في مناطق الضفه والقطاع هو اختطاف فعلي وموضوعي لمكونات ومركبات وروافد الحقوق الفلسطينيه لكامل الشعب الفلسطيني بشكل عام والشعب الفلسطيني قي مناطق الضفه والقطاع بشكل خاص...!! الجاري ان حماس وفتح يلعبان بنار حرب فصائليه عصبويه ترقى الى مستوى المؤامره على كامل حقوق الشعب الفلسطيني,,, وان شاءوا او لم يشاءوا وان كانوا واعون او لم يعُوا ترقى هذه اللعبه الفئويه الى مستوى الخيانه الوطنيه الموضوعيه!!::.. الخيانه في هذه الحاله تأخذ منحى خطير للغايه وتتمثل في حرف بوصلة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي الى اقتتال فلسطيني داخلي على مقومات سلطة اوسلو وحكومة حماس اللتي تشكل فيها فتح وحماس وجهان لعمله واحده!!!,, وكفى حماس تضليل وحديث عن مشروعها الوطني البديل,, وكفى فتح تجاهل الواقع الفلسطيني وتجاوز الاحتلال الاسرائيلي منذ امد جميع مقومات " اوسلو" لابل دوس اسرائيل على اتفاقية اوسلو ومعها خرطة الطريق.. !!! والسؤال المطروح:: هل يتجاوز هاذان الفصيلان العَدمِيان مديح طول وعرض ظل كذبهما ويعودا الى رشدهما وجوهر القضيه الفلسطينيه؟؟ واين هو الثمر الحمساوي والفتحاوي من هذا الشجر المسدوح على وجه الارض الفلسطينيه؟!!... الا يضرب هؤلاء سياج مُسيج ومفصل على مقاس اسرائيل وامريكا,,, على كامل القضيه الفلسطينيه!!؟
يبدو ان القضيه الفلسطينيه قد تحولت الى مجرد خطوط والوان من خطوط الهدنه ومرورا بالخط الاخضر حتى وصلنا الخط الاحمر والدم الفلسطيني الاحمر وتعديناه الى ما بعد بعد الخط الاحمر وهو خط الحقد الفصائلي والدمار الاسود اللذي يلوح في افق الضفه والقطاع, و هو الخط والنهج العدمي التي تُغذيه قوى فلسطينيه عدميه فاقده لمعنى المسؤوليه الوطنيه والتاريخيه, وفاقده حتى لمقومات اخلاق العمل الوطني الذي تحول الى حرب مؤتمرات فضائيه واتهامات متبادله توحي ان القضيه الفلسطينيه اصبحت مجرد عراك شوارع وفضائيات بين حكومة حماس ومشتقاتها من فصائل وميليشيات وبين رئاسة عباس ومشتقاتها من فصائل وميليشيات مسلحه وبالتالي اصبحت " القضيه المركزيه" قضية المدح و الردح واعلان الولاء لهذا الفصيل او تلك العصابه!!...نعم هنالك شكل من اشكال العصابات المسلحه في الضفه والقطاع همها الاول والاخير مصالح ذاتيه وفرض نفوذ سيطره في هذه المنطقه او تلك من مناطق الضفه والقطاع!!! لا بل هنالك ايضا عصابات قبليه وعائليه تختبئ وراء انتسابها لحماس او فتح وفي هذا الاطار يطلقون النار على بعضهم البعض وعلى الناس في الشوارع!!... هل هذه هي الثوره,, وهل هكذا ترد الابل وتعُود الخيل الى مرابطها والمياه الى مجاريها والاسود الى مرابضها؟؟؟... اي حكومة هذه واي سلطة تلك اللتي تدوس مشروع التحرر الوطني الفلسطيني, وتحرف البوصله الفلسطينيه وترمي بالقضيه الفلسطينيه في اتون حروب العصابات والفصائل من اجل جثه حيه لا تُقدم ولا تؤخر تسمى" سلطة وحكومة اوسلو"!!.. للاسف ضاعت معالم القضيه الفلسطينيه بين حانا حكومة حماس ومانا الرئاسه الفلسطينيه!! لابل حلت ثقافة الراتب بدلا من ثقافة الوطن,, وهنالم من سعى الى تعويم القضيه الفلسطينيه وحصرها بين مساعدات يحصل عليها عباس من حلفاءه وبين اموال يُهربها هنيه عبر معبر رفح!! والحقيقه ان التراشق الاعلامي الفلسطيني أخرج ثقافة الاتهامات البذيئه وسيئة النتائج من مقولات " رأس الفتنه" ومرورا بجماعة" ايران والبشمركه", وحماس تتوعد دحلان,, ودحلان يتوعد حماس, والصاع صاعين,, والرطل رطلين, والنتيجه ان كل هؤلاء المهووسين والموبوئين من فلسطينيون تائهون يصبون الزيت على النار,, ويخدموا فقط الاحتلال الاسرائيلي من جهه ويساهمون الى حين واجل بعيد المدى في تدمير معالم الهويه الفلسطينيه المناضله من جهه ثانيه....تَعَود الفلسطينيون على ثقافة التضحيه والفداء والبطولات والثفافه والذاكره الوطنيه الشعبيه,,, و اليوم وماهو جاري يقوم العدميين بخلق ثقافة العصابات والفضائيات والاتهامات, والبطولات المقلوبه وعد رجالك من الاقرع الى المصدي وركاض ورَمح الى مؤتمرات الفضائيات الفاضيه والفارغه والمأزومه!!...هذا ما يجب اولا لجمه!:: وقف هؤلاء عن المؤتمرات وعن تأزيم الوضع الفلسطيني!!.... ولو سامحتمونا على هذا التعبير::: مناظر الناطقين باسم "العصابات" الفلسطينيه امام شاشات التلفزه توحي الى ظاهره همجيه وليست وطنيه!!... ظاهره فالته من عقالها!! ولا بد من تقنينها وتأطيرها في اطر العقلانيه الوطنيه!!
كما يقول المثل "لايوجد ميت يستاهل هذه الجنازه" ولا حكومه ولا سلطه ولا شحار بين, ولا يوجد حتى ارض لزراعة الزرع الفلسطيني وتوفير الغله والقوت للشعب المنكوب باسطورة الحكومه والسلطه,, ولا يوجد حتى بحر كافي لصيد السمك!!.... غزه تقع على البحر الابيض المتوسط ... بحر طويل عريض تحتله اسرائيل بفلسفة نزع السمكه من صنارة الصياد الفلسطيني الجائع!!... ناهيك طبعا عن ملاحقة الشجر والحجر الفلسطيني في مناطق الضفه الفلسطينيه والتهام القدس والجدار العازل وبالتالي ما هو جاري ان المُتحاربون في الشوارع الفلسطينيه يُبحرون بعيدا بالواقع المر الذي يمر به الوطن الفلسطيني ,, ويُحولون الامر الى مجرد صراع سلطه على قطع وجزر ارض موبوءة بالميليشيات والعصابات وسلطة تائهه ومفقودة ودولة وهميه و غير موجودة. وحقد وتهديد متبادل عبر الشاشات، بل ان شعب "الجبارين" صار مهزله وفرجه اقليميه وعالميه,, ويبدو ان الامر بسيطا ولا يحتاج رؤساء العصابات والميليشيات سوى هاتف او مكالمه لدعوة الفضائيات وعقد المؤتمرات!!
ما هو جاري ان احدا ما يلعب دور حامي وحارس "المشروع الوطني" واخر يلعب دور حراسة "سلطة اوسلو" وبين هذا وذاك ضاعت بوصلة المشروع الوطني الفلسطيني وفقد الفلسطينيون انيا الاتجاه الوطني, وتحول الامر الى هوس الحارس ب" مشروعه الوطني" والمحروس هو مشروع اوسلو وسلطة اوسلو وحكومة اوسلو, والحارس والمحروس يدوران في هذا الفلك لا اكثر,, والمؤسف انهما يحرفان بوصلة القضيه الفلسطسينيه مئه وثمانون درجه نحو الهاويه الوطنيه!!
من الواضح ان حماس وفتح تتبادلا الاتهامات والتصريحات غير ابهتان بمستقبل وحقوق الشعب الفلسطيني, والمطلوب اليوم بالحاح انتفاضه جماهيريه فلسطينيه سلميه ضد هذا التوجه المقيت والخطير, وفي هذه الحاله حارس اخو محروس وحماس وفتح تحرسان اوسلو لا اكثر...!! والسؤال المطروح: الى متى!!؟