أحدث الأخبار
الأحد 28 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 4973
تفاصيل تورط أمير سعودي بالتجسس على مذيعة في "الجزيرة"!!
30.01.2022

كشفت صحيفة ألمانية تفاصيل عملية تجسس تعرضت لها مذيعة في قناة الجزيرة، وتبين أن أميراً سعوديا هو المتورط بهذه العملية، وباستخدام برنامج التجسس الاسرائيلي "بيغاسوس". وفي التفاصيل التي نشرتها جريدة "دي تسايت" الألمانية فقد تبين أن الاعلامية اللبنانية والمذيعة في قناة الجزيرة غادة عويس تعرضت لعملية تجسس عبر برنامج "بيغاسوس" الاسرائيلي الذي يبلغ ثمنه مئات آلاف الدولارات، وتبين أن أميرا سعوديا هو المتورط بهذه الجريمة، بحسب تقرير لموقع التلفزيون الألماني (DW)
وقالت الصحيفة في تقريرها إنه تم استهداف الهاتف المحمول للصحفية اللبنانية غادة عويس (44 عاما)، المذيعة بقناة الجزيرة القطرية، في 15 نيسان/ أبريل 2020، من خلال رسالة على "واتساب" من مرسل مجهول في المغرب، ما أدى إلى تعطل نظام الهاتف، ليتبين لاحقا أن السبب هو بالفعل برنامج تجسس.
وتعرف عويس بسجالاتها الكثيرة مع مسؤولين وأمراء سعوديين خصوصا في الفترة التي أقدمت فيها السعودية على حصار قطر عام 2017.
وأشارت "دي تسايت" إلى أن المخترقين تمكنوا من سرقة ما لا يقل عن 43.32 ميغابايت من البيانات الشخصية على الهاتف، ليتم بعد ذلك نشر صور شخصية خاصة لغادة عويس على الإنترنت، لتصبح ضحية تشهير، في خطوة وصفها ضابط عسكري سعودي بـ"الثأر"، بحسب الصحيفة، ما أغرق عويس في "أزمة وجودية"، وفقاً للتقرير.
وأكدت الصحيفة أنها تمكنت من الاستماع إلى تسجيلات لمحادثات داخلية للمشاركين في قضية التجسس على غادة عويس، بالإضافة إلى صور وتحويلات مالية وتذاكر طيران، تشير إلى تورط أمير من العائلة الملكية السعودية في القضية، "ما يوحي بأن هدف الهجوم كان محاولة إسكات عويس كوجه بارز لقناة الجزيرة بسبب انتقادها للسعودية".
وقالت "دي تسايت" إنه تم وضع خطة استهداف هاتف عويس ونشر صورها على مأدبة عشاء في فندق "تاج دبي" الفاخر، في يوم سبت بأواخر نيسان/ أبريل 2019. وكانت الخطة تتضمن نشر صور عويس، التي ستسرق من هاتفها المخترق، في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة من مؤيدي ومؤيدات السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى. وذكرت الصحيفة أنها توصلت إلى هذه المعلومات من خلال محادثة هاتفية بين امرأتين أمريكيتين شاركتا في العملية.
وبحسب الصحيفة، فإن إحدى المرأتين قالت إن اثنين من موظفي شركة "DarkMatter"، وهي شركة للأمن السيبراني مقرها في الإمارات، كانا حاضرين تلك الليلة، بالإضافة إلى شخص مقرب من سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، والذي كان الذراع اليمنى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فضلاً عن حضور الأمير سطام بن خالد آل سعود.
وذكرت "دي تسايت" أن أمريكية مشاركة في العملية، واسمها شارون كولينز، قالت في محادثة هاتفية إن الأمير سطام بن خالد آل سعود هو الذي دفع الأموال للذين خرقوا هاتف عويس.
وأشارت الصحيفة إلى أن كولينز، التي تعيش في فلوريدا وتعمل محللة في شركة عقارات، تؤيد ترامب والسعودية وسبق لها أن زارت السعودية والتقت سعود القحطاني.
وكشفت الصحيفة أن لديها إيصالات لخدمة تحويل الأموال "باي بال" (PayPal)، قيمة كل منها 2500 دولار، تلقتها كولينز شهرياً لفترة، مقابل تطوير شبكة في أمريكا لتقديم السعودية كدولة ذات رؤية في الخليج وتشويه سمعة عويس.
وبعد أربعة أيام من اختراق هاتف عويس، أي في 19 نيسان/ أبريل 2022، نشر حساب لمجهول على "تويتر" يسمى "@uncareer1" عدة صور لعويس مع أصدقاء لها وهي تدخن وتشرب الكحول؛ لتبدأ حسابات موالية للسعودية على "تويتر" بنشر الصور.
وفي الثاني من حزيران/ يونيو 2020 نشر الحساب نفسه مقطع فيديو لعويس وهي بالبكيني في حوض للسباحة. ومن بين من نشر تلك الصور كانت شارون كولينز، فقد كتبت على حسابها أن عويس "باعت نفسها لإرهابيين لتحصل على قصة (صحفية)".
وبحسب محامي عويس، فقد تمكن مجهولون من الوصول إلى 5207 ملفات على هاتفها المحمول. أما عويس فقالت لـ"دي تسايت" إنها مرت بفترة من "التعذيب النفسي" بعد نشر الصور، مشيرة إلى أن تداعيات قرصنة هاتفها كانت تفوق أي شيء واجهته من قبل. وأضافت: "كانوا يريدون إهانتي وإذلالي"، وتتابع: "حتى يومنا هذا، أفكر في جمال (خاشقجي). هل أكون أنا التالية؟".
لكن يبدو أن ما لم تكن تتوقعه كولينز هو أن تلجأ عويس للقضاء الأمريكي. فقد كتبت عويس عن واقعة قرصنة هاتفها في صحيفة "واشنطن بوست" قبل أن تستعين بمكتب للمحاماة في ميامي لتقديم دعوى ضد المشاركين. وتشمل القائمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمقرب منه سعود القحطاني والأمير سطام بن خالد آل سعود، بالإضافة إلى كولينز وأمريكيين آخرين.
وكشفت "دي تسايت" أن كولينز تحدثت هاتفياً مع الأمير سطام آل سعود قبل عدة أسابيع لتكشف انزعاجها من الدعوى التي رفعتها عويس ضدها، ومبدية خشيتها من سحب السلطات حق حضانة طفلها إذا تمت إدانتها، لكن الأمير، بحسب الصحيفة، حاول تهدئتها بالقول: "ليس لديهم أي دليل على اختراق هاتفها (عويس) أو أي شيء من هذا الهراء! ليس لديهم أي شيء!".
وقالت الصحيفة، إن "الأمريكية كولينز زعمت في إحدى مكالماتها الهاتفية، أن سطام بن خالد آل سعود هو الشخص الذي دفع المال للمتسللين، وعندما اتصلت به "دي تسايت " للرد، وعد آل سعود بأنه سيتصل، لكنه لم يفعل. كما لم يُجب الأمير على قائمة الأسئلة التفصيلية حول القضية ودوره المزعوم فيها". بحسب الصحيفة.
كما رفضت كولينز الإدلاء بتعليق لـلصحيفة، قائلة إنها لا تتحدث مع وسائل الإعلام، ورفض محاميها الرد أيضا على قائمة مفصلة من الأسئلة التي طرحتها الصحيفة، والحال نفسه تكرر مع سعود القحطاني، حين رفض محاميه الإجابة على أسئلة الصحيفة حول قضية عويس.