أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
حرب فصائليه "فلسطينيه": قطاع غزه في شرك اوسلو والانتخابات!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 30.12.06

لقد مرت القضيه الفلسطينيه بمنعطفات تاريخيه كثيره ومتعدده وخطيره, الا ان القضيه الفلسطينيه قد دخلت منعطف تاريخي وسياسي خطير منذ توقيع ما يسمى ب" معاهدة اوسلو" بين النهج التفريطي الفلسطيني وبين اسرائيل, ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا تبلورت وتطورت مفاهيم سلبيه كثيره حول مقومات القضيه الفلسطينيه[ الارض, الشعب, الدوله , اللاجئين الخ], ولكن ماهو جديد وتضليلي هو بروز مصطلح و"كيان" "السلطه والحكومه الفلسطينيه" اللتي سمحت لها امريكا واسرائيل بالتكون والتشكل ضمن بقاء الاحتلال الاسرائيلي عمليا وموضوعيا في كامل الوطن الفلسطيني وعلى كامل اراضي الضفه والقطاع, وبالتالي ماجرى منذ اوسلو[1993] هو سلسله من الاحداث الكثيره اللتي اثبتت مرة تلوى الاخرى وهِم ما يسمى بالسلطه والمناطق الفلسطينيه" المحرره", وقد تسلسلت الاحداث بزخم كبير يرافقه زخم الخداع والاستيطان الاسرائيلي المكثف في مناطق ما سمي زورا وتضليلا " مناطق الدوله الفلسطينيه العتيده" اللتي تقلصت وتقلصت وقًزمت الى [ لاحظوا معنا الجاري!] الى حد ان اُختزلت في جمهورية قطاع غزه وحرب الفصائل الدائره على ادارة " دولة غزه"!!
لسنا بصدد سرد الاحداث الكثيره والغزيره اللتي جرت منذ اوسلو ومرورا ب انتفاضة الاقصى و اعتقال و اغتيال خيرة القيادات الفلسطينيه وعلى راسها ياسر عرفات الذي وقع بالاحرف الاولى على" اوسلو" واسس السلطه الفلسطينيه وكان اول رئيس لها حتى وفاته عام 2004 في ظروف غامضه حتى يومنا هذا, ولكننا هنا سنركز على كيف سقطت القضيه الفلسطينيه برمتها في شرك مسلسل الانتخابات الاسرائيليه والامريكيه وما يسمى بالانتخابات الفلسطينيه الذي لايشارك فيها سوى عدد اقل من ثلث عدد كامل الشعب الفلسطيني وعلى مساحه جغرافيه تشكل اقل من ثلث مساحة فلسطين التاريخيه والسؤال المطروح : كيف سقطت القضيه الفلسطينيه في شرك لعبة الانتخابات الانتقائيه بعدما علِقت كامل القضيه الفلسطينيه في شباك اوسلو؟؟و كيف صارت " الانتخابات والديموقراطيه" سيف امريكي واسرائيلي مسلط على رقاب الشعب الفلسطيني!!
الاجابه على الاسئله المطروحه اعلاه تتطلب بداية ذكر معادلة وتوازن الانتخابات الرئاسيه الامريكيه اللتي تلعب فيها بورصة دعم اسرائيل والاجحاف بحق القضيه الفلسطينيه منذ اكثر من نصف قرن دورا مهما في نجاح هذا المرشح او ذاك للرئاسه الامريكيه, ومن ثم دخول القضيه الفلسطينيه ايضا لعبة الانتخابا ت الاسرائيليه, واخيرا لعبة انتخابات السلطه الفلسطينيه, وبالتالي ولا حظوا معنا كيفية: اللعب على كسب الوقت من خلال إما التحضير للانتخابات والدعايه او قرب انتهاء فترة رئاسة هذا الرئيس الامريكي اوذاك والادعاء بعدم تمكنه في الفتره المتبقيه من فترة رئاسته العمل على "حل القضيه الفلسطينيه".....كل هذه الفتره الذي قضاها رؤساء امريكا في الحكم لم يعملوا ولن يفعلوا اصلا شيئا معاكس لسياسة اسرائيل لتصبح المعادله هكذا::: فترة انتخاب الرئيس الامريكي,, ومن ثم فترة بناء استراتيجيه,, ومن ثم عامين او اكثر رئاسه ومبادرات سلام كاذبه مثل" خارطة الطريق"[ طبعا في هذه الفتره اسرائيل تفرض وقائع على الارض .. استيطان...جدار يلتهم اراضي الضفه الغربيه... الخ], ومن ثم تأتي الانتخابات الرئاسيه الامريكيه او الاسرائيليه,, ويقال بنفس الاسلوب منذ عقود::: لا يمكن القيام باي عمل في عملية السلام حتى تنتهي الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه وهكذا دواليك تستمر واستمرت لعبة كسب الزمن وتوطيد الدوله والاستيطان الاسرائيلي مقابل الاجحاف تلوى الاجحاف بحقوق الشعب الفلسطيني الذي كان دوما مطالبا بانتظار نتائج الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه لاحقا!!!!! ولكن الجديد اللذي حدث منذ اوسلو هو توظيف عنصر جديد في لعبة اسرائيل وامريكا وهو " الانتخابات الفلسطينيه" وتوطيفها لصالح لعبة كسب الزمن وتوطيد الاستيطان الاسرائيلي من جهه ولصالح السياسه الامريكيه الامبرياليه في العالم العربي من جهه ثانيه وبالتالي ما جرى هو انتخاب السلطه وعرفات وبقاءه في السلطه حتى وفاته دون اجراء انتخابات رئاسيه وتشريعيه جديده!!...وعندما لم يعُد عرفات[ بعد انطلاقة انتفاضة الاقصى] خاتم في اصبع امريكا واسرائيل,,, استحدثت امريكا واسرائيل رئاسة الوزراء الفلسطينيه لتحدد صلاحيات رئيس السلطه انذاك ياسر عرفات,,, ومن ثم بعد فوزز حماس في انتخابات المجلس التشريعي,,, اعادوا الصلاحيات للرئاسه الفلسطينيه حتى يُحدد حماس ورئيس وزراءها.... والذي جرى هو حصار كامل للشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع بعد انتخابات من المفروض ان تكون " ديموقراطيه"... على الاقل في هذا الشق الاخلاقي ايضا لم يكونوا ايضا صادقين!!,, بمعنى واضح اصبحت اكذوبة الانتخابات الفلسطينيه جزء من استراتيجية اللعب على اوقات وازمان الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه وللمثال لا للحصر...منذ عام 1990جرت انتخابات اسرائيليه وامريكيه متتاليه, وقالوا للفلسطينييين دوما: انتظروا النتائج,,, وجاء رابين واوقع الفلسطينيون في شرك اوسلو,[ و من قبل جرت الانتخابات الامريكيه وكليتنون ومن ثم كلينتون مرتين ثمانية اعوام!!], ومن ثم قتل الاسرائيليين رابين واتوا بنتانياهو,, وانتظر الفلسطينيون وزاد الاسرائيليون استيطانهم في المناطق الفلسطينيه اضعاف ما كان عليه قبل اوسلو,,,, ومن ثم جاء باراك اللذي جعله العرب والاوسلويين انذاك " بطل سلام" واذ به جزار من الدرجه الاولى وبدأ بذبح واغتيال الفلسطينيين في بداية انتفاضة الاقصى,,, ومن ثم انتظر الفلسطينيون وانتهى عصر كلينتون وجاء عصر بوش وشارون الدامي,,, وانتظر الفلسطينيون وعود بوش وفترة رئاسته الثانيه ولم يحدث شئ لا خارطة طريق ولا دوله فلسطينيه ولا شحار بين..... ومات عرفات على حدود اسوار القدس ومأذنها ولم يبقى لا بحر ميت للشرب ولا دويله فلسطينيه!!......ثم جُلط شارون وظل مجلوطا وفي غيبوبه حتى يومنا هذا وجاء اولمرت وشن حربه على لبنان واستمر في ذبح الشعب الفلسطيني!... طبعا بعد انتظار نتائج الانتخابات الفلسطينيه جاء دور انتظار نتائج الانتخابات الاسرائيليه,, وبعد فتره قليله سينتظر الفلسطينييون الانتخابات الامريكيه لعام 2008,,, وهكذا دواليك منذ امد بعيد وحتى يوم القيامه يبقى الانتظار الفلسطيني هو سيد الازمان!!
من هنا وضمن شرك اوسلو والانتخابات " الديموقراطيه" جاءت الخديعه الكبرى ضمن لعبة الانتخابات والانتظار الفلسطيني, والاستيطان الاسرائيلي والدعم الامريكي لاسرائيل,,,جاءت الخديعه من خلال ما يسمى بالانتخابات التشريعيه الفلسطينيه اللتي عرفت وعلمت امريكا واسرائيل مسبقا بفوز حماس بها ,لا بل جر حماس الى شرك ومصيدة اوسلو والانتخابات وجر كامل الشعب الفلسطيني الى الهاويه, فجاءت النتائج كما خُطط لها وذلك كالتالي: اولا جَر حماس لمربع اوسلو والسلطه, وثانيا ابقاء رسن حماس وحكومتها في يد رئاسة عباس وزمرته ومن ثم فرض الحصار على مناطق الضفه والقطاع وتجويع الناس بهدف تعرية حماس جماهيريا,, وكعبره ودرس للشعب الفلسطيني:: مصيركم الجوع اذا لم تؤيدوا اوسلو والعباسيين او اذا انتخبتم حماس..!!.... وثالثا وبعد فرض الحصار لمده كافيه وتجويع الشعب الفلسطيني وفرض ثقافة الراتب ورغيف الخبز كواقع وتعرية حكومة حماس واتهامها بتجويع الشعب الفلسطيني وفرض الحصار عليه تأتي المرحله القادمه وهي رابعا:: تسخين الوضع الفلسطيني الداخلي وتأزيم الوضع العام الى حد التصفيات الجسديه المشبوهه [ لايعرف احدا حتى اليوم من قتل عرفات؟؟؟؟,, ولا يعرف احدا ايضا من قتل الاطفال الفلسطينيين قبل فتره ومن اطلق النار على موكب هنيه في معبر رفح!!],,, ومن ثم تأتي الفرس الى مربطها ومدوَّرها بنفسها وهو خامسا:: اعلان عباس عن انتخابات مبكره واشتعال حرب الفصائل والسلطه في غزه,,, وتسويقها للعالم كحرب اهليه من جهه وتبادل الاتهامات بين فتح وحماس حول مسؤولية الاقتتال على سلطة اوسلو[ اخطأ من ظن ان المسؤوليه تقع على جهه دون اخرى مع التأكيد على سقوط حماس عميقا في حفرة وشرك سلطة اوسلو!!],,, والاهم من هذا وذاك هو سادسا: تحت مسمى وحجة حرب اهليه[ بالمناسبه الاكثريه الساحقه من الشعب الفلسطيني لا تعيش في غزه والضفه لابل في المهجر والمخيمات ومناطق ال48], تأتي الوساطات الاقليميه والغربيه داعمه لتسوية الوضع الفلسطيني العام على مقاس وتحت مظلة اوسلو,, وليست على مقاس اكذوبة حماس اللتي دخلت الى انتخابات تحكمها قوانين اوسلو,, طوعا وليست قسرا!!.. لم يُجبر احدا حماس او هنيه او صيام على استبدال دحلان وعباس والرجوب وعبدربه في مناصب من انتاج واخراج اوسلو لابل من صميم رحم اوسلو واسرائيل وامريكا....!!. عندما سيُخير كامل الشعب الفلسطيني في اختيار ممثله الشرعي:: سيختار حتما منظمة التحرير الفلسطينيه الاصليه وميثاقها الوطني الفلسطيني, ولن يختار لا عباس اوسلو ولا حماس التناقض المتمرجحه بين اوسلو وتمتطي شعار الوطن الكامل!!!..أما هذا او ذاك ؟؟؟ واما الوطن او اوسلو...؟؟ ولا مُكرهه حماس في هذه الحاله ولا مُجبره!! لابل مُخيره بين قبول اوسلو كاملا او رفض اوسلو كاملا!!... اللهُم الا اذا ارادت حماس غزه اولا واخيرا.. وعباس ودحلان مناطق من الضفه ورام الله اولا واخيرا!!!!؟؟
ماهو حاصل في غزه هو حرب فصائليه وليست اهليه فلسطينيه والشعب الفلسطيني اوعى واكبر بكثيرمن جغرافيا وديموغرافيا حماس وعباس وهنيه وصيام ودحلان وعبدربه وبالتالي ماهو جاري في غزه مؤسف ومحزن, ولكن اللذي يتحمل مسؤوليته ليست اكثرية الشعب الفلسطيني ولا حتى الاقليه اللتي تعيش في الضفه والقطاع,, لابل المسؤول الاول والاخير هو اوسلو عباس واوسلو حماس ونتائج انتخابات اوسلو وبالتالي ما عاذ ولا سمح الله ان نكون نحن الفلسطينيون النشاما والغيارا باكثريتنا في حالة حرب اهليه, لا بل ماهو جاري هو حرب فصائليه على سلطة اوسلو بين الحمامسه والفتحاويين في اطار وصحن اوسلو,,, والصحن ينضح بما فيه!!! لكنه لن يجرنا للغرق بداخله!!... المطلوب اليوم هو صوت الاكثريه الفلسطينيه المُغيبه والمهمشه قسرا لتقول: كفوا عن اللعب بالوطن وبورصة اوسلو وحماس اوسلو وفتح اوسلو!!
مما لا شك فيه ان"مؤسسة الرئاسة الفلسطينية" وحلفاءها الاقليميين والعالميين، يشنون حرباً إعلامية وإقتصادية وسياسية على حركة "حماس"، ولكن في المقابل ايضا تشن "حماس" وحلفاءها الاقليميين حرباً إعلامية وتضليليه حول انخراطها في اوسلو وركوبها موجة الوطن واعالي الشجره!!. يبدو ان حماس باتت تحتاج لسُلم حتى تنزل من فوق شجرة التضليل!!!
يُشير خطاب اسماعيل هنيه الاخير[19.12.06] بوضوح ان الحكومه الفلسطينيه برئاسته قد تعرضت منذ اليوم الاول لافشال وحصار مبرمج من قبل عباس وجماعته وامريكا واسرائيل, ولكن من السذاجة بمكان ان يحدث شئ اخر او العكس وهل كانت حماس وهنيه ساذج لهذه الدرجه ولم تعرف في اي مطب طبت؟؟ الجواب لا,, ولكنهم[ اي حماس] راهنوا كما يبدو على حصان ميت اسمه العالم العربي والاسلامي!!, واللذي جرى هو العكس وخُطط له بإحكام وهو حماس في الشرك وعباس يستعمل في هجومه السياسي " الواقع الفلسطيني: المعيشي والانساني في مناطق الضفه والقطاع"كفرصة سانحة بالهجوم على "حماس" والتشكيك في مقدرتها وتحميلها مسؤولية واسباب الحصار والوضع المزري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في مناطق الضفة والقطاع!! وهذا الامر [اي مسؤولية حماس!!] قد يبدو عجيبا وغريبا!!، ولكن فيه شيء من الصحة ويتجلى في نصب "فتح" شركاً سياسياً ووطنياً لـ"حماس" من خلال انتخابات فلسطينية مبنية بالاساس على اساس اوسلو التي عارضتها وتُُعارضها "حماس"، وسقوط هذه الاخيرة في هذا الشرك وإن لم يكُن ايضا الدرك الانتخابي الذي وقعت فيه "حماس"!! ..... اوسلو كانت ومازالت الاساس والمنطلق لحالة الحصار والجوع التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم، والذين شاركوا على اسس وفي انتخابات اوسلو يتحملون المسؤوليه لأنهم ببساطة قبلوا مُعطيات ونتائج اوسلو التي اوصلت الحالة الفلسطينية في الضفة والقطاع إلى ما هي عليه اليوم بكل معطياتها ومقوماتها سواء الاقتصادية او السياسية او الامنية او الوطنية!!.، بمعنى ان "حماس" كحكومه تريد [او من المفروض هكذا!!] حُكم بنية سياسية وإقتصادية وامنية من انتاج وإخراج اوسلو و"فتح"...عظما ولحما وروحاً وقناعه!!، وهذا [اي سيطرة حماس على منتوج فتح] ما لم يسمح به عناصر ورموز السلطة الاوسلوية الذين راهنوا على مُسمار جُحا "مؤسسة االرئاسة الفلسطينية" وما يسمى بصلاحياتها!!... وبصراحه في هذه الحالة حاميها حراميها.. وببساطه: من وجهة نظر ما يسمى بـ"مؤسسة الرئاسة الفلسطينية" كان التكتيك السياسي كالتالي:...سنعترف بفوز حماس في "الانتخابات الديموقراطية"، وسنترُكها تُشكل الحكومة!! ومن ثُم تدار الدائرة عليها من قبل امريكا واسرائيل والنظام العربي، وبعدها سنُشارك [كما هو حاصل في الوقت الراهن[ في تقويض "حماس" وصلاحياتها على قدم وساق مع الانظمة العربية وامريكا واسرائيل!!!... لسان حال "مؤسسة الرئاسة الفلسطينية" يقول للشعب الفلسطيني: حماس تعني الجوع والضيق، وفتح تعني الخبز والشبع والفَرج!! وبدون "مؤسسة الرئاسة" لا يوجد مساعدات دولية!! ولذلك يدعي هؤلاء انهُم هم الوحيدون القادرون على توفير مقومات العيش للشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع!! ... ببساطة تشعُر "مؤسسة السلطة الفلسطينية" بانها صاحبة المشروع والدار والديار، وحماس مجرد دخيلة لا يحق لها إدارة دار وديار "فتح"!!!
يبدو جليا وبوضوح ان القائمين على الحرب الفصائليه الفلسطينيه في غزه يراهنون كذبا وزورا على الزج بالشعب الفلسطيني في حرب " اهليه" لاناقه له ولا جمل فيها على المستوى القريب والبعيد,يُراد منها و لهَا ان تكون ردا مُقنعا على حالة سياسية مُزرية واداء سياسي رديء يعيشه الشعب الفلسطيني كواقع يومي في ظل الغياب الاكبر والاعظم لرؤية سياسية فلسطينية تبعث الامل في افق الوطن والفضاء الفلسطيني، لا بل تُضيء النور في عتمة وظَلمة جَور الخارج والداخل، وما ادراكُم بأخطاء وتناقضات الداخل المتمثل في تيارات وحركات سياسية فلسطينية تَدّعي كل منها انها تمتلك الرؤية السياسيه والحل وسر "سعادة ومستقبل" الشعب الفلسطيني [الحديث يدور هنا من وجهة نظر تضليلية عن كامل الشعب الفلسطيني بينما الحقيقة ان الصراع الحالي دائر على رُقع جغرافية وديموغرافية فلسطينية بهدف إختزال مفهوم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في هذا الاطار الديمغرافي والجغرافي والسياسي!!؟] الذي يُعاني الأمرين من مطرقة صراع النفوذ والسيطرة بين "فتح" و"حماس" وسندان الاحتلال الاسرائيلي والموقف الامريكي وبالتالي وللأسف تُعاني القضية الفلسطينية في الوقت الراهن من ضياع "الرسن" والمقومات الوطنية والسياسية والتاريخية اللازمة لصيانة كينونة الحق والوجود الفلسطيني السياسي والوطني الذي يتعرض في الوقت الراهن الى تشويه مبرمج من قبل حماس وفتح اللذان خاضان الانتخابات على اساس اوسلو ويخوضان الحرب الفصائليه على حساب كينونة الحقوق الفلسطينيه!!
واخيرا وليس اخرا، هنالك ازمة سياسية وطنية فلسطينية لا تتجلى في الاحتلال الاسرائيلي وسياسة معتوه واشنطن فقط، لا بل في قُصر نظر برامج سياسية فصائليه فلسطينية انية ومُضللة، يقف على ضفتها الاولى نهج الفاسدين والعاجزين والمُتحالفين مع امريكا واسرائيل وانظمة العار العربي، وعلى الضفة الاخرى نهج قريب من العدمية والانتهازية السياسية يتخلل برنامجه ونهجه ضبابية تحتاج الى إضاءت معالم طريقه وبرنامجه السياسي!!!... الواقع ان الشعب الفلسطيني لا يُعاني فقط من الاحتلال والظلم والجوع لا بل بالدرجة الاولى من ازمة قيادة ورؤية سياسية وطنية فلسطينية.. داخلية!!!.. وواقع الفلسطيني يقول لحماس وعباس: لا تكذبوا على الناس: إما اوسلو ومعطياتها!!! ام لا؟؟؟... التوفيق "السياسي" الفلسطيني بين هذا وذاك والانتقائية اخطر من الاحتلال الاسرائيلي.. وإن لم يكن موضوعيا داعما له!!!... أخرجُوا الدم الفلسطيني من حسابات الربح والخساره،.. وقفة تأمُل يا ايها الفلسطينيون... انتم اولا واخيرا شعب واحد وليست فصائل وحمائل!! والفصائل مصيرها الزوال في زخم التاريخ،،، ولكن اياكُم ان تُذيبُوا الحق الفلسطيني وتهدروا الدم الفلسطيني في زخم الهوس بالفصائل...... انتم جميعا في شرك اوسلو وقتالكم هو على انتخابات اوسلو اللتي اجرمت بحق حقوق الشعب الفلسطيني!!!.. نتمنى ان تتاملوا في حالكم وانتم تضغطون على الزناد لقتل ابناء شعبكم من اجل فتات اوسلو!...ابناء شعبكم في فتح وحماس واخر مخيم فلسطيني في المهجر والداخل!! ... غنى الفلسطينيون في زمانهم لابطالهم ب "حود عن درب الجيشي يا حبيشي[بهيشي]...!! وانتم حودوا عن درب قتل اخوانكم من اجل اوسلو واسرائيل...حوِدوا......

باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب..