أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
مُجرد "خطأ" : عدوان وسطوة امريكا واسرائيل على العالم العربي!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 25.11.06

بعدوانية وسادية صارخه وواضحه يمتشق مندوب امريكا في الامم المتحده بولتون يده المرفوعه دوما ضد الشعوب العربيه والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص, وفي هذه المره يعلن الفاشي والعدواني بولتون
ان امريكا هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا وما جرى في بيت حانون من مجازر ودمار هو انتاج واخراج امريكي واسرائيلي مشترك, ولا يمكن لامريكا إلا ان تواصل نهجها العدواني ضد الشعب الفلسطيني وتؤيد المجا زر الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني من خلال استعمال الفيتو رقم 31 ضد الشعب الفلسطيني من جهه والدعم الامريكي لاسرائيل وحمايتها من الادانه من خلال الفيتو الامريكي الممشوق دوما ضد حقوق الشعب الفلسطيني من جهه ثانيه وبالتالي ما جرى ويجري عمليا وفعليا هو ان امريكا أمنَّت وتؤمن دوما شبكة الامان لاسرائيل ليس عسكريا فقط لابل سياسيا ايضا:: اسرائيل ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني بواسطة السلاح الامريكي, وامريكا تُبارك خطواتها سياسيا وتحميها عالميا حتى من ادانة حبر على ورق في ما يسمى بهيئة الامم المتحده!!.... لا يوجد هيئة امم ولا يوجد حتى مجتمع دولي في هذه الحاله الانسانيه والسياسيه الشاذه والمنحرفه بكل المعايير الموضوعيه...!!.. الموجود هو سطوه امريكيه على صناعه امريكيه وامبرياليه تُسمى زورا " هيئة أمم"!! ولو تعلق الامر فقط بتسميه لما كانت هنالك اهميه لهذه التسميه, ولكن الامر يتعلق بهيئه امريكيه مُغلفه ب" امميه" تدعم وتبارك ذبح الشعب الفلسطيني, وتُدمر لبنان عنوه وتزرعه بقنابل الموت لعشرات السنين والاجيال القادمه ناهيك عن ذبح وسلخ ليست الشعب العراقي فقط لابل تدمير االعراق دولة وكيانا وشعبا من خلال قرارت امريكيه مغلقه بقرارات" امميه"!!.. لاحظوا معنا ان: مجزره بحجم مجزرة بيت حانون او قانا واحد او اثنين لا تجعل تابع امريكا كوفي عنان يخرج من طوره وعن صمته ليقول لامريكا واسرائيل على الاقل ان ماجرى هو مجزره بحق المدنيين العزل ولا بد من ادانتها بالحد الادنى على هذا الاساس!!
لقد تعود العرب طوعا وقسرا على رؤية الجثث العربيه مكدسه في كل مكان والاطفال العرب سواء في فلسطين او لبنان او العراق يُقتلون مع سبق الاصرار وهم يغطون في نومهم ودون ذنب اقترفوه سوى انهم عرب يُسترخَص دمهُم مرتين او اكثر: مرة من خلال ذبحهم وقتلهم الفعلي على يد امريكا واسرائيل والحاكم العربي, ومرة اخرى من خلال استصدار رخصة قتل من ما يسمى بهيئة الامم المتحده اللتي لا تدين قتل الاطفال العرب لابل تبرر هذا القتل وتُصادق عليه اسميا وموضوعيا من خلال الفيتو الامريكي والقرارات الامريكيه!!
اسمع او لاتسمع و صدق او لاتُصدق القضيه قضية " خطأ" مدفعجي او طيار اسرائيلي او امريكي::.. مليون قنبله عنقوديه اسرائيليه وامريكيه تُلقى على لبنان وتقتل من تقتل ويبقى منها في لبنان نسبه اربعون بالمئه جاهزه للقتل تنتظر ضحاياها من الاطفال العرب....الجيش الاسرائيلي و" المدفعجي" يُخطئ حساباته ويرتكب مجزره في بيت حانون ب" الخطأ",,,,مسجد النصر التاريخي في بيت حانون يُهدم عنوه وعليك كعربي ان تُصدق ان الهدم كان عن طريق الخطأ او لسبب وجود مقاومين فلسطيين في المسجد؟!!...امريكا تحتل العراق وتذبح شعبه وتقتل الملايين من العراقيين منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا,, كل هذا وصدق او لا تصدق ايها العربي:" خطأ" ارتكبه معتوه واشنطن وثله من الفاشيين والمجرمين!! وكما هو معلوم وعلى اساس نظرية الخطأ والصواب:: لاحرج على المعتوهين والمجانين!! ولا يمكن بالاصل تقديمهم للمحاكم كمجرمي حرب لكونهم غير مسؤولين عن اعمالهم وتصرفاتهم!!! إذا .. النتيجه الحتميه لهذه النمطيه الاجراميه:: اقتُل ثم اقتل واكذب مرارا وتكرارا على اساس نظرية " الخطأ" والنتيجه النهائيه والحتميه انك تقتل عربي وعرب هدرت دمهم " الامم الامريكيه" من جهه وباعهُم حاكم عربي مأجور بأبخص الاثمان ليكونوا بط او اوز يُطلق عليها النار في الليل والنهار مع سبق الاصرار على قتلها ب" الخطأ" والنتيجه يراها ملايين من الجثث العربيه الحيه المكدسه امام شاشاة فضائيات" الرأي والموضوعيه والحياديه":: النتيجه: جثث عربيه مذبوحه و مكدسه في فلسطين والعراق ولبنان معروضه حيا على الملايين من العرب!! لربما ايضا بالخطأ!! او كما اصبح مُتعارف عليه في نشرات عرب كارلو فضيحه:: تم العثور على الف جثه مجهولة الهويه في بغداد!! هكذا....مجهولة...سقطت من السماء.... لا اسماء لها ولا هم عرب ولا عراقيون ولا يحزنون!!...بعد حين وبعد قتل الملايين في العراق ستسمعُون في نشرات الاخبار العربيه:: ان هذا القتل المجهول الهويه:: كان خطأ كما هو حال " اسلحة الدمار الشامل في العراق" اللتي كانت سببا في خطأ اخر وهو الدمار الشامل الجاري في العراق!!!!
طبعا...سيخرج علينا عمرو موسى بعد حين بادانه شديدة اللهجه لما هو جاري في العالم العربي,, ومن ثم يقدم اعتذارا على هذا " الخطأ" اللغوي المُغامر اللذي يُبررحتى للمُقامرين والساقطين انسانيا وتاريخيامن وكلاء الذبح الامريكي للعرب ان يطلقوا على المقاومه اللبنانيه مجرد مُغامره جعلت اسرائيل وامريكا تقتل وتجرح الالاف من اللبنانين وتدمير بنية لبنان التحتيه!!!.. طبعا ...""خطأ" مجهول الهويه ضمن اللا معقول ,ولربما نستمع في المستقبل لخبر الطائرات مجهولة الهويه اللتي ارتكبت مجزره ب" الخطأ" في غزه او رام الله او جنين او بيروت!!!؟
بعد كل هذا اللذي جرى على مدى عقود من الزمن ومشاركة الحكام العرب في جميع اشكال العدوان والذبح الجاري في العالم العربي,, لربُما نسمع لمجرد الاستهلاك الاعلامي تصريحا لحاكم عربي بأن شراكة
القتل وقرابة الدم بين الحاكم العربي وامريكا كانت ايضا مجرد " خطأ"!!.. قبل ايام عاد عمرو موسى ومديرجامعة الغربان العربيه ليصرح " خطأأ" بان الدول العربيه سترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني!, بمعنى ان العرب كانوا يحاصرون الشعب الفلسطيني جنبا الى جنب مع امريكا واسرائيل دون ان يعلنوا عن هذا رسميا!!...يُقال ايضا ان العرب حاولوا "خطأأ" بترويض حماس وحكومة حماس حتى يصبحوا صوره طبق الاصل من سلطة عباس!!!... رغيف.... راتب....فوضى...ميليشيات.... وطن ضائع...شعب تعداده عشرة ملايين فلسطيني واكثر يعيش اكثر من نصفه بسبب "خطأ اممي" وتقسيم اممي:: مُشرد ولاجئ,,, بينما يتفنن حكام العرب وامريكا في اقامة علاقات مع اسرائيل مُغتصبة الوطن الفلسطيني!!!...بعد حين سيقول " حامي الحرمين" ان مبادرة مؤتمر بيروت كانت خطأ والمطلوب اوسلو خمسه وبدون القدس!!!!
من المؤسف القول ان الامور تتداخل في العالم العربي والاسلامي بشكل كارثي ومأساوي, بحيث يصعب على المرء فهم ومُتابعة ما يُحاك من استراتيجيه امبرياليه واستعماريه تهدف الى ضرب مُقومات وقِيم المجتمعات العربيه والاسلاميه ليس من خلال القوه العسكريه والاستعمار الاقتصادي والسياسي فحسب لابل من خلال خَلخلة جذور الهويه الاسلاميه والعربيه و الحضاريه في المجتمعات العربيه من خلال هُجوم وغزو اعلامي مُكثف تُشارك فيه على قدم وساق بالاضافه لوسائل الاعلام الامريكيه الفضائيات العربيه المُموله من انظمة الحكم العربيه وعلى رأسها ممالك ومشايخ الخليج اللتي تتبنى المشروع الامبريالي الامريكي الى حَد الاستجابه الى التلاعُب بِالقِيم الاسلاميه وتَغيير مناهج التعليم في الدول العربيه والاسلاميه بِما يتناسب مع قِيّم وسياسات همجيه تفرضها المصالح المُشتركه بين ثقافة رُعاة البقر في امريكا وثقافة حُلفاءها من طُغاة عرب سعوا ومازالوا يَسعون الى زرع الدمار الوطني والاجتماعي والاقتصادي في العالم العربي حتى بلغ بِهُم الانبطاح والتبعيه الى مُشاركة امريكا في مُحاولة التلاعُب بالدين الاسلامي و تَخريب القِيم الاجتماعيه في العالم العربي.
يتعرض العالم العربي في الوقت الراهن الى تضليل و غزو حضاري واعلامي كاسح وهُجوم مُبرمج على جميع قيِم وأُسس الثقافه العربيه التي اصبحت هدفا من اهداف ترسيخ الاستعمار الامريكي والغربي ليست في الوطن العربي فحسب لابل في العقل العربي اللتي يُشكل فيه الاساس الفكري والسياسي مَحورا رئيسيا في عملية قَبول او رفض الاستعمار والاستكبار وكذبة " الخطأ" اللتي تُمارسها القوى الامبرياليه ووكلاءها من العرب , وبالتالي وكما هو معروف من السهل جدا ان تحتل بلدا ما عسكريا واقتصاديا, ولكن طالما لم يَهزِم المُسْتَعمِر الشعوب المُستَعْمَرَه فكريا وحضاريا فمن الصعب عليه الصمود طويلا امام شعوب مُحَصنَّه ثقافيا وعقائديا تَجعل من ثمن الاستعمار ثَمنا باهِظا بالنسبه للمُستعمِر.... المُعادله الفكريه والعلميه تَقول: احتلال الشعوب والسيطره عليها لا يَتِم الا من خلال تَخريب ثقافة وَقِيَم الشعوب المُستهدفه واستبدالها بِثقافة المُسْتَعْمِر, بمعنى بسيط لايمكن اخضاع الشعوب بالكامل ألا مِن خلال السيطره عليها فكريا وحضاريا!!
من هُنا ومن منُطلق أن الهويه الحضاريه والثقافيه والعقائديه للشعوب هِي المصدر الرئيسي لِكُل اشكال مُقاومة الاستعمار والاستكبار والظُلم, جاء الهجوم العسكري والاقتصادي والاعلا مي الامريكي على العالم العربي والاسلامي ليندرج في منظومه مُتكامله لاستراتيجيه طويلة الامد تهدف الى تَشويه العقل والمجتمع العربي وإخضاعه الى استعباد وتضليل فكري وسياسي مُزدَوَج ومُحاصر بين شَطِر رِحى قُوى الظلم والتخلف العربي التابعه لامريكا وَصنيعتُها الفكريه والسياسيه من جهه وشطر الرحى الخارجي الامبريالي من جهه ثانيه وبالتالي ما يجري في العالم العربي في الوقت الراهن هُو مُحاولة إستبدال او تَكييف قُوى الطحن والدمار العربيه الداخليه اللتي انتهى دورها كحليفه لامريكا, بقوى أشد عَمَاله تتبنى أمركة العالم العربي فكريا وسياسيا بِما يتناسب تماما مع التوجهات الامريكيه اللتي تَهدف الى طحن وجَبِل جِيل عربي جديد يتبنى فكريا وحضاريا مشروع ضرورة إخضاع العالم العربي لِهيمنة وسيطرة قوى فاشيه امريكيه تعتمد مرجعية العصور الوسطى وتجارة العبيد في تعاملها مع الشعوب العربيه والفارق الوحيد هو استعمال التِقنيه الحديثه لوسائل الاستعباد والدمار العسكري والاعلامي اللتي تتبعها امريكا واسرائيل والغرب في تعاملها مع العرب والمسلمين!!
ماهو جاري اليوم ليس "خطأا" ولا هو مجهول المصدر والهويه لابل هو فرض للتضليل على الوعي والذاكره العربيه اللتي تسعى امريكا واممها المتحده بضربها في عقر دارها ومحو هويتها وواقعها العربي المشترك!! .. الخطأ يكمن في استمرارية العرب في ابتلاع نظرية الخطأ!!! وهل امتشاق امريكا للفيتو ضد الشعب الفلسطيني للمره الواحده وثلاثين كان مجرد" خطأ"؟؟؟ الجواب قطعا لا... امريكاهي عدوة العرب والفلسطينيين الاولى والا كيف سنفهم مباركة امريكا لجميع اشكال العدوان والمجازر الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني!!؟